أشكرك اختي الفاضلة تجويد على ما قدمت من ردٍ جميل للجزائري حول (( كيف )) .
وقد بحث فوجدت التالي :
جاء في مفردات القرآن للأصفهاني:"وكل ما أخبر الله تعالى بلفظه كيف عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب، أو توبيخا نحو: كيف تكفرون بالله [البقرة/28]، كيف يهدي الله [آل عمران/86]، كيف يكون للمشركين عهد [التوبة/7]، انظر كيف ضربوا لك الأمثال [الإسراء/48]، فانظروا كيف بدأ الخلق [العنكبوت/20]، أو لم يرو كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده [العنكبوت/ 19].
واما الزمخشري فقد قال بأن كيف تدل على الحال ,وإنكار الكفر بكيف أقوى وأبلغ وذلك لأن حال الشيء تابعة لذاته، فبإمتناع ثبوت الذات يتبعه إمتناع ثبوت الحال,وعليه فإن إنكار حال الكفار يتبعه إنكار ذات الكفر ,وهذا نص ما قاله الزمخشري:" فما تقول في { كَيْفَ } حيث كان إنكاراً للحال التي يقع عليها كفرهم؟ قلت: حال الشيء تابعة لذاته، فإذا امتنع ثبوت الذات تبعه امتناع ثبوت الحال؛ فكان إنكار حال الكفار لأنها تبيع ذات الكفر ورديفها إنكاراً لذات الكفر، وثباتها على طريق الكناية، وذلك أقوى لإنكار الكفر وأبلغ. وتحريره: أنه إذا أنكر أن يكون لكفرهم حال يوجد عليها. وقد علم أنّ كل موجود لا ينفك عن حال وصفةٍ عند وجوده. ومحال أن يوجد بغير صفة من الصفات كان إنكاراً لوجوده ".اهـ
ووجدت ايضاًً
قال ابن الفارس في الصاحبي كيف تفيد النفي كقوله تعالى : " كيف يهدي الله قوما .."
وابن منظور في لسان العرب اعتبرها للتعجب بتقدير اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون وقد ثبتت حجية الله. وهذا راي الزجاجي في حروف المعاني والصفات و الزمخشري في الكشاف وكذلك السكاكي ويقول: وهو سؤال عن حال الكفر هل عن علم به ام عن جهل؟ فكيف تكفرون والحال على ما انتم تعلمون؟
فهو سؤال استنكاري يفيد التعجب او النفي
وقد لفت نظري هذا القول فلا يمكن ان يكون المعنى النفي هنا---لان قوله تعالى "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ " لا يتضمن نفي كفرهم بل هو ينعى عليهم كفرهم---وينكره عليهم---وهنا حصل الإستنكار بأداة السؤال عن الحال وهي كيف
ترى ما الناحية البلاغية في هذا الإستخدام؟
المفضلات