يقول الدكتور أمجد قورشة:
ركبت التاكسي ذات يوم متجهاً للمطار.
بينما كان الشائق ملتزماً بمساره الصحيح قفزت سيارة من موقف السيارات بشكل مفاجئ أمامنا.
ضغط السائق بقوة على الفرامل لتنزلق السيارة وتتوقف قبل إنشات قليلة من الاصطدام.
أدار سائق السيارة الأخرى رأسه نحونا وانطلق بالصراخ تجاهنا. لكنّ سائق التاكسي ابتسم ولوّح له بودٍّ.
استغربت فعله جداً وسألته: لماذا فعلت ذلك؟ هذا الرجل كاد يرسلنا للمستشفى برعونته. هنا لقّنني السائق درساً أصبحت أسمّيه فيما بعد: قاعدة شاحنة النفايات.
قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات تدور في الأنحاء محملة بأكوام النفايات؛ التخلف، الإحباط، الجهل، الغضب، وخيبة الأمل. وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم يحتاجون إلى إفراغها في مكان ما. في بعض الأحيان يحدث أن يفرّغوها عليك.
لا تأخذ الأمر بشكل شخصي فقد تصادف أنّك كنت تمرّ لحظة إفراغها. فقط ابتسم، لوّح لهم، وتمنّ أن يصبحوا بخير، ثمّ انطلق في طريقك.
احذر أن تأخذ نفاياتهم تلك وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل أو البيت أو في الطريق.
في النهاية الأشخاص الناجحون لا يدعون شاحنات النفايات تستهلك يومهم. فالحياة أقصر من أن نضيّعها في الشعور بالأسف على أفعال ارتكبناها في لحظة غضب.
المفضلات