-
هذه حقيقة الفاتيكان --- و حقيقة حوارات تقارب ألأديان المزعومه
هذه حقيقة الفاتيكان --- و حقيقة حوارات تقارب ألأديان المزعومه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم
ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
أللهم أني أسألك أن تنصر إخواننا المسلمين الجاهدين و تثبتهم أمام أعدائك و أنزل عليهم السكينه و إغشاهم برحمتك و فضلك يارب العالمين أللهم آمين.
أخواني و أخواتي في الله أحبتي حفظكم الله و حماكم
هذه مقاله تفضح ألفاتيكان و إستراتجيته ضد ألأسلام و المسلمين بثوب الحمل الوديع
هذه حقيقة الفاتيكان د. مازن مطبقاني
حوار : عبد الله بن محمد الرشيد 28/06/2004
(مثل هذه الحملة ليست مستغربة إطلاقاً ولا جديدة على الفاتيكان)
هكذا يكشف ضيفنا حقيقة الفاتيكان الذي يقوم بحملة شعارها (مليون ضد محمد)
مؤكّداً أنّ ذلك ينبع من الحقد المتأصّل في نفوس النّصارى ضد المسلمين ، مشيراً إلى ألاعيب السياسة وراء هذه الحملة التي تتعاون مع دول الإرهاب للحرب على الإرهاب ، ويرى الدكتور مازن مطبقاني أنّ هذه الحملة ليست موجّهة للنّصارى فقط ، بل هي لجميع شعوب العالم ومنها الشعوب الإسلاميّة ، مؤكّداً أنّ المدّ الاستشراقي يلعب دوراً مهماً في تحريك مثل هذه الهَجَمات .
ويقول الدكتور مازن في ختام حديثه: "إنّه لا ينبغي أنْ نعوّل كثيراً على دور الحكومات العربيّة؛ فهي مشغولة بتثبيت حكمها، وتحقيق أدنى قبول شعبي لها ، وكيف نعوّل عليها وهي التي تفتح أراضيها لإرساليّات التنصير؟! ويعزو الدكتور "ضعف التفاعل الشعبيّ العامّ" مع هذه القضية إلى وسائل الإعلام العربيّة التي ما فتئت تحارب ما يسمّى " بالأصوليّة الإسلاميّة "، وتروّج لأفكار الانحلال والانحراف .والدكتور مازن صلاح مطبقاني أستاذ مشارك بعمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حصل على درجة الدكتوراه في الدّراسات الإسلاميّة من قسم الاستشراق بكلية الدّعوة بالمدينة المنورة عام 1415هـ، وحصل قبلها على الماجستير في التاريخ الحديث من قسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1406هـ.
ويشرف حالياً على موقع في الإنترنت حول الاستشراق هو مركز المدينة المنوّرة للدّراسات وبحوث الاستشراق وعنوانه هو: www.mazen-center.8m.com
وله عدد من المؤلفات في دراسة الاستشراق والتنصير منها : الاستشراق المعاصر في منظور الإسلام ، و الاستشراق والاتجاهات الفكريّة في التاريخ الإسلامي ، و أصول التنصير في الخليج العربي( ترجمة عن الإنجليزية)
وحضر عدداً من المؤتمرات الدوليّة منها : المؤتمر الدولي حول الاستشراق والدراسات الإسلاميّة ، في تطوان بالمغرب عام 1997م ، و المؤتمر الدولي حول الاستشراق: الخطاب والقراءة بجامعة وهران عام 2001م وغيرها . نشرت صحيفة "فليت إم زونتاج" الألمانيّة في عددها الصادر بتاريخ 30 مايو من عام 2004 م، مقالا بعنوان (مليون ضد محمد) ذكرت فيه أنّ للفاتيكان منظمةً اسمها "رابطة الرهبان لتنصير الشعوب" هي من أقدم منظمات الفاتيكان وأكثرها نفوذا وأقلّها شهرة،
إنّها تعمل في كل مناطق العالم بما في ذلك المناطق التي يسمّونها مناطق "الصّمت"؛ كالسعوديّة واليمن والصين وفيتنام وكمبوديا .
بداية نودّ أنْ نعرف مدى الامتداد التاريخي لهذا الهجوم العلنيّ ضد المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل رؤوس الدّيانة المسيحيّة؟ و بماذا تفسر تبني الفاتيكان لها وهي المرجعيّة الدينيّة الأولى لنصارى اليوم ؟وهل هذه العمليّة مستغربة وجديدة في تاريخ الفاتيكان كمؤسسة؟
يجب ألا يغيب عن بالنا لحظةً ما ورد في القرآن الكريم حول موقف النصارى من الإسلام والمسلمين، ومن ذلك قول الله عز وجل (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبعَ ملتهم) ]البقرة:120] وقوله تعالى( يُرضُونكم بأفواههم وتأبى قلوبُهم) ][التوبة:8] (قد بدت البغضاءُ من أفواههم وما تُخفي صدورُهم أكبر)[آل عمران:118]
إنّ جهود التنصير في محاربة الإسلام وأهله قديمة، وقد اتخذت عدة أشكال منها: العسكري،و الفكري، والثقافي، والاجتماعي.
أمّا الفكري والثقافي فقد بدأ منذ وقت مبكر حين ظهر" يوحنا الدمشقي" يناظر المسلمين ويطعن في الإسلام ومعتقداته. واستمر النصارى يكتبون الكثير حول الإسلام، حتى إنّ الإنتاج الفكريّ في العصور الوسطى(الأوروبية) كثرت فيها هذه الكتابات، وكانت على درجة من السوء والتحيّز والتعصّب حتى كتب في ذلك "ريتشارد سوذرن" كتابه المشهور عن صورة الإسلام في القرون الوسطى، ثم جاء بعده "نورمان دانيال" في كتابه (الإسلام والغرب) وفيه نقد قويّ لما كتبه النصارى حول الإسلام في تلك الفترة.وظهرت ترجمات لمعاني القرآن الكريم قام بها قساوسة وباحثون أوروبيّون كانت نماذج للحقد والكراهيّة. وقد صرّح الكثيرون منهم أنّهم بحثوا عن أسوأ الأوصاف والنعوت وأطلقوها على الرّسول صلى الله عليه وسلم. ومن نماذجهم القريبة القس البلجيكي- الذي عاش في لبنان- "هنرى لامانس" الذي نعت الرّسول صلّى الله عليه وسلم بشتى النّعوت البذيئة التي لا يليق بعالم أنْ يتلفظ بها لا أنْ يكتبها.واستمرّت الهجمة على الإسلام والمسلمين وعلى شخصيّة الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى عصرنا الحاضر الذي تنشط فيه الكنائس الغربيّة ومؤسسات التنصير المختلفة،
حتى إنّ بابا الفاتيكان الحالي قام بجولة في عدد من دول أفريقيا لتشجيع البعثات التنصيريّة على العمل وحدّد لهم الهدف بأنْ يعملوا على جعل أفريقيا قارة نصرانيّة بحلول العام 2000م، ولكن خاب ظنّه وتخطيطه. وقد مرّت ثلاث سنوات ونصف على هذا التاريخ ومازال الإسلام قوياً في أفريقيا، ويزداد الإقبال عليه. ولعلهم أدركوا استحالة تحقيق هذا الهدف، فغاظهم فقرروا خُطة جديدة لعلها تكون هذه الخُطّة التي نتحدث عنها الآن.ومثل هذه الحملة ليست مستغربة إطلاقاً ولا جديدة على الفاتيكان الذي حرّض النصارى في القديم على القيام بالحَمَلات الصليبيّة، والذي تعاون مع قوى الاحتلال حديثاً، فلا يستغرب منه مطلقاً أن يشنّ الحملة تلو الحملة ضد الإسلام والمسلمين.
بحكم تخصصكم، ما هي دوافع هذه الحملة ضدّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ؟
وهل تنطلق من منطلق دينيٍّ بحت ؟ أم أنّ هناك دوافعَ سياسيةً في الموضوع؟
دوافع هذه الحملة وما قبلها من حملات هو الحقد المتأصل في نفوس النصارى ضد الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومع الدّوافع العقديّة من حقد دفين على الإسلام فهناك الدوافع السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة. فإن كان الأوروبيون يزعمون أن جذور الفكر الغربي هي الجذور اليهودية-النصرانية فإن ما يقف ويقاوم هذه الجذور الفكريّة وينال القبول في أنحاء العالم هو الإسلام؛ لذلك لا بد من الحَمَلات المحمومة التي نحن بصددها وما سيتلوها، والتي لا تخرج أهدافها عن السّعي إلى هدم الإسلام والقضاء عليه، وذلك من خلال تشويه هذا الدين ومعتقداته وشريعته، وتشويه صورة نبيّه عليه الصلاة والسلام. وهذه الحملات تتوجه بالخطاب ليس للنصارى فحسب، ولكن لكل شعوب العالم ومنها الشعوب الإسلاميّة.أما عن الدوافع السياسيّة لهذه الحملة فأمر مؤكد ذلك؛ لأن الارتباط بين التنصير والاستعمار قديم في حملات الكنائس وارتباطها بالحكومات الغربية. فأوروبا تؤكد على علمانيّتها في الداخل ولكنها تدعم كل نشاط تنصيريّ بالخارج؛ وبخاصة في بلاد المسلمين.
وما زلت أذكر الكتاب الذي وفقني الله عز وجل لترجمته حول البعثة "العربية" التنصيرية التي كانت بقيادة صموئيل زويمر وزملائه الأربعة التي وصلت إلى الجزيرة العربية عام 1317هـ (1889م) واستمرت حتى عام 1394هـ(1974). وكانت هذه البعثة تعمل تحت حماية بريطانيا وأمريكا، حتى إنّ أحد مسؤولي الخارجيّة الأمريكيّة خاطب أحد رؤساء الدول في الخليج العربيّ بفظاظة وقسوة لعدم السماح للبعثات التنصيريّة بالعمل في بلاده!!
وهل هذه الحملة تخدم وتدعم المخطط التنصيريّ ؟ أم أنها تسبب تخريباً له بسبب نفرة المسلمين ممن يتهجّم على نبيّهم ؟
لا بد أنّهم درسوا هذه الحملة دراسة عميقة ودقيقة قبل أن تنطلق، فلا شك أنها ستخدم أهدافهم وتحقّق لهم ما يريدونه؛ لأن الإعلام العربيّ الإسلاميّ منشغل باللهو والترفيه والتسلية في غالبه. ففي الوقت الذي تتعدّد القنوات الفضائيّة التنصيريّة ومحطات الإذاعة نجد أن الإعلام الإسلاميّ منحصر في عدد محدود من القنوات الفضائيّة وما يتبقى من خُطّة برامج المحطات الرسميّة العربيّة والإسلاميّة. فالقنوات الفضائيّة العربيّة التجاريّة تصبّ جامّ غضبها على الإسلام والدعاة المسلمين؛ لأنها تسير في رِكاب الإعلام الغربيّ في محاربته للإسلام، ولأنّ هذا الإعلام ارتبط الإسلام عنده بـ" التطرّف" و "العُنف" و "الأُصوليّة" مع أن الدّعاة المسلمين والحركات الإسلاميّة "في غالبيتها العظمى" تدعو إلى العودة الصحيحة إلى الإسلام وتطبيقه في شؤون الحياة كلها: العقديّة والتشريعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة.
أمّا أن الحملة سوف تسبّب تخريباً للمخطّط التنصيري لأن المسلمين ينفرون ممن يتهجّم على نبيهم فأمر يمكن أن يحدث لو كان المسلمون يدركون هذه الحملات ويعرفونها، ولو أنّ الإعلام الإسلاميّ يفضح ما يقولونه بالتفصيل. وإنْ حدث تخريب للمخطط التنصيري؛ فلأنّ هذا الدين محفوظ بحفظ الله له؛ ولأنّ الله عز وجل وعد بانتصاره (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون) [الصف:8]
توقيت هذه الحملة برأيك هل يحمل دِلالات معينة ؟ وهل لها علاقة بالحرب على ما يسمى "بالإرهاب" بحيث تكون هذه الحملة جانباً من جوانب هذه الحرب ؟
يجب أن ندرك أنّ الغربيين –عموماً- لا ينطلقون في أي عمل من أعمالهم إلا بعد دراسة وتنسيق، والتنسيق موجود بين الفاتيكان وقادة الدول الغربيّة، ولعلّ من آخر رؤساء الدول الغربية لقاءً للبابا هو الرئيس الأمريكي (بوش). وربْط الإسلام بالإرهاب أمر اتفق الغربيّون وبعض المتغرّبين عليه. ولو عدنا إلى الحملة التي انطلقت بعد الحادي عشر من سبتمبر لتأكّد لنا هذا الأمر، ولكنّهم وجدوا أنّ الإقبال على معرفة الإسلام وحتى الدخول فيه قد ازداد بعد هذه الحَمَلات
لذلك فكّروا في حملة جديدة للهجوم على شخصيّة الرّسول صلى الله عليه وسلم. وقد بدأها قساوسة ورؤساء كنائس في الولايات المتحدة الأمريكيّة. وها هو الفاتيكان يشاركهم في هذه الحَمَلات.
هل يمكننا أنْ نقول: إنّ هذا التحامل على النبي صلى الله عليه وسلم متركز أكثر في المذهب الكاثوليكيّ ؟ أم أنّه متأصل لدى المذاهب المسيحيّة الأخرى ؟
إنّ دارسي الاستشراق وبخاصة الفرنسي منه يؤكدون على أنّ الاستشراق الفرنسيّ الكاثوليكي هو أشد المدارس الاستشراقية قسوة وتطرّفاً وعنفاً في الهجوم على الإسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم. ولو رجعنا إلى المواجهات بين العلماء المسلمين والمستشرقين الكاثوليك في الدول التي كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي لأدركنا حجم الخُبث الكاثوليكي الاستشراقي في هجمته على الإسلام. ويكفي مراجعة صحف ومجلات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر. لقد وصل الأمر بالمحتلين الفرنسيين أو ما كان يُطلق عليهم (المعمّرين) أنّهم كانوا يطلقون على الخادمة اسم (فاطمة) فمن أراد أنْ يبحث عن خادمة يقول: إنّه يبحث عن (فاطمة).
والأمر لا يختلف بالنسبة للمذاهب النصرانيّة الأخرى فيكفي الرجوع إلى كتابات "مارتن لوثر" مؤسس البروتستانت لنعرف حجم الحقد والكراهيّة للإسلام والمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم. وممّا يؤكد على العداء البروتستانتي هو ما نشاهده من بحوث ودراسات تقوم بها مؤسسات بروتستانتيّة ومراكز بحوث وأقسام علمية في هذه المؤسّسات لدراسة أوضاع المسلمين في أوروبا وأمريكا.
فهناك دراسات واسعة قام بها مدير مركز العلاقات النّصرانيّة الإسلاميّة بجامعة "بيرمنجهام" ببريطانيا حول المسلمين في أوروبا. وكذلك ما قامت به جامعة نيويورك من عقد دورات لدراسة المسلمين في أوروبا. وقد عقد معهد دراسة الأديان بجامعة "ليدن" بهولندا مؤتمره السنويّ بعنوان (التغيرات الدينيّة في سياق متعدد) تركزت العديد من بحوثه حول المسلمين في أوروبا.
كيف ترى هذه المفارقة : منظمة يعمل تحت لوائها 85 ألف قسيس ، و 450 ألف جمعية دينية ، وأكثر من مليون مدرس يجوبون العالم كله، قرية قرية، ومدينة مدينة، وهي تملك 42 ألف مدرسة، و1600 مستشفى، و 6000 مؤسسة لمساعدة المحتاجين، و780 ملجأ لمرضى السرطان، و12 مؤسسة خيرية واجتماعية حول العالم . وتجيّش أكثر من مليون شخص لحسابها بحريّة مطلقة في حين أن المؤسسات الدعويّة و الإغاثيّة الإسلاميّة ، تحاسب حسابًا عسيراً ويضيّق عليها؟
نعم إنّها لمفارقة كبيرة ومحزنة ما نشاهده من ضخامة الجهد التنصيريّ وسكوت العالم عنه، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد لقيام بضع مؤسسات إسلاميّة إغاثيّة. نعم الأرقام التنصيريّة ضخمة، ولا يمكن مقارنتها بما يقوم به المسلمون، ومع ذلك فإنّ الغربيين وبخاصة أمريكا –زعيمة من يزعم محاربة الإرهاب- لا تتوقف عن محاربة الجمعيّات والمؤسسات الإسلاميّة. ولكنْ يجب ألا يغيب عن بالنا الدّعم الذي تلقاه المنظمات التنصيريةّ من الحكومات الغربيّة بينما يندر هذا التأييد من الدول الإسلاميّة للمنظمات الإسلامية الإغاثية والدعويّة.
ومع كل ذلك علينا أن نتذكر أنّهم ينفقون هذه الأموال التي ستكون عليهم حسرة، ثم يُغلبون كما جاء في الآية الكريمة ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون..) [الأنفال:36]
هل للمد الاستشراقي دور في إذكاء هذه المحاولات لتشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل مازال الفاتيكان يستفيد من الاستشراق ؟ وما قولك فيمن يرى أن الاستشراق والحديث عنه أصبح جزءاً من فترة تاريخيّة ماضية ؟
نعم للمدّ الاستشراقي دور في هذه الحملات فالاستشراق –في الغالب- والتنصير وجهان لعمله واحدة؛ فالمُنَصِّر عندما يعمل في البلاد الإسلاميّة لا بد أن يكون مستشرقاً: عارفاً بالإسلام واللغات التي يتكلمها المسلمون، عارفاً بتاريخهم وعقيدتهم وثقافتهم. وقد انطلق الاستشراق في أصله ونشأته وجذوره من الكنيسة فمنها بدأ وإليها يعود. ولا شك أنّ الاستشراق الإيطالي وعناية الفاتيكان به كبيرة. وهو مجال مازال بحاجة إلى دراسة عميقة لمعرفة ما يدور في الأوساط الاستشراقية الإيطاليّة. وحبذا لو قام المسلمون الإيطاليّون بمثل هذه الدراسات. أما القول بأن الاستشراق والحديث عنه أصبح جزءاً من فترة تاريخية ماضية فلا يقول ذلك إلاّ شخصٌ لا يعرف الاستشراق، ولا يدري ما الاستشراق.
يكفي الاطّلاع على مواقع أقسام دراسات الشرق الأوسط، والمعاهد للدراسات الإسلاميّة في الغرب ليدرك عمق الارتباط بين الاستشراق القديم المتمثل في كبار المستشرقين" ك جولدزيهر" و"مارغليوث" و"شاخت" و"كولسون" ليدرك أنّ الاستشراق قائم ومستمر. ولو بحثنا في المراجع والكتب التي يستقي منها خبراء الشرق الأوسط المعاصرين لأدركنا أنّ الاستشراق لم يمت وإنْ تمّ إدخال بعض التعديلات على أشكال الاهتمام وطريقة تناول قضايا العالم الإسلامي.
ولقد وجد المستشرقون في بعض أبناء البلاد العربيّة الإسلاميّة من يقوم بالمهمة نيابة عنهم في الهجوم على الإسلام وتاريخه وقيمه وأخلاقه.
بعد هذه الحملة التي تزعّمها الفاتيكان ضد النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، ما رسالتك إلى من يعتقد بجدوى حِوار الأديان ؟
حِوار الأديان أمر يتزعّمه الغرب في الوقت الحاضر، يزعمون به الرّغبة في التعرّف إلى العقائد الأخرى والتقريب بين الأديان، ولكنّ الأصل في الحِوار هو أنّنا أصحاب الدعوة الحقّ وعلينا أنْ ننطلق بدعوتنا إلى عُقر دارهم عملاً بقول الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)[يوسف:108] وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( بلّغوا عنّي ولو آية) وقوله صلى الله عليه وسلم (نضّر الله امرأً سمع مقالتي فبلّغها إلى مَن لم يسمعها، فربّ مبلّغٍ أوعى من سامع، أو رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
نحن نملك الهداية والرحمة والخير للبشرية؛ فعلينا ألا نترك فرصة للحوار وبخاصة أنّ الله عز وجل يعلم أنّهم سيطلبون الحِوار والجدال فأمرنا ألا نجادلهم إلاّ بالتي هي أحسن( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن) [العنكبوت:46] وقوله تعالى ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل:125]
أما حِوار الأديان في شكله الحالي فلا يخدم أهداف المسلمين؛ لأنّه يُعقد في سريّة و نادراً ما يحضره علماء مسلمون أقوياء، وهو لا ينطلق من أسس ثابتة مثل اعتراف النصارى أو المتحاورين النصارى برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الحِوار الحقيقيّ الذي ينطلق بين أنداد، فإذا كانوا لا يعترفون برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم فأيّ حوار يمكن أن يكون معهم؟
ولذلك لا ينبغي أنْ يكون الحِوار إلاّ من قبل مسلمين أقوياء في عقيدتهم عارفين بعقائد النصارى، وأن يكون الحِوار علنياً، فقد علمت أنهم يحرصون على سِرّية هذه الحِوارات مما لا يتيح للمسلمين إظهار ما عندهم من الحقّ الذي يعرفه النصارى كما يعرفون أبناءهم كما جاء في قوله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)[البقرة:146]
وأكدّه أحد الإخوة الذين أسلموا في أمريكا، وكان يدرس اللاهوت وهو "روبرت كرين" (عبد الحق الفاروق) الذي كان مستشاراً للرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" حيث عرف زملاؤه إقباله على الإسلام فاجتمعوا به ليستنكروا توجّهه إلى الإسلام، وليقولوا له: " إنّ لديك مشكلة ونحن نريد حلّها" فقال لهم :" أنتم تعرفون أنّه ليس لديّ مشكلة، وإنّما أنا أتّبع الحق الذي تعرفون.." فما كان منهم إلا أنْ رضخوا للحقّ، واعترفوا معه أنّه على الحق وأن الإسلام هو الدّين الحق.
كيف تقيّم موقف الحكومات الإسلاميّة من هذا الهجوم الذي تبناه الفاتيكان ؟ وهل تتفق من أنّه جزء من الحملة بسبب دعمه للإرساليّات التنصيريّة ؟ و ما رأيك في البلاد التي فتحت أراضيها لوفودهم ؟
يجب ألا نتوقع الكثير من الحكومات الإسلاميّة فهي منشغلة بتثبت أنظمتها، وتحقيق الحد الأدنى من القبول من شعوبها. فكيف تتوقع منها أن تقوم بعمل حقيقي لوقف الهجمات التنصيرية. ولو كان الهجوم التنصيري على شخصيّة أحد الزعماء العرب المسلمين لكان الأمر مختلفا،ً لجُنّدت الطاقات الإعلاميّة الممكنة وغير الممكنة للذب عن عِرض هذا الزعيم. نعم كثير من الحكومات الإسلاميّة فتحت أبواب بلادها للتنصير وأساليبه الخبيثة الماكرة، وعرفت ارتباط هذه البعثات التنصيريّة بالدول الغربية، وغضّت الطّرف عن ذلك. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ما واجب الأمّة المسلمة أفراداً ومؤسساتٍ تجاه نبيّها محمد صلى الله عليه وسلم ، وإلى ماذا تعزو الضّعف الشعبيّ العام تجاه هذه القضيّة وانحسار التفاعل معها في أوساط نُخَبٍ معينة؟
واجب الأمّة الإسلاميّة كبير أولاً على المستوى المؤسّساتي، فهذه المؤسّسات يجب أن تسعى إلى تحريك الأفراد للعمل ضدّ هذه الحَمَلات بكتابة الخطابات والعرائض إلى الفاتيكان نفسه، وإلى الحكومات الغربيّة تستنكر وتندّد بكل مَنْ يحاول تشويه صورة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولنذكّرهم بالصورة العظيمة التي يقدّمها القرآن الكريم والسنّة المطهّرة لعيسى المسيح عليه السلام ولأمّه.كما يجب على الإعلام العربيّ الإسلاميّ أن يتصدى لهذه الحملات فيوضّح تفاصيلها ومنطلقاتها والقائمين عليها، وأنْ يقدّم للمسلمين الحقائق عن الديانة النصرانيّة وما مرت به من تحريفات. لماذا يستخدم المنصّرون الإعلام بصورة قويّة؟ أمّا الدعوة الإسلاميّة فما زالت بحاجة إلى استخدام هذه الوسيلة أولاً في الدعوة إلى الخير وإلى الهداية والرّشاد، ثم الذبّ عن رسالة الإسلام وعن الرّسول صلى الله عليه وسلم.
أما على المستوى الفرديّ فإنّ على المسلم أنْ يتذكر قولة الصدّيق رضي الله عنه: "الله الله أنْ يُؤتى الإسلام وأنا حيّ" فجعل نفسه مسؤولاً عن الإسلام كله... فأين نحن من تحمّل المسؤولية؟! وإنّها لمسؤوليّة يجب أنْ يتحمّلها العلماء وبخاصة القادرين على الكتابة باللغات الأجنبيّة من فرنسيّة وإنجليزيّة وألمانيّة وإيطاليّة ليبعثوا إلى الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، وليرسلوا الرسائل إلى المواقع التنصيريّة التي تطعن في الإسلام وفي رسوله صلى الله عليه وسلم. أما الضّعف الشعبيّ العام تجاه هذه القضيّة فذلك لأن وسائل إعلامنا انشغلت بملء وقتنا بالتّفاهات والتّسلية والتّرفيه،
فكيف بربك نهتم بالقضايا الكبرى ولا شغل للإعلام الفضائيّ سوى الفنانين والفنّانات والاهتمام بما يزعمونه "الإبداع في الغناء والرّقص والتّمثيل"؟!
أين العناية بالإبداع في الكتابة والتأليف والدّفاع عن الإسلام وأهله؟!
أقول أللهم ألهمنا أن نعمل لرفع شأن دينك العظيم ليظهر و يعلوا في كل مكان
:etoilever "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" :etoilever
-
اقتباس
الفاتيكان يقوم بحملة شعارها (مليون ضد محمد)
اقتباس
إنّه لا ينبغي أنْ نعوّل كثيراً على دور الحكومات العربيّة؛ فهي مشغولة بتثبيت حكمها
اقتباس
بابا الفاتيكان الحالي قام بجولة في عدد من دول أفريقيا لتشجيع البعثات التنصيريّة ، ولكن خاب ظنّه وتخطيطه. وقد مرّت ثلاث سنوات ونصف على هذا التاريخ ومازال الإسلام قوياً في أفريقيا، ويزداد الإقبال عليه. ولعلهم أدركوا استحالة تحقيق هذا الهدف، فغاظهم
اقتباس
دوافع هذه الحملة وما قبلها من حملات هو الحقد المتأصل في نفوس النصارى ضد الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم
اقتباس
المسلمين ينفرون ممن يتهجّم على نبيهم
اقتباس
لا ينبغي أنْ يكون الحِوار إلاّ من قبل مسلمين أقوياء في عقيدتهم عارفين بعقائد النصارى، وأن يكون الحِوار علنياً،
اقتباس
ومع كل ذلك علينا أن نتذكر أنّهم ينفقون هذه الأموال التي ستكون عليهم حسرة، ثم يُغلبون كما جاء في الآية الكريمة ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون..) [الأنفال:36]
اقتباس
أقول أللهم ألهمنا أن نعمل لرفع شأن دينك العظيم ليظهر و يعلوا في كل مكان
آآآمين
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 01-08-2009, 03:24 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 06-11-2007, 08:23 AM
-
بواسطة mary في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 13
آخر مشاركة: 23-07-2007, 02:31 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 18-09-2006, 04:18 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-09-2005, 05:42 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات