الله خلق سبع سموات وسبع أرضين طباقا أى منطبقين على بعضهم البعض يقعون جميعا فى نفس المكان والبصر يرى منها بقدره
والسماء والآرض الأولى التى هى من المادة اما باقى السموات والأرضين هم من الأثير ولكل درجته وعالم الملكوت المقصود به هو هذه السموات الأثيريه والتى لانراها بأعيننا ولكن يمكن أن يراها أصحب البصيرة اصحاب الأعمال الصالحة المقربون من الله
))وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
وفى البدأ عندما خلق الله آدم فى الجنة كان جسده نقيا ونفسه شفافة لذلك كان يرى ويحس ويتعامل مع عالم الملكوت لأنه موجود فى الجنة أصلا وكان النور الألهى يصل الى روح آدم متخللا الجسد الذى كان نقيا ثم النفس التى كانت شفافة والروح من خصائصها ان تخزن هذا النور من الله فيظهر هذا النور على الأنسان ولهذا السبب سجد الملائكة لهذا النور الألاهى الذى مصدره نور الله
وعندما جاء المسيح عليه السلام كان يبشر بقرب الملكوت ومايعنيه أنه الوسيلة لكى يستعيد بهاالأنسان لياقته ليعود كما خلق الله آدم
وهذه هى مهمة الدين أى دين كان و نبتدأ بالأنسان حيث يتكون من الجسد المادى المحدد الشكل والذى بداخله النفس الأثيرية والتى بها الروح فالروح يغلفها غلافين هما الجسد والنفس وهى تتزود بالنور من الله فهذا غذاؤها فلابد لكى ينفذ الضوء ان يمر من خلال حجاب الجسد وحجاب النفس لكى يصل الى الروح اى لابد ان يكون الغلاقين شفافين حتى يمكن ان يصل الضوء
لأن الروح والتى هى سر الله فى الأنسان التى بواسطتها الحياة وبها النورانية عندما تخزن هذا النور من الله والأنسان فى حياته الدنيا يعتبر حيا إن كان هناك نور مودع من الله فى روحه والا إعتبر ميتا فى الحقيقة وهو بمظهر الحى
وهذا مافسره المسيح بقوله اتبعونى تكون لكم حياة بالأيمان بالله الذى أرسله
)اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:257)
)الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1)
)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب:43)
لذلك نجد بأن بقرآءة القرآن نحصل على النور وبالصلاة نحصل على النور وبالأيمان نحصل على النور
وهذا هو الذى يفرق بين الحى والميت
)أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122)
فالأنسان يعتبر ميتا بدون هذا النور وعندما يتزود به يصبح حيا ويظهر عليهم سيمات هذا النور
) سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (الفتح:29
والله وهو مقدس طاهر لذلك هذا متاح فقط لمن يتطهر ويؤمن بالله الواحد ويصلى له ويقرأ القرآن الكريم الذى يقرب الأنسان من الله
فالأسلام هو الذى يعلم التطهر والتوضأ والصوم والصلاة لكى يجعل الأنسان صالحا للتعامل مع الله وعالم الملكوت
وهذا هو ما بشر به المسيح بقرب الملكوت بصلاحية الأنسان لتقبل الملكوت بالطهارة للجسد والتزكية للنفس والصلاة والصوم
23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ
43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».
1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ
والدين مهمته تعليم الأنسان أن يكون الجسد خاضعا للناموس وهذا معنى العبودية للجسد بأن لايفعل الا مايوافق الناموس
وبالصلاة والصوم يرتقى الأنسان من الحيوانيه الى الملائكية فالدين مهمته أن يسترجع الأنسان الصلاحية ليكون كسابق عهده عندما خلق الله آدم قبل المعصيه فيصبح نقى الجسد ومزكى النفس فيرى عالم الملكوت وهو فى حياته الدنيا
)لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (قّ:22)
)وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
اما بعد الموت لايموت الا الجسد وتظل النفس حية وبها الروح وينتقل الأنسان الى حياته الأخرى فى منزلته التى حصل عليها بجهده وأعماله الصالحة بعد أن تذوق نفسه الموت
)كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (آل عمران:185
ومن أقول المسيح : متى: 31وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ: 32أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ». 33فَلَمَّا سَمِعَ الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ.
والأنسان هو نفس حية مختفيه داخل الجسد فبالجسد يبدأ الأنسان حياته بطبيعه حيوانية مادية تميل للعدوان وعليه ان يحسن من طبيعته بكف الأذى وحفظ اللسان ليرتقى
والنفس إما ملائكية أو شيطانية حسب طبيعتها وهى لا تأكل ولاتشرب وبها ايضا حواسها كالبصيرة والفؤاد والذاكرة وهى أعلى من الحواس التى فى الجسد ولايظهر قوة هذه الحواس الا بعد تنقية الجسد بكف الأذى بالجوارح وتزكية النفس بكف الهوى واتباع الأخلاق حتى تتزكي النفس وينقى الجسد
لذلك فالشريعه هى عبودية الجسد للضمير بإلزامه بالطاعه للناموس والفضيله والأخلاق بالقوانين التى تنقى الجسد و الصوم والأكل الحلال وكف الجوارح وفعل الخير
وهناك ثلاث قوى مؤثرة فى حياة الأنسان وهى
القوة الجسديه الناتجة عن الصحة وهذه تفيد فى الحياة الدنيا اما إفادة نافعه بالعمل أو بالضرر فى ارتكاب المعاصى
قوة النفس وهذه تصدر طاقه لها تأثيرها على الماديات وعلى الأنفس وهذه الطاقة يمكن أن تكون ضارة فى حاله الشر كالحسد أو طاقه خيره كالحب
قوة الروح بالنور الناتج عن العبادة وازدياد النورانية بالروح وهذه تفيد فى تحقيق الأمانى
اما فى الحياة الآخرة فلايفيد الا ارتفاع المنزلة عند الله فالآنسان الذى استعاد لياقته هذه هى الحياة الأبدية التى تكلم عنها المسيح
وهذه لايمكن نيلها الا بتوحيد الله والأخلاص لله وتنفيذ الناموس لأن الله جعل للناس طريقين لاثالث لهما
الطريق المستقيم الذى تحفه فيه الملائكة وهذا له الحياة بالله
)إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)
أما الطريق المعوج الذى تتنزل عليه الشياطين وله النار
)فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (لأعراف:30)
)هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (الشعراء:222)
من رسالة "رومية" إنه يعترف
. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.
16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ.
لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ.
19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.
20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي.
22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ.
23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟