-
معتقدات النصارى الفاسدة
ومن أهم ما قامت عليه النصرانية من معتقدات فلسفية وأفكار وثنية: الدعوة إلى التثليث وإلى ألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام، وألوهية روح القدس، فالنصارى يؤمنون بالثلاثة إله واحد: الأب، والابن، وروح القدس، فهم واحد في الجوهر متساوون في القدرة والمجد، وفي وجودهم لم يسبق أحد منهم الآخر، وهم يعتقدون جميعا بحلول الله تعالى في المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام، ولكنهم يختلفون في كيفية الاتحاد والتجسد، فطائفة ترى أنّه إشراق النور على الجسد المشف، وفرقة تعتقد أنّه انطباع النقش في الشمعة، وأخرى ترى أنّه ظهور الروحاني بالجسماني، وفرقة رابعة ترى أنّ اللاهوت تدرع بالناسوت، وفرقة خامسة تعتقد أنّ الكلمة مازجت جسد المسيح ممازجة اللبن بالماء، فحقيقة الله عند النصارى في دينهم المحرف هو أنّه جوهر واحد غير متحيز وليس بذي حجم، بل هو قائم بالنفس وهو واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية (٣- مجموع الفتاوى لابن تيمية:(٢٨/٦٠٧). انظر: مظاهر الانحرافات العقدية لإدريس:(١/٧٥)). ولمّا كان هذا الزعم باطلا تعسّر عليهم فهمه (٤- انظر تصريح كثير من النصارى بعدم معقولية التثليث وأنّها قضية لا يفهمها العقل ولا يقبلها في: "النصرانية من التوحيد إلى التثليث" لمحمّد أحمد الحاج:(٢٠٧))، لذلك اختلف النصارى فيه اختلافا ظاهرا، وأفضى بكلّ فرقة تكفير الفرق الأخرى بسببه، وقد حكم الله تعالى بكفرهم جميعا وأنّ مصيرهم العذاب إن لم ينتهوا عمّا يقولون، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَه وَّاحِد وَّإِن لَّمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسَنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[المائدة ٧٣].
ومن معتقداتهم المنحرفة اختراع قصة الفداء والصلب، فيعتقدون أنّ المسيح عليه الصلاة والسلام مات مصلوبا تكفيرا لخطايا البشر، فهو وحيد الله-في زعمهم- الذي أرسله ليخلص البشرية من إثم خطيئة أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام وخطاياهم (٥- انظر إغاثة اللهفان لابن القيم:2/696. والموسوعة الميسرة تحت إشراف الجهني:(٢/٥٧٥))، وأنّ النصارى جميعا اتفقوا على أنّ الابن اتحد بالشخص الذي يسمونه المسيح وأنّ ذلك الشخص ظهر للناس وصلب وقتل لكنّهم اختلفوا في كيفية صلبه هل القتل ورد على الجزء اللاهوت أم ورد على الجزء الناسوت أم على الجزءين معا (٦- انظر الملل والنحل للشهرستاني:(٢/٣٣-٤٤))، ثمّ دفن بعد صلبه، وقام بعد ثلاثة أيام يوم الأحد متغلبا على الموت ليرتفع إلى السماء. وقد جاء تكذيب الله لهم وبيان حقيقة الوقائع وزيف ما ادعوه قال تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ، وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍ مِّنْهُ، مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتَّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ، وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾[النساء ١٥٧-١٥٨].
هكذا كان أساس دين النصارى قائما على شتم الله وتنقصه والشرك به، بناء على الآراء الباطلة والمعتقدات الفاسدة التي أخذت النصرانية معظمها من الديانات الموجودة قبلها ممّا أفقدها جوهرها وشكلها الأساسي الصحيح الذي كانت عليه دعوة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام رسول رب العالمين، فجمع دين النصارى بين عيب الإله والشرك به سواء في ربوبيته أو ألوهيته، فمن مظاهر شرك النصارى في الربوبية ما قدمنا في الغلو في المخلوق حتى جعلوه شريك الخالق وجزءا منه وإلها آخر معه ونفوا أن يكون عبدا(٧- إغاثة اللهفان:(٢/٦٩٤))، ومن شركهم في الربوبية تشبيه بعضهم اتحاد اللاهوت والناسوت في شخصية المسيح، وفكرة حلوله في شخص عيسى عليه السلام تفيد أنّ عيسى عليه الصلاة والسلام إنسان إلهي صورته الخارجية صورة إنسان وطبيعته الداخلية إلهية فهو من طبيعتين امتزجتا وصارتا طبيعة واحدة كامتزاج النار والحديد أو اللبن والماء، ومن شركهم في الربوبية قولهم بمحاسبة المسيح عليه الصلاة والسلام الناس على أعمالهم في الآخرة (٨- انظر الموسوعة الميسرة:(٢/٥٧٥). هداية الحيارى لابن القيم:(١٦٨) وما بعدها)، ومن ذلك جعل التشريع حقا للرؤساء الروحانيين في تنظيمهم الكهنوتي، وإعطاء الراهب والقسيس حقوق الغفران والتوبة (٩- هداية الحيارى لابن القيم:(٢٨)).
أمّا عن مظاهر شرك النصارى في الألوهية فتتجلى في:عبادة المسيح عليه الصلاة والسلام في مجمل صلواتهم، وتصوير الصور والتماثيل في كنائسهم وعبادتها (١٠- إغاثة اللهفان لابن القيم:(٢/٦٩٨-٧٠٤-٧٠٥))، وتوجه بعضهم إلى مريم البتول بالعبادة على أنّها والدة الإله، وتعظيم الصليب الذي هو شعار لهم جار مجرى تعظيم قبور الأنبياء، ولذلك لعن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وأصل الشرك وعبادة الأوثان من العكوف على القبور واتخاذها مساجد، فهكذا جمعت أمّة النصارى بين الشرك وعيب الإله وتنقصه فإنّهم أعظم ضلالا من اليهود وأكثر شركا (١١- مجموع الفتاوى لابن تيمية:(٧/٢٢٦) 7/226. هداية الحيارى لابن القيم:(١٦٥)).
-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة نبض الأقصى في المنتدى منتدي ذوي الأحتياجات الخاصة
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 27-10-2012, 07:08 PM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 10-03-2009, 01:33 PM
-
بواسطة Yasir في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 20-03-2008, 09:02 PM
-
بواسطة ابنة الزهراء في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 21-05-2005, 12:42 AM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى منتديات الدعاة العامة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات