ردي على الشبهة:
---------------------------------
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
بداية لا بد أنّ نفهم أن ردي سيقتصر على من يعترف بوجود الإله ولكن يدّعي بأنه ظالم جلّ في علاه فردي سيكون على هذا .. ، أما عدم الاعتراف بوجود اله فهذه مسألة أخرى تم دحضها والرد عليها في مواضيع أخرى متعلقة بذلك.
الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، لا يظلم الناس شيئا، لا يظلم مثقال ذرة، يجازي السيئة بمثلها ويمحها إن أتبعت بحسنة ويجزي الحسنة بعشر أمثالها ويضاعفها أضعافا كثيرًا كرما منه سبحانه.
حينما خلق الله تعالى الإنسان خلقه وهو غني عنه سبحانه، فهو ليس بحاجة إلى عبادتنا وقد خلق من قبلنا من لا يعصون الله ما أمرهم (الملائكة)
علينا أن نفهم أن خلق الإنسان مختلف عن خلق الملائكة فالإنسان خلق مخيرًا يختار إما طريق الحق وإما طريق الضلالة ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ..)
حينما أخبر الله جلّ في علاه بأنه سيخلق الإنسان وقد أخبر الملائكة بذلك سبحانه وهو العليم الحكيم حيث قال تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون"
فهنا جلّ في علاه يبين لنا أن من البشر من يفسد ويظلم ويسفك الدماء فيكون شرًا من الدواب والبهائم أعزكم الله ، ومنهم من يكون خيرا من الملائكة إذ أنه خلق في اختبار وهو حر في الاختيار
وإلا ما الحكمة لو كان الإنسان مسيرًا ومجبرًا دون اختيار هل من أحد يقدر على عصيان الله أو فعل المنكرات والمحرمات أو ظلم الآخرين؟
قد خلق الله الملائكة بهذه الطبيعة ولو شاء الله لخلق الإنسان كذلك
لكن جلّ في علاه له حكمة في ذلك.
وقد بين لنا سبحانه وتعالى أن طبيعة هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار ليميز الله الخبيث من الطيب، ليبلوكم أيكم أحسن عملًا، ليدخل الجنة من يستحقها برحمة الله ، وليدخل النار من يستحقها بعدله.
فالله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما وأمرنا بأن لا نتظالم لكن ترك الخيار متاحا لأنها دار ابتلاء
فالظالم سينال عقابه في الدنيا، فإن نجا في الدنيا فلن ينجو في الآخرة.
كل شيء يغفر إلا الشرك بالله، و حقوق الناس، فكل من ظلم يقتص من الظالم بقدر مظلمته.
وقد ينال الظالم عقوبته في الدنيا ويرى المظلوم الظالم وهو ينال العقوبة التي نزلت عليه من الله بسبب ظلمه له أو لآخرين غيره.
فقضية منع الظالم عن ظلمه غير موجودة لأننا بشر والبشر لهم خيار الظلم، لهم خيار القتل، لهم خيار سفك الدماء، لهم خيار الإفساد في الأرض.
الله تعالى حرم ذلك لكن لم يمنع ذلك لأنه لو منع ذلك هذا يعني أن الإنسان مسير وليس مخير، وبالتالي تكون انتفت الحكمة من خلق الإنسان.
حينما يضع المعلم اختبارًا يضع أسئلة بحسب ما يراه ليس من المعقول أن يعترض الطالب على الاختبار الذي وضعه المعلم له
ولله المثل الأعلى ، "لا يٌسأل عما يفعل وهم يُسألون"
فإذن لا بد أن نتفق أن الظلم في الدنيا موجود لأنها دار ابتلاء واختبار
أما في الآخرة فقد قال تعالى : "
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ،مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء"
وقد قال تعالى: "
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
والمظلوم دعوته مستجابة قال صلى الله عليه وسلم: "
ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ "
وقال كذلك: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"
فإن كنت مظلوما فهذه منحة لك من الله ومزية، فاقبل هدية الله.
أما لا تكن ظالما بكفرك بالله وشركه به فهذا أشد أنواع الظلم لنفسك، إذ أنك بذلك تهلك نفسك.
تب إلى الله فهو يقبل التوبة، وتقرب منه فهو لا يخذل عبدا دعاه، وينصر عبده المظلوم ولو بعد حين.
هذا ما تيسر لي من رد فإن كان هناك نقاط لم أرد عليها فلتخبروني بها كي أرد عليها
وتحياتي لكم.
المفضلات