بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الحبر المعروف موسى بن ميمون - و الذي عاش في القرن السادس الهجري- رسالة الى يهود اليمن يوصيهم بالتمسك باليهودية و مقاومة ما سماه باشكال الاضطهاد الديني من امة الاسماعيليين على اليهود . و كانت الرسالة ردة فعل على ما مارسته بعض ائمة الزيدية في اليمن ضد اليهود هنالك من اجبار على التحول الى الاسلام و نبذ اليهودية و كذلك كانت تمثل ايضا محاولة للرد على اسلام قسم من اليهود طواعية و دوافعهم لذلك .
وقد ركز بن ميمون في رسالته اثناء الحديث عن الاسلام على الرد على بعض المواضع في التوراة و التي يستشهد بها المسلمون على انها نبوءة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم . وقد رد عليها موسى بن ميمون بحجج لا يراها العاقل الا سقيمة غير متناسبة مع واقع السياق و احداث التوراة . وسنقوم باذن الله بسرد كلامه ( نقلا عن الترجمة الانجليزية لرسالته) و الرد عليه و سنقوم بذكر اعتراضاته و الرد عليها ايضا .
الاعتراض الاول : انكاره علينا قولنا بتحريف التوراة ومحو اسم النبي صلى الله عليه وسلم منها .
يقول موسى بن ميمون في رسالته الى اهل اليمن الفصل السابع :
(( Their purpose in citing these verses is to win favor in the eyes of the Gentiles by demonstrating that they believe the statement of the Koran that Mohammed was mentioned in the Torah. But the Muslims themselves put no faith in their own arguments, they neither accept nor cite them, because they are manifestly so fallacious. Inasmuch as the Muslims could not find a single proof in the entire Bible nor a reference or possible allusion to their prophet which they could utilize, they were compelled to accuse us saying, "You have altered the text of the Torah, and expunged every trace of the name of Mohammed therefrom." They could find nothing stronger than this ignominious argument the falsity of which is easily demonstrated to one and all by the following facts. First, Scripture was translated into Syriac, Greek, Persian and Latin hundreds of years before the appearance of Mohammed. Secondly, there is a uniform tradition as to the text of the Bible both in the East and the West, with the result that no differences in the text exist at all, not even in the vocalization, for they are all correct. Nor do any differences effecting the meaning exist. The motive for their accusation lies therefore, in the absence of any allusion to Mohammed in the Torah. ))
الرد :
اولا : قولنا بالتحريف لا يعني التبديل الكامل لجميع التوراة بل قد يبقى منها بعض الحق او كثير منه بلا شك كقصة شق موسى عليه الصلاة و السلام للبحر و اكل ادم عليه الصلاة و السلام و حواء عليها السلام من الشجرة و بلع الحوت ليونس عليه الصلاة و السلام .
نقرا من الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح الجزء الثاني :
((وَمِنْ حُجَّةِ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَمْنَعُونَ أَنْ تَكُونَ جَمِيعَ أَلْفَاظِ هَذِهِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ الْمَوْجُودَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ مُنَزَّلَةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَمْ يَقَعْ فِيهَا تَبْدِيلٌ، وَيَقُولُونَ أَنَّهُ وَقَعَ التَّبْدِيلُ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهَا وَيَقُولُونَ أَنَّهُ لَمْ يُعْلَمْ أَنَّ أَلْفَاظَهَا مُنَزَّلَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِمَا فِيهَا مِنَ الْأَلْفَاظِ فِي مُعَارَضَةِ مَا عُلِمَ ثُبُوتُهُ أَنَّهُمْ قَالُوا: التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ الْمَوْجُودَةُ الْيَوْمَ بِيَدِ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمْ تَتَوَاتَرْ عَنْ مُوسَى وَعِيسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - أَمَّا التَّوْرَاةُ، فَإِنَّ نَقْلَهَا انْقَطَعَ لَمَّا خُرِّبَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ أَوَّلًا، وَأَجْلَى مِنْهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ ذَكَرُوا أَنَّ الَّذِي أَمْلَاهَا عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ شَخْصٌ وَاحِدٌ يُقَالُ لَهُ عِزْرَا وَزَعَمُوا أَنَّهُ نَبِيٌّ))
ثانيا : احتجاجه بوجود المخطوطات اليونانية و السريانية و الفارسية و اللاتينية بمئات السنين كدليل على دفع تهمة التحريف ليحاول ايهامنا بان التوراة تواترت بين جميع اليهود قبل النبي صلى الله عليه وسلم هو نوع من الخداع لعدة ادلة :
1. ان نص العهد القديم عندكم انما يعتمد بالاساس على ما قام به جماعة الماسوريين ( بين القرنين السادس و العاشر) اذ قامو بوضع النقاط و الحركات على الحروف و الكلمات العبرية ثم احرقوا بقية المخطوطات فاين وجه الحجة عندكم في الاعتماد على المخطوطات اليونانية و اللاتينية و الفارسية قبل زمن النبي عليه الصلاة و السلام و انتم لا تقدمونها اصلا على الماسورية .
نقرا من الموسوعة البريطانية :
((Masoretic text, (from Hebrew masoreth, “tradition”), traditional Hebrew text of the Jewish Bible, meticulously assembled and codified, and supplied with diacritical marks to enable correct pronunciation. This monumental work was begun around the 6th century AD and completed in the 10th by scholars at Talmudic academies in Babylonia and Palestine, in an effort to reproduce, as far as possible, the original text of the Hebrew Old Testament. Their intention was not to interpret the meaning of the Scriptures but to transmit to future generations the authentic Word of God. To this end they gathered manuscripts and whatever oral traditions were available to them.
The Masoretic text that resulted from their work shows that every word and every letter was checked with care. In Hebrew or Aramaic, they called attention to strange spellings and unusual grammar and noted discrepancies in various texts. Since texts traditionally omitted vowels in writing, the Masoretes introduced vowel signs to guarantee correct pronunciation. Among the various systems of vocalization that were invented, the one fashioned in the city of Tiberias, Galilee, eventually gained ascendancy. In addition, signs for stress and pause were added to the text to facilitate public reading of the Scriptures in the synagogue.))
https://www.britannica.com/topic/Masoretic-text
ونقرا من قاموس الكتاب المقدس :
((2 - نص الكتاب المقدس أوحى الله بكلمته إلى أنبياء ورسل نطقوا بها حسب اصطلاح اللغات البشرية. فكان الكاتب الملهم إما أن يكتب بنفسه ما بوحي به إليه وإما أن يمليه على كاتب يكتبه له. إلا أنه لم يصل إلينا بعد شئ من النسخ الأصلية التي كتبها هؤلاء الملهمون أو كتابهم. وكل ما وصل إلينا ونسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناء عظيما فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الاملائية الطفيفة جدا إليها، ولكن هذه لا تغير مطلقا في الوحي الإلهي الموجود في هذه النسخ.
(1) والعهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد. وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيرا يسمى " المسورة " أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص. وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها. وقد دون الماسوريون الإصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوا في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولها أو رفضها بعد البحث والتدقيق. ))
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic..._الكتاب_المقدس
ثانيا : الاختلافات ما بين النسخة السامرية و النسخة العبرية و كذلك بين النسخة العبرية و النسخة السبعينية
وذلك مختلف عما عندهم فلم تنزل التوراة على سبعة احرف كما هو عندنا في القران فمسالة تعدد القراءات في التوراة هو دليل التحريف بلا ادنى شك
نقرا من كتاب التوراة السامرية مع مقارنة بالتوراة العبرية الصفحة 347 :
(( الاصحاح الاول
في الاية الثانية في السامرية : ((ورياح الله هابة على وجه الماء )) وفي ترجمة تالبروتستانت 1970 في مصر و ترجمة الاباء اليسوعيين ((الكاثوليك)) سنة 1968 في بيروت هكذا ((روح الله))))
و من نفس المصدر نقرا من الصفحة 348
(( الاصحاح الثالث
(2) في الاية الخامسة في العبرانية ((تكونان كالله عارفين الخير و الشر )) و في السامرية ((تصيران كالملائكة عارفي الخير و الشر ))
و من نفس المصدر نقرا من الصفحة 349
(( الاصحاح الخامس
الاية الثامنة عشر و ما بعدها في العبرانية عاش يارد مائة و اثنين و ستين سنة وولد اخنوخ و عاش يارد بعدما ولد اخنوخ ثمان مئة سنة وولد بنين و بنات فكانت كل ايام يارد تسع مائة و اثنتين و ستين سنة و مات
و في السامرية (( و عاش يرد اثنتين و ستين سنة واولد حنوك و عاش يرد بعد ايلاده حنوك خمس و ثمانين سنة وسبع مئة سنة و اولد بنين وبنات و كانت كل ايام يرد سبعا و اربعين سنة وثمان مئة سنة و مات ))
و من نفس المصدر نقرا من الصفحة 392 :
(( الاصحاح السابع و العشرون
(1) الاية الرابعة في العبرانية ((حين تعبرون الاردن تقيمون هذه الحجارة التي انا اوصيكم بها اليوم في جبل عيبال و تكلسها بالكلس )) و في السامرية (( يكون عند عبوركم الاردن تقيمون الحجارة هذه التي انا موصيكم اليوم في جبل جرزيم و تشيدها بشيد))
و نضرب مثالا على الاختلاف بين السبعينية و بين النص العبري
نقرا من النسخة العبرية لسفر التكوين الاصحاح 47:
((31 فَقَالَ: «احْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ. فَسَجَدَ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْسِ السَّرِيرِ.))
بينما النسخة السبعينية لا تقول راس السرير بل راس العصا!!!
نقرا من تفسير ادم كلارك لسفر التكوين الاصحاح 47 :
((This seems to be the simple meaning, which the text unconnected with any religious system or prejudice, naturally proposes. But because שחה shachah, signifies not only to bow but to worship, because acts of religious worship were performed by bowing or prostration, and because מטה mittah, a bed, by the change of the points, only becomes matteh, a staff, in which sense the Septuagint took it, translating the original words thus: Και προσεκυνησεν Ισραηλ επι το ακρον της ῥαβδου αυτου, and Israel worshipped upon the top of his staff, which the writer of the Epistle to the Hebrews, Heb 11:21, quotes literatim; therefore some have supposed that Jacob certainly had a carved image on the head or top of his staff, to which he paid a species of adoration; or that he bowed himself to the staff or scepter of Joseph, thus fulfilling the prophetic import of his son's dreams! The sense of the Hebrew text is given above. If the reader prefers the sense of the Septuagint and the Epistle to the Hebrews, the meaning is, that Jacob, through feebleness, supported himself with a staff, and that, when he got the requisite assurance from Joseph that his dead body should be carried to Canaan, leaning on his staff be bowed his head in adoration to God, who had supported him all his life long, and hitherto fulfilled all his promises.))
و سبب هذا الاختلاف هو التشابه الكبير بين عبارتي سرير و عصا بالعبرية و لا يميز بينهما الا بالتنقيط اثناء القراءة فان الماسوريين لما نقطوا التوراة في القرن السابع و الثامن نقطوها على اساس انها سرير بينما القراءة الاقدم تدعم قراءة السبعينية
و من شواهد ذلك ان مؤلفس الرسالة الى العبرانيين اقتبس النص كالاتي :
نقرا من الرسالة الى العبرانيين الاصحاح 11:
((21 بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ.))
ثالثا : تاخر مخطوطات العهد القديم و عدم وجود اسانيد توثق النقل الشفهي للتوراة .ادعاء تطابق المكتوب حاليا مع ما كتب سابقا بناءا على التواتر يلزمه الدليل و لا يقوم الدليل الا على احدى طريقين :
الطريق الاول : مخطوطات ترجع الى زمن موسى عليه الصلاة و السلام و هو ما لا تملكونه بل ان اقدم مخطوطة لكم هي مخطوطات قمران و بعضها يعود الى القرن الثالث قبل الميلاد و هذا اقصاه بينما الاغلبية تعود للقرن الثاني و الاول قبل الميلاد .
نقرا من قاموس الكتاب المقدس :
(( 1 - المخطوطات التي جاءت من وادي قمران، وأول هذه المخطوطات هو ما اكتشف عام 1947، وربما رجع بعض هذه المخطوطات إلى القرن الثالث قبل الميلاد وهي لذلك تعد أقدم دليل حسي لدينا لنص العهد القديم. ولكن معظم هذه المخطوطات يرجع إلى القرن الأول قبل الميلاد أو القرن الأول بعد الميلاد. وقد اكتشفت من بين لفائف وادي قمران ومخطوطاته أجزاء من كل سفر من أسفار العهد القديم فيما عدا سفر أستير وأطول المخطوطات التي اكتشفت هناك تحتوي على سفر إشعياء.
وتؤيد أدراج وادي قمران النص الذي بين أيدينا على وجه الاجمال. ولكنها في بعض المواضع أقرب إلى النص الأصلي من النص الذي بين أيدينا كما يتضح ذلك جليا لدى الدرس والمقارنة.))
https://st-takla.org/Full-Free-Copti...4_M/M_079.html
و لكن الاعجب من هذا اننا قد وجدنا هذه المخطوطة ما يوافق السبعيني احيانا على العبري و احيانا العكس !!!
نقرا من كتاب مخطوطات البحر الميت و جماعة قمران الصفحة 48 -49 لاسد رستم :
(( و مما يلفت النظر و يثلج الصدر و لا سيما صدر القديس الفيلسوف يوستينوس النابلسي عثور المنقبين على مقاطع من نصوص الاسفار الخمسة تؤيد يوستينوس الشهير في محاورته مع تريفون اليهودي في منتصف القرن الثاني بعد الميلاد. فقد عثر المنقبون في كهف قمران الرابع على نص من سفر الخروج يقرب كثيرا من النص السبعيني. فالنفوس الخارجة من صلب يعقوب في مصر في هذا النص خمس و سبعون لا سبعون فقط كما في توراة اليهود ((المسورة)) .و هي خمس و سبعون في خطب اسطافانوس الشهيد الاول ( اعمال 7: 14) و ما لا نجده من نشيد موسى في العدد الثالث و الاربعين من الفصل الثاني و الثلاثين من سفر تثنية الاشتراع مما جاء في النص السبعيني نجد معظمه في نص من نصوص التثنية الذي وجد في كهف قمران الرابع ))
و هنا تكمن مشكلة كبيرة و خطيرة ان مخطوطات قمران تقوم احيانا بترجيح قراءة على اخرى فاحيانا تقوم بتاكيد قراءة الاغلبية (مثال : تطابق قمران مع السبعينية و الماسورية على السامرية) الا انها احيانا و في بعض القراءات تقوم بمخالفة نص الاغلبية (مثال : تطابق قمران مع السبعينية على الماسورية و السامرية )
فما الحل و اي قراءة نرجح و ما هو المعيار لذلك ؟؟؟؟
الجواب : التخمين !!! نعم كان الحل الوحيد هو التخمين مع ابقاء احتمالية كون القراءة المرجحة خاطئة !!! مما يعني انه لا يمكننا باي حال من الاحوال التصريح بان النص قد حفظ من التحريف !!!
نقرا ما قاله دانيال والاس الصفحة THE MAJORITY!TEXT THEORY: HISTORY, METHODS AND CRITIQUE 203- 204:
((It is demonstrable that the OT text does not meet the criteria of preservation by majority rule—nor, in fact, of preservation at all in some places. A number of readings that only occur in versions or are found only in one or two early Qumran MSS have indisputable claim to authenticity over against the errant majority.114 Moreover in many places all the extant witnesses are so corrupt that conjectural emendation has to be employed
.11 Significantly, many (but not all) such conjectures have been vindicated by the discovery of the Dead Sea scrolls.116
Hence because of the necessity of conjectural emendation the doctrine of preservation is inapplicable for the OT
—a fact that, ironically, illustrates even more boldly the illegitimacy of the proof texts used for this doctrine, for they all refer to the OT. (5) ))
https://www.etsjets.org/files/JETS-P...15_Wallace.pdf
و نحن هنا امام احتمالين :
1. ان تكون نصوص قمران هي النص الاقدم و بالتالي يسقط دعوى حفظ نص العهد القديم من التحريف
2. ان تكون نصوص قمران ممثلة لفرقة مهرطقة زاغت عن اليهودية (كما ذهب البعض) الا ان هذا لا يساعد و ذلك لافتقاد نص رسمي لليهود متمثلة في مخطوطة تعود الى تلك الفترة يمكن مقابلتها به .
الطريق الثاني : اسانيد توثق التراث الشفهي بحيث نعلم علماء طبقة كل جيل الذين نقلوا لنا التوراة و مدى ضبطهم و موثوقيتهم في الكتابة و الحفظ و هذا ما لا يملكونه .
فان غاب الطريق الاول و الطريق الثاني و هو ما وقع بطل اذا القول بحفظ التوراة لاسيما مع وجود الاختلافات بين السامرية و العبرية الماسورية و السبعينية و ما ذكرناه عن مخطوطات قمران و مسالة اعتمادهم على التخمين لترجيح بعض القراءات على الاخرى !!!
ثالثا : ان هذا التواتر المزعوم في احسن احواله لا يتعدى زمن عزرا الكاهن فهم مجمعون على انها لم تتواتر قبل عزرا الكاهن .
نقرا من الموسوعة اليهودية :
(( Ezra was worthy of being the vehicle of the Law, had it not been already given through Moses (Sanh.21b). It was forgotten, but Ezra restored it (Suk. 20a)
. But for its sins, Israel in the time of Ezra would have witnessed miracles as in the time of Joshua (Ber. 4a). Ezra was the disciple of Baruch ben Neriah (Cant. R.); his studies prevented him from joining the first party returning to Jerusalem in the reign of Cyrus, the study of the Law being of greater importance than the reconstruction of the Temple. ))
https://www.jewishencyclopedia.com/a...zra-the-scribe
و المصدر الذي تشير اليه الموسوعة اليهودية هي تلمود Sukkah 20 a:
(( The Gemara notes: And Reish Lakish follows his line of reasoning stated elsewhere, as Reish Lakish said: I am the atonement for Rabbi Ḥiyya and his sons, as initially,
when some of the Torah laws were forgotten from the Jewish people in Eretz Yisrael, Ezra ascended from Babylonia and reestablished the forgotten laws. Parts of the Torah were again forgotten in Eretz Yisrael, and Hillel the Babylonian ascended and reestablished the forgotten sections. When parts of the Torah were again forgotten in Eretz Yisrael, Rabbi Ḥiyya and his sons ascended and reestablished the forgotten sections. This expression of deference toward Rabbi Ḥiyya introduces the halakha that Reish Lakish is citing in his name. And so said Rabbi Ḥiyya and his sons: Rabbi Dosa and the Rabbis did not disagree concerning the soft mats of Usha ))
https://www.sefaria.org/Sukkah.20a?lang=en.
رابعا : الاسفار الضائعة من العهد القديم تنفي حفظ التوراة وتواترها .
نقرا من سفر صموئيل الثاني الاصحاح الاول
17 وَرَثَا دَاوُدُ بِهذِهِ الْمَرْثَاةِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنَهُ،
18 وَقَالَ أَنْ يَتَعَلَّمَ بَنُو يَهُوذَا «نَشِيدَ الْقَوْسِ». هُوَذَا ذلِكَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ يَاشَرَ: 19 «اَلظَّبْيُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى شَوَامِخِكَ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ!
نقرا من سفر اخبار الايام الثاني الاصحاح 9 :
29 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ،أَمَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ، وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ، وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ؟
ونقرا اعترافا صادما على هذا الا وهو ان مؤلف اسفار اخبار الايام كان يعتمد على مصادر اخرى غير التوراة و اسفار صموئيل و الملوك
نقرا من الترجمة الرهبانية اليسوعية الصفحة 728 - 731 :
(( لم يحرر الكاتب في الواقع رواية استوحاها من معرفته لتاريخ شعبه القديم بل نقل عددا من الوثائق التي بين يديه و صنفها في ترتيب يوافق ما يهدف اليه مؤلفه و نقحها استنادا الى وثائق اخرى اطلع عليها او بحسب نظرته الى التاريخ و معناه وقد اهتم بذكر مراجعه - و هذا امر نادر في ايامه - و اطلعنا على اخبار ثمينة و ان كانت غير كاملة ويعسر احيانا توضيحها ... و لكننا نستطيع ان نتحقق من وجود ثلاث مجموعات من الوثائق استعملها المؤرخ : اولها اسفار صموئيل و الملوك و قد نقل عنها روايات كاملة، ثم وثيقة تاريخية اخرى فقدت كانت تحتوي عناصر استعملها المؤرخ لاكمال الاسفار السابقة ( لعل هذه الوثيقة هي المدلول عليها بلفظ مدراش او تفسير سفر الملوك ) و اخيرا مجموعة وثائق تحتوي تقاليد نبوية مختلفة ذكرها المؤرخ بطريقة غير واضحة و تصدر اما عن اسفار صموئيل و الملوك (تقاليد عن صموئيل ) و اما عن كتب الانبياء (اشعيا) و اما عن مراجع اخرى لا نعرفها اليوم . ..... و اخيرا فان اسلوبه في التاليف يتضمن عملا يراد به اكمال ما ورد في المراجع الرئيسية من اخبار اي في اسفار صموئيل و الملوك. و استعمل المؤرخ وثائق اخرى و تقاليد خطية و ربما شفهية ايضا، في بعض مظاهر تاريخ الشعب ، فاتى بتفاصيل مكملة لا ترد في اسفار القانون العبري و هي لذلك ثمينة جدا لنعرف هذا التاريخ على وجه افضل . و ان كانت بعض فقرات نصه تعبر عن افكاره الشخصية و تصوره للاشياء فليس الامر على هذا النحو بالنظر الى عدد كبير من التفاصيل التي لا يمكن ان تكون من عمل مخيلته بل قد عثر عليها في مراجع لا نعرفها الان . )).
طيب ماذا عن الية تاليف سفري اخبار الايام هل كانت دقيقة ام احيانا تعتمد على الحدس و التخمين ان قلنا ان عزرا هو الذي كتبهما !!؟؟
تفسير ادم كلارك لسفر اخبار الايام الاول الاصحاح الثامن :
(( And at Gibeon - This passage to the end of the 38th verse is found with a little variety in the names, Ch1 9:35-44.
The rabbins say that Ezra, having found two books that had these passages with a variety in the names, as they agreed in general, he thought best to insert them both, not being able to discern which was the best. His general plan was to collate all the copies he had, and to follow the greater number when he found them to agree; those which disagreed from the majority were thrown aside as spurious; and yet, in many cases, probably the rejected copies contained the true text.
If Ezra proceeded as R. Sol. Jarchi says, he had a very imperfect notion of the rules of true criticism; and it is no wonder that he has left so many faults in his text. ))
https://www.sacred-texts.com/bib/cmt...0vkFR6Oz0K7rIM
و هذا اعتراف صادم حيث يذكر ان عزرا الكاهن (و هو المنسوب اليه تاليف سفري اخبار الايام) كان احيانا اثناء تاليفه للسفرين يجمع ما بين المصادر المختلفة التي كانت متاحة انذاك تحت يديه بحيث يضيفهما معا او يختار بينهما الا ان المشكلة احيانا - حسب كلام ادم كلارك- هي انه كان احيانا يختار النصوص التي توافق قراءة الاغلبية من المصادر المتاحة امامه مما ادى - في كثيرا من الاحيان - الى احتمالية اهمال المصادر التي احتوت القراءة الاصح !!!
خامسا : نصوص التوراة نفسها تكذب دعوى التواتر و انتشار المخطوطات التي اطلقها الحبر موسى بن ميمون .
فالتوراة حصر اقتناؤها منذ زمن موسى عليه الصلاة و السلام على كهنة اللاويين فقط
نقرا من سفر التثنية 31
24 فَعِنْدَمَا كَمَّلَ مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلَى تَمَامِهَا،
25 أَمَرَ مُوسَى اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً:
26 «خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ.
27 لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلْبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ الْيَوْمَ، قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي!
28 اِجْمَعُوا إِلَيَّ كُلَّ شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَأُشْهِدَ عَلَيْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ.
29 لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ، وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ».
و فوق ذلك نجد ان سفر الشريعة (ويرجح انه سفر التثنية ) قد فقد ثم وجد زمن الملك يوشيا
نقرا من سفر الملوك الثاني الاصحاح 22
3 وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا أَرْسَلَ الْمَلِكُ شَافَانَ بْنَ أَصَلْيَا بْنِ مَشُلاَّمَ الْكَاتِبَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ قَائِلاً:
4 «اصْعَدْ إِلَى حِلْقِيَّا الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، فَيَحْسِبَ الْفِضَّةَ الْمُدْخَلَةَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي جَمَعَهَا حَارِسُو الْبَابِ مِنَ الشَّعْبِ،
5 فَيَدْفَعُوهَا لِيَدِ عَامِلِي الشُّغْلِ الْمُوَكَّلِينَ بِبَيْتِ الرَّبِّ، وَيَدْفَعُوهَا إِلَى عَامِلِي الشُّغْلِ الَّذِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ لِتَرْمِيمِ ثُلَمِ الْبَيْتِ:
6 لِلنَّجَّارِينَ وَالْبَنَّائِينَ وَالنَّحَّاتِينَ، وَلِشِرَاءِ أَخْشَابٍ وَحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ لأَجْلِ تَرْمِيمِ الْبَيْتِ».
7 إِلاَّ أَنَّهُمْ لَمْ يُحَاسَبُوا بِالْفِضَّةِ الْمَدْفُوعَةِ لأَيْدِيهِمْ، لأَنَّهُمْ إِنَّمَا عَمِلُوا بِأَمَانَةٍ.
8 فَقَالَ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ لِشَافَانَ الْكَاتِبِ: «قَدْ وَجَدْتُ سِفْرَ الشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ». وَسَلَّمَ حِلْقِيَّا السِّفْرَ لِشَافَانَ فَقَرَأَهُ.
9 وَجَاءَ شَافَانُ الْكَاتِبُ إِلَى الْمَلِكِ وَرَدَّ عَلَى الْمَلِكِ جَوَابًا وَقَالَ: «قَدْ أَفْرَغَ عَبِيدُكَ الْفِضَّةَ الْمَوْجُودَةَ فِي الْبَيْتِ وَدَفَعُوهَا إِلَى يَدِ عَامِلِي الشُّغْلِ وُكَلاَءِ بَيْتِ الرَّبِّ».
10 وَأَخْبَرَ شَافَانُ الْكَاتِبُ الْمَلِكَ قَائِلاً: «قَدْ أَعْطَانِي حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ سِفْرًا». وَقَرَأَهُ شَافَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ
11 فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ
هذا الوضع مزري جدا !!! لانه يعني ان الجهل بالتوراة وصل الى درجة عالية حيث يضيع سفرا بالكامل و لا يعرف احد انه ضائع حتى يجيدونه هكذا ملقا بكل اهمال في الهيكل !!!
نقرا من تفسير انطونيوس فكري لسفر الملوك الثاني الاصحاح 22:
(( سفر الشريعة =أى سفر التثنية أو أسفار موسى الخمسة. وكانت نسخ الشريعة قليلة جداً. وفى زمان الملوك الأشرار أهملوها ولم يسأل أحد عنها.
وغالباً مع عدم وجود سفر للشريعة قبل أن يكتشفوه كان الجميع يتبع تعليمات الكهنة. ومع كل هذه الظروف خرج ملك صالح كيوشيا وهذا قطعاً عمل من أعمال نعمة الله. ولنلاحظ انهم حين وجدوه قرأوه ولم يحتفظوا به كبركة بل قرأوا فإستفادوا وهذا تاثير الكتاب المقدس واهميته أن نلهج فى شريعة الله فكلمة الله حية وفعالة….عب 12:4. وفى الآية(9) قد أفرغ عبيد له الفضة = أى افرغوا الصندوق (9:12) الذى كانت الفضة توضع فيه وفى 10 نرى الجهل المتفشى !! أعطانى حلقياً الكاهن سفراً = أى كتاباً ولم يقل سفر الشريعة فهو لا يعرف ما هو هذا الكتاب.
مزق ثيابه = هو صدق كلام التهديد المخيف (تث 28، لا 26) وهو شعر بخطاياه وخطايا الشعب بإهمالهم سفر الشريعة. إذهبوا إسألوا لأجلى = أى أبحثوا عن نبى وإسألوه ماذا نفعل ليرفع الله غضبه عنا. )).
سادسا: نصوص التوراة توحي لنا انها كانت اقصر زمن الانبياء عليهم الصلاة و السلام مما هي عليه الان .
نجد في سفر يشوع ان يشوع كتب نسخة من التوراة على صخرة ثم قراها على جميع بني اسرائيل و نحن نسال هل تكفي صخرة واحدة لاستيعاب جميع ما في الاسفار الخمسة اليوم ؟؟!!!!
نقرا من سفر يشوع الاصحاح الثامن
31 كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى. مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيدًا، وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ.
32 وَكَتَبَ هُنَاكَ عَلَى الْحِجَارَةِ نُسْخَةَ تَوْرَاةِ مُوسَى الَّتِي كَتَبَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
33 وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَشُيُوخُهُمْ، وَالْعُرَفَاءُ وَقُضَاتُهُمْ، وَقَفُوا جَانِبَ التَّابُوتِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ مُقَابِلَ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ. الْغَرِيبُ كَمَا الْوَطَنِيُّ. نِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَنِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ عِيبَالَ، كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ أَوَّلاً لِبَرَكَةِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.
34 وَبَعْدَ ذلِكَ قَرَأَ جَمِيعَ كَلاَمِ التَّوْرَاةِ: الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ، حَسَبَ كُلِّ مَا كُتِبَ فِي سِفْرِ التَّوْرَاةِ.
35 لَمْ تَكُنْ كَلِمَةٌ مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى لَمْ يَقْرَأْهَا يَشُوعُ قُدَّامَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَالْغَرِيبِ السَّائِرِ فِي وَسَطِهِمْ.
يتبع
المفضلات