يقول المُدلس صاحب الشبهة
في الآيات التي تتعلق في أمور الله بشكل عام يتكلم بصيغة المفرد مثل العبادة ...
الــــــــــرد على هذا التدليس يتمثل فى الآتى :
فى الحقيقة أفضل وصف لهذا الكلام هو أنه كلام كوميدى وحتى لا أتهم بالسخرية من قبل أى مسيحى سيقرأ هذا الرد سأبين بالدليل وليس بالعاطفة كما فعل المُدلس صاحب الشبهة لماذا هذا الكلام كوميدى ؟
لو كان الله ( إله المسلمين ) مثلث الأقانيم وحاشاه أن يكون كذلك كما إدعى كذبا صاحب الشبهة فإن العبادة من أكثر الأشياء على الإطلاق التى يجب أن يشارك الله فيها الأقنومين الآخرين
بمعنى أن الله ( إله المسلمين ) لو كان حقا مثلث الأقانيم كما دلس كاتب الشبهة فالعقل والمنطق السليمين يقولا بأن كل الآيات المتعلقة بالعبادة يجب أن تأتى بصيغة " الجمع " وليس " المفرد "
بمعنى أكثر وضوحا طالما أن الإبن والروح القدس إلهين مع الله ( إله المسلمين ) وحاشاه أن يكون كذلك فالطبيعى أن يأخذ الأقنومين الآخرين نصيبهما من عبادة المسلمين لهما لا أن يستأثر بها أقنوم واحد دونهما
على سبيل المثال وليس الحصر
قال تعالى
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [طه 14]
فى هذه الآية جاء الأمر لسيدنا موسى أن " يعبد " خالقه بصيغة المفرد وليس " يعبدنا " بصيغة الجمع
يقول صاحب الشبهة
اما في الأمور التي تتعلق بالأمور التي إختصت فيها الأقانيم يتكلم بصيغة الجمع مثل انا نحن نحيي ونميت من اختصاص الروح القدس واهب الحياة ...
سأبين الآن أنه يًدلس ولا يقول الحقيقة
قال تعالى
[ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى
وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى
وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى ]
( سورة النجم : 42 – 45 )
سؤالى لـكاتب الشبهة ولكل مسيحى يؤمن بهذا الكلام :
طالما أن الموت والحياة من إختصاص الأقانيم فلماذا إذا جاء الحديث بصيغة " المفرد " وليس بصيغة الجمع فى مسألة الموت والحياة والخلق كما ورد فى الآيات التى عرضتها من سورة النجم ؟؟؟!!!
ثم إنه بحسب منطق كاتب الشبهة فإن الآيات التى تتعلق بالخلق والحساب يوم القيامة يجب أن تأتى بصيغة الجمع وليس المفرد لأنها متعلقة بالأقانيم الثلاثة مجتمعة ولا تخص أقنوما واحدا
سنرى الآن هل أيات القرآن تؤيد ما ذكره كاتب الشبهة أم تتعارض معه
ملحلوظة هامة : ما سأذكره من أيات القرآن هو على سبيل المثال وليس الحصر :
قال تعالى
[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ] ( سورة الذاريات : 56 )
الخلق فى الآية السابقة ورد بصيغة ( المفرد ) " خَلَقْتُ "
ولم يرد بصيغة ( الجمع ) " خلقنا "
قال تعالى
[ الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) ] ( سورة الرحمن )
فى الآيات السابقة مسألة خلق الإنسان وردت بصيغة ( المفرد ) " خَلَقَ " ولم ترد
بصيغة ( الجمع ) " خلقنا "
قال تعالى
[ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12) ] ( سورة محمد )
فى هذه الآية مسألة حساب الإنسان ودخوله الجنة وردت بصيغة ( المفرد )
" يُدْخِلُ " ولم ترد بصيغة ( الجمع ) " نُدخل "
قال تعالى
[ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)
( سورة الفرقان )
بحسب منطق كاتب الشبهة فإن المُلك يوم القيامة يجب أن يكون للثالوث مجتمعا وليس لأقنوم واحد
لكن من يقرأ الآية السابقة يجد أن الملك " للرحمن " بصيغة ( المفرد ) والرحمن إسم من أسماء الله الحسنى
ولم ترد الآية الكريمة بهذا اللفظ الملك يؤمئذ الحق " لنا " ... أى لم تأتى بصيغة ( الجمع )
أكتفى بهذا القدر
أخيرا : أرجو من جميع المسيحيين الذين يتابعون هذا الموضوع قراءة هذه الآيات الكريمة بدقة وتركيز شديدين
قال تعالى
[ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ
وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ
وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ
اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) ( سورة النساء )
المفضلات