يسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المؤمنون؟-3
-------------------
وقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):الايمان ما وقر بالقلب وصدقه العمل،صدق رسول الله(صلى الله عليه وسلم).
وقال الله سبحانه عنهم كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(ان الله وملائكته يصلون على النبى،يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما*ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والأخرة،وأعد لهم عذابا مهينا*والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا)،صدق الله العظيم،58:56-سورة الأحزاب،فاختص سبحانه المؤمنين بالأمر بالصلاة والسلام على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،ولم يقل يا أيها الذين أسلموا،وذلك ما نراه فى أيامنا هذه من وجود مسلمين يذكر أمامهم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فلا يصلون عليه كما أمرهم ربهم سهوا كان أو عدم ادراك أو عدم المام بمبادىء الاسلام الحنيف،وكما قال عنهم رسول الله(صلى الله عليه وسلم):البخيل من ذكرت عنده ولم يصل على،صدق رسول الله(صلى الله عليه وسلم).وكلما وجه الخالق العظيم الله رب العالمين سبحانه حديثه فى قرأنه المبين بقوله:يا أيها الذين أمنوا،الا ويأتى من بعدها أمر يعلم سبحانه مقدما أنه لن يلتزم به حرفيا من عباده الا الذين أمنوا من الذين أسلموا.
فربما نجد من الذين أسلموا من لا يلتزم بالصلاة على وقتها ولا بالزكاة بحقها ولا بصوم رمضان ولا يهمه أداء الحج والعمرة وهو من المستطيعين عليها، وربما نجد بينهم من يكذب ومن ينافق ومن يسرق ومن يرتكب المعاصى الصغيرة والكبيرة،ومن يتلفظ بالبذاءات التى نهى عنها الله ورسوله(صلى الله عليه وسلم) ومن لا يأمن جاره بوائقه ومن ينام شبعانا وجاره جوعان،وكأن الايمان يقول لنا اسأل عن جارك قبل نومك شبعانا،ان كان جوعانا أم شبعانا،والذين يؤذون جيرانهم،وكذلك من لا يكرم ضيفه،ولم يحدد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) دينا لذلك الجار أو الضيف،وكذلك من لا يصمت ان لم يقل خيرا،وكذلك الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين أمنوا،والذين لا يأمن الناس من أيديهم وألسنتهم،ومن لا يهتم بأمر المسلمين مهما بعدت أسفارهم،والذين لا يكرمون اليتيم ولا يحاضون على طعام المسكين ويأكلون التراث أكلا لما ويحبون المال حبا جما،والذين هم عن صلاتهم ساهون،والذين لا يعدلون فى بيوتهم بين أبنائهم ولا يعدلون بين أزواجهم،والذين لا يصاحبون أباءهم وأمهاتهم فى الدنيا معروفا،ولا يبرونهم،ولا يدعون لهم كما أمرنا ربنا سبحانه بدعاء (وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا)،والذين يتلامزون ويتهامزون ويغتابون الناس ويبهتونهم،وهو محرم عليهم كل ما أسلفنا،والذين لا يتخذون الأمانة مسلكا ولا الصدق منهجا،والغشاشين والمطففين والمرابين والقوادين والذين يتداولون ويتناولون ويصنعون ويستوردون الخمور والمخدرات المزاجية ولحم الخنزير،والذين يقيمون النوادى الليلية بما فيها من عرى وفسوق ومجون وفعل قوم لوط والرقيق،والذين يقيمون نوادى القمار الظاهر منها والباطن،والذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر،والذبن لا يتناهون عن منكر فعلوه،والذين ان حكموا فى الأرض لا يعدلون بين الناس،ويأكلون أموال الناس بالباطل،وان قالوا لا يعدلون،وشهود الزور،وشهود الفتنة،والفارون يوم الزحف والذين لم تحدثهم أنفسهم بالجهاد،وغيرهم من الأثمين أثاما صغيرة أو كبيرة وهو محرم عليهم.
شىء بغيض ومقيت وكريه أن نجد بين المسلمين من يتصف بصفة مما أسلفنا.
لكن المؤمنين غير ذلك،فلا يوجد من بينهم من يتصف بتلك الصفات المتدنية عن أخلاق الاسلام الحميدة،بل يتخذون رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة فى كل تصرفاتهم الدنيوية والدينية،كما أمرنا ربنا سبحانه فى قوله:بسم الله الرحمن الرحيم(لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا)،صدق الله العظيم،21-سورة الأحزاب.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.