الإله الرابع في التثليث المسيحي
ألوهية يوحنا المعمدان
ننطلق دوماًً من أن المسيح ابن الله لأنه من الروح القدس أي أن ألوهية المسيح أتت من كونه من روح الله ( الروح القدس ) فهذا يدفعنا إلى القول بأن كل واحد من الروح القدس هو إله أو جزء من الله.
في إنجيل لوقا نجد في الإصحاح الأول قصة الحمل بيوحنا المعمدان وكيف التقت والدة يوحنا المعمدان ( اليصابات) بوالدة المسيح ( مريم العذراء ) ونجد التشابه الكبير هنا في طريقة حمل كل منهما فكلاهما حملت من الروح القدس فاليصابات كانت عاقراًً وكبيرة في السن وكذلك زوجها زكريا كان شيخاً كبير في السن وعندما دخل الهيكل جاءه الملاك وأخبره بأن ابناً سيولد له وسيكون عظيماً عند الله وسيكون من الروح القدس.
) 11 فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور 12 فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه الخوف 13 فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا 14 ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته 15 لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ) ( 25 هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر الي لينزع عاري بين الناس ) ( 36 وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضاً حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً ) ( 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها . وامتلأت اليصابات من الروح القدس ) إنجيل لوقا الأصحاح الأول .
في هذه الشواهد نجد التأكيد مرتين على أن حمل اليصابات جاء من الروح القدس وقد جعلها الله آية لمريم العذراء عندما اندهشت من طريقة حملها وعند قراءة القصة كاملة من الإصحاح نجد التطابق بين ولادة المسيح وولادة يوحنا المعمدان في عدة نقاط أهمها :
أولاً : الزوج الذي لم يقرب امرأته في كلا الحالتين فيوسف لم يقرب مريم العذراء و زكريا لم يقرب اليصابات.
ثانياً : كان العلم بحمل الزوجة عن طريق الوحي بمجيء ملاك ليخبر الزوجين جاء الملاك وأخبر يوسف بأمر الحمل في الحلم كما جاء الملاك وأخبر زكريا بالحمل وهو في الهيكل.
ثالثاً : كلا الجنينين كان بارين لله كما بشر بهما الملاك.
رابعاً : كلا المولودين عظيمين وأعطيا اسميهما من قبل ولادتهما عن طريق الملاك.
خامساً : كلا من هذين المولودين من الروح القدس.
بالانتقال إلى المرحلة التالية لما ذكر عن يوحنا المعمدان في الإنجيل :
نجد تشابه و التطابق في أعمال كل من يوحنا المعمدان والمسيح ...
( 4 كان يوحنا المعمدان يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا 5 وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم 6 وكان يوحنا يلبس وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جراداً وعسلاً برياً ) ( 8 أنا عمدتكم بالماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس ) إنجيل مرقس الأصحاح الأول
( 1 وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهود 2 قائلاً توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات ) ( 4 ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد . وكان طعامه جرداً وعسلاً برياً 5 حينئذ خرج إليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن 6 واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم 7 فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي 8 فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة 9 ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لابراهيم 10 والآن وقد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار (.إنجيل متى الأصحاح الثالث
فكلاهما دعا إلى ترك الخطايا والاعتراف بها وترك الملذات الدينوية وكانا كلامهما حكيماً ويتبعهما الكثير من البشر وكلاهما أتيا إلى خراف بني إسرائيل الضالة وكلاهما ودعيا إلى التوبة الصالحة إلى الله لا التوبة التي اتخذها بني لإسرائيل أمام الناس وكلاهما حذر اليهود من الكذب على الله والخوف من أن ينزل عليهم غضبه ويحل بهم سخطه وكلاهما كانا مخلصين وناسكين وزادهين في هذه الحياة الفانية وكلاهما كانا يعمدان وقد قام يوحنا المعمدان بالتبشير عن المسيح ورسالته وتخليصه للعالم.
وذكر الإنجيل لقاء يوحنا المعمدان والمسيح...
( 13 حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه 14 ولكن يوحنا منعه قائلاً أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتي إلي 15 فأجاب يسوع وقال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل البر حينئذ سمح له )
إنجيل متى الأصحاح الثالث
وكما بشر يوحنا المعمدان بالمسيح فقد قام بتعميده من نهر الأردن وقد وصف المسيح نفسيهما بالأبرار لأنهما كانا يكملان البر وكما قال المسيح : الأبرار أبناء الله .
ويذكر الإنجيل تلاميذ يوحنا المعمدان وهذا ما يذكرننا بتلاميذ المسيح
( 29 ولما سمع تلاميذه جاوءا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر).إنجيل مرقس الأصحاح السادس
وكما دفن تلاميذ يوحنا المعمدان جسده كذلك الذي قام بدفن المسيح هو واحد من تلاميذ المسيح نفسه والتشابه الملفت للنظر كان في طريقة نهاية الحياة الدينونة لكلاهما وقد ذكرها الكتاب المقدس لكل من يوحنا المعمدان والمسيح وانتقالهما إلى مملكة السماء وقد كانت على يد أعداء الله الجهلة والكفرة.
( 17 لان هيرودس نفسه كان قد أرسل وامسك يوحنا وأوثقه في السجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه إذا كان قد تزوج بها 18 لان يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك 19 فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر 20 لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالماً انه رجل بار وقديس كان يحفظه وإذ سمعه فعل كثيراً وسمعه بسرور 21 وإذا كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه وقواد الألوف ووجوه الجليل 22 دخلت ابنة هيروديا ورقصت . فسرت هيرودس والمتكئين معه . فقال الملك للصبية مها أردت اطلبي مني فأعطيك 23 واقسم لها أن مهما طلبت مني لأعطينك حتى نصف مملكتي 24 فخرجت وقالت لامها ماذا اطلب . فقالت راس يوحنا المعمدان 25 فدخلت للوقت بسرعة إلى الملك وطلبت قائلة أريد أن تعطيني حالاً راس يوحنا المعمدان على طبق 26 فحزن الملك جداً ولأجل الأقسام والمتكئين لم يرد أن يردها 27 فللوقت أرسل الملك سيافاً وأمر أن يؤتى برأسه 28 فمضى وقطع رأسه في السجن . واتى برأسه على طبق وأعطاه للصبية والصبية أعطته لامها ).إنجيل مرقس الأصحاح السادس
من الواضح هنا أن النهايات متشابهة كما اعتبر هيرودس يوحنا المعمدان عالماً وإنساناً غير عادي وباراً كان بيلاطس ينظر إلى للمسيح بنفس النظرة ويقيم له نفس الاعتبار وفي بادئ الأمر لم يكن في نية هيرودس قتل يوحنا المعمدان وكذلك بيلاطس الذي أمر بتأجيل محاكمة المسيح والسبب الذي دفعهم إلى الحكم عليهما هو مكيدة خبيثة دبرها أعداء الله.
بالنظر إلى ما تقدم سابقاً وتطابق كل من الصفات المادية والروحانية بين يوحنا المعمدان والمسيح وكون كلاهما من الروح القدس فلماذا يعد المسيح ابن الله ويعتبر يوحنا المعمدان نبي وبشر.
منقول للفائده إلى أتباع محمد
مع إنى متاكد إن النصارى هيقولوا إن ربنا "الله" تعالى عما يصفون مانسخطش فى بطن الياصابات زى ما إنسخط فى بطن مريم
المفضلات