وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | واشنطن أيرڤينغ النبي محمد لم يدعي إنه جاء بدين جديد بل جاء لإعادة الناس إلى دين الله الحق القديم وهو الإسلام سنة إبراهيم حنيفا ولقد كانت قوانين موسى » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | المؤرخ وليم ديورانت يقول:_ رحمة المسلمين على المسيحيين وإرهاب المسيحيين على بعضهم المسلمين كانو يحمون المسيحيين ويحرصون حرصاً خاصا لمنع الطواىف المس » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | أين الوهية الإبن ؟ علم الساعه لا يعلمه أقنوم الإبن ولا اقنوم الروح القدس ولا ملائكة السماء ولكن لا يعرف احد متى يكون ذلك اليوم أو تلك الساعه ولا ملا » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | المؤرخ وليم ديورانت يقول:_ رحمة المسلمين على المسيحيين وإرهاب المسيحيين على بعضهم المسلمين كانو يحمون المسيحيين ويحرصون حرصاً خاصا لمنع الطواىف المس » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | من الخرافات المسيحيه الإله المتجسد وهو بيشتغل نجار أَلَيْسَ هذَا هُوَ 👈النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ👉 وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَ » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | صدمه لكل قبطى: الشعب القبطى بأكمله كان يعتقد بعدم صلب المسيح فى عهد الامبراطور(يوستن الأول)!!موثق » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | أقوى دليل على الشبيه و نجاة المسيح من القتل و الصلب ( جديد ) !!! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | المسيح يسوع لم يموت اصلا لان مافي شهود علي انه كان في القبر حيا ولا ميتا......لان مريم المجدليه اتت والقبر مغلق وعليه الحراس وعليه الحجر ولما فتحه الم » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | اثبات تواتر كل قراءة من القراءات العشر الى النبي صلى الله عليه وسلم » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4

    ننتقل بفضل الله إلى الصفحة الرابعة والتي تحمل اسم


    استباق النبي الوحي والتنزيل


    اقتباس
    .
    استباق النبي الوحي والتنزيل

    ظاهرة غريبة أيضا انفرد بها نبي الإسلام على أنبياء الله أجمعين. وهي استباقه واستعجاله لوحيه .

    هذا ما يؤكده الواقع القرآني حين عاتب النبي قائلا : لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) ِ. القيامة 16-19.

    هذا التوبيخ يدل على ان النبي كان يستبق الوحي أحيانا .

    قال الطبري في تفسيره : َاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله قِيلَ لَهُ : { لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانك لِتَعْجَل بِهِ } فَقَالَ بَعْضهمْ : قِيلَ لَهُ ذَلِكَ; لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء عَجِلَ بِهِ , يُرِيد حِفْظه مِنْ حُبّه إِيَّاهُ , فَقِيلَ لَهُ : لَا تَعْجَل بِهِ فَإِنَّا سَنَحْفَظُهُ عَلَيْك .

    عَنِ ابْن عَبَّاس أَنَّ النَّبِيّ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن تَعَجَّلَ يُرِيد حِفْظه فَقَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره : ( لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانك لِتَعْجَل بِهِ ) .

    عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر أَنَّ النَّبِيّ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن تَعَجَّلَ بِهِ يُرِيد حِفْظه. تفسير الطبري .

    وفسره البيضاوي : لا تحرك ) يا محمد ( به ) بالقرآن ( لسانك ) قبل أن يتم وحيه ( لتعجل به) لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك .. وهو اعتراض بما يؤكد التوبيخ على حب العجلة.

    وفي ( أسباب نزول ) الآية 34 من سورة القيامة نقل السيوطي مثالا على هذه العجلة المذمومة: اخرج النسائي عن سعيد بن جبير انه سأل ابن عباس عن قوله:{ أَوْلَى لَك فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَك فَأَوْلَى } لقيامة 3): أَشَيْء قَالَهُ رَسُول اللَّه مِنْ قِبَل نَفْسه , أَمْ أَمْر أَمَرَهُ اللَّه بِهِ ؟ قَالَ : بَلْ قَالَهُ مِنْ قِبَل نَفْسه , ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّه) . راجع ايضا تفسير الطبري في شرحة لسورة القيامة اية 34 .

    وفسر البيضاوي قوله : ( ثم إن علينا بيانه ) بيان ما أشكل عليك من معانيه وهو دليل على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب .

    عتاب الله لنبيه حين عاتبه قائلا : لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه ، لن يجدي نفعا مع النبي .

    لهذا يعود الله لتحذيره مرة أخرى في قوله تعالى : ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) . طه 114 .

    قال البيضاوي في تفسير قوله ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) نهي عن الاستعجال في تلقي الوحي من جبريل عليه السلام ومساوقته في القراءة حتى يتم وحيه بعد ذكر الإنزال على سبيل الاستطراد وقيل نهي عن تبليغ ما كان مجملا قبل أن يأتي بيانه ( وقل رب زدني علما ) أي سل الله زيادة العلم بدل الاستعجال فإن ما أوحي إليك تناله لا محالة (ولقد عهدنا إلى آدم ) ولقد أمرناه يقال تقدم الملك إليه وأوعز إليه وعزم عليه وعهد . راجع تفسير البيضاوي ، تفسير اية سورة طه 114 ,

    وقال القرطبي في تفسير قوله ايضا : (تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ.....)

    قَالَ اِبْن عَبَّاس كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يُبَادِر جِبْرِيل فَيَقْرَأ قَبْل أَنْ يَفْرُغ جِبْرِيل مِنْ الْوَحْي حِرْصًا عَلَى الْحِفْظ , وَشَفَقَة عَلَى الْقُرْآن مَخَافَة النِّسْيَان , فَنَهَاهُ اللَّه عَنْ ذَلِكَ وَأَنْزَلَ " وَلَا تَعْجَل بِالْقُرْآنِ " وَهَذَا كَقَوْلِهِ : " لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانك لِتَعْجَلَ بِهِ . الْقِيَامَة 16 .

    وَرَوَى اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد قَالَ : لَا تَتْلُهُ قَبْل أَنْ تَتَبَيَّنهُ . وَقِيلَ : " وَلَا تَعْجَل " أَيْ لَا تَسَلْ إِنْزَاله " مِنْ قَبْل أَنْ يُقْضَى " أَيْ يَأْتِيك " وَحْيه " . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَا تُلْقِهِ إِلَى النَّاس قَبْل أَنْ يَأْتِيك بَيَان تَأْوِيله . راجع : تفسير القرطبي تفسير اية سورة طه 114


    سؤال : لو ان الله قد أوحى لنبي الإسلام بنفس الطريقة الذي أوحى بها لأنبيائه السابقين . اي بغير واسطة ‏. فهل كان النبي سيستبق الوحي ؟ .

    هل حدث ان نبيا من أنبياء الله استبق الوحي واستعجله ، كما فعل نبي الإسلام صلوات الله عليه وسلم ؟ .
    .
    نستعين بالله في الرد بقول : بسم الله الرحمن الرحيم
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    عذراً فهذا الكلام ما هو إلا تأكيد لأمرين

    1) أن القرآن من عند الله وهو حق كما أن الوحي حق
    2) صدق وأمانة الرسول وخوفه من النسيان أو السهو وصدق بلاغ الرسالة .

    {يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك}
    (المائدة67)

    وهكذا كان يجتهد في حفظ البلاغ من الوحي بالتكرار



    {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"}
    (سورة الحجر)

    الله عز وجل تعهد بحفظ القرآن ؛ لأن البشر جربوا في حفظ مناهج السماء، ولم يكونوا أمناء عليها، فغيروا في التوراة وفي الإنجيل وفي الكتب المقدسة، إما بأن يكتموا بعض ما أنزل الله، وإما أن ينسوا بعضه، والذي ذكروه لم يتركوه على حاله بل حرفوه. وإن قبل منهم هذا كله فلا يقبل منهم أن يفتروا على الله فيؤلفون من عندهم، ويقولون:

    {هو من عند الله وما هو من عند الله .. "78"}
    (سورة آل عمران)

    ذلك لأن الحفظ للمنهج كان موكولاً للبشر تكليفاً، والتكليف عرضة لأن يطاع، ولأن يعصى


    {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله .. "44"}
    (سورة المائدة)

    أي: طلب منهم أن يحفظوها بهذا الأمر التكليفي، فعصوه نسياناً، وكتماناً، وتحريفاً، وزيادة؛ لذلك تولى الحق ـ تبارك وتعالى ـ حفظ القرآن؛ لأنه الكتاب الخاتم الذي لا استدراك عليه، وضمن سبحانه للقرآن ألا يحرف بأبي وجه من أوجه التحريف.

    فاطمئنوا إلى أن القرآن كتاب الله الذي بين أيديكم هو كلام الله الذي جاء من علمه تعالى في اللوح المحفوظ الذي قال عنه:


    {في كتاب مكنونٍ "78" لا يمسه إلا المطهرون "79"}
    (سورة الواقعة)

    ثم نزل به الروح الأمين، وهو مؤتمن عليه لم يتصرف فيه، ثم نزل على قلب سيد المرسلين الذي قال الله عنه:


    {ولو تقول علينا بعض الأقاويل "44" لأخذنا منه باليمين "45"}
    (سورة الحاقة)

    إذن: حفظ القرآن علماً في اللوح المحفوظ، وحفظ في أمانة من نزل به من السماء، وحفظ في من استقبله وهو النبي صلى الله عليه وسلم، فلا حجة لنا بعد أن جمع الحق ـ سبحانه وتعالى ـ للقرآن كل ألوان الحفظ. لذلك كان ولابد حين ينزل الله القرآن على رسوله أن يقول له:

    {فتعالى الله الملك الحق .. "114"}
    (سورة طه)

    فليست هناك حقيقة بعد هذا أبداً، وليس هناك شيء ثابت ثبوت الحق سبحانه وتعالى . ثم يقول تعالى:

    {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه .. "114"}
    (سورة طه)

    وهذه مقدمات ليطمئن رسول الله على حفظ القرآن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه الوحي ، فيحاول إعادته كلمة كلمة. فإذا قال الوحي مثلاً:

    {قل أوحى إلي .. "1"}
    (سورة الجن)

    فيأخذ الرسول في تكرارها في سره ويرددها خلف جبريل عليه السلام مخافة أن ينساها لشدة حرصه على القرآن. فنهاه الله عن هذه العجلة:

    {ولا تعجل بالقرآن .. "114"}
    (سورة طه)

    أي: لا تتعجل، ولا تنشغل بالتكرار والترديد، فسوف يأتيك نضجها حين تكتمل، فلا تخش أن يفوتك شيء منه طالما أنني تكفلت بحفظه؛ لذلك يقول له في موضع آخر:

    {سنقرئك فلا تنسى "6"}
    (سورة الأعلى)

    فاطمئن ولا تقلق على هذه المسألة ؛ لأن شغلك بحفظ كلمة قد يفوت عليك أخرى. والعجلة أن تخرج الحدث قبل نضجه، كأن تقطف الثمرة قبل نضجها وقبل أوانها، وعند الأكل تفاجأ بأنها لم تستو بعد، أو تتعجل قطفها وهي صغيرة لا تكفي شخصاً واحداً، ولو تركتها لأوانها لكانت كافية لعدة أشخاص.

    والقرآن كلام في مستوى عالٍ من البلاغة، وليس كلاماً مألوفاً له يسهل عليه حفظه؛ لذلك كان حريصاً على الحفظ والتثبيت. وفي آية أخرى يوضح الحق سبحانه هذه المسألة:

    {لا تحرك به لسانك لتعجل به "16" إن علينا جمعه وقرآنه "17" فإذا قرأناه فاتبع قرآنه "18"}
    (سورة القيامة)

    أي: لما تكتمل الآيات فلك أن تقرأها كما تحب.

    وهذه الظاهرة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، نبي ينزل عليه عدة أرباع من القرآن، أو السورة كاملة، ثم حين يسري عنه الوحي يعيدها كما أنزلت عليه، ولك أن تأتي بأكثر الناس قدرة على الحفظ، واقرأ عليه لمدة عشر دقائق مثلاً من أي كتاب أو أي كلام، ثم اطلب منه إعادة ما سمع فلن يستطيع.

    <أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان يأمر الكتبة بكتابة القرآن، ثم يمليه عليهم كما سمعه، لا يغير منه حرفاً واحداً، بل ويملي الآيات في موضعها من السور المختلفة فيقول: "ضعوا هذه في سورة كذا، وهذه في سورة كذا" >

    ولو أن السورة نزلت كاملة مرة واحدة لكان الأمر إلى حد ما سهلاً، إنما تنزل الآيات متفرقة، فإذا ما قرأ صلى الله عليه وسلم في الصلاة مثلاً قرأ بسورة واحدة نزلت آياتها متفرقة، هذه نزلت اليوم، وهذه نزلت بالأمس، وهكذا ومع ذلك يقرؤها مرتبة آية آية.
    وقوله تعالى بعدها:

    {ثم إن علينا بيانه "19"}
    (سورة القيامة)

    وخاطب النبي في آية أخرى:

    {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم .. "44"}
    (سورة النحل)

    فالبيان من الله تعالى والتبيين من النبي صلى الله عليه وسلم. ومعنى:

    {من قبل أن يقضى إليك وحيه .. "114"}
    (سورة طه)

    أي: انتظر حتى يسري عنك، لكن كيف يعرف الرسول ذلك؟ كيف يعرف أن الحالة التي تعتريه عند نزول الوحي قد زالت؟ والصحابة يصفون حال النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه فيقولون: كنا نسمع حول رأسه كغطيط النحل، وكان جبينه يتفصد عرقاً، ويبلغ منه الجهد مبلغاً، وإن نزل الوحي وهو على دابة كانت تنخ برسول الله؛ لأن الله تعالى قال:

    {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً "5"}
    (سورة المزمل)


    إذن: هناك آيات مادية تعرض لرسول الله عند نزول الوحي؛ لأن الوحي من ملك له طبيعته التكوينية التي تختلف وطبيعة النبي البشرية، فلكي يتم اللقاء بينهما مباشرة لابد أن يحدث بينهما نوع من التقارب في الطبيعة، فإما أن يتحول الملك من صورته الملائكية إلى صورة بشرية، أو ينتقل رسول الله من حالته البشرية إلى حالة ملائكية ارتقائية حتى يتلقى عن الملك.

    لذلك، كانت تحدث لرسول الله تغييرات كيماوية في طبيعته، هذه التغييرات هي التي تجعله يتصبب عرقاً حتى يقول: "زملوني زملوني" أو "دثروني دثروني" لما حدث في تكوينه من تفاعل.

    فكان الوحي شاقاً على رسول الله خاصة في أوله ، فأراد الحق ـ سبحانه ـ أن يخفف عن رسوله هذه المشقة ، وأن يريحه فترة من نزول الوحي ليريحه من ناحية وليشوقه للوحي من ناحية أخرى، فقال تعالى:



    {ألم نشرح لك صدرك "1" ووضعنا عنك وزرك "2" الذي انقض ظهرك "3"}
    (سورة الشرح)

    والوزر هو الحمل الثقيل الذي كان يحمله رسول الله في نزول الوحي عليه.

    فلما فتر الوحي عن رسول الله شمت به الأعداء، وقالوا: إن رب محمد قد قلاه. سبحان الله، أفي الجفوة تذكرون أن لمحمد رباً؟ ألستم القائلين له" كذاب وساحر؟ والآن أصبح له رب لأنه قلاه؟

    وما فهم الكفار أن فتور الوحي لحكمة عالية، أرادها رب محمد، هي أن يرتاح نفسياً من مشقة هذه التغييرات الكيماوية في تكوينه، وأن تتجدد طاقته، ويزداد شوقه للقاء جبريل من جديد، والشوق إلى الشيء يهون الصعاب في سبيله. كما يسير المحب إلى حبيبه، لا تمنعه مشاق الطريق.
    فرد الله على الكفار:



    {والضحى "1" والليل إذا سجى "2" ما ودعك ربك وما قلى "3" وللآخرة خير لك من الأولى "4" ولسوف يعطيك ربك فترضى "5"}
    (سورة الضحى)

    فنفى عن رسوله ما قاله الكفار، ثم عدل عبارتهم: إن رب محمد قد قلاه فقال:

    {ما ودعك ربك وما قلى "3"}
    (سورة الضحى)

    هكذا بكاف الخطاب؛ لأن التوديع قد يكون للحبيب. أما في قوله:

    {وما قلى "3"}
    (سورة الضحى)

    فلم يأت هنا بكاف الخطاب حتى مع النفي ، فلم يقل (وما قلاك)؛ لأن النفي مع ضمير المخاطب يشعر بإمكانية حدوث الكره لرسول الله.

    كما لو قلت: أنا لم أر شيخ الأزهر يشرب الخمر، أمدحت شيخ الأزهر بهذا القول أم ذممته؟ الحقيقة أنك ذممته؛ لأنك جعلته مظنة أن يحدث منه ذلك.

    فهذا التعبير القرآني يعطي لرسول الله منزلته العالية ومكانته عند ربه عز وجل.

    لكن، ما الحكمة في أن الحق ـ تبارك وتعالى ـ أقسم في هذه المسألة بالضحى وبالليل إذا سجى؟ وما صلتهما بموضوع غياب الوحي عن رسول الله؟

    الله عز وجل يريد بقوله:


    {والضحى "1" والليل إذا سجى "2"}
    (سورة الضحى)

    أن يرد هؤلاء إلى ظاهرة كونية مشاهدة ومعترف بها عند الجميع، وهي أن الله خلق النهار وجعله محلاً للحركة والنشاط والسعي، وخلق الليل وجعله محلاً للراحة والسكون، فيرتاح الإنسان في الليل ليعاود نشاطه في الصباح من جديد.

    وهكذا أمر الوحي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أجهده الوحي احتاج إلى وقت يرتاح فيه، لا لتنتهي المسألة بلا عودة، بل ليجدد نشاط النبي، ويشوقه للوحي من جديد؛ لذلك بشره بقوله:

    {وللآخرة خير لك من الأولى "4"}
    (سورة الضحى)

    أي: انتظر يا محمد، فسوف يأتيك خير كثير. فالحق سبحانه يرجعهم إلى ظواهر الكون، وإلى الطبيعة التي يعيشون عليها،
    فأنتم ترتاحون من عناء النهار بسكون الليل، فلماذا تنكرون على محمد أن يرتاح من عناء الوحي ومشقته؟
    وهل راحتكم في سكون الليل تعني دوام الليل وعدم عودة النهار؟
    وقوله تعالى:

    {وقل رب زدني علماً "114"}
    (سورة طه)

    هذا توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم للاستزادة من العلم، فمادمت أنت يا رب الحافظ فزدني منه، ذلك لأن رسول الله سيحتاج إلى علم تقوم عليه حركة الحياة من لدنه إلى أن تقوم الساعة، علم يشمل الأزمنة والأمكنة، فلابد له أن يعد الإعداد اللازم لهذه المهمة.
    .

    والله أعلم
    الشيخ / محمد متولي الشعراوي.
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 14-05-2006 الساعة 07:10 PM
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    بالرجوع لتفسير الطبري

    اقتباس
    عَنِ ابْن عَبَّاس أَنَّ النَّبِيّ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن تَعَجَّلَ يُرِيد حِفْظه فَقَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره : ( لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانك لِتَعْجَل بِهِ ) .
    المحذوف للتضليل : إن علينا جمعه وقرآنه " وقال ابن عباس : هكذا ، وحرك شفتيه .

    اقتباس
    عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر أَنَّ النَّبِيّ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن تَعَجَّلَ بِهِ يُرِيد حِفْظه. تفسير الطبري .
    المحذوف للتضليل : ابن أبي عائشة ، سمع سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، وقال : " لا تحرك به لسانك " قال : هكذا ، وحرك سفيان فاه .

    اقتباس
    أي سل الله زيادة العلم بدل الاستعجال فإن ما أوحي إليك تناله لا محالة . راجع تفسير البيضاوي ، تفسير اية سورة طه 114 ,
    شكراً على التوضيح وتأكيد ان ما تم طرحه بأيديكم يؤكد صدق الرسالة .

    اقتباس
    سؤال : لو ان الله قد أوحى لنبي الإسلام بنفس الطريقة الذي أوحى بها لأنبيائه السابقين . اي بغير واسطة ‏. فهل كان النبي سيستبق الوحي ؟ .
    وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)
    (الشورى)

    تم توضيح ما جاء .....

    والسؤال: وعندما طلب الله من الأمم السابقة أن يحفظوا الكتاب بهذا الأمر التكليفي هل حفظوا العهد .؟ لا بل عصوه نسياناً، وكتماناً، وتحريفاً، وزيادة وإلا ....

    فالله لا يوحي بثلاثة نسخ

    فهل يمكننا أن نتعرف على النسخة الحقيقية التي أوحى بها الرب .؟

    النسخة الأولى
    1881 Westcott-Hort New Testament
    .
    http://www.biblegateway.com/passage/...5;&version=68;
    .

    .
    النسخة الثانية
    1550 Stephanus New Testament
    .
    http://www.biblegateway.com/passage/...5;&version=69;
    .


    النسخة الثالثة
    1894 Scrivener New Testament
    .
    http://www.biblegateway.com/passage/...5;&version=70;
    .


    فأين كان الله عندما تم تحريف كلامه الذي أوحى به ؟


    --------------------------------

    نسخ العهد القديم

    1 _ النسخة العبرية : وهي المقبولة والمعتبرة لدى اليهود وجمهور علماء البروتستانت وهي مأخوذة من النسخة الماسورية وما ترجم عنها .

    2 _ النسخة اليونانية : وهي المعتبرة عند النصارى الكاثوليك ، والارثوذكس وهي التي تسمى السبعينية وما ترجم عنها .

    3 _ النسخة السامرية : وهي المعتبرة والمقبولة لدى السامريين من اليهود .

    أين النسخة الصلية ؟ .

    والله أعلم .
    .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    الآن ننتقل للصفحة الخامسة

    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=7986
    .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 15
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-05-2006, 06:13 PM
  2. وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 14
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-05-2006, 01:13 AM
  3. وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 13
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-05-2006, 01:12 AM
  4. وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 3
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-05-2006, 06:21 PM
  5. وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 2
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-05-2006, 12:35 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4

وحي من الرحمان أم وحي من الشيطان ... وجهل الرهبان ج 4