:bsm:
من راهبة إلى مضيفة طيران إلى داعية للإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
كانت تقول في بداية حديثها الحمد لله الذي هداني للإسلام وكفى به نعمة
قصة هذه الأخت عجيبة جدا التقيت بها مع أخوات داعيات يوم أمس وبعد استقبال حافل لها
وقدومها إلى بلاد العرب والمسلمين
كان ذلك في تاريخ 16/9/2005 في تمام الساعة الرابعة مساء
وبعد ملاطفة وسؤال عن الحال
سألناها كيف كان اسلامك ؟؟؟؟
وكانت الإجابة طويلة
وبل استنفذت كل طاقتي لكتابة ما كانت تتحدث عن حياتها من أحداث ووقائع حقيقية
الأخت عمرها تجاوزأربعين سنة استرالية الجنسية من أصل كيني
استأذنت الأخت بكتابة ونشر قصتها لعل الجميع يتعظ بها ويحذو حذوها
فهي تستحق كل إكبار وكل خير
نعم نشأت عائشة نشأة مسيحية صارمة كاثوليكية وكانت فتاة تحمل الكثير من الروحانية وعندما بلغت الثامنة عشر من عمرها نصحيها جدتها بأن تنمي هذه الروحانية وتسافر إلى روما عاصمة القديس لتتلمذ على يد رهبانهم وقساوستهم وكانت أمنيتها أن تصبح راهبة فكان لها ذلك ولكن ما لبثت فترة إلا وجالت أفكارها وهاجت فطرتها السليمة وكم هائل من أسألة كانت توجهها للرهبان فلا يستطيعوا الإجابة عنها وكانوا يقولون لها لا نستطيع فعل أي شيء لك أنت كاثوليكية ويجب عليك أن تؤمني وتعتقدي فقط ولا مجال للنقاش
ومن هذه الأسألة "كيف ولد عيسى ولو لم يكن له أب وتقولون بأن عيسى هو الله"
وكيف يكون الله هو عيسى وله أم!!!
طردت عائشة من تلك المؤسسة الدينية ولم تصبح بعدها راهبة بعد وكانت تتسائل ألا توجد هنالك طريقة أستطيع من خلالها أن أتواصل مع الإله مباشرة ودون واسطة
ففي المسيحية يطلبون من مريم القديسة تارة ومرة من عيسى ومرة من GOD
فكانت تقول كم إله يجب أن أدعو
تعرضت حالة الأخت للأسوأ وهي تعاني الفراغ الروحي في قلبها الجياش المتعطش لمعرفة الحقيقة
وأدمنت الخمر والكحوليات وحاولت أن تسكت نفسها بإجابات من عندها لا بأس سأستمتع بحياتي وأصبح ما أريد
بعدها اتجهت الأخت إلى العمل مضيفة طيران وهي تتنقل بين بلدان العالم وقالت عشت حياة الترف ولم أترك مكان كان يرتاده نجوم ومشاهير أوروبا وأمريكا إلا وتسوقت منه وبل كانت العروض تأتيني يمنة ويسرة
عشت حياتي كلها بذخ وإدمان كحوليات وسجائر وتزوجت من شخص ثري ايطالي
ولكن مازالت تعاني من الفراغ الروحي ورغبة في معرفة الحقيقة
وذات يوم اشتكت من ألم شديد وتم نقلها إلى المستشفى وقد شخص لها الطبيب بأنها مصابة بداء عضال في الكبد نتيجة كثرة تعاطي الكحوليات
تقول الأخت عائشة كنت حينها خائفة جدا ولم أدري ماذا أفعل كنت حينها خائفة من الموت وفي نفس الوقت كنت أبحث عن الحقيقة وأفكاري تتخبط ولم أجد من ينفعني فزوجي نصحني بترك الكحوليات
وعائلتي لا تعلم عني شيء تقول الأخت لازمت المستشفى قرابة ستة أشهر لم أستطع فيه الحراك وبل فقد الأطباء من جراء حالتي الصعبة وتعرضت من خلالها لاضطرابات نفسية وأمراض عقلية فقدت خلالها احساسي بطعم الحياة وهجرني زوجي لأنني أصبحت مجنونة في نظره
تقول الأخت كانت صديقاتي يزرنني يوميا ويساعدنني في تناول الدواء ويخففن من آلامي
فمن يصدق أن هذه المرأة هي تلك مضيفة الطيران الثرية
تقول الأخت عائشة عرضت علي صديقتي بالذهاب إلى الراهب ليعالجها بتقنية HEALING THERAPY
ومضت الأخت عائشة إلى ذلك الراهب على مضض على أمل الشفاء
وجلست عنده ومن ثم ابتدأ الراهب بأسألته
كيف ومتى ولماذا؟؟
وثم قال لها أنا عندي لك الشفاء وأحضر كوبا وملأه بالخمر الأحمر RED WINE
وقال أنه هذا هو دم المسيح(معاذ الله) واشربي منه يشفيك المسيح وتنالين بركته
عندها صرخت عائشة وهي في حالة إعياء لا لا أريد هذا الشراب فبسببه مرضت وكدت أموت
وخرجت من عنده وتقول الأخت الكريمة عندها لم أجد من يسعفني غير دعائي وتوسلاتي للإله بأن يرشدني للحق
وتضيف تنقلت بعدها إلى عدة ديانات منها البوذية وممارسة طقوس السحر وعبادة التماثيل
ولم يخطر في بالي الدخول إلى الإسلام لأننا كنا نعتقد أن الإسلام دين خاص بالعرب والصوماليين
وبعدها انتقلت الأخت عائشة إلى استراليا للعمل وتعرفت على العديد من معالم استراليا وبل من سكانها وذات يوم سمعت أن هنالك كان مجلس يجتمع فيه أناس يقال لهم مسلمين
ويعبدون الإله
فدخلت في مجلسهم واستمعت لحديثهم ودعائهم وكيف أن فيه توحيد للإله
وبعدما خرجت تقول عائشة شعرت بشئ غريب واحساس سعادة يغمرني
وكأنني شفيت من مرضي سبحان الله!!!
وكانت تقول هل أنني مجرد جلست أستمع لهم حدثت كل هذه الأعاجيب في نفسيتي
وتضيف الأخت عائشة حينها لم أتمالك نفسي وأخذت أتعاهد حضور مثل هذه المجالس وكان من بين الدعاة الشيخ الداعي الأمريكي الجنسية خالد ياسين الذي وهب حياته للدعوة في سبيل الله
تقول كنت وما زلت تلميذة لدى هذا الأستاذ الرائع والذي حكى لي عن الإسلام وعن رسول العالمين محمد صلى الله عليه وسلم
وأتذكر اول يوم سمعت فيه ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حضوري لمجالس الذكر ومن ثم خرجت من بعدها وكان عندنا جار مسلم اسمه محمد ولم يكن ملتزم فعرفت أن اسمه محمد ومن ثم طرقت عليه الباب فجأة الساعة الثالثة فجرا فقط أطلب منه نسخة من القرآن الكريم وأنا في حالة لهفة شديدة للتعرف على القرآن الكريم
ورد علي جاري بأنه سوف يعطيني المصحف في صباح اليوم التالي وكان لها ذلك فحصلت عليه وقرأت منه
وقالت أحببت شخصية المصطفى صلى الله عليه وسلم وبل كذلك صحابته وكيف أنهم ضحوا بكل ما يملكون لتبليغ هذا الدين
تقول لنا أختنا الفاضلة عائشة وهي تستطرد في الحديث لقد أعجبني هذا الدين
بكل ما فيه فكل شيء فيه حكمة فالصلاة هي رياضة روحية وبدنية
والصيام كذلك فيه الصحة
لقد شفيت مما كنت أعاني فيه من تواجدي في المصحات النفسية لمدة ثلاث سنوات
ولقد شفيت من دائي العضال في الكبد
وأصبحت انسانة سعيدة مع أنني فقدت كل شهرتي وزوجي
وثروتي
ولكني أملك ثروة الإيمان والهداية
ومنذ ثلاث سنوات حصلت الأخت عائشة على منحة لدراسة الدعوة في كلية الأزهر الشريف ومازالت تدرس حتى الآن في كلية الدعوة بالأزهر
وتقول وهي تصف سعادتها لحصولها على المنحة الكبيرة لقد دخلت على المشايخ وأنا في انتظار دوري للمقابلة وحان الدور فكنت مرتبكة ولم أعلم كيف أبدأ الحديث معهم فأخذوا بالسؤال تلو السؤال إلى أن جاء السؤال كم عمرك ؟؟؟
أجابت هم أربعون عاما ثم قالوا لها كيف لك أن تتقدمي لهذه الكلية وأنت تعلمين أنه يجب أن لا يزيد عمر المتقدم للدراسة عن خمس وعشرون سنة
تقول عائشة حينها انقلبت الدنيا في وجهي وصرت أبكي أمامهم وأترجاهم حتى يدخلونني في هذه الكلية وكانت تقول لهم ماذنبي إذا صار عمري 40 سنة ولم أتقدم للدراسة فيها من قبل لأنني لم أكن أعرف عن الإسلام شيء فلو كنت مسلمة من قبل لدرست في سن حديثة ولكن ليس بيدي مسألة العمر وبهذا تقبل الجميع مسألتها ووجودها
والجدير بالذكر أن الأخت عائشة أثناء زيارتها لجامع الأزهر لم تكن تملك مكان تبيت فيه فهي فوضت أمرها لله ووضعت حقيبتها ومتاع السفر في مصلى النساء وكانت تبيت ليلتها إلى أن تطوعت إحدى الأخوات بتوفير السكن المناسب لها فلم تكن تفكر في رفاهية ولا شهرة بل كان همها هو تعلم الدين والسعي لنشره
وتقول الأخت لقد عشت حلاوة الحياة وعرفت قيمتها
وكم انا مستاءة جدا لأن المسلمين لم يخبرونا عن الإسلام شيء يذكر بل تركونا ضحية الإعلام المعادي للإسلام وترسخ في أذهاننا صورة سيئة جدا عن الإسلام فلم نكد نعرف عنه شيء يذكر
ووجهت كلامها بين الأخوات وكنا جالسات عندها وهي تقول لماذا الأنانية في حب تملك الإسلام ولماذا لم تخبرونا عنه هل هو الخجل ؟؟؟أم هو الجهل؟؟؟
أم هو الكسل والتكاسل والتقاعس في اخبار الحقيقة
وكان هذا ندائها
يا مسلمين بلغوا عن الإسلام ويا من ولدتم مسلمين بلغوا عنه فهي امانة في أعناقكم ويوم القيامة سيتعلق هؤلاء في رقابكم ولن تملكوا أي حجة بعد ذلك على الله تعالى
تقول الأخت وعن انجازاتها في كينيا موطنها الأساسي لقد سعيت خلال 8 سنوات وهي عمر اسلامي إلى انشاء العديد من الملاجيء لرعاية المسلمات الجدد في كينيا من بينها
ملجأ
يسمى بمركز عائشة الإسلامي وهذا المركز هو منزل عائشة الذي قدمته للأخوات
وفيه تقريبا خمسين أخت مسلمة أعلنت اسلامها حديثا فهؤلاء الفتيات طردن من منازل أهاليهن لأنهن أعلن الإسلام ولبسن الحجاب الشرعي فتكفل دار عائشة بوضع برنامج هادف لهؤلاء الفتيات من تحفيظ للقرآن الكريم و تعليم مهارات التدبير المنزلي الكريم
ومن ثم أخذت الأخت عائشة ألبوم صور مركزها وأخذنا نقلب في صفحاته ما شاء الله فتيات في سن الزهور يعتنقن الإسلام ولا يأبهن بما يعانينه من مصاعب ومتاعب في الحياة ومن جحود الأهل
تقول الأخت صرت أبحث عمن يساندني في مشروع الدعوة فكونت ثمانية مجموعات في بلدتي من أخوة وأخوات وصرنا ننشر الدين الإسلامي وأصبح عدد المسلمين يزداد يوما بعد يوم
وأصبحنا نتجول في المناطق والقرى النائية وندعو أصحاب تلك القرى للدخول في الإسلام والتوحيد لله تعالى ونحن نجوب بالسيارات
في تلك المناطق الشرسة والغابات تحيطنا ولا نعلم ما هو مصيرنا سوى أننا أحببنا الله وأحببنا هذا الدين ونريد أن ننقذ الناس من النار
ومن تضحيات الأخوة والأخوات المسلمين هنالك هو بيعهم لكل ممتلكاتهم وحتى بيوتهم ومن ثم انشاء مراكز أخرى مماثلة لها ولإيوائهم
تقول الأخت عائشة تبرعت إحدى العائلات المسيحية لنا بقطعة أرض ولم يكونوا مسلمين بعد ولكن بعد ذلك أعلنوا اسلامهم سبحان الله
وهذه القطعة كانت لمشروع بناء مسجد وسيتم افتتاحه بمشيئة الله تعالى يوم السبت القادم
لقد تأثرت كثيرا بحديث الأخت عائشة وهمتها في طلب العلم
وبعد الإجتماع مع أحد كبار الدعاة في الدولة وهي تسرد قصتها
أخذت الأخت عائشة إلى إحدى المراكز الدعوية للفتيات
وكنت أشرح لها بأن هذا هو مركز دعوي ويقام فيه دورات مكثفة لحفظ القرآن الكريم في شهرين
تعجبت الأخت عائشة وقالت لي أريد على الأقل أن أدرس في هذا المركز أرجوكي
وأريد أن أدرس كل شيء وكم هي متعطشة وتصفها إحدى الداعيات بأن نهمتها العلم الشرعي
فردت الأخت عائشة قائلة لم لا أنا أريد أن أكون في أعالي الجنان ومع صحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم أليس هو القائل إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى
سبحان الله
همة عالية
وتضحيات جليلة ورائعة
تتنقل وتجوب بلاد العالم لا لشيء وإنما لهدف
هو نشر رسالة الإسلام
يا ترى متى ننفض الغبار عن أجسادنا ونكون مثل عائشة
أو على الأقل نبلغ لدين الله تعالى
متى ينهض ويستيقظ الضمير
متى يشعر المسلمون والمسلمات بالخجل لحالنا ونحن في سبات عميق !!!!
متى يفيق العاشق الولهان المتولع على معشوقته فبدلا من أن يبكي ليلاه أن يقول واسلاماه
متى تنهض الهمم
ومازلت أتذكر حديثها وهي في بدايته كانت تردد قول الله تعالى (كنتم خير أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
كانت تقول أنتم خير أمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وإذا لم تفعلوا هذا الشيء خسرتوا هذا الشيء أي الخيرية
وكانت تقول الأخت لماذا الخجل في الدعوة لماذا تستحون ايها المسلمون أبا عن جد من نشر الإسلام أو اظهار شعيرة من شعائره
وتضيف الأخت لم تسقط الأندلس إلا بعد أن ضعف أهلها وشبابها
وما حدث الغزو على أندلس إلا بعد أن علم جواسيسها أن أحد شبان المسلمين يبكي حبيبته
فعلم الجواسيس بأن المسلمين ضعفوا ولم يعد يشغلهم امر دينهم
وكانت تؤكد
دائما وابدا في حديثها أن مستقبل هذه الأمة يعتمد على شبابها المسلمين
وفتياتها
وكانت تنصح استغلوا شبابكم في خدمة الإسلام وتعلموا من أمور دينكم فلا يوجد أشرف من العلوم الشرعية
فأين الهمم وأصحاب القمم ليبلغوا الدعوة
فقد سبقتنا عائشة وبل تعاونت مع أحد الأخوة للدعوة
أتعلمون أين
في القطب الشمالي المتجمد
الإسكيمو وأسلم عدد كبير على يديهم ولله الحمد وهم يلوموننا على التقصير ويقولون لم نعرف عن الإسلام شيء حتى أتانا أحد الدعاة وعرفنا على الإسلام
سبحان الله
لله درك يا عائشة
ناصحة مشفقة على أخواتك وبل داعية إلى الله تعالى
تجوبين العالم ولا تحملين في قلبك إلا هم الإسلام
وتهبين مالك كله لله تعالى فمتى نخجل نحن من رفاهيتنا ورغد عيشنا ولا نكاد نستغني عن كماليات وبهجة الحياة الزائفة
وختمت حديثها بقولها
الحمد لله الذي هداني للإسلام وكفى به نعمة
منقول
المفضلات