ندوة حول محمد أسد... مجدد إسلامي وحالة نادرة في الفكر الأوروبي
الاربعاء, 13 أبريل 2011
الرياض - مشعل العبدلي
أوضح رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل أن المؤرخ المسلم محمد أسد بأنه من الذين يندر أن يصادف المرء في قراءاته شخصية مثلهم، «تؤمن عن فهم وتعمل بإخلاص عن إيمان، ويلتقي فيها عمق الإيمان مع قوة الإرادة واستقامة السلوك». مشيراً إلى أن هذا شأن الشخصيات «التي تعيش في بيئات مقاومة لها». وأوضح في سيرة مختصرة له أن عائلة أسد «جهزته ليكون عالم دين يهودياً لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فهجر أهله وبلاده، بحثاً عن الحقيقة والإيمان الحق، فأُعجب بحياة البدو في صحراء شبه الجزيرة العربية، وارتحل في بلاد العرب والمسلمين، وعاش مع رجال بارزين في الحكم وفي الدين، وصار واحداً منهم»، موضحاً أنه أُخذ بجاذبية كل من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وفيصل بن عبدالعزيز آل سعود».
جاء ذلك في كلمة له مساء الإثنين الماضي، في افتتاح الندوة العلمية التي نظمها المركز بالتعاون مع سفارة النمسا بالمملكة، عن أسد، وسط حضور عدد من العلماء والأكاديميين والمثقفين وأعضاء من السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى المملكة.
من جانبه، أكدّ سفير جمهورية النمسا بالمملكة الدكتور جوهانز ويمر، تأييده لفكرة تنظيم ندوة عن أسد، مشيراً إلى أن أسد الذي أقيمت من أجله هذه الندوة «شخصية غير عادية خلال القرن الماضي».
فيما أشار سفير بولندا لدى المملكة الدكتور ويتولد سميدوسكي في كلمة له إلى أنه على رغم أن المعلومات الدالة على التأثيرات البولندية في حياة محمد أسد، «تعد محدودة، إلا أنها لم تكتشف بعد»، موضحاً أن حياة أسد هي حياة «الباحث عن الحقيقة والحكمة في الأوقات المضطربة، التي سادت النصف الأول من القرن العشرين».
وكانت الندوة بُدِئت بمحاضرة «لماذا اعتنق محمد أسد الإسلام؟» قدمّها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح الحصين، وصف أسد فيه أنه «حالة نادرة من المفكرين الأوروبيين ومن المجددين في الإسلام». وقال إن أسد أقتحم عقبات وتحديات في تحولاته، محدداً دوافعه لاعتناق الإسلام، من دوافع وجدانية وأخرى عقلانية، يساند كل منها الآخر، إضافة إلى تكوين شخصيته التي لا تنقصها الشجاعة والجرأة في البحث والتفكير والمعرفة والاطلاع التي قادته لمعرفة الإسلام معرفة حقيقية واعتناقه.
الحياة - الأربعاء ١٣، نيسان، ٢٠١١
المفضلات