السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظك الله ورعاك أيها الأخ الكريم أبو حته
بداية لو تسنا لي مشاهدة هذا الموضوع الرائع من قبل لما كتبت شيئا حول
ذلك القديس الغائب الحاضر وذلك لعدم تشتيت الموضوع وتوفيرا للوقت
وها هو الموضوع الذي قمت بكتابته أجعله بين يديك ترى فيه رأيك
https://www.ebnmaryam.com/vb/t195860.html#post576687
ثم إنني أستسمحك بالتعليق على بعض ما ذكرت أيها الأخ الكريم
فلقد وضعت نصا إن كان صحيحا يدمر ألوهية يسوع ويجعله كذابا
النص هو
اقتباس
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟ » حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ.
هذا النص يدل دلالة أكيدة على أحد أمرين
إما أن يكون يسوع لا يعلم شيئا عن تحركات يهودا أو أنه يعلم ولكنه كذاب
وإما أن يكون الإنجيل محرفا أو أن يكون مؤلف الإنجيل هو الذي يكذب على لسان يسوع
كيف ذلك ؟
تأمل هذه النصوص من فضلك
25 فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟»
26 أَجَابَ يَسُوعُ: « هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! ». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ.
27 فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ ».
28 وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه،
29 لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ.
30 فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً.
يوحنا 27/13
أي أن يسوع طلب من يهوذا الإسراع في إحضار من يعتقله أو الإسراع في تسليمه
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ ».
فلا يعقل بعد ذلك أن يقول له يسوع
( يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟ )
فالتناقض واضح بين المؤلفين لإنجيل متى ولإنجيل يوحنا
أحدهما يظهر أن يسوع كان عالما بل وآمرا بالإسراع بتسليمه
والآخر يظهر أن يسوع كان جاهلا وأنه أخذ على حين غرة
وبمعنى آخر
أحد الأناجيل يزعم أن يسوع طلب من يهوذا أن يسلمه ، أي أنه سلم نفسه بنفسه
بينما الآخر يزعم أن يهوذا سلم يسوع بحيلة منه ، اي أن يسوع تم تسليمه رغما عن أنفه
ففي الأولى يكون يسوع قتل منتحرا بإرادته
وفي الثانية يكون يسوع قتل مظلوما رغما عنه
أنظر هذا الرابط
كما أن لي ملاحظة أخرى
تقول أيها الأخ الكريم
اقتباس
ثانيا : قد يعلق مسيحيا ما على هذا الكلام ويقول أن يهوذا خان إلهه ومعلمه يسوع وفعل فعلته هذه
من أجل المال
من وجهة نظري أن الذي يقول أن يهوذا خان إلهه أو معلمه من أجل المال يكون جاهلا بحال يهوذا الإسخريوطي
فلماذا أخالف كتبة الأناجيل في ذلك ؟
لسبب بسيط
وهو أن يهوذا كان أمينا للصندوق أو بمعنى آخر كان وزيرا للمالية
فالمال كله بين يديه
28 وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه،
29 لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ.
30 فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً.
فتلميذ بهذه المنزلة من يسوع ،
من أجل خبرته وأمانته ينال ثقة يسوع فيجعله أمينا للصندوق
فليس من المعقول أن يسيل لعابه لمبلغ
( ثلاثين شيكل فضة ) والمال بين يديه كثير
لا يعقل أن يرتكب تلك الحماقة أن يسلم إلهه ومعلمه للقتل من أجل مبلغ تافه كهذا
وقد كان بإمكانه أن يختلس من الصندوق أضعاف ذلك المبلغ دون علم أحد ،
فالمال بين يديه ، والتلاميذ لايعرفون الحساب ولا يحسنون القراءة ،
فلو أنه هرب بكامل مال الصندون لكان أقل جرما من تسليم إنسان للقتل فكيف بتسليم الإله دفعة واحدة للقتل والصلب ؟
كما أن فرصة العفو عنه لو أنه سرق أو اختلس مأكدة بلا شك
لذلك أقول أنه لم يكن المال دافعا لتسليم يسوع ،
والذي يأكد وجهة نظري تضارب الروايات حول ثمن يسوع
ماذا فعل يهوذا بالفضة قبل أن ينتحر ؟
هل اشترى حقل الدم ؟ أم طرحها في الهيكل ؟
فالقصة تفتقر إلى الكثير من المصداقية والواقعية
فالذي أراه أن يهوذا الإسخريوطي كان مجرد كبش فداء تم التضحية بدمه وبأمانته وبعرضه ووصمه بالخيانة والعار وهو أسمى من كل ذلك
لقد نسي المسيحيون أنهم يناقضون أنفسهم ويتهمون يسوع بالجهل عندما يصفون يهوذا بالخيانة
فإن يهوذا وقع عليه إختيار يسوع ليكون من أقرب المقربين إليه ، فهل أساء يسوع الإختيار أم أحسن الإختيار ؟
ثم يزعم كتابهم الذي يقدسونه أن بطرس وقف مع التلاميذ الأحد عشر ورفع صوته وقال : يسوع الناصري رجل ......
فعندما يقف بطرس مع الأحد عشر يصبح مجموع التلاميذ إثنا عشر
أي أن النصاب كامل ، بعد صعود يسوع بقي عدد التلاميذ كاملا
فلو أن يهوذا إنتحر كما زعموا لأصبح عدد التلاميذ أحد عشر تلميذا فقط
ولو أن يهوذا كان خائنا وقام بتسليم المعلم لما اكتمل عدد التلاميذ بعد الصعود
فتقبل مروري أيها الأخ الكريم وأعتذر عن الإطالة
المفضلات