ظهرت كلمة أب عند النصارى اول الامر عندما دعا الوثنيون بوليكاريوس أسقف أزمير ((معلم آسيا وأب المسيحين
وفي عام 177 م يتوجّه مسيحيّو فيينّا وليون في غالية إلى أسقف روماالِوْثيرُسداعينه "أباً". هذه التسمية التي أُطلِقَت على أساقفة الكراسي الرئيسية، تحولت منذ القرن السابع الميلادي إلى تسمية تخص أسقف روما.
عندما اشتدت حدة الخلافات العقائدية في القرنين الرابع والخامس الميلادي، أصبحت تسمية أب تُطلَق على الأساقفة المثلثين اي عباد الصليب. حدث ذلك خصوصاً في مجمع نيقيا (325 م)، حيث دعيَ أساقفة المجمع آباءً، ومن ثمَّ أصبحت هذه التسمية تُميِّز الأساقفة المثلثين عباد الصليب وبين الاساقفه الموحدين الذي عارضوا التثليث.
يتكلَّم القديس أغسطينوس عن المبادئ التي تسمح لنا بأن نميِّز السلطان التعليمي لأحد الآباء: المبدأ الأساسي هو تطابق تعليمه مع الكتاب المقدس بحسب تأويل الكنيسة. الكتاب المقدس - يقول أغسطينوس - هو كنزٌ مفتاحهُ قاعدة إيمان الكنيسة. فالآباء يعلّمون الكنيسة ما تعلّموا في الكنيسة
توضَّحت هذه الأفكار عبر الزمن حتى ظهرت في القرن الخامس أربع ميِّزات لآباء الكنيسة: يُدعى أباً للكنيسة من كان:
- إيمانهُ مستقيماً؛
- سالكاً بقداسة الحياة؛
- حائزاً على مصادقة الكنيسة؛
- منتمياً إلى جيل القدماء.
. مكانة الآباء في الكنيسة
في تقليد الكنيسة،المُستمر منذ تأسيس الكنيسة حتى أيامنا هذه، يحتل آباء الكنيسة مكانة خاصة، تجعلهم يتميَّزون عن أي شخصية أخرى في تاريخ الكنيسة. فالآباء هم أول من وضع الخطوط العريضة لبنية الكنيسة، التنظيمية، العقائدية والرعوية، وما قدَّموه يحتفظ بقيمتهِ بشكل دائم.
فالآباء هم من وضعوا قانون الكتاب المقدس، قوانين الإيمان، قوانين الحياة الكنسيّة، الليتورجيا، أوائل الخلاصات اللاهوتية والتعليمية.
كما أن المواقف الرسمية للكنيسة من بعض الأمور العقائدية قد نضجت مع الزمن.
لدرجة ان نضوجهم نرى خلاصته بآخر الفضائح الجنسية لهم !!!
إن آباء الكنيسة وبسبب وعيهم لقيمة الوحي الإلهي الشمولية، قد شرعوا بما ندعوه اليوم بالإنثقاف، أي ترجمة الإيمان بلغة العصر. هذا التعبير قبل أن يكون "برنامج عمل" هو حقيقة المسيحية ذاتها، التي نشأت بتجسُّد كلمة الله، فكان عليها هي أيضاً أن "تتجسَّد" في حضارات الشعوب كي تجعل الله حاضراً فيها، عن طريق بشارة الخلاص. كانت هذه قناعة المسيحيين منذ البداية: "... صِرتُ لِليَهودِ كاليَهودِيّ لأَربَحَ اليَهود، ولِلَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعةِ كالَّذي في حُكْمِ الشَّريعة [...] لأَربَحَ الَّذينَ في حُكْمِ الشَّريعة، وصِرتُ لِلَّذينَ لَيسَ لَهم شَريعة كالَّذي لَيسَ لَه شَريعة [...] لأَربَحَ الَّذينَ لَيسَ لَهم شَريعة [...]، وصِرتُ لِلضُّعَفاءَ ضَعيفًا لأَربَحَ الضُّعَفاء، وصِرتُ لِلنَّاسِ كُلِّهِم كُلَّ شَيء لأَُخَلِّصَ بَعضَهُم مَهْما يَكُنِ الأَمْر. وأَفعَلُ هذا كُلَّه في سَبيلِ البِشارة." (1كو 9 / 19 ـ 23).
المراجع
الموسوعة العربية المسيحية (كاثوليك)
تحياتي الاشبيلي
المفضلات