هذه مشاركة كنت قد كتبتها في منتدى الدكتور وديع
ردا على ما أثاره المشلوح زيكو أحببت أن أضعها أيضا هنا
----
السلام عليكم ورحمة الله
يقول صاحب الشبهة ( المسلم الذي سمى نفسه محمود الخطيب )
اقتباس
انا اسف معلش سؤال تانى سمعت قبل كده مناظرة بين القمص زكريا بطرس والشيخ مش فاكر مين على البال توك فالقمص بيسأل استغفر الله العظيم ان ربنا ليه يعمل التمثيلية دى يجيب واحد شبه عيسى ويصلب مع ان ربنا بكل سهولة ممكن يرفعه امام الناس الى السماء مباشرة ومفيش حد يصلب من الاصل ويبقى حجة على كل الناس وبالنسبة ليهوذا الخائن ان كان خائنا ربنا يعذبه او يموت موته بشعة او يمرض فلا يشفى اى سبب الله يقدر ان يهلكه ما الحكمة والداعى من هذه القصة من اولها لاخرهامن المؤسف أننا تعودنا على هذا الأسلوباقتباسده كلام القمص
- ارجو الرد فى اسرع وقت
دورت ولاقيتهالاقيت الشيخ هرب من السؤال واجابه سؤال بسؤال وكلام الشيخ مقنع ان ما الداعى اصلا من هذه التمثيلية ماهو ربنا لو كان عايز يخلى سيدنا عيسى اله يبقى اله من غير صلب ولا فدية ولا خطية وخلاص بدل ما الناس تفتن فقال الشيخ للقسيس بسؤالك انت جاوبت على نفسك ولم يقتنع القسيس بكلامه وانتهت المناظرة وبالنسبة لحضرتكهل فى اجابة شافية اكتر من كده ارجو الرد
فليست الشبهة في السؤال كما يظن البعض
وإنما الشبهة التي أراد أن يثيرها السائل هي
في هروب الشيخ الذي لا يعرف من هو وعدم استطاعته الرد على المشلوح زكريا
كما أن الهدف من الشبهة إظهار ضعف الشيخ المجهول وبالمقابل إظهار تفوق المشلوح المعروف
فقبل الرد أقول
كنت أتمنى أن يتوجه السائل بسؤاله إلينا مباشرة دون أي لف أو دوران
فنحن كمسلمين نهتم بالسؤال المطروح سواء كان من مسلم أو من مسيحي أو من غيرهم
أما بالنسبة للسؤال فسأرد عليه ردا شافيا بإذن الله مع محاولة الإختصار
فأقول وبالله التوفيق
هناك رد عقائدي يمس صلب العقيدة ويجب أن يعلمه كل مسلم
وهناك رد آخر يحتاج منا نوعا من الإستقراء والإجتهد وإعمال العقل خاصة في الأحداث التاريخية
وفي البداية
هذه هي الآيات التي جاءت في كتاب الله تعالى تتحدث عن ذلك
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْشُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }
(النساء:157-158)
فأنا كمسلم أقطع بصدق ربنا عز وجل قائلا
صدق الله مولانا العظيم
كما وأعتقد إعتقادا جازما أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولا أحد أصدق من الله حديثا
وكذلك أعتقد جازما أن الله أعلم من الخلق جميعا وأنه هو العليم بكل شيء
ولذلك فإن ما جاء في هذه الآيات هي عقيدتي واعتقادي وما أدين به لله ربي وخالقي
نأتي الآن إلى التحليل وإلى ما أشارت إليه الآية الكريمة
فمن المعلوم عندنا كمسلمين وعند المسيحيين أيضا أن اليهود أو بني إسرائيل
أرسل الله إليهم الكثير من الرسل وقد جاءوهم تباعا
إبتدأبموسى وهارون عليهما السلام
وختمهم بالمسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه السلام
فاليهود كما هو معروف عنهم شعب قاسي الرقبة ، معاندين ومخالفين
فكانوا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم يكذبوه وإن استطاعوا قتله قتلوه ولذلك
كان خطاب المسيح عليه السلام إلى اليهود ولم يكن خطابه إلى حجارة أورشليم عندما قال
(يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ)
متى 37/23 ولوقا 34/13
فعندما جاء إليهم المسيح عليه السلام حاول إن يصلح من شأنهم
أي أنه جاءهم أيضا بما لا تهوى أنفسهم
فبكتهم وأنبهم على ضعف إيمانهم وعدم إمتثالهم للشريعة والوصايا
ووجدهم قد جعلوا بيت الله سوقا لتجارتهم
فرفضه اليهود بداية وكذبوه وفي النهاية وشوا به إلى بيلاطس كي يقتله ليتخلصوا منه
فوجده بيلاطس بريئا إلا أنه أمام إصرار اليهود على صلبه دفعه إليهم بعدما غسل يديه من دمه كما تقول الأناجيل
وظنت اليهود أنها استطاعت قتل المسيح عليه السلام بالفعل ولذلك قالوا
( إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله )
فكذبهم الله عز وجل وبين أن المسيح عليه السلام قد نجاه الله من القتل والصلب
فقال سبحانه وهو أصدق القائلين
( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ )
وبين الله أيضا أن اليهود اختلفوا في شأن قتله بين مصدق ومكذب
وكذلك أتباع المسيح عليه السلام
فجميعهم يبني على الظن والشك
وأخيرا وفي القرن التاسع عشر اختارت الكنيسة تبرأة اليهود من دم المسيح عليه السلام
وهي خطوة على الطريق الصحيح
فتكون الكنيسة بذلك قد خالفت أناجيلها وآباءها ووافقت القرآن من حيث لا تدري
وهنا نأتي إلى السؤال
بمن شبه لهم ؟
وكيف شبه لهم ؟
الإجابة
لم يخبرنا ربنا عز وجل بمن شبه لهم أو كيف شبه لهم وإلا لقطعنا بذلك وانتهى الأمر
ولكن علماءنا الأجلاء إجتهدوا في الإجابة على تلك الأسئلة بحسب ما وصل إلى مسامعهم من أخبار
خاصة تلك الأخبار التي تناقلها بعض من اعتنق الإسلام من النصارى
مع العلم أن بعض فرق النصارى التي كانت موجودة في تلك العصور قد اندثرت وبادت
أو قل ان بعض العقائد المسيحية التي كانت سائدة في ذلك الوقت تخلى عنها أصحابها
فأقوى الأقوال التي صرح بها أئمتنا من المفسرين
أن الله قد ألقى شبه المسيح على يهوذا - فبدى كأنه هو - ورفع الله مسيحه إليه سالما
ولقد اختلفت الروايات حول المصلوب حامل الشبه
بين قائل أنه صلب وقتل رغما عن أنفه وبذلك يكون قتله جزاء خيانته
وبين قائل أنه صلب وقتل تضحية منه وفدائا للمسيح عليه السلام فيكون ذلك عملا بطوليا من أعظم الأعمال
وقد جاءت الإكتشافات الأثرية لبعض الأناجيل تأيد تلك الأخبار أيضا
فهذا إنجيل يهودا الذي تم اكتشافه سنة 1972 في نجع حمادي وباللغة القبطية
ويرجع تاريخ كتابته إلى أواخر القرن الثاني حسب تقدير علماء الآثار
وكذلك إنجيل برنابا الشهير
وقد يحمل ذلك الإنجيل الذي اكتشف حديثا في تركيا ، ويسعى الفاتيكان للإطلاع عليه
بل قد يكون هناك أناجيل أخرى تدعم ذلك ولكن الكنيسة تخفيها وتتحفظ عليها خوفا من انهيار عقيدتهم
وبغض النظر أن تقبل الكنيسة تلك الأناجيل أو أن ترفضها
فمخطوطات تلك الأناجيل سابقة على ظهور الإسلام وان ما جاء فيها يأيد ما ذهب إليه علماء الإسلام
وللتوسع هذا إنجيل يهودا مع المصادر
http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=991
ثم يقول صاحب الشبهة
ألم يكن باستطاعة الله أن يرفع المسيح مباشرة إلى السماء دون تلك التمثيلية ؟
فأقول له أنني كمسلم يتعبد لله بما جاء في كتابه من أمر ونهي وحكمة
أن الله عز وجل
(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )
(23) الأنبياء
فلا راد لأمر الله وقضاءه ولا معقب لحكمه
كما أنه ليس من مستلزمات عقيدتنا أن نعلم الحكمة في كل أمر من الأمور التي قضاها ربنا عز وجل
ألم يكن باستطاعة الله أن ينجي جميع رسله من القتل ؟
بلى
كان باستطاعته وبقدرته أن ينجيهم
كيف لا يستطيع وهو خالق كل شيء ومليكه
فالله قدير
ولكن لحكمة هو أعلم بها سمح بأن
ينشر زكريا عليه السلام بالمنشار نصفين
وسمح أن يقطع رأس يحيى عليه السلام ( يوحنا المعمدان) وأن يقدم رأسه على طبق إلى تلك الصبية
فكان باستطاعة الله أن ينجي المصلوب كائنا من كان
يهوذا أو غير يهوذا ولكن لحكمة الله يعلمها ترك المصلوب يصلب
فإن كان المصلوب يهوذا وكان خائنا فقد نال جزاء خيانته
وإن كان المصلوب يهوذا وكان بارا وقد أراد أن يفتدي المسيح عليه السلام بنفسه فهنيئا له تلك المنزلة العظيمة
فالله عز وجل لا يضيع أجر المحسنين
هذا ما عندي من الناحية الإسلامية
ثم
أرغب أن أنتقل إلى بعض ما عند المسيحيين
فأقول بداية
أن الذي في عينه خشبة أو شجرة خير له أن لا يبحث عن قذى في عين غيره
فأتسائل
ألم يكن باستطاعة الله أن يغفر خطايا البشر دون تمثيلية الصلب والفداء ؟
ألم يكن باستطاعة الله أن ينزل على الأرض دون تمثيلية الحبل الولادة ؟
ألم يكن باستطاعة الله أن يستغني عن تمثيلية تجربة للشيطان له وأن يرفض الإمتثال للشيطان ؟
ألم يكن باستطاعة الله أن يظهر لاهوته أمام تلاميذه وأمام اليهود وأمام بيلاطس دون خوف منهم ؟
ألم يكن باستطاعة الله أن يقول للعالم أجمع أنا الله ربكم ولا يترك المسيحيين يستنتجون لاهوته ويتخبطون في ذلك ؟
ألم يكن باستطاعة الله بعدما صلب وقتل ومات وقبر وقام من بين الأموات أن يترك الخوف من اليهود وأن
يأتي إلى اليهود وإلى قصر بيلاطس ويقول لهم أنظروا لقد قمت من بين الأموات لأني أنا الله ؟
وفي هذا الرابط بعض الإيضاح
https://www.ebnmaryam.com/vb/t195749.html
أكتفي بهذا
أعتذر عن الإطالة رغم أنني أرى أن مثل هذه الأمور يجب فيها التفصيل والتوضيح أكثر من ذلك
وفي الختام
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدنا ويهد بنا وأن نكون سببا لمن اهتدى
اللهم آمين
المصدر
http://www.dr-wadee3.net/forum/showt...=2168#post2168
إضافة بسيطة
كان اليهود يعلمون من كتبهم أن الله يخلص مسيحه من أعدائه ومن القتل
ومن ذلك ما جاء في المزمور رقم عشرين
(الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه، يستجيبه من سماء قدسه، بجبروت خلاص يمينه )
ولذلك
وكما جاء في الإناجيل
أن اليهود حاولواأن يتأكدوا إن كان يسوع هو المسيح
واستحلفوه بالله الحي إن كان هو المسيح أن يقول لهم ذلك
( ولكن يسوع ظل صامتا. فعاد رئيس الكهنة يسأله: قال:
أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟) متى 63/26
( فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ:إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا ؟إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً ) يوحنا 24/10
( 66. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ
وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ
67. قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا : فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ
68. وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. ) لوقا 66/22
وبما أن يسوع رفض أن يفصح لهم أنه هو المسيح بالرغم من توسلهم بالله
أصبح يسوع في نظرهم إنسان كاذب أي مسيح كاذب ومضلل للشعب ولذلك حكموا عليه بالموت
وعندما تمكنوا من صلب ذلك المصلوب تأكد لليهود أنهم صلبوا وقتلوا مسيحا كذابا
ولولا أنه مسيح كذاب لما استطاعوا أن يقتلوه حسب المكتوب في كتبهم
لأن الله يخلص مسيحه ويستجيب له
فاليهود لم يشاهدوا خلاصا ولا استجابة وخاصة عندما سمعوه
يصرخ بصوت عظيم قائلا : إلهي إلهي لماذ تركتني
المفضلات