اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
يعترض بعض السّدنة و الكهنة من لصوص الأديان و قُطأع طُرُق الشّريعة على الحديث النبويّ الذي يُفيد بأن الحجر الأسود سيكون شاهداً على من قبّله أو استلمه بحقّ .
الحديث النبويّ الشّريف موضع الإعتراض :
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في الحَجَرِ واللهِ ليبعثنَّه اللهُ يومَ القيامةِ ، له عينانِ يبصرُ بهما ، ولسانٌ ينطقُ به ، يشهدُ علَى مَنْ استلمَه بحقٍّ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي ، الصفحة أو الرقم : 961 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه الترمذي (961) واللفظ له، وابن ماجه (2944)، وأحمد (2215)
تلميذ بولس الكذّاب الأشر يستغرب كيف لجماد أن يشهد : يرى و يسمع و ينطق !
شرح الحديث فيه الجواب الكافي ، الشّافي على الشبهة الصّدئة أعلاه :
إنَّ اللهَ تعالى له مُطلَقُ القدْرةِ، ولا يُعجِزُه شيءٌ سبحانَه، وهو قادِرٌ على أنْ يبعَثَ في الجَماداتِ الحياةَ، ويجعَلَ لها بصَرًا ولِسانًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الحَجرِ"، أي: الحَجرِ الأسودِ الموجودِ في البيتِ الحرامِ، ومكانُه في الرُّكْنِ الجَنوبيِّ الشَّرقيِّ للكعبَةِ المشرَّفةِ مِن الخارِجِ، وهو في غِطاءٍ مِن الفِضَّةِ في أيَّامِنا هذه: "واللهِ ليَبعثنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ"، أي: ليجعَلنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ ظاهِرًا، ويَجعَلنَّ فيه حياةً، "له عَينان يُبصِرُ بهما"، أي: يُعطِيه اللهُ عينَين يُبصِرُ بهما مَن الْتمَسه، ومَن قبَّله، "ولِسانٌ يَنطِقُ به"، أي: يتَكلَّمُ به، "يَشهَدُ على مَن استلَمه بحقٍّ"، أي: أشار إليه أو قبَّله بحَقٍّ، والحقُّ ما كان يفعَلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالإخلاصِ والتَّعبُّدِ للهِ عزَّ وجلَّ، ولا يكونُ استِلامُه بقصْدِ الرِّياءِ، أو بتَعظيمٍ وتقديسٍ للحجَرِ نفْسِه.
وفي الحديثِ: بيانُ ما في الحجرِ مِن فضلٍ وخيرٍ لِمَن استَلمَه.
من باب" جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ" أمثال 26 : 5 نقول :
لوعمل المنصّر البائس بوصيّة معبوده و فتّش كتابه لما تفوّه بمثل هكذا حماقة !
نقرأ من يشوع 24 : 25 - 27
وَقَطَعَ يَشُوعُ عَهْدًا لِلشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَجَعَلَ لَهُمْ فَرِيضَةً وَحُكْمًا فِي شَكِيمَ.
كَتَبَ يَشُوعُ هذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ. وَأَخَذَ حَجَرًا كَبِيرًا وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ مَقْدِسِ الرَّبِّ
ثُمّ قَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «إِنَّ هذَا الْحَجَرَ يَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْنَا، لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ كُلَّ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَنَا بِهِ، فَيَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ لِئَلاَّ تَجْحَدُوا إِلهَكُمْ».
وتفسيره بقلم المفسّر وليم مارش المتكلم بإرشاد و إلهام وتوجيه من رُوح النّصارى القُدُس :
اقتباس
وصية يشوع للشعب وهي الوصية الأخيرة
إِنَّ هٰذَا ٱلْحَجَرَ يَكُونُ شَاهِداً عَلَيْنَا بتذكيره إيانا عهدنا الذي نصبناه لتذكاره. لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ كُلَّ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ لأنه كان حيث يُسمع الكلام. وفي قوله إن «الحجر قد سمع كلام الرب» تعريض شديد بكون قلوبهم أقسى من الحجارة وبكونهم صرفوا مسامعهم عن كلام الرب فصمّوا كأنهم صخور (تكوين 31: 48). كان يشوع من أعظم الجنود والقواد ولكن في كلامه هذا الأخير لم يذكر مَن كان عمله من أعمال البأس بل ذكر ما عمله الرب ولم يحرّض الشعب على الشجاعة والنشاط والاستعداد في الحروب بل على عبادة الرب وحفظ وصاياه فإن هذه هي أعظم أعمال الإنسان وأفضلها.
هُنا انتهت مُغامرة المنصّر البائس الذي تحوّل من صيّاد إلى طريدة !
المفضلات