فضح النبوءة المسيحانية الثالثة:
ورد في الاصحاح 2 ، وبعد الحديث عن قيام هيرودس بقتل أطفال بيت لحم ما يلي:
17 حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل
18 صوت سمع في الرامة، نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى ، لأنهم ليسوا بموجودين
فنجد هنا أن كاتب ما يسمى بإنجيل متى لفق هذا النص من العهد القديم على أنه نبوءة عن المسيح تحققت. وفي هامش النص في نسخة (العهد الجديد-منشورات دار المشرق-بيروت-طبعة 19) نرى مكتوب: ار 31/15 أي أن تلك النبوءة موجودة في سفر ارميا الاصحاح 31 العدد 14. فهل هذا صحيح؟
أنظروا ما ورد في ارميا 31:
14 وأروي نفس الكهنة من الدسم، ويشبع شعبي من جودي، يقول الرب
15 هكذا قال الرب: صوت سمع في الرامة، نوح، بكاء مر. راحيل تبكي على أولادها، وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين
16 هكذا قال الرب: امنعي صوتك عن البكاء، وعينيك عن الدموع، لأنه يوجد جزاء لعملك، يقول الرب. فيرجعون من أرض العدو
الفضيحة الكبرى أن النص الذي لفق في متى على أنه نبوءة مسيحانية، ليس له أي علاقة بعيسى عليه السلام على الاطلاق. فمن يدقق بالعدد 16 في اصحاح ارميا يجد وعد الهي لراحيل بأن أولادها سيرجعون من ارض العدو!
فعلى ماذا تبكي رحيل اذن؟!
راجعوا تفسيري انطونيوس فكري و تادرس يعقوب ستجدون بأن الكلام يدور عن سبي اليهود الى بابل. ويقول فكري حرفياً:
"وفى الأيات (15-17) يبدو أن الرامة كانت المكان الذي جمع فيه نبوزارادان المسبيين إستعداداً لنقلهم إلى بابل، ومن هناك ردَ أرمياء. وكأن راحيل هنا تبكى على أولادها الذين ذهبوا للسبى ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين = بل هم في السبى."
و تادرس يعقوب يقول:
تصور إرميا أن روح راحيل زوجة يعقوب ووالدة يوسف وبنيامين تبكي على أولادها (أسباط إفرايم ومنسى وبنيامين) الذين احتلوا بقعة ضخمة من المملكة، إذ ترى ترحيلهم من أرض الموعد إلى السبي.
ثم يقول الاثنان ، فكري وتادرس يعقوب بأن انجيل متى ذكر كذا وكذا دون تقديم أي ربط منطقي أو شرح عقلاني فهل يعقل ذلك؟ ما دخل نصوص سبي اليهود بمذبحة هيرودس المزعومة؟!
المفضلات