متى نصل إلى تفكير هذه المعلمة؟
في أمريكا ، ماذا فعلت هذه المعلمة لتنقذ شابا في السادسة عشرة من عمره
من الانتحار من غير أن تعلم.
خلاصة هذه الحكاية الطريفة أن معلمة الصف الثاني متوسط ،
أرادت أن تفعل شيئا جميلا لتعود الطلاب على مهارة الاتصال
وذلك بتكليفهم بمشاريع تربي لديهم الشعور بالمسئولية وتبعد عنهم رداء الخجل ،
قامت هذا المعلمة فوزعت على تلاميذ فصلها كل طالب أعطته ثلاثة أوسمه تعلق على الصدر
وقالت لكل واحد ، إني أعترف لك بالفضل لأنك قدمت لي كذا وكذا ثم وضعت الوسام على صدره ،
وقالت له خذ هذه ثلاثة أوسمه أعطها شخصا له تأثير قوي في حياتك كنوع من العرفان له بالجميل
فانطلق أحد الطلاب إلى أحد الموظفين في إحدى الدوائر وكان يعرفه
إذ أنه قد أرشده إلى الأسلوب السليم لاختيار مهنة المستقبل ، وعند اللقاء به وضح له سبب مجيئه ،
وأنه مدين له بالعرفان على ما قدمه له من معروف ثم وضع الطالب الوسام على صدر الموظف
وشكره وذهب ، أما الموظف فانطلق مسرعا إلى رئيس الشركة وكان من النوع الذي يتشكى
من وضع الشركة فقابله الموظف الصغير وقال إنني أعترف لك بالجميل الذي قدمته لي
فأنت رجل مبدع تستحق الشكر والثناء ثم قام الموظف ووضع الوسام على صدر رئيس الشركة
فسر كثيرا وقال الموظف الصغير خذ هذا الوسام وأعطه من يعز عليك ,,,,
في نهاية الدوام خرج رئيس الشركة من عمله مسرورا فلم يتعود أن يحظى بهذا التقدير
والاعتراف بموهبته وإبداعه من قبل مرؤوسيه ، ذهب لبيته ولكنه في المساء صار يفكر
لمن يعطي هذا الوسام الذي أعطاه له الموظف الصغير ،وهو منشرح الصدر
وذكر ذلك لأهله زوجته وأولاده ،
فكر ثم فكر واستقر رأيه أن يعطي الوسام لابنه ذي 16 عاما في عنفوان المراهقة ،
نادى رئيس الشركة ابنه وقال له :
جاءني أحد الموظفين وشكرني لأني مبدع وعلى اهتمامي به ،
وأعطاني هذا الوسام الذي استقر رأيي على أن أعطيك إياه لأني مقصر في حقك ،
فقد سرق وقتي العمل في الشركة ولم تدع لي مشاغلي وقتا أجلس فيه معك فتفضل هذا الوسام
وسامحني على التقصير ، ولما هم الوالد بتعليق الوسام على صدر ابنه بكى الولد بكاء شديدا
واهتز جسمه وقال لوالده بصوت حزين وبعبارات تقطع القلب ،والدي :
أنا في الليلة الماضية دخلت عليك الغرفة أنت ووالدتي وأنتما نائمان فقلت في نفسي
هما نائمان لا أحد يهتم بي ، ثم قررت بعد ذلك أن أتخلص من حياتي
فكتبت على ورقة هذه العبارة ( والدي والدتي سامحاني ، لم يعد لوجودي معنى )
ثم وضعت الورقة تحت وسادتي ،
أما الآن، فلا حاجة لهذه الرسالة فقد أنقذني هذا الوسام من الانتحار ،
فضم الأب ابنه على صدره وقال :
أعذرني يا بني ، ما أردت لك هذا ، ماذا ستكون حياتي بعد فقدك
إنني سوف أكون مذنبا طول حياتي،
وبعدما تصافحا ، وعد الأب ابنه أنه سيكون في مقدمة اهتماماته ،
كما أن الأب عاد إلى عمله منشرح الصدر ولم يعد يتشكى كما كان سابقا
وسر لتغيره بقية أفراد الشركة .
هل سنجد يوما ما معلما أو معلمة ينعمان بهذه العقلية التي تمتعت بها هذه المعلمة ؟
منقول
المفضلات