اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم الطارق
اذا كان الحوار عن تنوع الكتاب المقدس بين الكنائس حول الحوار ان الشيعة عندهم قرآن كذلك .
هذه نقطة في غاية الأهمية، أرجو أن ينتبه لها المسلمون، سئل القس عبد المسيح بسيط عن التحريف في خاتمة إنجيل مرقس فكانت إجابته أن الشيعة عندهم مصحف فاطمة. إن وجود القرآن الكريم وحده ككتاب من الله سبب قوي لدخول الناس في الإسلام، كمثال، فإن القس يوسف آستوس كان هذا سبب إسلامه بتوفيق الله.
إن القس عبد المسيح يعني بردِّه ببساطة: ليس الإسلام صالحا كبديل لكم، لأن العيوب التي عندنا عندهم. وأرجو من إخواني الفضلاء أن يتسع صدرهم لي لأصحح هذه المعلومة الخاطئة التي يروج لها المسلمون ببراءة فيصدون عن سبيل الله بغير علم، وهي أن للشيعة قرآنا آخر غير القرآن الكريم الذي بين أيدينا، علما بأني، بفضل الله، من أهل السنة والجماعة.
قال الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه: (المرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسنة ضوابط ومحاذير في الفهم والتفسير/ مكتبة وهبة/ط2/2001/ص 14): (الكتاب والسنة هما المصدران القطعيان المعصومان اللذان لا يخالف مسلم صحيح الإسلام في حجيتهما) ثم علَّق قائلا: (قد يقول البعض إن الشيعة الجعفرية الإثنا عشرية يقولون بأن القرآن الحالي لا يحتوي كل الوحي المنزل من عند الله. وهذا مذكور في (الكافي) وفي بعض كتبهم. ولكن المحققين منهم يرفضون هذه الروايات، ويعتبرونها من كلام (الإخباريين)، والعمدة هم (الأصوليون). ولهذا لا يوجد عند الشيعة مصحف غير مصحف سائر المسلمين، فهو الذي يطبعونه، ويُحفِّظونه لأولادهم، ويذيعونه في إذاعاتهم وتلفازهم، ويفسرونه في كتبهم، ويحتجون به في كتبهم العقائدية والفقهية، وهم مجمعون على أن ما بين دفتي المصحف كلام الله بيقين. أما السنة فهم لا يرفضونها من حيث المبدأ ولكن يشرطون أن تُروَى عن طريق رجالهم وحدهم، وهذا ما ننكره عليهم، كما أنهم يضمون - إلى سنة النبي
- سنة الأئمة الاثني عشر المعصومين في اعتقادهم، وهو ما نخالفهم فيه أيضا). أهـ.
ولْنترك الشيعة ليتحدثوا عن هذا الأمر؛جاء في شبكة الشيعة العالمية: (يشاع عن الشيعة أن لديهم قرآنا سريا . كما يُدعى عليهم أنهم يقولون بالنقيصة في القرآن ، وأن إحراق عثمان للمصاحف أدى ألى ضياع سور من القرآن نزلت في علي . وغير ذلك مما يقال بهدف إثارة الشبهات حول عقائدهم . . والحق أن مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة . ولا يوجد في كتب الشيعة المعتبرة ما يثبتها ، بل المعروف عن الشيعة رفض القول بتحريف القرآن ونقصانه ، وهم يتعبدون بالقرآن الذي بين أيدي المسلمين ، وقد تصدى الكثير من علمائهم لتفسيره وبيانه . . ( 1 ) . * ( هامش ) * ( 1 ) أنظر البيان في تفسير القرآن للخوئي . ومجمع البيان للطبرسي ، وأكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة . ط . طهران . ) أهـ.
ليس بعد هذا من كلام! ولئن كانوا كاذبين فإنهم داخلون في خانة المنافقين، ولا يجوز لمسلم أبدا شق بطون المنافقين والتنقيب فيها كما في الحديث الصحيح المتفق على صحته قوله :salla-s: ( إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم ) . قال هذا الكلام لما طلب خالد بن الوليد :radia-icon: ضرب عنق الرجل الذي اتهم النبي :salla-s: بعدم العدل. وبقية الحديث أن النبي :salla-s: : ثم نظر إليه وهو مقف ، فقال : ( إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا ، لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - وأظنه قال - لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود ) . فتأمل، رحمك الله! كيف لم يأخذ الرجل بباطنه وهو :salla-s: يعلم يقينا أنه سيكون مصدر شر كبير، وتأمل كيف قال هذه المعلومة بعد أن ثبَّت حقيقة أنه ما جاء لتنقيب بطون الناس. ولقد كان الرسول :salla-s: حكيما أيضا في التعامل مع المنافقين المعلومي النفاق! ففي الحديث الصحيح أيضا: ( فقام عمر فقال : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) . انظر إلى حكمته :salla-s: في الاهتمام بالرأي العام، وضبط سلوكه إزاء المنافقين حتى لا يشوه صورة الإسلام، فما بالنا نحن لا نهتدي بهديه، ونضع الفرصة سانحة أمام النصارى ليقولوا ما يقولونه مما سمعتم.
هذا عن المنافقين، فأي ذنب عظيم، وجرم كبير، وتجاوز خطير، يرتكبه المسلم إذا قال إن الشيعة عندهم مصحف آخر، وتبين له يوم القيامة أنه ليس عندهم مصحف آخر!!!.
إن شاهد الحال الذي أشار إليه العلامة القرضاوي أعلاه، أدعى لتصديق قولهم، ولقد رأيت بعيني مصحفهم المطبوع في إيران، وهو ذات المصحف الذي يطبع في كل العالم، برواية حفص عن عاصم(علما بأنهم لا يعترفون بالروايات الأخرى، ويرون أنها الرواية الصحيحة الوحيدة الواردة بالتواتر، ذلك لقصر نظرهم إذ إنها تواترت عندهم فعلا وتواتر غيرها عند غيرهم).
ينبغي، إخوتي الأحباء، سدّ هذا الباب أمام المنصِّرين تماما، كما ينبغي الانتباه إلى الزيت الذي يصب بين السنة والشيعة إشعالا لنار الفتنة بينهما. والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وآسف للإطالة، لكن الأمر يستحق.
المفضلات