الخطوط الحمراء .. في نسيج الإنسان المثالي
يروى أن أحد الآباء كان يتصف بالخبرة وبعد النظر ..
وقد جاءت إليه ابنته يوماً ما ووجهت إليه سؤالاً مثيراً للاهتمام وقالت له :
"لماذا تختلط الأشياء بهذه السهولة والسرعة يا أبتِ ؟ " .
فرد عليها : .. وماذا تعنين بأنها تختلط يا عزيزتي ؟ " .
فأجابت : " عندما لا تكون الأشياء في وضعها الكامل المثالي , فهذا مكتبي انظر إليه
كل الأشياء عليه مبعثرة ومختلطة على الرغم من أنني جاهدت الليلة الماضية
كي أرتبه ليكون على أكمل وجه ممكن , ولكن الأشياء لا تبقى على هذه الحال ,
بل إنها تعود لتختلط بكل سهولة وسرعة ! " .
وهنا قال لها : " وهل يمكن لكِ أن تريني الأمور وهي كاملة ؟ " .
أجابت على ذلك بأن نقلت كل الأشياء التي كانت على رفوف مكتبتها إلى الأماكن المخصصة لها ,
ثم قالت : " هكذا تكون كاملة بهذا الموضع , ولكنها لن تبقى على هذا الحال " .
ثم طرح عليها السؤال التالي :
" وماذا يحدث لو حركتِ علبة الألوان هذه المسافة اثنتي عشرة بوصه من مكانها
ماذا يحدث عندئذٍ ؟ " .
أجابت : لا لقد اختلطت الأشياء من جديد, يجب أن تكون العلبة مستقيمة على كل حال
وليست فوضوية بالطريقة التي وضعتها فيها " .
ثم تساءل : " ماذا لو حركت القلم من هذه البقعة إلى البقعة هذه ؟ " .
فأجابت : " لا ... خلطت الأمور من جديد , ولم تعد مرتبة " .
فقال :" وماذا لو تركنا هذا الكتاب مفتوحاً ؟ ".
أجابته : " لا هذا سيزيد من الفوضى ! ".
عندها استدار الأب نحو ابنته وقال :
" يا بنتي ليست الأشياء هي التي تبعث على الفوضى
بل إن لديك سبلاً كثيرة كي تكون الأشياء فوضوية من منظورك الشخصي ,
بينما لديكِ طريقة واحدة فقط لكي تعتبري الأشياء كاملة ".
منقول
المفضلات