الكتاب المسمى مقدس: القتل والجزية والخراج والغنيمة والسبي ولمحة عن الجهاد في الإسلام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

واشنطن أيرڤينغ النبي محمد لم يدعي إنه جاء بدين جديد بل جاء لإعادة الناس إلى دين الله الحق القديم وهو الإسلام سنة إبراهيم حنيفا ولقد كانت قوانين موسى » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | المؤرخ وليم ديورانت يقول:_ رحمة المسلمين على المسيحيين وإرهاب المسيحيين على بعضهم المسلمين كانو يحمون المسيحيين ويحرصون حرصاً خاصا لمنع الطواىف المس » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | أين الوهية الإبن ؟ علم الساعه لا يعلمه أقنوم الإبن ولا اقنوم الروح القدس ولا ملائكة السماء ولكن لا يعرف احد متى يكون ذلك اليوم أو تلك الساعه ولا ملا » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | المؤرخ وليم ديورانت يقول:_ رحمة المسلمين على المسيحيين وإرهاب المسيحيين على بعضهم المسلمين كانو يحمون المسيحيين ويحرصون حرصاً خاصا لمنع الطواىف المس » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | من الخرافات المسيحيه الإله المتجسد وهو بيشتغل نجار أَلَيْسَ هذَا هُوَ 👈النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ👉 وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَ » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | صدمه لكل قبطى: الشعب القبطى بأكمله كان يعتقد بعدم صلب المسيح فى عهد الامبراطور(يوستن الأول)!!موثق » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | أقوى دليل على الشبيه و نجاة المسيح من القتل و الصلب ( جديد ) !!! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | المسيح يسوع لم يموت اصلا لان مافي شهود علي انه كان في القبر حيا ولا ميتا......لان مريم المجدليه اتت والقبر مغلق وعليه الحراس وعليه الحجر ولما فتحه الم » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | اثبات تواتر كل قراءة من القراءات العشر الى النبي صلى الله عليه وسلم » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الرد على شبهة اختلاف الفرش و الرسم في المصاحف العثمانية » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الكتاب المسمى مقدس: القتل والجزية والخراج والغنيمة والسبي ولمحة عن الجهاد في الإسلام

صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 87

الموضوع: الكتاب المسمى مقدس: القتل والجزية والخراج والغنيمة والسبي ولمحة عن الجهاد في الإسلام

  1. #71
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    رئس السلام يصنع سوطا ويضرب به الناس ويرفض السلام وأنه جاء للذبح ولحرق الناس بالنار والتفريق بين الأسرة:
    يوحنا: 2: 14
    ((وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ)).

    لوقا 12:
    49 جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟

    لوقا 19:
    27 أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.

    لوقا 22:
    36 لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا.

    انجيل متى 10:
    34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا.
    35 فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.

    حرق من لا يؤمن بالمصلوب:إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُخَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ،فَيَحْتَرِقُ(يوحنا 15: 6)
    راجع شرح العدد للأستاذ السيف البتار على الرابط التالي:
    https://www.ebnmaryam.com/vb/449253-post53.html

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  2. #72
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    يقول انطونيوس فكري في مقدمته لتفسير سفر يشوع أن الله لا يطيق الخطيئة ويعاقب عليها:


    مطران الروم الأرثوذكس اله العهد القديم جزّار وأنا أكفر بهذا الإله الجزّار،
    ولو كان الأقباط هم الأغلبية في مصر لكانوا قتّلوا المسلمين:

    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 14-05-2012 الساعة 04:11 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  3. #73
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    يقول الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه إظهار الحق: (فكان الجهاد مشروعاً في الشريعة الموسوية على طريق هو أشنع أنواع الظلم عند منكري النبوة، ولم تبق مشروعيته في الشريعة العيسوية، وما كان بنو إسرائيل مأمورين بالجهاد قبل خروجهم عن مصر، وصاروا مأمورين به بعد خروجهم، وعيسى عليه السلام يقتل الدجال وعسكره بعد نزوله. كما هو مصرح به في الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي، والباب التاسع عشر من المشاهدات. وكذا لا يشترط أن تكون معاملة تنبيه الكفار والعصاة على طريقة واحدة كما علمت في الأمر الأول، فلا يجوز لمن يعتقد النبوة والوحي أن يعترض في مثل هذه الأمور على شريعته، فلا يجوز له أن يقول أن إهلاك كل ذي حياة غير أهل السفينة في طوفان نوح عليه السلام، وإهلاك أهل سادوم وعامورة ونواحيهما في عهد لوط عليه السلام، وإهلاك كل ولد أكبر من أولاد الإنسان والبهيمة من أهل مصر، ليلة خروج بني إسرائيل عنها في عهد موسى عليه السلام، كان ظلماً سيما إهلاك ألوف في حادثة الطوفان، وإهلاك ألوف في الحادثتين الأخيرتين من أولاد الإنسان الصغار، وأولاد البهيمة التي هي ما كانت مدنسة بذنب من الذنوب. وكذا لا يجوز أن يقول أن قتل الأمم السبعة كلها بحيث لا تبقى منهم بقية ما سيما قتل أولادهم الصغار الذين ما كانوا اقترفوا ذنباً ظلم، أو أن يقول أن قتل الرجال وسبي الذراري ونهب الأموال من غير الأمم السبعة، أو أن قتل ذكور المديانيين كلهم حتى الطفل الرضيع، وكذا قتل نسائهم الثيبات كلها وإبقاء الأبكار لأجل أنفسهم، ونهب الأموال والدواب ظلم، أو أن يقول أن جهادات داود عليه السلام، وجهادات سائر الأنبياء الإسرائيلية عليهم السلام، أو أن ذبح إيليا عليه السلام أربعمائة وخمسين رجلاً من أنبياء بعل، أو أن قتل عيسى عليه السلام بعد نزوله الدجال وعسكره ظلم، لا يجوز العقل أن يفعل اللّه أو يأمر أحداً بأمثال هذا الظلم، وكذا لا يجوز أن يقول أن قتل الذابح للأوثان، وكذا قتل من يرغب إلى عبادة غير اللّه، وكذا قتل أهل القرية كلها إذا ثبت منهم الترغيب، وكذا قتل موسى عليه السلام ثلاثة وعشرين ألفاً من عبدة العجل، وكذا قتل موسى عليه السلام أربعة وعشرين ألفاً من الذين زنوا ببنات مواب وسجدوا لآلهتهن ظلم شنيع، وفي هذه الأحكام إجبار بأن يثبت الإنسان على الشريعة الموسوية لأجل خوف القتل والرجم، وظاهر أن الإيمان القلبي لا يمكن أن يحصل بالإجبار بل يستحيل أن يحصل للإنسان محبة اللّه أيضاً بالإجبار. فأمثال هذه الأحكام لا تكون من جانب اللّه، نعم من لا يكون معتقداً بالنبوة والشرائع، ويكون ملحداً وزنديقاً وينكر أمثال هذه الأمور لم تستبعد منه، لكنا لا كلام لنا معه في هذا الكتاب، بل كلامنا فيه مع المسيحيين عموماً وعلماء بروتستنت خصوصاً.

    أن حكم الجهاد في الشريعة المحمدية هكذا يدعى الكفار أولاً بالموعظة الحسنة إلى الإسلام، فإن قبلوه فبها ويكونون كأمثالنا، وإن لم يقبلوا فإن كانوا من مشركي العرب فحكمهم القتل، كما كان هذا الحكم في الشريعة الموسوية في حق الأمم السبعة والمرتد والذابح للأوثان والداعي إلى عبادتها، وإن كانوا من غيرهم يدعون إلى الصلح بقبول الجزية والإطاعة، فإن قبلوا صارت دماؤهم كدمائنا، وأموالهم كأموالنا، وإن لم يقبلوا فيحاربون، مع مراعاة الشروط التي هي مصرح بها في كتب الفقه. كما كان مثله في الشريعة الموسوية في حق غير الأمم السبعة.

    وأنقل كتاب خالد بن الوليد رضي اللّه عنه إلى رئيس عسكر فارس وكتاب الأمان من عمر رضي اللّه عنه لنصارى الشام ليظهر الحال على الناظر اللبيب. أما الأول فصورته هكذا: (بسم اللّه الرحمن الرحيم من خالد ابن الوليد إلى رستم ومهران في ملأ فارس. سلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإنا ندعوكم إلى الإسلام فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإن معي قوماً يحبون القتل في سبيل اللّه، كما يحب فارس الخمر. والسلام على من اتبع الهدى).

    وأما الثاني فصورته هكذا: (بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد اللّه عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أماناً لأنفسهم وكنائسهم وصلبانهم سقيمها وبرها وسائر ملتها، أنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من صلبانهم ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن إيلياء أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعتهم وصليبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وعلى صليبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء رجع إلى أرضه وأنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد اللّه وذمته وذمة رسوله صلى اللّه عليه وسلم وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك من الصحابة رضي اللّه عنهم خالد بن الوليد رضي اللّه عنه وعمرو بن العاص رضي اللّه عنه وعبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنه) وكل الناس يعترفون أن أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه كان شديداً في الإسلام في غاية الشدة، وكان جهاد الشام من أعظم جهاداته وكان جاء بنفسه الشريف عند محاصرة إيلياء، ولما تسلط على إيلياء وقبل المسيحيون الجزية ما قتل أحداً ولا أكره على الإيمان وأعطاهم شروطاً حسنة، وقد اعترف به مؤرخوهم ومفسروهم أيضاً، كما عرفت من كلام طامس نيوتن في الفصل الثالث من الباب الأول، وقد عرفت في الأمر الرابع من هذا المبحث من كلام المفسر المذكور ما فعل المسيحيون في حق المسلمين واليهود إذ تسلطوا على إيلياء.

    والفرق بين الشريعة المحمدية والموسوية في مسألة الجهاد أن الشريعة المحمدية أن يدعى الكافر فيها:
    أولاً: بالموعظة الحسنة إلى الإسلام بخلاف الشريعة الموسوية وظاهر أنه لا قبح في هذه الدعوة، والامتناع بعد الإيمان عن القتل عين الإنصاف.. في الآية الحادية عشر من الباب الثالث والثلاثين من كتاب حزقيال: (يقول الرب الإله لست أريد موت المنافق بل أن يتوت المنافق من طريقه). والآية السابعة من الباب الخامس والخمسين من كتاب أشعيا هكذا: (فليترك المنافق طريقه ورجل السوء أفكاره، وليرجع إلى الرب فيرحمه وإلى آلهنا لأنه كثير الغفران).

    والثاني: أنه كان حكم قتل النساء والصبيان إذا كانوا من الأمم السبعة في الشريعة الموسوية، بخلاف الشريعة المحمدية، فإن هؤلاء لا يقتلون وإن كانوا من مشركي العرب، كما كانوا لا يقتلون في الشريعة الموسوية أيضاً إذا كانوا من غير الأقوام السبعة.

    لا شناعة في مسألة الجهاد الإسلامي نقلاً وعقلاً. أما نقلاً فلما عرفته في الأمور المذكورة وأما عقلاً فلأنه قد ثبت بالبرهان الصحيح أن إصلاح القوة النظرية مقدم على إصلاح القوة العملية فإصلاح العقائد مقدم على إصلاح الأعمال، وهذه مقدمة مسلمة عند كافة الملبين، ولذلك لا تفيد الأعمال الصالحة بدون الإيمان عندهم. ولا يعاندنا المسيحيون أيضاً في هذا الباب لأن الأعمال الصالحة بدون الإيمان بالمسيح لا تنجي عندهم أيضاً. وأن الجواد الحليم المتواضع الكافر بعيسى عليه السلام أشر عندهم من البخيل الغضوب المتكبر المؤمن بعيسى عليه السلام. وكذا قد ثبت بالتجربة الصحيحة أن الإنسان قد تنبه على خطأه وقبحه بتنبيه الغير، وكذا قد ثبت بالتجربة الصحيحة أن الإنسان لا يطيع الحق غالباً لأجل وجاهة قومه وشوكتهم، ولا يصغي إلى قول رجل من صنف آخر بل يأنف من سماع كلامه، سيما إذا كان هذا القول مخالفاً لطبائع صنفه وأصولهم، ويكون في قبوله لزوم المشقة في أداء العبادات البدنية والمالية بخلاف ما إذا انكسرت وجاهة قومه وشوكتهم فلا يأنف من الإصغاء، وكذا قد ثبت بالتجربة أن العدو إذا رأى أن مخالفه مائل إلى الدعة والسكون يطمع في التسلط على مملكته)
    المصدر: كتاب إظهار الحق رحمة الله الهندي, ج 4 ص ص 1256ـ 1306
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  4. #74
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    فإن الجهاد في الإسلام واجب لأن الكافر قد ارتكب جناية واعتداء على الله وفساد كبير في الأرض أمر الله بإزالته "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله" وفي الحديث: عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:َ "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ" رواه البخاري ومسلم.

    فالكافر لا يُتوقف عن قتاله لشركه حتى ينتهي السبب. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتل الكفار امتثالا لأمر الله لما فيه مصالح الكفار ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام, فتحمل الرسول وصحابته المشاق الكثيرة وتسفك دمائهم الذكية وأموالهم, ولا يرجون من الكفار شيئاً إلا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا قالوها صاروا من المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. ولا يريدون بعد ذلك استعمارهم ونهب ثرواتهم كما يفعل عباد الصليب. بل يتركوا أحراراً في أوطانهم ويولى عليهم واحداً يعلمهم الدين.

    إن إيصال الضرر لبعض الأشخاص لرفع ضرر أكبر منه جائز وفاعله يجازى خيراً كقطع يد أو رجل إنسان إذا خاف الطبيب سريان المرض إلى سائر الجسد مع أنه وهم من الطبيب. وأوامر الله مصالحها محققة ونواهيه مضرتها محققة, وأعظمها الكفر فأمر الله تعالى واجب الاتباع, أما أمر الطبيب فجائز الاتباع لتوهم المصلحة فيه, وأن الله تعالى أمر نبيه وأتباعه بقتال الكفار بعد الدعوة إذا أصروا على كفرهم ليخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام ومن النار إلى الجنة فمن مات منهم في القتال وهو مصر على كفره عجلت له النار "فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ" ومن تاب وأسلم عاش عيشة راضية ويلقى جنة عالية, إذا حسن إسلامه, ويقاتل الكفار المشركون على كفرهم لدفع الفساد عن الأرض.

    وفي قتال المُصرين منهم على كفرهم مصلحتين: الأولى: دفع الفساد عن الأرض. الثانية: لئلا يسري كفرهم إلى الذراري كما يخشى الطبيب سريان المرض إلى سائر الجسد, وقد أخبر الله تعالى عن نوح عليه السلام قال: "رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا . إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا". قال صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه".

    كما أن الابن أحب الأشياء إلي الأب حتى من نفسه, وعندما لا يرجع بالنصح واللطف فيعرض الأب عن اللطف, ويرى أن ابنه لا يستجيب إلا بالضرب للتأديب ضرباً شديداً أو يحبسه ليتخلق بخلق حسن ويتعلم فيكون رجلاً صالحاً. فما قام به الوالد خير لولده لأن الابن لا يعرف ما يصلح له ويضره لجهله. وكذلك الكفار لا يدرون بمصالحهم الدينية إنما يرغبون أن يستمروا على ما وجدوا عليه آبائهم لأنهم كالصبيان بل هم كالأنعام لأن الصبيان يعقلون بعد الكبر, وأما الكفار فلا يزيدهم الكبر إلا كفراً ونفوراً عن الإسلام. فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الكفار إلى الإسلام أولاً بلطف ولين كما أمره ربه: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" فإذا امتنعوا عنه ويئس منهم استعان بالله وقاتلهم لينقذهم من النار ويدخلهم الجنة بإذن ربهم شفقة بهم, وتنفيذا لأمر الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم: "عجبت من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل" (قال ابن كثير: يعني الأسارى الذين يقدم بهم بلاد الإسلام في الوثاق والأغلال والأكبال ثم بعد ذلك يسلمون وتصلح أعمالهم وسرائرهم فيكونون من أهل الجنة) ويدخل فيه كل من دخل الإسلام كرهاً وحسن إسلامه. قال صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا . فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها . وهو بذبهن عنها . وأنا آخذ بحجزكم عن النار . وأنتم تفلتون من يدي"
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2285 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
    وفي رواية في مسلم عن أبي هريرة "إنما مثلي ومثل أمتي" فهذا الحديث عام ولكنه يتناول الكفار تناولاً أوليا لأنهم أقرب إلى هذه الصفة, وهم من أمة الدعوة ل من أمة الإجابة, وخصوصاً على رواية: "إنما مثلي ومثل أمتي".

    ومن المعلوم عندكم إذا خالف شخص قوانينكم الوضعية حتى الظالمة عاقبتموه بأنواع العقوبات, وقد يقتل إذا كانت المخالفة سياسية بمجرد التهمة. فيا عباد الأوثان تعيبون على البر الكريم صلى الله عليه وسلم مقاتلته للكفار لمخالفتهم أمر الله وقانون رب العالمين في معاقبة المفسدين في الأرض, وتجيزون قتل من خالف قوانينكم الظالمة التي وضعتموها لمصالحكم الذاتية لظلم العباد, وتخطئون من قاتل المشركين بأمر ربهم الذي خلقهم فسواهم وعافاهم ورزقهم ثم يعبدون ويشركون معه غيره, فأي خطيئة أعظم من الشرك بالله تعالى, وأي معصى أعظم من الله تعالى.

    فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل الهجرة مأمورين بالصبر والإعراض عن أذى المشركين لحكمة يعلمها الله لقوله: "فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ". وقال: "وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ". فلما هاجر وقويت الشوكة أذن لهم بالقتال بدون أن يوجبه عليهم, قال تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ". ثم فرض عليهم قتال من قاتلهم دون من لم يقاتلهم فقال تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". وعن ابن عباس في معنى "وَلَا تَعْتَدُوا" يقول: لا تقتلوا النساء والصبيان والشيوخ, ولا من ألقى السلم وكف. ولفظ الاعتداء لفظ عام يدخل فيه حتى التجاوز في الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء". ثم فرض على المسلمين قتال المشركين كافة حيث ما كانوا.

    فكان القتال منهيا عنه, ثم مأذوناً به, ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال, ثم مأموراً به مفروضاً عليهم وعلى الأمة, قال الله تعالى: "فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" وقال: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ" أي فرض عليكم قتال الكفار كما قال الله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ" سواء بسواء.

    وكان من هديه صلى الله عليه وسلم لا يبدأ الأعداء الذين لم تبلغهم الدعوة بالقتال بل يدعوهم أولاً كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه: "ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً قط إلا دعاهم" رواه أحمد. وعن فروة بن مسيك قال: قلت يا رسول الله أقاتل بمقبل قومي ومدبرهم؟ قال "نعم" فلما وليت دعاني فقال: "لا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى الإسلام" رواه أحمد.

    (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر رجلا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فقال اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال أو خصال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين وإن أبوا فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا ) .
    الراوي: بريدة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2325 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

    انتهى النقل بتصريف من كتاب إبادة دعوى مدعي الدفاع بنصوص الغزو والجهاد لإعلاء كلمة الله تأليف صالح بن أحمد. مع نسخ الأحاديث من الدرر السنة.
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 05-06-2012 الساعة 11:33 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  5. #75
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    أما عن الجزية في الإسلام و لماذا فرضت ؟ و متى فرضت؟ و ما معنى الصغار فى الآية ؟

    أ- الجزية من جزى يجزى, إذا كافأ عما أسدى إليه, و هى مال يدفعه أهل الكتاب, و من يلحق بهم, إلى المسلمين مقابل حق أو خدمة أو واجب يقوم به الطرف الأخر .

    ب- لماذا فرضت؟ ذلك أن أهل الكتاب هم جزء من الدولة الإسلامية, يعيشون في كنفها, و يستمتعون بخيراتها, و الدولة الإسلامية عليها أن تكفل لهم الحماية و الأمن و سبل المعيشة الكريمة .

    فضلا عن أن المسلم يقوم بواجب الجهاد, دفاعا عن البلاد, فالجزية جزاء حمايتهم و كفايتهم, فهم يكفون مؤنة القتال مع المسلم, فالدولة الإسلامية لها حدود و ثغرات, و تحتاج إلى مقاتلين يدافعون عنها و يحافظون على حدودها, و يؤمنون أهلها, و الذي يقوم بهذا الدور إنما هم المسلمون , لأنهم يؤمنون بمبدأ دولتهم , و يعلمون أن الجهاد فرض عليهم , و يعلمون ما للجهاد من فضل يزيد عن أجر صائم النهار و قائم الليل , فهم يجاهدون عن عقيدة , و ليس ثمة شئ من هذا لدى أهل الكتاب , لذا لا يجبرهم الإسلام على أن يقاتلوا مع المسلمين , و كيف يجبر الإسلام أناسا يحملون أرواحهم على أكفهم فى سبيل دين لا يؤمنون به , و بمبادئ لا يعتنقونها ؟!! و من ثم خفف عنهم عبء القتال بأنفسهم , فبقى المقابل أن يقدموا شيئا من أموالهم فى سبيل حماية الدولة التى يعيشون فى كنفها و ظلالها .

    هذا .. و يوم أن تتاح الفرصة لأهل الكتاب أن يقاتلوا مع المسلمين , فإذا الجزية تسقط عنهم , لأنها شرعت في مقابل الدفاع عنهم , فيوم أن يقوموا بواجب الدفاع عن أنفسهم مع الدولة الإسلامية الكبرى التى يعيشون فى ظلالها , فان الجزية تسقط عنهم .

    كما أنه من أسباب فرض الجزية على أهل الكتاب تحقيق العدل بين أفراد الدولة الإسلامية , مسلمين و غير مسلمين , إذ تقدم لهم الدولة الامتيازات المطلوبة للحماية و الخدمة و سبل الحياة الكريمة فهي تفرض على المسلمين أن يقدموا الزكاة , و على الذين أعطوا من أرضها أن يقدموا الخراج , و أما الذين لم تفرض عليهم الزكاة , و لم يجب فى حقهم الخراج , أن يعطوا الجزية .

    إذا كما أنه مفروض على المسلم أن يزكى , فمفروض على أهل الكتاب أن يعطوا الجزية .

    فلما كانت الزكاة عبادة و قربى إلى الله - عز و جل - لا تصح إلا من مسلم , كان البديل عن الزكاة فى حق أهل الكتاب هو إعطاء الجزية .

    ج - متى فرضت ؟ يعترف أحد كبار النصارى , المدعو " جورجى زيدان " بأن الجزية ليست من محدثات الاسلام , بل هى قديمة من أول عهد التمدن القديم , و قد وضعها يونان أثينا على سكان سواحل آسيا الصغرى حوالي القرن الخامس قبل الميلاد , مقابل حمايتهم من هجمات الفينيقيين , و فينيقية يومئذ من أعمال الفرس , فهان على سكان تلك السواحل دفع المال فى مقابل حماية الرؤوس .

    و الرومان وضعوا الجزية على الأمم التى أخضعوها , و كانت أكثر بكثير مما وضعه المسلمون بعدئذ , فان الرومان لما فتحوا ( فرنسا ) وضعوا على كل واحد من أهلها جزية يختلف مقدارها ما بين 9 جنيهات , و 15 جنيها فى السنة , أو نحو سبعة أضعاف جزية المسلمين .

    و كانت تؤخذ من الأشراف, عنهم و عن عبيدهم و خدمهم . و كان الفرس أيضا يجبون الجزية من رعاياهم . ( تاريخ التمدن الإسلامي , جورجى زيدان , ج 11 - بتصرف - )

    فماذا عن الجزية فى الإسلام ؟

    لقد كان النبي يقدرها بحسب الأحوال , و على مقتضى التراضى الذى كان يقع بين المسلمين و أعدائهم ... في الوقت الذى لا يؤخذ شئ من النساء و الصبيان , و لا من أهل العاهات , فلا تؤخذ من مجنون , و لا من مريض مرضا غالبا , و لا من كبير فى السن , و لا من عبد , و لا من الرهبان و نحوهم .

    و كثيرا ما كانت تقدر الجزية باعتبار ما يبقى فى أيدى الناس من دخلهم بعد نفقاتهم و جاء فى حديث النبى ما يقدر قيمتها ( أن على كل حالم ( بالغ ) دينارا )( أخرجه أبو داود فى الزكاة ( 1576 ) و الترمذى ( 623 ) و النسائى فى الزكاة ( 2449 ) و ابن ماجة فى الزكاة ( 1803 ) ) , أو عدل ذلك .

    و قيمة الجزية يمكن أن تختلف باختلاف الأزمنة و الأمكنة , و الأشخاص و الأحوال , و الأمر فى ذلك واسع , و لكن شرطها يجب ألا يكلف أحد فوق طاقته , و قد يكون الدينار فوق طاقة البعض , بل ان الفقير منهم اذا احتاج يعطى من سهم المؤلفة قلوبهم, كى يعيش معيشة تتوافر فيها كفايته , كما فعل عمر بن الخطاب مع اليهودى المسن الأعمى - اذ رآه يتكفف الناس, فسأله: مالك, قال: ليس لى مال, و ان الجزية تؤخذ منى - و فى رواية قال: من أى أهل الكتاب أنت ؟ فقال : يهودى , قال : فما ألجأك الى ما أرى ؟ قال: أسأل الجزية و الحاجة و السن , فأخذ عمر بيده , و ذهب به الى منزله فأعطاه مما وجده , ثم أرسل به الى خازن بيت المال, و قال له, أنظر هذا و ضرباءه , فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم, أو نأخذ منه الجزية عند كبره, قال تعالى:
    ( إنما الصدقات للفقراء و المساكين ) - التوبة : 60 - و الفقرء هم الفقراء المسلمون, و هذا من المساكين من أهل الكتاب , ثم وضع الجزية عنه وعن ضربائه .

    و فى رحلته الى دمشق أيضا أمر عمر بن الخطاب بعياله المقعدين من أهل الذمة من بيت المال . و بيت مال المسلمين لم يكن أعز عند عمر بن عبد العزيز من ذمى يسلم , و قد شكا اليه بعض الولاة افقار بيوت الأموال من اقبال أهل الذمة على الاسلام ليسقط عنهم الجزية , فكتب اليهم عمر يلومهم على الشكوى و يقول : ان الله أرسل محمدا هاديا و لم يبعثه جابيا !! و لم يكن اقبال أهل الذمة على الاسلام الا لأنه رد اليهم ذواتهم التى كانوا فقدوها فى الشرك و الوثنية و لو كان الاسلام سلبا للذوات لظلوا على عداوته و ما قبلوا دعوته , و لكن المسافة لم تكن بين الذمية و الاسلام فى كثير من الأحيان الا مسافة التجربة و الاختلاط , ثم يقبل الذمي على الاسلام مخلصا موفقا .

    يذكر التاريخ - من مواقف الاسلام المشرفة - أنه حين فتح أبو عبيدة بن الجراح الشام , و أخذ الجزية من أهلها الذين كانوا يومئذ ما يزالون على دينهم , أشترطوا عليه أن يحميهم من الروم الذين كانوا يسمونهم الخسف و الاضطهاد , و قبل أبو عبيدة الشرط , و لكن هرقل أعد جيشا عظيما لاسترداد الشام من المسلمين , و بلغت الأنباء أبو عبيدة , فرد الجزية الى الناس و قال لهم : لقد سمعتم بتجهيز هرقل لنا و قد اشترطتم علينا أن نحميكم و انا لا نقدر على ذلك , و نحن لكم على الشرط ان نصرنا الله عليهم . ( فتوح البلدان للامام أبى الحسن البلاذرى , و الدعوة الى الاسلام / توماس أرنولد )

    انه حدث فريد فى التاريخ , قائد جيش فاتح منتصر يأخذ الجزية من أهل البلاد المفتوحة , ثم يردها اليهم بأى حال من الاحوال , و لم يكن أبو عبيدة يصنع ذلك رجاء مصلحة بعيدة يقدرها , و يضحى فى سبيلها بالمصلحة القريبة , كلا فما كان عنده يقين بأن ينتصر على جيش هرقل الجرار , و تعبيره واضح جدا ( انا لا نقدر على ذلك ) , و انما ينطلق من مبدأ الوفاء بالمواثيق , و أخلاق الاسلام , و لذلك نصرهم الله , وراح الناس يعيدون الجزية راضية قلوبهم , ثم من بعد صاروا يدخلون فى دين الله أفواجا , اعجابا بهذا الدين الذى يُخَرجُ من هو على هذا الدين العظيم .

    د- ما معنى الصغار الوارد فى الآية ( حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون ) ؟
    معناه هنا التسليم و القاء السلاح و الخضوع لحكم الدولة الاسلامية و اعترافهم بالوضع الاسلامى و الرضوخ له , من باب الآية الكريمة ( و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ) - المنافقون : 8 - , أى أن يعترفوا بعزة الاسلام و دولة المسلمين .

    و ينبغى أن لا يفهم الصغار هنا بمعنى الهوان و الذلة و الاهانة لهم , أو الزراية عليهم , أو الشماتة فيهم , أو ظلمهم أو ايذائهم , أو التكليف فوق طاقتهم , أو عقوبة لهم , فان كل ذلك لا يتفق و سماحة الاسلام و عظمته و ما عرف من حسن معاملة الرسول و صحابته لأهل الذمة .

    و لو أن المسلمين الأُول فعلوا ما قاله أولئك الذين لم يفهموا روح الاسلام , لانفض الناس من حولهم , و لما دخل فى الاسلام هذا الجمع الغفير الذى لم يدخله الا عن اقتناع منه برحابة صدره , و سماحة تعاليمه , و عدالته مع أتباعه و غير أتباعه , و نظرته الى الكل نظرة بر و عدل و احسان .

    و من يقرأ بتدبر و امعان ما كتبه ابن القيم فى كتابه ( أحكام أهل الذمة ) عن الجزية يرى عظمة الإسلام و سماحته فى معاملة الذميين .

    و قد أورد النهى عن التشديد على أهل الذمة فى الجزية و الخرج و الحث على الرفق و اللطف بهم فى كل حال , و أن لا يكلفوا ما لا يطيقون , و أمر عمر ألا يكلفوا فوق طاقتهم , و أن لا يلزموا من مال ما لا يطيقونه , و لا يجوز أن ينادى على أملاكهم للبيع عوضا عن الجزية .

    و قد كتب على بن ابى طالب الى بعض عماله : لا تبيعن لهم فى خراجهم حمارا و لا بقرة و لا كسوة , شتاء و لا صيفا , و لا رزقا يأكلونه , و لا دابة يعملون عليها , و لا تضربن أحدا منهم سوطا واحدا فى درهم , و لا تقمه على رجله فى طلب درهم , و لا تبح لأحد منهم عرضا فى شئ من الخراج , فانما أمرنا أن نأخذ منهم العفو , فان أنت خالفت ما أمرتك به , يأخذك الله به دونى , و ان بلغنى عنك خلاف ذلك عزلتك .

    مر عمر فى سفره الى الشام ببعض عماله و هو يعذب الذميين فى أداء الجزية , فقال : لا تعذب الناس , فان الذين يعذبون الناس فى الدنيا يعذبهم الله يوم القيامة .( الخراج لأبى يوسف - بتصرف ) و غير ذلك كثير .

    فهل ينبغى بعد هذا كله - و هذا بعضه - أن يقال : ان الاسلام بأسلوب فرض الجزية على أهل الكتاب يكرههم على التحول عن دينهم الى الاسلام , أو أراد اذلالهم , أو ظلمهم.
    المصدر: د/ عمر بن عبد العزيز, آيات مظلومة بين جهل المسلمين و حقد المستشرقين, ص 189- 196 .

    تم بحمد الله بمنتديات أتباع المرسلين الإسلامية في يوم الجمعة 20 من جمادى الآخرة سنة 1433 من الهجرة النبوية, الموافق 11 من مايو 2012م.

    جمع وإعداد محمد .... (الملقب أسد الإسلام).



    الحمد لله رب العالمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  6. #76
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    بارك الله فيك أخى الحبيب
    مجهود كبير بالفعل
    و موضوع يصلح كمرجع للرد على كل مسيحي معترض على الجهاد فى الإسلام
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  7. #77
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 3abd Arahman مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخى الحبيب
    مجهود كبير بالفعل
    و موضوع يصلح كمرجع للرد على كل مسيحي معترض على الجهاد فى الإسلام
    وفيكم بارك الله أخي الحبيب شرفني المرور والتعقيب
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  8. #78
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    4,915
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    31-10-2024
    على الساعة
    03:08 PM

    افتراضي



    للرفع....................

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #79
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    273
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    18-12-2013
    على الساعة
    01:12 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الإسلام مشاهدة المشاركة
    يقول انطونيوس فكري في مقدمته لتفسير سفر يشوع أن الله لا يطيق الخطيئة ويعاقب عليها:


    مطران الروم الأرثوذكس اله العهد القديم جزّار وأنا أكفر بهذا الإله الجزّار،
    ولو كان الأقباط هم الأغلبية في مصر لكانوا قتّلوا المسلمين:

    كلام الأنبا بيشوي مرعب. هو يرى أن ذبح الأطفال حب بهم! مريض نفسي لا شفاء له!

    ولكن أيضاً القسيس المطران جورج خضر مريض نفسي. وإن كان ألطف من زميله. فهو يصف إله العهد بأنه جزّار.
    وكأن إله العهد القديم ليس إله العهد الجديد.
    18 فلا يَخدَعْ أحدٌ مِنكُم نَفسَهُ. مَنْ كانَ مِنكُم يَعتَقِدُ أنَّهُ رَجُلٌ حكيمٌ بِمقاييسِ هذِهِ الدُّنيا، فلْيكُنْ أحمَقَ لِيَصيرَ في الحقيقَةِ حكيمًا،
    من رسالة *بولس* الأولى إلى أهل قورنتوس الفصل 3

  10. #80
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    23-08-2024
    على الساعة
    10:41 PM

    افتراضي

    الأخ دكتور نيو والأخ إبراهيم شكراً على التعقيب
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

الكتاب المسمى مقدس: القتل والجزية والخراج والغنيمة والسبي ولمحة عن الجهاد في الإسلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الكتاب المسمى مقدس: البحث عن عذراء لتدفئة الملك داوود!
    بواسطة أسد الإسلام في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 28-05-2016, 12:18 AM
  2. بعض من أوصاف رب النصارى كما وردت في الكتاب المسمى مقدس
    بواسطة أسد الإسلام في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-08-2013, 09:48 PM
  3. فضيحة في الكتاب المسمى مقدس شاؤل يملك وعمره عام!
    بواسطة أسد الإسلام في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-09-2012, 06:38 PM
  4. ملكات اليمين في الإسلام وفي الكتاب المسمى مقدس
    بواسطة walaa bent aleslam في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-11-2011, 08:59 PM
  5. متى حرف الكتاب المسمى مقدس
    بواسطة محمد مسلم 2010 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-07-2010, 10:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الكتاب المسمى مقدس: القتل والجزية والخراج والغنيمة والسبي ولمحة عن الجهاد في الإسلام

الكتاب المسمى مقدس: القتل والجزية والخراج والغنيمة والسبي ولمحة عن الجهاد في الإسلام