شاهدوا التزييف..واستمعوا إلى إفكهم.
في عام 1992 م كنت أشاهد قناة ديسكفري وكنت استمتع بالبرامج الوثائقية كثيراً ..وذات يوم كنت أتابع برنامجاً وثائقياً عن الضوء واستخداماته العلمية المختلفة..
وتعرض البرنامج إلى التطبيقات العلمية في مجال السينما..فعرض ضمن ما عرض تحليلاً علمياً للقطة شهيرة في فيلم من أفلام المخرج العالمي الفريد هتشكوك مخرج أفلام الرعب..
والمشهد كان كالتالي:
مشهد سقوط أحد الأبطال من فوق تمثال الحرية بطريقة تخطف الأنفاس ..فالرجل يسقط أمامك من هذا الارتفاع العالي بدون توقف ولا قطع في الصورة مثل ما يحدث في الأفلام العربية حينما ينفذون مثل هذه المشاهد فيلقون بدمية من فوق المكان على هيئة رجل ويحدث قطع في الصورة لنجد الممثل ملقياً على الأرض مضرجاً في دمائه..
ولكن في المشهد موضع الدراسة، كان سقوط الرجل من فوق التمثال حقيقياً يتابعه المارة في الشارع ونحن معهم وكانت لحظة الارتطام بالأرض رهيبة وانتثرت الدماء على المارة الذين لاذوا بالفرار والرعب يملأ قلوبهم ونحن معهم أكثر رعباً..حتى أنني لم أتمالك نفسي من متابعة النظر فأخفيت عيني وإن كنت أنظر إليه وأشاهده خلسة.
والمفاجأة عند تناول هذا المشهد بالتحليل أنه تم تصويره بالكامل داخل الأستوديو وقد تم استخدام خاصية تصحيح المعامل الضوئي لخداع المشاهدين بحيث يتم المشهد بصورة طبيعية تخطف معها الأنفاس..
ثم جاءت اللحظة التاريخية في حياتي..
لقد عرضت القناة فيلما تسجيلياً عن حياة السيدة مريم ..وكان ضمن أحداث الفيلم مشهد التجلي فوق قبة الكنيسة واختار صناع الفيلم كنيسة الزيتون.
وتم عرض الفيلم وشاهدت تجلي السيدة العذراء فوق القبة بدمها وشحمها.بالإضافة إلى ثوبها الأبيض والذي يعلوه إسدال أزرق رقراق والنسيم يداعبهما معاً ليكشف عن قوام ممشوق، ثم هالة من الضوء تكسو وجهها الجميل فتزيده إشراقاً وبهاءً..
كانت الجموع في المشهد والذين تعدت أعدادهم بالآلاف حقيقية وكذلك المروحيات التي كانت تطوف حول الكنيسة من فوقها وكاميرات التصوير المثبتة بها لتسجيل الحدث والذي استمر أكثر من عشرين دقيقة كلها كانت حقيقية..
والأكثر من ذلك شاهدناها وهي تجري عملية لمريضة ميئوس من شفائها وقد شفيت تماماً بعد أن غطتها بملاءة عليها الصلبان.. وها هو رجل أعمى رأيناه وقد ارتد بصيراً.
ثم ها هي ذي السيدة العذراء ترسل إلى العالم بصوت مسموع رقيق ملؤه الدفء والحنان رسالة حب من أجل السلام..
وانتهى الفيلم ليختتم بجملة مؤداها أن هذه اللقطات والتي تم استخدامها في هذا الفيلم الوثائقي عن حياة السيدة العذراء حقيقية.
التفسير العلمي من قناة ديسكفري..
بعد الفيلم تناول المحللون أن تقنية الهولوجرام Hologram هي التي تم استخدامها في الفيلم موضع الدراسة وما هي إلا عبارة عن التصوير المجسّم (Holography).
وهي تقنية جديدةمن انجازات العلم الحديث والتكنولوجيا وهذه التقنية ـ الهولوجرافي (Holography) ـ التي تمتلك خاصية فريدة تمكنها من إعادة تكوين صورة الأجسام الأصلية بأبعادها الثلاثة بدرجة عالية جدا.
فكلمة هولوجرافي أصلها يوناني مشتق من كلمة هولوس Holos أي كل( وجرافو ) Grapho (أي الكتابة) بمعنى سجل الصورة الكامل أو فن التصوير المجسّم .
ويختلف التصوير المجسّم عن التصوير التقليدي بأن التسجيل ليس في كثافة المادة الحساسة للضوء فحسب، بل أيضا إلى حزمة من الموجات الضوئية التي تصطدم بالجسم المراد تسجيله فتخطط الموجات الضوئية حاملة المعلومات الكاملة عن تخطيط ثلاثي الأبعاد للجسم.وبالتالي فان الصورة تتكون في الفضاء الثلاثي الأبعاد و ليس على ورقة كالتصوير العادي، كما أن الصورة المعروضة لا يمكن تمييزها عن الجسم الأصلي أبدا.
تاريخ
جذور هذه التقنية يعود إلى العام 1947 عندما تم التوصل للتصوير الهولوجرافي من قبل العالم دينيس جابور (Dennis Gabor) في محاولة منه لتحسين قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني. ولأن موارد الضوء المتاحة في ذلك الوقت لم تكن حقا متماسكة أحادية اللون، فقد ساهمت في تأخر ظهور التصوير المجسّم إلى وقت ظهور الليزر عام 1960.
في العام 1962، أدرك العالم جيوريس اوباتنيكس (Juris Upatnieks) و العالم أيميت ليث (Emmitt Leith) من جامعة ميشيجان أن الهولوجرام يمكن أن يستخدم كوسيط عرض ثلاثي الأبعاد، لذا قررا قراءة وتطبيق أوراق العالم جابور (Gabor) ولكن باستخدام تقنية الليزر, وقد نجحا في عرض صور مجسمة بوضوح وعمق واقعي.
بعدها توالت التجارب فعرض أول هولوجرام لشخص في العام 1967
__________________
المفضلات