ولكن عزرا 4 :24 يقول إن إعادة بناء الهيكل كانت في أيام داريوس الفارسي، وهذا نحو 520 ق م:
»23حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْيَهُودِ، وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ. 24حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ.«.
وإليك النص من نسخة الإنترنت الأكثر وضوحاً كالتالي:
» 23فلمَّا تُليَت رسالةُ المَلِكِ أرتَحشَشتا أمامَ رحومَ وشِمْشايَ الكاتِبِ ومُعاونِيهِما أسرَعوا في الذَّهابِ إلى أورُشليمَ، إلى اليهودِ، ومَنَعُوهُم بالعُنْفِ والقوَّةِ. 24فتَعَطَّلَ العَمَلُ في بِناءِ هَيكلِ اللهِ الذي في أورُشليمَ، وبَقيَ مُنقَطِعًا إلى السَّنةِ الثَّانيةِ لِداريوسَ مَلِكِ الفُرسِ. «.
ويظهر من سفر حجي 1 :15 أن بناء الهيكل لم يبدأ حتى عام 520 ق م.
» 14وَنَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَرُوحَ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِاقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا الشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ، 15فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ السَّادِسِ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ.« .
وفي هذا تناقض.
380ـ جاء في عزرا 4 :23 أن القادة من غير اليهود هم الذين أوقفوا العمل في بناء الهيكل:
» 23حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْيَهُودِ، وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ. 24حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ. .«.
والنص من نسخة الإنترنت أكثر وضوحاً كالتالي:
» في السَّنةِ الثَّانيةِ لداريّوسَ المَلكِ، في اليومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهرِ السَّادسِ، كانت كلِمةُ الرّبِّ على لسانِ حَجاي النَّبيِّ إلى زَرُبَّابِلَ بنِ شَألتئيلَ حاكِمِ يَهوذا، وإلى يَشوعَ بنِ يُوصادقَ الكاهنِ العظيمِ.2هذا ما قالَ الرّبُّ القديرُ: «هذا الشَّعبُ يقول: إنَّ وقتَ بناءِ بَيتِ الرّبِّ ما حانَ بَعدُ».«. وفي هذا تناقض.
382ـ جاء في نحميا 8 :17
» 17وَعَمِلَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ الرَّاجِعِينَ مِنَ السَّبْيِ مَظَالَّ، وَسَكَنُوا فِي الْمَظَالِّ، لأَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ هكَذَا مِنْ أَيَّامِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ، وَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدًّا. 18وَكَانَ يُقْرَأُ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ يَوْمًا فَيَوْمًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ الأَخِيرِ. وَعَمِلُوا عِيدًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ اعْتِكَافٌ حَسَبَ الْمَرْسُومِ.«.
والنص من نسخة الإنترنت أكثر وضوحاً كالتالي:
» 16فخرج الشَّعبُ وجلبوا ذلِكَ وعمِلوا لهُم مَظالَ، كُلُّ واحدٍ على سَطحِهِ وفي دارِهِ، وفي دُورِ بَيتِ اللهِ، وساحةِ بابِ المياهِ، وساحةِ بابِ أفرايمَ. 17وعمِلَ كُلُّ الجماعةِ الذينَ عادوا مِن السَّبْي مَظالَ وأقاموا فيها. فَمِنْ أيّامِ يَشوعَ بنِ نُونٍ إلى ذلِكَ اليومِ لم يعمل بنو إِسرائيلَ مِثلَ ذلِكَ، فكانَ فَرحُهُم عظيمًا جدُا. 18وكانَ يُتْلى في كتابِ شريعةِ اللهِ كُلَ يومِ، مِنَ اليومِ الأوَّلِ إلى اليومِ الأخيرِ، وأقاموا العيدَ سبعةَ أيّامِ، وفي اليومِ الثَّامِنِ كانَ اَحتفالٌ كما هوَ مرسومٌ في الشَّريعةِ. «.
وهذا معناه أن بني إسرائيل لم يحتفلوا بعيد المظال منذ أيام يشوع.
ولكن عزرا 3 :4 يقول إنه في أيام زربابل حفظوا عيد المظال كما هو مكتوب.
» 2وَقَامَ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ، وَزَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَإِخْوَتُهُ، وَبَنَوْا مَذْبَحَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِيُصْعِدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ. 3وَأَقَامُوا الْمَذْبَحَ فِي مَكَانِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ رُعْبٌ مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي، وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَاتِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ. 4وَحَفِظُوا عِيدَ الْمَظَالِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَمُحْرَقَةَ يَوْمٍ فَيَوْمٍ بِالْعَدَدِ كَالْمَرْسُومِ، أَمْرَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهِ.«.
383ـ ذكر بعض رجال الدين المسيحيين أن نحميا 12 :1-26 ليس وحياً إلهياً.
حيث جاءت عبارة » 26كَانَ هؤُلاَءِ فِي أَيَّامِ يُويَاقِيمَ بْنِ يَشُوعَ بْنِ يُوصَادَاقَ، وَفِي أَيَّامِ نَحَمْيَا الْوَالِي، وَعَزْرَا الْكَاهِنِ الْكَاتِبِ. «.
رد الدكتور منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر في كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس حيث يقول:
[ وللرد نقول: سفر نحميا وحي لنحميا كما قال علماء بني إسرائيل، وكما يتضح من استخدام ضمير المتكلم عند الحديث عن نحميا، وهو يسجل إرسالية نحميا إلى أورشليم والإصلاحات التي قام بها.
ويرجع سبب اعتراض المعترض إلى ذكر اسم يدّوع في آيتي 11 و22 من إصحاح 12، بينما كان يدوع رئيساً للكهنة عندما هاجم الإسكندر الأكبر أورشليم (351-331 ق م).
والأرجح أن نحميا عاش عمراً طويلاً حتى رأى يدّوع حفيد ألياشيب كاهناً، لأن سفر نحميا يذكر يدوع ضمن الكهنة، وليس كرئيس كهنة..
ويرجع اعتراض المعترض إلى سبب آخر هو ذكر داريوس الفارسي في آية 22 من إصحاح 12. والأرجح أنه داريوس نوثوس (424-395 ق م) المعاصر ليدّوع وليس داريوس كودومانّوس (336-332 ق م)..
ويرجع اعتراض المعترض إلى سبب ثالث هو عبارة » كان هؤلاء في أيام نحميا الوالي« التي جاءت في آيتي 26 و47 من إصحاح 12.
ولكن نلاحظ أن اسم نحميا في الآيتين جاء مصحوباً باسم شخص آخر، ففي آية 26 قُرن باسم يوياقيم، وفي آية 47 قُرن باسم زربابل، فالأرجح أن نحميا أورد اسمه بهذا الأسلوب وهو يذكر اسمي يوياقيم وزربابل. ]انتهى.
وردنا على الدكتور منيس في كلمتين هما: عيب يا دكتور منيس.
384ـ اختلفوا في النبي الذي كتب سفر أستير .
رد الدكتور منيس عبد النور من كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس :
[ وللرد نقول: أوحى الله إلى أحد أنبيائه أن يكتب هذا السفر، لا نفرِّق بين أنبيائه. قال يوسيفوس المؤرخ اليهودي إن الكاتب هو مُردَخاي الذي ربَّى أستير ابنة عمه، وأنه كتبه ليُحفَظ في سجلات مملكة فارس، ولم يذكر فيه اسم الله لأنه كان يعلم أن الفارسيين سيستبدلون اسم الله باسم أصنامهم.
واستند بعض مفسري اليهود إلى ما جاء في أستير 9 :20 »وكتب مُردخاي هذه الأمور« وقالوا إن الكاتب هو مردخاي، الذي صار الرجل الثاني في مملكة الملك أحشويروش. والحقيقة هي أنه لا يمكن أن يجزم أحدُ باسم النبي الذي استخدمه الله ليكتب سفر أستير.].
وهذا الرد وحده كفيل بنسف قدسية وإلهام الكتاب المقدس.عيب يا دكتور منيس..
385ـ كيف يكون سفر أستير من وحي الله وهو يخلو من ذكر اسم الله؟.
386ـ عشر آيات في الإصحاح العاشر وستة إصحاحات من (الإصحاح 11 إلى 16) من سفر أستير ليست من وحي إلهي،وعليه فلقد تم حذفها من نسخ الكتاب المقدس وإن كانت موجودة في بعض النسخ الأخرى وإلا كيف تسنى لنا معرفة ذلك؟..
والنص من نسخة الإنترنت أكثر وضوحاً من النص السابق هكذا: » وفرَضَ المَلِكُ أحشويروشُ ضَريبةً في مَملكتِهِ على اليابِسَةِ وجزائرِ البحرِ. 2وجميعُ الأعمالِ التي عَمِلَها المَلِكُ بِجبَروتِهِ وقُدْرَتِهِ وكَيفَ رفَعَ مُرْدخايَ إلى أعلى مَقامِ مَكتوبةٌ في كِتابِ أخبارِ الأيّامِ لِمُلوكِ مادي وفارسَ 3وكَيفَ كانَ مُرْدخايُ الثَّانيَ بَعدَ أحشويروشَ وعظيمًا بَينَ اليهودِ ومقبولاً عِندَ مُعظَمِ بَني قَومِهِ، يَطلُبُ الخيرَ لِشعبِهِ ويتكلَّمُ بالسَّلامِ لِجميعِ أبناءِ جنسِهِ. «.
هذا هو المكتوب في الإصحاح العاشر فقط، والسؤال الآن أين باقي الإصحاح؟.وأين باقي الإصحاحات من 11إلى 16 ؟...إنها موجودة في بعض النسخ من الكتاب المقدس.؟.
الأسفار الشعرية
سفر أيوب
387ـ «قال العالِم اليهودي مايمونيدس إن أيوب شخص رمزي، ووافقه على ذلك بعض علماء المسيحيين».
رد الدكتور منيس عبد النور في كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس:
[ للرد نقول: كاتب السفر: لا ندري من هو النبي الذي كتب هذا السفر.
قال البعض إنه أليهو، أو أيوب، أو موسى، أو سليمان، أو إشعياء، أو نبي من عصر الملك منسي، أو حزقيال أو عزرا. وظنَّ لايتفوت أن الآيتين 32 :16 و17 تدلان على أنه أليهو.
وقال لوثر إنه سليمان.
وقال كثيرون إنه موسى. ولكن بما أنه لا توجد أدنى إشارة إلى حادثة من تاريخ بني إسرائيل فلا يكون موسى.
وذهب الأسقف «لورث« و«شولتنس« و«بترس« وغيرهم إلى أنه أيوب، وهو القول الصحيح.. على أن تحديد اسم الكاتب ليس مسألة جوهرية في تقرير قانونية السفر، ولا في أنه وحي من عند الله.].
وهذا الرد كفيل بنسف قدسية الكتاب المقدس.
فقول الدكتور [على أن تحديد اسم الكاتب ليس مسألة جوهرية في تقرير قانونية السفر، ولا في أنه وحي من عند الله.].
يجعلنا مضطرين لتوجيه سؤال بريء وهو: ما هي جوهرية قانونية الأسفار المقدسة ..أليس الوحي وحده أم أن هناك وحي آخر من عند غير الله؟..
يا دكتور نحن حتى الآن استخرجنا 387 تناقض مما يدل على أنه لا وحي ولا غيره ..أنت الذي تقول وليس أنا..مرة أخرى.عيب يا دكتور منيس..عيب.
388ـ «جاء في أيوب 1 :19 أن كل أولاد أيوب ماتوا.
» 19وَإِذَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ جَاءَتْ مِنْ عَبْرِ الْقَفْرِ وَصَدَمَتْ زَوَايَا الْبَيْتِ الأَرْبَعَ، فَسَقَطَ عَلَى الْغِلْمَانِ فَمَاتُوا، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ». «.
لكن يبدو من أيوب 19 :17 أن بعضهم كان حياً لأن أيوب يقول:
» 17نَكْهَتِي مَكْرُوهَةٌ عِنْدَ امْرَأَتِي، وَخَمَمْتُ عِنْدَ أَبْنَاءِ أَحْشَائِي. 18اَلأَوْلاَدُ أَيْضًا قَدْ رَذَلُونِي. إِذَا قُمْتُ يَتَكَلَّمُونَ عَلَيَّ. 19كَرِهَنِي كُلُّ رِجَالِي، وَالَّذِينَ أَحْبَبْتُهُمُ انْقَلَبُوا عَلَيَّ. «.
389ـ ورد في أيوب 7 :9 » 9السَّحَابُ يَضْمَحِلُّ وَيَزُولُ، هكَذَا الَّذِي يَنْزِلُ إِلَى الْهَاوِيَةِ لاَ يَصْعَدُ. 10لاَ يَرْجعُ بَعْدُ إِلَى بَيْتِهِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مَكَانُهُ بَعْدُ. «.
وفي 14 :12 »12وَالإِنْسَانُ يَضْطَجِعُ وَلاَ يَقُومُ. لاَ يَسْتَيْقِظُونَ حَتَّى لاَ تَبْقَى السَّمَاوَاتُ، وَلاَ يَنْتَبِهُونَ مِنْ نَوْمِهِمْ. «.
وفي 14:14 » 14إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟ كُلَّ أَيَّامِ جِهَادِي أَصْبِرُ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ بَدَلِي «.
وهذا إنكار للبعث من الأموات. وهذا يعني أنه لم يكن يؤمن بالبعث والقيامة، وعليه فإن المسيح لم يُقِم موتى، وأن قيامة المسيح من الأموات باطلة.
390ـ جاء في أيوب 26 :7 أن الله يعلّق الأرض على لا شيء،
» 5«اَلأَخْيِلَةُ تَرْتَعِدُ مِنْ تَحْتِ الْمِيَاهِ وَسُكَّانِهَا. 6الْهَاوِيَةُ عُرْيَانَةٌ قُدَّامَهُ، وَالْهَلاَكُ لَيْسَ لَهُ غِطَاءٌ. 7يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ. «.
ولكن مزمور 24 :2 يقول إن الله أسس الأرض على البحار:» 1لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا. 2لأَنَّهُ عَلَى الْبِحَارِ أَسَّسَهَا، وَعَلَى الأَنْهَارِ ثَبَّتَهَا. «.
391ـ ورد في أيوب 42 :17 » 16وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال. 17ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ.«.
وهو ختام النسخة العبرية، ولكن زِيد في الترجمة اليونانية بعد هذه الخاتمة قوله «وسيُبعث ثانية مع الذين يبعثهم الرب».
392ـ يطلقون على سفر المزامير اسم مزامير داود، لكن هناك اَلْمَزْمُورُُ الْخَمْسُونَ و اَلْمَزْمُورُُ الثَّالِثُ وَالسَّبْعُونَ و اَلْمَزْمُورُُ الرَّابعُ وَالسَّبْعُونَ وغيرها هي مَزاميرٌ لآسَافَ و اَلْمَزْمُورُُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ لِسُلَيْمَانَ واَلْمَزْمُورُُ التِّسْعُونَ صَلاَةٌ لِمُوسَى رَجُلِ اللهِ وهناك مزامير لبني قورح وغيرهم. وهذا تخبُّط.
393ـ في مزمور 2: 4 الرب يضحك ويستهزئ ـ تعالى الله عما يقولون ـ أيليق هذا في جناب الرب:
» 4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 5حِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ، وَيَرْجُفُهُمْ بِغَيْظِهِ. 6«أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي». «.
وفي مزمور 10: 1أهكذا تكون مناجاة الرب القدير على لسان داود عليه السلام؟.
» 1يَا رَبُّ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيدًا؟ لِمَاذَا تَخْتَفِي فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟ «.
وفي مزمور 13: 1عتاب داود للرب, أيليق هذا؟.
» 1إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ؟ إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟ 2إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ؟ إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟ «.
394ـ جاء في مزمور 2 :7 » 7إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. 8اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ. 9تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ». «.
وقال علماء بني إسرائيل، كما قال علماء المسيحيين إن هذه الآية نبوَّة عن المسيح، لأن العبرانيين 1 :5 يقول
» 5لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟ 6وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:«وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». «.. وهذا يدل على أن المسيح مخلوق، وليس هو الله.
400ـ سقطت آيةُ مزمور 72 :20 التي تقول: «تمَّت صلوات داود بن يسّى».
» 19وَمُبَارَكٌ اسْمُ مَجْدِهِ إِلَى الدَّهْرِ، وَلِْتَمْتَلِئِ الأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِينَ ثُمَّ آمِينَ. تَمَّتْ صَلَوَاتُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى «.
فإن الذين قالوا إن المزامير وحي لداود أسقطوها، والذين قالوا إنها وحي لداود وغيره ألحقوها بالمزمور.
401ـ كما تحدثت المزامير عن مدينة المسيح المخلص، المدينة المباركة التي فيها بيت الله، والتي تتضاعف فيها الحسنات، فالعمل فيها يعدل الألوف في سواها، وقد سماها باسمها (بكة)، فجاء فيها:[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!] (المزمور 84/4-10).
والمدقق في المقطع التالي من النبوءة: [6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً.].
يجد أن النص في الترجمة الإنجليزية هكذا:
"through the valley of Ba'ca make it a well"
فذكر أن اسمها بكة، وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف .
وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶק הַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة، وهذا النص بالذات أحرج الكنيسة فغيرته وبدلت كلمة وادِي الْبُكَاءِ والتي هي محرفة أصلاً إلى كلمة (7يعبُرونَ في وادي الجفافِ، ).
وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام.يقول سبحانه وتعالى:
[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ] آل عمران: 96
402ـ ورد في مزمور 78 :65 و66 » 65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ. 66فَضَرَبَ أَعْدَاءَهُ إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَهُمْ عَارًا أَبَدِيًّا.«.
وهذه صفات يجب ألاَّ تُنسب لله سبحانه وتعالى أبدأ أبداً.
403ـ قول داود في المزمور الثاني والسبعين هو صفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في التوراة:
اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ :» 1اَلَّلهُمَّ، أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ، وَبِرَّكَ لابْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ، وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَمًا لِلشَّعْبِ، وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ، وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشَوْنَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ، وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ، وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ، وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ.
9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً. 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ. 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ، وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ، وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ، وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِمًا. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا، وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ «.
وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله « وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ» .
(ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صلى الله عليه وسلم ).
وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة 128:
[ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ]
وهذا هو عين الموجود بالنبوءة :
» كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. «.
ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).وهو ما يؤيده قوله تعالى في سورة الأعراف/158:
هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح آية 29:
[ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً].
وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود: »7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. « .
ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
أما قوله: »9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. «.
فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب آية 27 :
[ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً]. وفي سورة الفتح/19 :
404ـ جاء في مزمور 89 :39 » 38لكِنَّكَ رَفَضْتَ وَرَذَلْتَ غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ. 39نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ. «.
فهل يُخلِف الله وعده؟!.
و أيليق في حق الله جلَّ علاه أن يقال في شأنه نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ.
405ـ جاء في مزمور 102 :24 ترنيمة داود» 24أَقُولُ: «يَا إِلهِي، لاَ تَقْبِضْنِي فِي نِصْفِ أَيَّامِي. إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ. «.وهذا يُظهر أن عمر الإنسان محدَّد من الله، وأن داود علم متى سيقبض عمره وابتهل إلى بهذا الدعاء
ولكن جاء في2أفسس 6 :2 و3 » 2«أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ»، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، 3«لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ». «.
مما يُظهر أن العمر غير محدود.
406ـ من المقصود بالقول الوارد في مزمور 118 :22
» 20هذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ. 21أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصًا. 22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. «.
هذه النبوءة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الصِّدِّيقُونَ الذين سيَدْخُلُونَ في دين الله أفواجا:
أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:
[ حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا بُنْيَانًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِلَّا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ فَكُنْتُ أَنَا هَذِهِ اللَّبِنَةَ ]. (رواه البخاري ح3535، ومسلم ح2286 ومسند أحمد 7173).
إنه الحجر الذي تمت به النبوات.
والحديث السابق يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجر الزاوية أو اللبنة الأساسية التي لا يكتمل البناء ولا يتم حسنه وجماله إلا بها..
ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية ؟
مزامير داود عن الآتي باسم الرب (المزمور 118/21-25):
»20هذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ. 21أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصًا. 22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. 23مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا.24هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. 25آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! 26مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ. 27الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا. أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ. 28إِلهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ، إِلهِي فَأَرْفَعُكَ. 29احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. «...
كما ورد في إنجيل متى الإصحاح 21 الفقرة 42، 43
» 42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!43 لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ«.
فمن هو الشعب الذي سيجعله الله يثمر إنه نسل إسماعيل عليه السلام أليس هذا هو الوارد في سفر التكوين قال الله تعالى في سفر التكوين 17: 20 مخاطبا إبراهيم صلى الله عليه وسلم:
»20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. «. ذلك قوله :
والنص يوضح إخبار المسيح عليه السلام لليهود باستبدال الله لهم بأمة أخرى تحل محلهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته»43 لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. «. ويخبرهم المسيح عليه السلام أيضا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية »22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ \لْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ألزَّاوِيَةِ. «.
ولا يمكن حمل هذا الكلام على المسيح وأمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح عليه السلام يقول: » هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ«.، مما يدل على أنه يتكلم عن شخص آخر غيره.
فمن هو المقصود إذن بحجر الزاوية غير محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عن نفسه: (فَكُنْتُ أَنَا هَذِهِ اللَّبِنَةَ)؟!
وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟!! .
407ـ المزمور 137هذا المزمور يعرف عند بني صهيون بأنه نشيد المنفى حيث يتحدث عما حصل لبني إسرائيل بعد سبيهم لبابل على يد نبوخذنصر عام 537ق. م وفيه يمني من يدمر العراق بالجزاء الأوفى، فكيف ينسب إلى نبي الله داود؟:
408ـ المزمور 151: مكانه بعد مزمور 150 لداود النبي والملك
هذا المزمور غير موجود في الطبعة المنتشرة بيننا للكتاب المقدس، ولكنه مُدرَج في كتب الكنيسة. وقد كتبه داود النبي عن نفسه عندما كان يحارب جليات (جلياط) الفلسطيني، ومن الناحية الرمزية تنبأ به داوود عمّا سيحدث مع المسيح الذي يرمز إليه داود، وأنه سيسحق الشيطان كما قتل داود جليات.
إن نسل المرأة سيسحق رأس الحية، من أجل ذلك رتب الكنيسة الأرثوذكسية المرشدة والمتنفسة بالروح القدس قراءة هذا المزمور في ليلة سبت الفرح، كإشارة قوية إلى انتصار المسيح (ابن داود) على الشيطان.
هذا المزمور يحكي قصة داود عندما كان حدثاً صغيراً يعمل في رعي الأغنام وكيف انتصر على جليات الجبار وبدون سلاح وبذلك أعلن عن قوة الله اللانهائية بشرط التسليم الكامل لها وعدم إخضاعها للموازين البشرية.
عيد نياحة داود النبي يكون أول يناير من كل عام (23 كيهك 1705ش).
اَلْمَزْمُورُُ الْمِئَةُ وَالحادي وَالْخَمْسُونَ1- أنا صغيرا كنت في إخوتي، وحدثا في بيت أبي، كنت راعيا غنم أبي.
2- يداي صنعتا الأرغن، وأصابعي الفت المزمار. هلليلويا
3- من هو الذي يخبر سيدي، هو الرب الذي يستجيب للذين يصرخون إليه.
4- هو أرسل ملاكه، وحملني (وأخذني) من غنم أبي ومسحني بدهن مسحته. هلليلويا
5- إخوتي حسان وهم اكبر مني والرب لم يسر بهم.
6- خرجت للقاء الفلسطيني فلعنني بأوثانه.
7- و لكن أنا سللت سيفه الذي كان بيده، وقطعت
سفر الأَمْثَالٌ
409ـ جاء في الأمثال 8 :22-24:
» 22«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ. 23مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. «. وقال علماء بني إسرائيل إن هذه الآيات نبوَّة عن المسيح، وهي تبرهن أن المسيح مخلوق.
411ـ الإصحاحات 22-24 من سفر الأمثال مقتبسة من كتاب «حكمة أمينيموب المصري» الذي اكتُشف عام 1888، ولا يمكن أن تكون من كتابة سليمان.
412ـ هناك تناقض بين ما جاء في أمثال 26 :4 »4لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ. «.
وبين ما جاء في الآية التالية لها: » 5جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ. «.
سفر اَلْجَامِعَةِ
413ـ «اختلفوا في الشخص الذي كتب سفر الجامعة، وقالوا إنه لسليمان، لأنه يقول في أول السفر:
جامعة 1 :12 » 12أَنَا الْجَامِعَةُ كُنْتُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ. 13وَوَجَّهْتُ قَلْبِي لِلسُّؤَالِ وَالتَّفْتِيشِ بِالْحِكْمَةِ عَنْ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ. هُوَ عَنَاءٌ رَدِيءٌ جَعَلَهَا اللهُ لِبَنِي الْبَشَرِ لِيَعْنُوا فِيهِ.« .
وفي الجامعة 1 :16 » 16أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلاً: «هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ». « .
وقالوا إنه ليس لسليمان بل هو مواطن عادي لأنه يقول في 4 :13
» 13وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحَكِيمٌ خَيْرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيْخٍ جَاهِل، الَّذِي لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُحَذَّرَ بَعْدُ. 14لأَنَّهُ مِنَ السِّجْنِ خَرَجَ إِلَى الْمُلْكِ، وَالْمَوْلُودُ مَلِكًا قَدْ يَفْتَقِرُ. 15رَأَيْتُ كُلَّ الأَحْيَاءِ السَّائِرِينَ تَحْتَ الشَّمْسِ مَعَ الْوَلَدِ الثَّانِي الَّذِي يَقُومُ عِوَضًا عَنْهُ.« .
414ـ لو كان سفر الجامعة وحياً إلهياً لكان العهد الجديد اقتبس منه.
ويرد الدكتور منيس عبد النور على هذه النقطة بقوله،وللرد نقول:
(اقتبس كُتّاب الإنجيل من العديد من كتب العهد القديم، ولكنهم لم يقتبسوا من بعض الأسفار مثل راعوث وسفري الأخبار وأستير ونشيد الإنشاد والجامعة. ولكن اليهود والمسيحيين يعتبرون هذه أسفار موحى بها من الله.)اﻫ.
وهذا الرد ينسف الاعتقاد بإلهامية الكتاب المقدس.
415ـ جاء في جامعة 1 :18 » 18لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا.« .
ولكن أمثال 3 :13 يقول : » 13طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ، 14لأَنَّ تِجَارَتَهَا خَيْرٌ مِنْ تِجَارَةِ الْفِضَّةِ، وَرِبْحَهَا خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ.« .
417ـ كيف يكون سفر نشيد الإنشاد بين أسفار التوراة وهو يحوي كل هذه الأمور الجنسية والحسيَّة. .
418 ـ ما المقصود بكلمة مُشْتَهَيَاتٌ الواردة في نشيد 5 :16» 16حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هذَا حَبِيبِي، وَهذَا خَلِيلِي، يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.« .
هل هو مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ كما جاء في حجي 2 :7 » 7وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. « .أي محمد صلى الله عليه وسلم؟.
419ـ جاء في النشيد 6 :8 أن عدد نساء سليمان مئة وأربعين بخلاف العذارى فكن بلا عدد:
» 8هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ عَدَدٍ. 9وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي. الْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا هِيَ. عَقِيلَةُ وَالِدَتِهَا هِيَ. رَأَتْهَا الْبَنَاتُ فَطَوَّبْنَهَا. الْمَلِكَاتُ وَالسَّرَارِيُّ فَمَدَحْنَهَا.« .
وهذا يناقض ما جاء في 1ملوك 11 :3
» 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. « .
420ـ اقرأ هذا المقطع من 7: 1ـ 9 فقط فلقد سبق وأن تناولناه بشيء من التفصيل ولا بأس من ذكره بشيء من الإضافات الضرورية هكذا:
الإصحَاحُ السَّابعُ
» 1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ!
دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ.
2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ.
بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ.
3ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ، تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ.
4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ.
عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ.
أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ.
5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ.
6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ!
7قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ.
8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ،
وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ،
9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. « .
هل هذا كلام مقدس يتعبد به؟.
ويرد الدكتور منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر عن هذه النقطة في كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس بقوله:
وللرد نقول: منذ القديم كان سفر نشيد الإنشاد ضمن الأسفار القانونية في التوراة. وبعد قرون من قبوله كسفر قانوني، وفي القرن الأول الميلادي، شكَّكت مدرسة الرباي شمّاي في قانونيته، فقال الرباي عقيبة بن يوسف (50-132م): « لم يجادل أحدٌ في قانونية سفر النشيد.. إن كل العصور لا تستحق اليوم الذي فيه أُعطي سفر النشيد لبني إسرائيل، فكل الوحي مقدس، ونشيد الإنشاد هو قدس الأقداس».)ا.ﻫ. وهذا الرد ينسف قدسية الكتاب المقدس.
ومع ذلك في كتاب نشيد الأناشيد الذي ينسب لسليمان بن داوود عليهما السلام، نلاحظ في الجزء الخامس تم دس نبوءة مغلفة على عادة اليهود بحيث يبدو السفر وكأنه يصف رجلاً يقول اليهود أنه سليمان بينما يقول النصارى أنه المسيح، و المتكلم مجهول لكنه يبدو لنا أنه أنثى، و يرجح اليهود أن المتكلم هو زوجة سليمان المسماة شولميث و أنها تصف سليمان نفسه.
اقرأ معي النص:» 10حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ. 11رَأْسُهُ ذَهَبٌ إِبْرِيزٌ. قُصَصُهُ مُسْتَرْسِلَةٌ حَالِكَةٌ كَالْغُرَابِ. 12عَيْنَاهُ كَالْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ، مَغْسُولَتَانِ بِاللَّبَنِ، جَالِسَتَانِ فِي وَقْبَيْهِمَا. 13خَدَّاهُ كَخَمِيلَةِ الطِّيبِ وَأَتْلاَمِ رَيَاحِينَ ذَكِيَّةٍ. شَفَتَاهُ سُوْسَنٌ تَقْطُرَانِ مُرًّا مَائِعًا. 14يَدَاهُ حَلْقَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، مُرَصَّعَتَانِ بِالزَّبَرْجَدِ. بَطْنُهُ عَاجٌ أَبْيَضُ مُغَلَّفٌ بِالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ. 15سَاقَاهُ عَمُودَا رُخَامٍ، مُؤَسَّسَتَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنْ إِبْرِيزٍ. طَلْعَتُهُ كَلُبْنَانَ. فَتًى كَالأَرْزِ. 16حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هذَا حَبِيبِي، وَهذَا خَلِيلِي، يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.« .
على أن النصارى لديهم أدلة قوية على أن الخطاب هو للمسيح عيسى بن مريم.
فإن كان هذا صحيحاً فإننا أمام نبوءة برسول جديد لم يلد بعد.
فطالما أن الجزء الخامس من كتاب نشيد الأناشيد يتحدث عن نبي يخرج في المستقبل فهو بلا شك يتحدث عن محمد عليه أتم الصلاة و التسليم.
جاء اسمه صريحاً في نشيد الإنشاد الإصحاح 5 :16
[ 16حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا حَبِيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.].
والترجمة الإنجليزية للنص كالآتي:
16 His mouth is most sweet: yea, he is altogether lovely. This is my beloved, and this is my friend, O daughters of Jerusalem.
في حين أن المعنى العبري الأصلي لكلمة مشهيات هو " محمد"
وهذا نص الجملة بالعبرية :-
"Hikow mamtaqiym wkulow mahamadem zeh dowdiy wzeh ree`iy bnowt yruushaalaaim."
لاحظوا " mahamadem محمديم " ؟؟؟.
راجع: See Kohelenberger Interlinear Hebrew-English Old Testament.
إن المقطع رقم 16 يحتوي على الكلمة العبرية مَحَمَد " מחמד فهل هي مصادفة أن يكون اسم الشخص الذي تنبأ عنه النص كاسم النبي العربي صلى الله عليه وسلم ؟.
كما أن كلمة " مشتهيات " في اللغة العبرية " מחמדמ محمدم ـ mahmadem.
ونستطيع أن نجزم أنه قد تم زيادة حرف الميم العبري " מ "إلي أصل الكلمة מחמדلتصبح מחמדמ محمدم ـ mahmadem
وأنَّ الكلمة العبرية هنا هي " מחמד ـ محمد ". فهل هي مصادفة أن يكون اسم الشخص الذي تنبّأ عنه السفر كاسم النبي العربي؟. إن الكلمة العبرية ( مَحْمَد ) מחמד تتألّف من الحروف العبرية الأربعة:
( ميمמ– حيتח – ميم מ– دالت ד).
وهي نفس الأحرف العربية ( ميم – حاء – ميم – دال ).
إن الفرق بين كلمة " مَحَمَد " [ mahmad מחמד ] وكلمة " مُحّمَّد " [ Muhammad מחמד ] لم يكن موجودًا في العبرية القديمة، و إضافة التشكيل للغة العبرية و بالتالي للإسرائيليات إنما تم في القرن الثامن الميلادي، فمن المحتمل أن يكون الحاخام الذي قام بتشكيل نشيد الأناشيد قد أخطأ في هذه الكلمة.
وكلمة مُحّمَّد في العربية والعبرية لها معني واحد هو صيغة التفضيل من الرجل المحمود. أمّا كلمة مَحَمَد فإنَّ لها حسب قاموس " بن يهوذا " أربعة معاني هي:
( المحبوب – المُشتهي – النفيس - المُحّمَّد )، وبالطبع فإنَّ المترجمين للكتاب المقدّس يميلون لاختيار أوّل ثلاث كلمات لإبعاد القارئ المسيحي عن الكلمة الحقيقية.
و إذا أردنا أن نكون واقعيين أكثر فإن هذا اليهودي قد غير التشكيل من مُحُمَّد إلى مَحَمَد ليمعن في إبعاد النصارى عن الإسلام الذي كان قد انتشر قبل قرن من إضافة التشكيل للإسرائيليات.
إن أي رجل يؤمن بأن العهد القديم هو وحي من عند الله فعليه أن يؤمن بأن الجزء الخامس من نشيد الأناشيد كان يتحدث عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم و أن اليهود يعرفون ذلك حتى اليوم لكنهم يخفونه عن الناس.
يقول الله القدوس عن هؤلاء في سورة البقرة:
[ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ {146} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {147}].
عموما هذا التحليل قال به المهتدون من علماء اليهود وليس من كلامي فأنا متحفظ عليه ولي رأيي.
423ـ ما هو معنى »عذراء« الوارد في نبؤة إشعياء 7 :14
»14وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».«.
علماء المسيحية يقولون أن هذه النبؤة مصداق ما قيل في متى 1 :20 و23 عن ميلاد السيد المسيح عليه السلام:
» 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.« .
والمراد بالنبي عند علمائهم هنا هو إشعياء.
والمتأمل في القصة التي جاءت في سفر إشعياء 7 / 1ـ 25 تأبى أن تكون مصداق هذا القول على عيسى عليه السلام لأنها هكذا:
1ـ أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ ،و فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ جاءا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا ، فخاف خوفا شديداً من اتفاقهما فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِه ، فأوحى الله إلى إشعياء أن تقول لتسلية آحاز: لا تخف، فإنهما لا يقدران عليك، وستزول سلطنتهما، وبين له علامة خراب ملكهما وهي أن امرأة شابة تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ وتصير أرض هذين الملكين خربة قبل أن يميز هذا الابن الخير عن الشر.
2ـ وقد ثبت أن زالت سلطنة رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ (سورية) سنة 730 ق.م عندما جاء تجلات فلاسر الثاني ملك أشور لمساعدة آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا فاقتحم بلاد سورية واحتل دمشق وقتل رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ.
وأما فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فقتله هوشع بن أيلة سنة 730 ق.م وجلس مكانه على العرش وحكم لمدة 9 سنوات، وكان هوشع هو آخر ملوك إسرائيل حيث دمر الأشوريون مملكة إسرائيل سنة 722 ق.م بقيادة شلمناصر وخليفته سرجون الثاني، وعلى هذا الأساس لابد وأن يتولد هذا الابن (عِمَّانُوئِيلَ ) ـ أي المسيح عليه السلام ـ قبل هذه المدة وتخرب الأرض قبل تمييزه.
ولكن عيسى عليه السلام توّلد بعد 721 سنة من خرابها.
فكأن نبوءة إشعياء كانت سنة 743 ق.م ( 722 + 21 ) وكان فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يحكم بالاشتراك مع آخرين لمدة 16 سنة وكان له سلطة كبيرة في المملكة ثم انفرد بالحكم سنة 743 ق.م .
3ـ وقد اختلف أهل الكتاب في مصداق ذلك الخبر فاختار البعض أن إشعياء عليه السلام يريد بالعذراء زوجته ويقول: إنها ستحبل وتلد ابنا وتصير أرض الملكين اللذين تخاف منهما خربة قبل أن يميز هذا الابن الخير عن الشر.
لذلك فإننا نجد أن اليهود قد أدركوا أن السيد المسيح عليه السلام ليس هو المسيح المنتظر مستدلين بمعرفتهم بأصل المسيح عيسى ونسبه وقومه، بينما المنتظر القادم غريب لا يعرفه اليهود لأنه من بيت لاوي وليس من بيت داوود.
424ـ «جاء في إشعياء 21 :7
» 7فَرَأَى رُكَّاباً أَزْوَاجَ فُرْسَانٍ. رُكَّابَ حَمِيرٍ. رُكَّابَ جِمَالٍ. فَأَصْغَى إِصْغَاءً شَدِيداً «.
وعبارة » رُكَّابَ حَمِيرٍ « نبوَّة عن المسيح الذي دخل أورشليم راكباً حماراً، وعبارة » رُكَّابَ جِمَالٍ « نبوَّة عن غيره ممن كانوا يركبون الجمال، إنها تعني بلا شك نبوة القادم من بلاد العرب الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة أنه ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
425ـ وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ
جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ:»13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ، وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ». «.
تفيد هذه البشارة أن الله أوحى إلى أشعيا : « لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ»، بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : « وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ » وأن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها« قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ »، وددان قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .
ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ بأن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ، ومجيء الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تَيْمَاءَ بمناصرته :
[هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ ] وأرض تَيْمَاءَ منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.
ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى عليه السلام عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم ابنا لملك العماليق فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء ثم انتقل معظمهم إلى يثرب.
فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص.
لابد أن تكون تلك التيماء إذن ذات أمر عظيم !!
وكان تاريخ مخاطبة إشعياء لأهل تيماء في هذا الإصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد. ويفيد الوحي إلى إشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون:
[فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة ، مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة :
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتنطبق هذه البشارة على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام الانطباق ، فقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب ، وفي الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة. وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني قيدار قريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته ، فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول مهاجراً هارباً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة : [فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم عاقب الله قريشاً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم :
[16فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله :
[لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل ، وقد انتهى عصر الحرب بالسيف والنبل .
• فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟!
• وهل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
• وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ؟!.
إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل إشعياء، وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص أهل الكتاب على التحريف والتبديل .
426ـ مَن هو المقصود في إشعياء 29 :12 بالقول » أَوْ يُدفّع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة، ويُقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة؟«.
لا تعليق سوى أنه محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وإليك هذا التحقيق:
مع جبريل عليه السلام
إن اعتكاف الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار والطريقة التي أُنْزِلَ إليه بها القران, وكون الرسول أميا لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، إنما هي انجاز في سفر إشعياء (29 : 12) هذا نصها:
»12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ» أي" مَا أَنَا بِقَارِئٍ ".«.
ومن لا يعرف الكتابة فهو لا يعرف القراءة، و أليس هذا هو عين ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في البدايات الأولى للوحي حينما نزل عليه جبريل عليه السلام وهو يتحنث في غار حراء فقال له:
«اقْرَأْ هَذَا».
ومن ألزم ما يجب أن تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي, أي حينما كان محمد صلى الله عليه وسلم حيا، فضلا على ذلك فانه أمي .
يقول القران الكريم عنه في سورة الأعراف: 157ـ 158:
النص في جميع الترجمات العالمية: بمعنى : «لا أعرف القراءة » فيما سوى الترجمة العربية، ولا يخفى أنه أريد من تحريف الترجمة العربية، وتحويل العبارة من «لا أعرف القراءة » إلى « لا أعرف الكتابة» نوع من التحريف أريد منه صرف القارئ العربي عن تحقق القصة بألفاظها في غار حراء .
وفي النص العبراني: ( וְנִתַּן הַסֵּפֶר, עַל אֲשֶׁר לֹא-יָדַע סֵפֶר לֵאמֹר--קְרָא נָא-זֶה; וְאָמַר, לֹא יָדַעְתִּי סֵפֶר ).
ولفظة: (קְרָא) العبرانية والتي تلفظ (كرا) تعني القراءة، لا الكتابة.
وقوله: » 12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».«. يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح البخاري (4) عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:
» حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ :أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ (קְרָא ) قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ :
[اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ] العلق:1-5
427ـ مفاجأة !!!.. الإصحاح السابع والثلاثون من سفر النبي إشعياء مفقود :
لقد وقع ناسخ الكتاب المقدس في حيرة من أمره عندما لم يجد السفر رقم 37 وما بعده من أسفار النبي إشعياء فماذا عساه أن يفعل ؟ لقد أسعفه ذكاؤه بأن ينقل الإصحاح التاسع عشر من سفر الملوك الثاني كلمة كلمة وحرفاً حرفاً وحتى الفاصلة أثبتها ، لقد فعل ذلك وهو يعرف تماماً أن أحداً لن يكشف أمره أو لعله لم يكلف نفسه عناء البحث عن ذلك السفر المفقود و ظن أن أمره لن يكشفه أحداً إذ أن عدد الأسفار بين سفري الملوك الثاني و إشعياء هي عشرة أسفار فمن الذي يقرأ ومن الذي يتابع هذا على أقل تقدير ظنه هو، والغريب أن هذا التزوير المتعمد موجود في كل طبعات الكتاب المقدس وكافة التراجم خصوصاً بعد التنقيح فهل الوحي المقدس أوحى بهذا ؟.
وإليك صورة فوتوغرافية للنصين حتى لا يدعي أحد علينا بالتحريف..
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
428ـ جاء في إشعياء 40 :18
» 18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللهَ، وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟ 19اَلصَّنَمُ يَسْبِكُهُ الصَّانِعُ، وَالصَّائِغُ يُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ وَيَصُوغُ سَلاَسِلَ فِضَّةٍ. «.
» فبمن تشبِّهون الله، وأيَّ شيءٍ تُعادلون به؟« .
بينما يتحدث مزمور 44 :3 عن يمين الله وذراعه ونور وجهه، كما جاء ذلك في أماكن كثيرة أخرى. »3لأَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفِهِمُِ امْتَلَكُوا الأَرْضَ، وَلاَ ذِرَاعُهُمْ خَلَّصَتْهُمْ، لكِنْ يَمِينُكَ وَذِرَاعُكَ وَنُورُ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ. «.
429ـ ورد في إشعياء 42/1-21 قوله:
» هُوَ ذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي «.
فمن هو المقصود بهذه النبوءة؟.
إن المدقق في لفظ عَبْدِي هكذا مجرداً لابد وأن ينصرف الذهن إلى شخص واحد محدد هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه من المألوف عند وصف أي نبي من الأنبياء بصفة العبودية لابد وأن يذكر اسمه بعدها إلا محمد عليه الصلاة والسلام:
يقول سبحانه وتعالى في سورة ص/17: [ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ]
ويقول سبحانه وتعالى في ص/ 41: [ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ]
ويقول سبحانه وتعالى في مريم /2: [ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ]
وهكذا في سائر القرآن الكريم إلا الحديث عن النبي الخاتم:
8ـ [ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ] (الحديد : 9 )
فلماذا يذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدون ذكر اسمه؟ السبب ببساطة شديدة لأنه:
ختام النبوءات
[ هُوَ ذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي ].
هذا النص نبوءة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فمن المعروف أنه كان عبداً لله ووصف بأن الله تعالى وضع عليه من روحه الذي هو روح الله جبريل عليه السلام وأنه أخرج الحق للأمم فأبطل كل شرك بالله عز وجلّ وأخرج للناس العقيدة الصحيحة.
وإذا أردت أن تتأكد من كلامي فإليك نص النبوءة كاملاً ولك أنت الحُكم على ما ستقرأ في إشعياء 42/1-21.
الإصْحَاحُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ
1«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
5هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا: 6«أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ، 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.
8«أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ. 9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ، وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا».
10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.
14«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!
18«أَيُّهَا الصُّمُّ اسْمَعُوا. أَيُّهَا الْعُمْيُ انْظُرُوا لِتُبْصِرُوا. 19مَنْ هُوَ أَعْمَى إِلاَّ عَبْدِي، وَأَصَمُّ كَرَسُولِي الَّذِي أُرْسِلُهُ؟ مَنْ هُوَ أَعْمَى كَالْكَامِلِ، وَأَعْمَى كَعَبْدِ الرَّبِّ؟ 20نَاظِرٌ كَثِيرًا وَلاَ تُلاَحِظُ. مَفْتُوحُ الأُذُنَيْنِ وَلاَ يَسْمَعُ». 21الرَّبُّ قَدْ سُرَّ مِنْ أَجْلِ بِرِّهِ. يُعَظِّمُ الشَّرِيعَةَ وَيُكْرِمُهَا. 22وَلكِنَّهُ شَعْبٌ مَنْهُوبٌ وَمَسْلُوبٌ. قَدِ اصْطِيدَ فِي الْحُفَرِ كُلُّهُ، وَفِي بُيُوتِ الْحُبُوسِ اخْتَبَأُوا. صَارُوا نَهْبًا وَلاَ مُنْقِذَ، وَسَلَبًا وَلَيْسَ مَنْ يَقُولُ: «رُدَّ!».
التعليق على النص السابق:مَن غير الرسول صلى الله عليه وسلم من الأنبياء لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وله شريعة جديدة أكرمها فوضع الحق في الأرض ونشر الشريعة في كل البلاد ما في الفقرة 42/1 ؟,, مَن غيره ؟؟ إن الله عز وجل أمرنا أن نجاهد لنشر دين الحق ونشر الشريعة فإما النصر أو الشهادة , وإن يسوع قال ما أرسلت إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالةمتى15/24:
والنص هنا يقول:[ 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. ] والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أُرسل إلى الناس كافة وهذا مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى في سورة سبأ /28:[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] .
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء/ 107:[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ] .
وقوله: [ وَنُوراً لِلأُمَمِ ] فقد قال الله عز وجلّ في كتابه الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الأحزاب/ 47 [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ] .
أما قوله في إشعياء أنه يفتح عيون العُمي ويخرج من الحبس المأسورين ويصفهم بأنهم جالسين في الظلمة والله عز وجلّ يقول في القرآن مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور فيقول سبحانه وتعالى في أول سورة إبراهيم 1:[ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ]
ويقول عز وجلّ في سورة الطلاق/11 :
[ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً].
وقال عز وجلّ في سورة الأنعام/ 39 ،واصفاً الذين ضلوا من الناس وتاهوا عن شريعة رب العالمين بأنهم في الظلمات [ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] .
فهذا بلا جدال وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يوجد عاقل ينكر أن هذه كانت من صفاته.
كما أن يسوع لم يأت لعبدة الأصنام ولكنه جاء لليهود والرسول صلى الله عليه وسلم أول ما خاطب خاطب الكفار عبدة الأصنام وإشعيا يقول:
[ 8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.] أي الأصنام المنحوتة من الحجر كما يقول تفسير الكتاب المقدس.
ويقول واصفاً إياه:
[9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا.] .
والرسول صلى الله عليه وسلم هو من أخبر عن أنباء الأمم الأولى وأخبر عن نفاذ سنة الله عز وجلّ في الكون فحكى عن عاد وثمود وعن قوم نوح ولوط وهود وصالح ويونس وعن قوم إبراهيم وعن قوم فرعون وهو من نبأ عما سيأتي من الأمور فتحققت نبوءاته وما زالت تتحقق.
وإشعيا يطالب بتسبيح الرب تسبيحاً جديدا:
[10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا.] وهذا مالا ينطبق إلا على أمة الإسلام فنحن أكثر أهل الأرض تسبيحاً لله ولم تسبقنا أمة في أن يكون التسبيح لله فرضاً عليها كل يوم أكثر من مائة مرة في الصلوات الخمس وهذا في الفرائض فقط من الصلوات ويليها تسبيح الله عز وجلّ أكثر من ثلاثة وثلاثين مرة بعد كل صلاة هذا فقط في الفرائض ولم أقل في السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا تسبيح جديد لم تسبقنا به أمة من الأمم.
ويأمرنا الله عز وجلّ ويأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن بالتسبيح فيقول سبحانه في الطور/48:
[ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ] .
ويقول سبحانه وتعالى في سورة طه/130:
[فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى]
ويقول عز وجل في سورة الحجر/ 98: [ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ]
ويقول سبحانه وتعالى في سورة الفرقان/ 58:
[ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً ].
وهناك العشرات من الآيات في القرآن تأمرنا بالتسبيح فظهر يقيناً أنه لا أمة أمرت بالتسبيح كما أمرنا نحن ولم يفرض على أمة تسبيحاً جديداً غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
وأما الهتاف من فوق رؤوس الجبال فلا أمة تهتف غيرنا من فوق رؤوس الجبال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك فهذا هو هتافنا في كل حج وعمرة.
[11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. ].
والمدقق في قوله: [11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ ] .
فهذا مما لا يدع أي مجالاً للشك بعد الآن أن المقصود بتلك النبوءة هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته وذلك أن رجال بني قِيدَار هم ربيعة ومضر أبناء عدنان وهما جميعا من ولد قِيدَار بن إسماعيل والعرب كلهم من بني عدنان وبني قحطان فعدنان أبو ربيعة ومضر وأنمار من ولد إسماعيل باتفاق الناس وأما قحطان فقيل هم من ولد إسماعيل وقيل هم من ولد هود ومضر ولد إلياس بن مضر وقريش هم من ولد إلياس بن مضر وهوازن مثل عقيل وكلاب وسعد بن بكر وبنو نمير وثقيف وغيرهم هم من ولد إلياس بن مضر .
وهؤلاء انتشروا في الأرض فاستولوا على أرض الشام والجزيرة ومصر والعراق وغيرها حتى إنهم لما سكنوا الجزيرة بين الفرات ودجلة سكنت مضر في حران وما قرب منها فسميت ديار مضر وسكنت ربيعة في الموصل وما قرب منها فسميت ديار ربيعة .
فهذا تصريح بأن هذه النبوءة لا تنطبق على أي أمة غير الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته بلا منازع فكيف يقولون أنها عن يسوع ؟؟.
أما عن قول إشعياء:
[13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.]. فهذا تصريح آخر بأنه عن أمة محمد الأمة التي جاهدت وحاربت لتعلي كلمة لا إله إلا الله وتعلوا شريعة الله عز وجلّ فوق كل شريعة للباطل ولا أعتقد أن النصارى يخالفوني في هذا الأمر وأعتقد أن يسوع لم يحارب ولم يخرج بالرب كرجل حروب ينهض غيرته ولم يقوى على أعدائه فالنصارى يسموننا أمة الحرب والجهاد فهي بعيدة كل البعد عن يسوع الذي مات مصلوباً مقهوراً مغلوباً على أمره وسيق كشاة إلى الذبح لم يفتح فاه كما يقول كتابهم.
إنما الأهم في تلك النبؤة هو قول إشعياء: [21الرَّبُّ قَدْ سُرَّ مِنْ أَجْلِ بِرِّهِ. يُعَظِّمُ الشَّرِيعَةَ وَيُكْرِمُهَا] من المعروف عن النصارى أنه ليس عندهم شريعة وقد تركوا شريعة موسى واعتبروها موتاً للجسد وبولس وصفها بأنها أرواح مضلة وتعاليم شيطانية خرافات عجائزية دنسة أنظر رسالة بولس إلى أهل تيماثاوس الأولى ( 4/1-7 ) .
ولم تعظم الشريعة أمة بعد أمة موسى غير أمة الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم وباتفاق النصارى فهم لا يتبعون شريعة موسى شريعة اليهود إنما اعتبروا موت يسوع هو خلاصاً لهم من لعنة الناموس والشريعة فمَن مِن الناس يقول أن هذه النبوءة عن يسوع وليست عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فليأت بدليل إن كان من الصادقين .
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
432ـ هل الرب يُضِل؟ . ورد في إشعياء 63 : 17
» 17لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ، أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ. «
433 ـ جاء في إشعياء 64: 5 »5تُلاَقِي الْفَرِحَ الصَّانِعَ الْبِرَّ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَكَ فِي طُرُقِكَ. هَا أَنْتَ سَخِطْتَ إِذْ أَخْطَأْنَا. هِيَ إِلَى الأَبَدِ فَنَخْلُصُ.«.
وقال آدم كلارك إن معنى هذه الآية غير واضح، فلابد أن يكون قد حصل فيها تحريف من نقل الناسخ.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
المفضلات