10- هل لأنك ترى إجراءات إشهار إسلامك معقدة وأن أنظمة الدولة والكنيسة سيضطهدانك ؟
يا ضيفنا الفاضل يجب أن تعلم عددا من النقاط الهامة :
1- إن من محاسن دين الإسلام أنّ العلاقة فيه بين العبد والربّ ليس فيها وسائط، ومن محاسنه أنّ الدخول فيه لا يحتاج إلى إجراءات ومعاملات بشرية، ولا موافقة أشخاص معيّنين، بل إنّ الدّخول فيه سهل ميسّر، يمكن أن يفعله أي إنسان ولو كان وحده في صحراء أو غرفة مغلقة، فالقضية كلّها هي نطق بجملتين، تحويان معنى الإسلام كلّه، وتتضمنان الإقرار بعبودية الإنسان لربّه، واستسلامه له، واعترافه بأنّه إلهه ومولاه والحاكم فيه بما يشاء، وأنّ محمدا عبد الله ونبيه الذي يجب اتّباعه بما أوحي إليه من ربّه، وأنّ طاعته من طاعة الله عزّ وجلّ، ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدا رسول الله))، فمن نطق بهاتين الشهادتين موقنا بهما ومؤمنا، صار مسلما وفردا من أفراد المسلمين، له ما للمسلمين من الحقوق، وعليه ما على المسلمين من الواجبات، ويبدأ بعدها مباشرة بأداء ما أوجبه الله عليه من التكاليف الشّرعية، كأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، والصيام في شهر رمضان، وغير ذلك
2- إذا دخل الشخص في الإسلام عن اعتقاد ويقين، ونطق بالشهادتين، فإنه يكون مسلما، له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، حتى ولو لم يسجّل إسلامه رسميا، ولو لم يراجع محكمة أو مركزا إسلاميا ليأخذ وثيقة بذلك، ولم يُشهر إسلامه أمام الملأ
3- لا يجب على من أراد أن ينطق بالشهادتين أن يحضره شهود، بل ينطق بهما بلسانه، ويكفيه هذا للدخول في الإسلام، فلا يشترط حتى يكون المرء مسلماً أن يعلن إسلامه بين يدي أحدٍ من الناس، فالإسلام أمر بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، وإذا أشهد على إسلامه شاهدين لتوثيق ذلك في وثائقه الخاصة الرسمية فلا بأس, لكن دون جعل ذلك شرطاً في صحة إسلامه
4- يُكرَه لمن كان نصرانيا وأسلم أن يعلن إسلامه على الملأ إذا كان سيتعرض لأذية من أهله أو الإضطهاد من غيرهم لهذا السبب، ويكفي إسلامه سراً، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ)، فهذا الرجل مؤمن بنص القرآن، مع أنه كان يخفي إيمانه عن فرعون وقومه خوفاً على نفسه، وفي قصة إسلام أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا أبا ذر اكتم هذا الأمر)) ـ أمر إسلامه خوفا عليه من بطش وتعذيب قومه - وهذا دليل على جواز كتم الإسلام لمصلحة أو خشية ضرر، إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا :
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ * وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
5- لا خلاف بين المسلمين على أنه من كان مستضعفا، وقد آمن وأسلم في دار الكفر (كدولة كافرة، أو بيئة كافرة، أو أسرة كافرة)، وكان عاجزا عن الجهر بإسلامه خوفا من البطش والطرد والتنكيل، لا يجب عليه من الشرائع المفروضة ما يعجز عنها، بل الوجوب بحسب الإمكان والقدرة
* فالنجاشى ملك الحبشة, قد بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله، فآمن به وبما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع، لم يمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا هو التزم جميع شرائع الإسلام، لكونه ممنوعا من الهجرة، وممنوعا من إظهار دينه، وليس عنده من يعلِّمه جميع شرائع وأحكام الإسلام، فكثير من شرائع الإسلام وعباداته وفروضه، أو أكثرها، لم يدخل فيها النجاشى لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر من أرض الكفر، ولم يجاهد فى سبيل الله، ولا حج البيت، ولا اعتمر، بل قد روي أنه لم يكن يصوم شهر رمضان أو معظم أيامه، لأن ذلك كان يظهر عند قومه، فينكرونه عليه، وهو لا يمكنه مخالفة قومه لكثرتهم، وبالطبع لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن ... فهو وإن كان ملك النصارى فى الحبشة، إلا أن قومه وشعبه لم يطيعوه في أمر الدخول في الإسلام، فما آمن وأسلم معه إلا قليل، ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، فخرج بالمسلمين إلى المصلى يوم مات النجاشى، وأخبرهم بموته قائلا : (إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة قد مات)، فصفهم صفوفا، وصلى عليه
* وكذلك كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون :
(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ * يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ * وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ)
* وكذلك كانت امرأة فرعون :
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
* وكذلك كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر، فإنهم كانوا كفارا، ولم يكن يمكنه أن يؤدى وهو فى وسطهم كل ما يعرفه من دين الإسلام من عبادات وفرائض، فقد دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه :
(قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
فالنجاشي وأمثاله من المؤمنين، سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه
6- لا يجوز للمسلم أن يتظاهر بالكفر إلا عند الإضطرار مخافة خطورة أكيدة، فعلى من كان نصرانيا وأسلم، أن يحاول التملص من الذهاب إلى الكنيسة بكل وسيلة، وألا يستسلم لضغوطات الأهل فى ذلك، وأن يتحجج بأى عذر ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإن لم يستطع، وكان فى رفضه الذهاب إليها مظنة تأكد أهله من تغييره لدينه وتركه لعقيدته النصرانية مما يعرضه للخطر، فلا بأس عليه من دخولها، ولا حرج عليه حتى فى الإضطرار لمسايرتهم فيما يفعلون شكليا - مع إنكاره بالقلب -، شرط أن يجتنب ما استطاع الإتيان بالأقوال والأفعال الكفرية والشركية، من سجود للتماثيل والصلبان، أو تلفظ بألوهية المسيح، أو تقبيل لأيدى القساوسة، أو تناول للقرابين، فإن اضطر مكرها إلى ذلك، فلا إثم عليه، ما دام ينكر كل ذلك بقلبه، وفى قصة عمار بن ياسر خير دليل على عدم كفر من تلفظ بالأقوال الشركية مكرها :
فقد ظل الكفار يعذبون عماراً بالحرق بالنار، والجلد بالسياط فى الصحراء الملتهبة، وغط رأسه فى الماء حتى الإشراف على الغرق والإختناق، إلى أن اضطروه تحت وطأة التعذيب أن يذكر آلهتهم وأصنامهم بالخير، ويذكر محمداً صلي الله عليه وسلم بالسوء, فذهب عمار الي رسول الله حزينا يبكى، ويشتكي إليه ما حدث له، وهو خائف أن يكون إسلامه قد قد انتقض بما قال, فقال له رسول الرحمة : ((أليس قلبك مطمئن بالإيمان يا عمار؟))، فقال عمار: ((بلي, يا رسول الله)) ، فقال صلي الله عليه وسلم : ((فان عادوا فعُد))، وفيه نزل قول الله تعالى : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
7- بالنسبة للفروض فى الإسلام، فإن هذا الدين العظيم يراعى حال المرء المكلف :
(1) الحال الأولى :
حال تمكن الإنسان وصحته وسعة أمره : فهذا يجب عليه أن يأتي بالعبادات الشرعية على وجهها، فيأتي بالصلوات الخمس في مواقيتها الشرعية، ولا يخرج شيئا منها عن وقته، ويأتي بشروط وأركان الصلاة كاملة، من طهارة الثوب والبدن والمكان، واستقبال القبلة، وستر العورة ... إلى آخره
(2) الحال الثانية :
حال أهل الأعذار، فهؤلاء يرخص لهم، ويسهل عليهم ما لا يسهل على من لا عذر له، فمن عجز عن الطهارة بالماء، إما لمرضه أو لعجزه عن استعمال الماء، أو لانعدام الماء، فإنه يتيمم ويصلي، ومن عجز عن الصلاة قائما، صلى قاعدا أو مضطجعا، ومن عجز عن الصوم في رمضان، أفطر اليوم الذي يعجز فيه وقضاه بعد رمضان، فإن لم يستطع أطعم مسكينا عن كل يوم أفطره، ومن قدر عليه رزقه فلا زكاة عليه، وهكذا الحال في جميع الأحكام التكليفية العملية، فمتى دخل العبد في الإسلام، وآمن بالله ربا، وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فإنه يؤمر بأن يأتي بما يمكنه الإتيان به، ويعذر فيما عجز عنهولم يستطعه
وهذا أصل مقرر في دين الإسلام، لا اختلاف عليه، والأدلة عليه من كتاب الله وسنة رسوله كثيرة متواترة، قال الله تعالى : (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)، (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ هذا الدِّينَ يُسْرٌ))، ((يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا))، ((مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ))
فهناك أصل شرعي عام وثابت، دلت عليها النصوص السابقة، وغيرها كثير، وهو أن الله تعالى لا يكلف عباده بما لا يستطيعون ولا بما يشق عليهم فعله، كما قال تعالى : (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، فمتى أمر الله عباده بشيء، وجب عليهم امتثاله كما أمر، فإن عجزوا عن بعضه، سقط عنهم ما عجزوا عنه وبقي عليهم أن يتقوا الله قدر استطاعتهم وينفذوا ما في إمكانهم أن ينفذوه من أمره
فمن كان في حال من السعة والاختيار، آمنا على نفسه، فالواجب عليه أن يصلي الصلوات في وقتها، بكامل شروطها وأركانها وواجباتها، فيتطهر، وتلبس المرأة الحجاب الشرعي، ويصلى في مكان طاهر يصلح للصلاة
وأما من كان في حال العذر، والضيق، والخوف على نفسه من الأذى أو الضرر، فالواجب عليه أن يتقي الله ويأتى بالعبادات على (قدر استطاعته)، فإذا لم يكن أمامه مكان يمكنه أن يصلي فيه سوى الحمام (دورة المياه) مثلا، حتى لا ينكشف أمر إسلامه، فلا حرج عليه أن يصلي فيه، وإذا لم تتمكن المرأة من لبس الحجاب الشرعي، حتى لا تلفت إليها الأنظار، فلها أن تصلي في أحسن ملابسها وأكثرها احتشاما، وأقربها للستر
وإذا لم يتمكن المرء المستضعف من أداء الصلوات الخمس في مواقيتها، فليصل الفجر حينما يكون أهله في البيت نائمين، ثم يصلي الظهر مع العصر، إما في وقت الظهر وإما في وقت العصر بحسب ما تسمح به ظروفه، ويصلي المغرب مع العشاء، على هذا النحو أيضا، فإن عجز عن الصلاة في هذه الأوقات الثلاثة، وفاته شيء منها، فمتى تمكن وأمن على نفسه، فليصل ما فاته، ولا حرج عليه
ومن لا تستطيع لبس الحجاب الشرعى، ولا صيام رمضان في وقته، لما تخشاه من الضرر عليها إن أظهرت إسلامها، فإنها تلبس الثياب العادية (المحتشمة بقدر المستطاع بما لا يثير الريبة فى تحولها إلى الإسلام)، وتقوم بقضاء الصيام في غير رمضان أو تطعم مسكينا عن كل يوم، ولا حرج عليها في ذلك إن شاء الله، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وقد أجاز أهل العلم لأصحاب تلك الأحوال أكثر من ذلك عند الضرورة
8- ما قد يقع من قطيعة للرحم بسبب معرفة إسلام المرء، فالشرع لا يلتفت إلى هذا في مقابل الإيمان بالله وحده، فقد قاتل الصحابة قرابتهم من الكفار فى سبيل الله :
(لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
9- من كان مقتدرا على إشهار إسلامه فليفعل، كى يتسنى له استخراج المستندات الشخصية الرسمية (البطاقة الشخصية - جواز السفر - الإقامة - شهادة الميلاد) وتغيير الإسم والبيانات فيها، وإجراء المعاملات الرسمية والحكومية (خاصة الزواج والتقاضى)، والتى لا تعترف إلا بالمستندات الموثقة والمختومة
وهذا الأمر سهل ولا تعقيد فيه فى البلاد التى تنص دساتيرها على حرية اعتناق الدين، فكل المطلوب هو الذهاب إلى (غرف إشهار الإسلام) التابعة لوزارة الأوقاف والشئون الدينية فى بلدك، ومعك المستندات المطلوبة : (شهادة الميلاد - بطاقة شخصية أو جواز سفر أو إقامة - صور فوتوغرافية) ، حيث تنطق بالشهادتين أمام الشيخ أو الموظف المختص، وأمام الشهود الحاضرين معه، ليقروا بأنهم قد شهدوا حضورك وإشهار إسلامك، ثم يتم تسجيل بياناتك على الحاسب الآلى، وإعطائك شهادة مختومة بإشهار الإسلام، فتقوم بتوثيقها فى الشهر العقارى (أو ما يقابله من مصالح التوثيق فى مختلف البلاد)، كى تستخدمها فى استخراج المستندات الشخصية الرسمية وتغيير الإسم والبيانات فيها، وغالبا ما يكون ذلك بدون أى رسوم (مجانى)
المفضلات