السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في مجال إثبات نسبة الإنجيل الثالث إلى لوقا تجد العديد من الدفاعات وأنا قدمت في المداخلة السابقة أقوى دفاع يقدمه النصارى دائماً ألا وهو شهادة القديس ( إريناؤوس ) - القرن الثاني / الثالث الميلادي , وقد وضعت ملاحظاتي عليه وها هي أعلاه لمن يريد الرد عليها من النصارى فليتفضل .
وثاني أقوى دفاع قرأته من النصارى هو الاستشهاد بالوثيقة الموراتورية ( 170- 180 م ) , ولم يأتي من تحدث في هذا الموضوع إلا وساق الوثيقة الموراتورية كدليل إثبات دفاعي في أن لوقا هو كاتب الإنجيل الثاني المنسوب إليه .
وهذا نص ما جاء في الوثيقة الموراتورية مترجماً هكذا :
|
|
|
|
الوثيقة الموراتورية (170-180م) " كتاب الإنجيل الثالث ، الذي بحسب لوقا ، هذا الطبيب لوقا ، أخذه بولس معه بعد صعود المسيح كخبير في الطريق ، دونه باسمه حسب فكره . مع أنه لم يرى الرب في الجسد ، ولأنه كان قادراً على التحقق منه ، فقد بدأ يروى القصة من ميلاد يوحنا " . |
|
|
|
|
صورة نادرة للوثيقة الموراتورية .
المصدر :
http://members.aol.com/Judiciary/Muratori.html
وحقيقة في كل مرة أناقش صديق مسيحي أو أقرأ الدفاعات في هذه النقطة أتعجب جداً حينما أجد الاستشهاد بالوثيقة الموراتورية ضمن الدفاعات إذ أن هذه
الوثيقة الموراتورية هي في الأساس مجهولة الكاتب !!!
كما أنه مفقود منها نصوص كثيرة , ومع فقدان النصوص منها ومجهولية كاتبها فإن معظم اللاهوتيين المسيحيين يستخدمونها كإثبات .!!!
حسناً ثبتوا هذه النقطة أيضاً :
إن الوثيقة الموراتورية تذكر سفر إسمه (
سفر الرؤيا لبطرس ) وتضمه مع ( سفر رؤيا يوحنا ) فجاء النص فيها يقول هكذا :
He mentions only two epistles of John, without describing them.
The Apocalypse of Peter is mentioned as a book which "some of us will not allow to be read in church."
المصدر :
http://www.bible-researcher.com/muratorian.html
وفي كتاب ( المخطوطة الموراتورية ) لكاتبه ( جُميل بشارة ) الصادر من دار الطباعة والنشر بلبنان جاء نصها هكذا :
We accept only the
Apocalypses of John and of Peter, although some of us do not want it to be read in the Church.
ولكننا نقبل فقط رؤيا يوحنا
ورؤيا بطرس مع أنّ البعض منا لا يريد لها أن تُقرأ في الكنيسة .
فكيف نقبل بالوثيقة الموراتورية كإثبات أن لوقا هو كاتب الإنجيل ولا نقبلها في سفر (
رؤيا بطرس ) الذي يقول النصارى أنه منحول ( أبو كريفا ) ؟؟؟؟
ولا أدري أساساً ما وجه الثقة في وثيقة أو مخطوطة مجهولة الكاتب نستدل بها على مجهول آخر ؟
ألم يصلك الخبر من قبل أنه لا يمكن الاستدلال بمجهول على مجهول آخر ؟؟؟
وحتى إن كانت هذه الوثيقة أو المخطوطة هي حُجة بصرف النظر عن كاتبها , فإن قبلناها في إثبات أن لوقا هو كاتب الإنجيل وجب أن نقبل سفر رؤيا بطرس أيضاً من ضمن الكتب القانونية .
وما ورد في الوثيقة لا علاقة له بإثبات أن لوقا هو كاتب الإنجيل من عدمه فالوثيقة يُرجح أن تاريخها هو من 170م إلى 180م , كما يقول جُميل بشارة في كتابه حيث قال في صفحة 9 :
( هناك بعض الآراء أن هذه الوثيقة هي من القرن الثالث وأن كاتبها قد كتبها بعد ظهور الكثير من الكتب المنحولة ولكن الرأي المشهور يعيد تاريخ تدوين هذه المخطوطة إلى ما بين 170م إلى 180م ) . انتهى
وإذا كان كذلك فإن السند بين كاتب الوثيقة (
المجهول ) وبين كاتب إنجيل لوقا -
المجهول - منقطع فإنجيل لوقا كُتب على حسب الظن ما بين عام 63م إلى عام 67م .
حيث يقول القمص ( تادرس يعقوب ملطي ) في مطلع تفسير إنجيل لوقا صفحة 10 هكذا :
تاريخ كتابته :
لا يوجد تقليد ثابت بخصوص تاريخ كتابته أو مكان كتابه، فالقديس إيريناؤس يرى أنه كُتب قبل استشهاد القديس بولس، بينما القديس جيروم معتمدًا على المؤرخ يوسابيوس القيصري يراه كتب بعد استشهاد الرسول بولس.
لما كان هذا الإنجيل قد كُتب قبل سفر الأعمال، و كُتب الأعمال قبل استشهاد الرسول بولس حتى أنه لم يشر إلى هذا الحدث، لهذا اعتقد كثير من الدرسين أنه كتب ما بين عام 63 و67م. كتبه غالبًا في روما، وإن كان قد رأى البعض أنه كُتب في أخائية أو في الإسكندرية. انتهى
فلو سلمنا جدلاً بكلام القمص سالف الذكر فيكون الفرق بين تاريخ كتابة الإنجيل وتاريخ كتابة الوثيقة الموراتورية يزيد عن المائة عام ( 100 سنة ) , فيكون هناك إنقطاع بين كاتب إنجيل لوقا - المجهول - وبين كاتب الوثيقة الموراتورية - المجهول - زيادة عن مائة عام فكيف بالله عليكم نُسلم بالوثيقة الموراتورية كدليل ؟؟ فضلاً عن أن صاحب الوثيقة لم يصرح من أين أخذ هذه المعلومة وكيف وصلته!!!
ومن كان دليله هكذا فهو ساقط مردود لا محالة إذ كيف نأخذ عقيدة بالظن والهوى دون اليقين والتأكد ؟؟؟
وأنا كما اشرت سابقاً ليس غرضي أيها النصارى الطعن في دينكم ولكن هذا ما تعرضوه من أدلة وهذا ما وجدناه عند تمحيص أدلتكم ولا يُعقل أن يؤمن إنسان ويعتقد في كتاب هذا حاله من المجهولية والانقطاع ؟!!
والدين لا يؤخذ بالظنون ولا يصح أن نقول هذا ما وجدنا عليه آباؤنا ولا يصح إلا الصحيح .
تقبلوا تحياتي .
خطاب المصري ayoop2 .
المفضلات