-
-
محاكمات ضد منظمات او اشخاص لانهم يعارضون الابارتهايد الاسرائيلي:
- اعتبرت اسرائيل ان معظم الاحزاب السياسية الفلسطينية ارهابية وان كل الهيئات المدنية التعليمية والتطوعية والثقافية التى لها علاقة
بصورة غير مباشرة باحزاب سياسية تتعرض للاغلاق او التدمير من الجيش الاسرائيلي.
- فى عام 2008 شنت اسرائيل هجوما عسكريا ضد مناطق مدنية وممتلكات مدنية كالمدارس ، والمستشفيات والمستوصفات الطبية
واثنين من ملاجئ الايتام فقط لان اسرائيل اشتبهت ان من بنى هذين الملجأين ينتمون لحركة حماس.
المعاملة الوحشية واللاانسانية في غزة
- من عام 2000 الى 2004 دمرت اسرائيل اكثر من 2500 بيت من بيوت فلسطيني قطاع غزة مخلفة 16,000 فلسطيني بدون مأوى .
- وفي عام 2006 القت اسرائيل بقنابلها على محطة الكهرباء الرئيسية في غزة ودمرت 6 من المحولات الكهربائية وبالتالي عطلت
تزويد القطاع بالكهرباء تاركة غزة تعاني من نقص شديد فى الكهرباء لجعل غزة تعتمد على اسرائيل كمورد وحيد للكهرباء والطاقة وتقطير المياه ، والصرف الصحي .
- وبعد سنوات من التدمير المنهجي بالقنابل والذي حول معظم سكان قطاع غزة الى شعب لا يستطيع سد حاجاته الاساسية بعزلها “بجدار امني”. وفي عام 2007 فرضت اسرائيل العزل على غزة وحرمت اهلها من امدادات الاساسية من الماء والكهرباء والغذاء الى فقط خمس مايحتاجه القطاع من تلك الخدمات والاحتياجات الاساسية للسكان. وتم اغلاق 95 % من الصناعات في غزة وصصلت نسبة الفقر الى 80 % وعانت المستشفيات من انقطاع الكهرباء يوميا من 8 الى 12 ساعة يوميا ، وتم القاء 30 الى 40 مليون لتر من مياه المجاري يوميا فى البحر المتوسط من قرب شواطئ غزة ويعيش الان اكثر من 1.1 مليون غزاوي تحت خط الفقر.
- تبلغ مساحة الصيد للصيادين حوالى 20 ميلا من شاطئ غزة ولكن اسرائيل فرضت مسافة 3 اميال فقط للصيدين في غزة واذا تعدت القوارب الفلسطينية تلك المسافة تطلق اسرائيل النار على اولئك الصيادين وتدمر قواربهم وتحرمهم من الصيد الذى يعتبر مصر رئيسي لمعيشتهم .
- في ديسمبر 2008 شنت اسرائيل حرب على غزة اطلقت عليها اسم ” عملية الرصاص المسكوب” واستمرت حملته العسكرية مدة 3 اسابيع فقتلت 1380 فلسطيني وجرحت 5380 وخلال ذلك الهجوم منعت اسرائيل المدنيين الفلسطينيية من مغادرة غزة واخضعت جميع السكان الى اشد المخاطر الجسدية والنفسية التى يمكن ان يتعرض لها شعب خلال الحرب.
- ومنذ حرب ” الرصاص المسكوب” استمرت اسرائيل في فرض سياسة الحصار والتجويع للشعب الفلسطينى ومنعتهم من اعادة الاعمار والبناء لما دمرته التها العسكرية ضد المدنيين في غزة مخلفة المزيد من المعاناة الجسدية والنفسية والدمار في غزة.
نقاش : اتجاهات المستقبل
استنتاجات التى توصل لها تقرير مجلس جنوب افريقيا لبحوث العلوم الإنسانية ركزت على الممارسات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوصلت الدراسة ان ممارسات إسرائيل فى تلك المناطق تمثل ممارسات استعمارية او ماتعرف بممارسات الابارتهيد.
الدراسة التي تناولها التقرير تضمنت ممارسات مشابهة فى مناطق اخرى تخضع للقانون الاسرائيلي وهذا يشمل ممارساتها العنصرية داخل اراضي عام 48 حيث يعيش 1.7 مليون فلسطينيون يحملون الجنسية الاسرائيلية ويمثلون 24 % من السكان وتعتبرهم اسرائيل ” مجموعة غير اصلية ولاترتبط عضويا بالدولة ويصنفون دون اليهود ” وقوانين الجنسية الاسرائيلية تفرض القيود اللاانسانية على اللاجئين الفلسطينيين وتضع القيود الصارمة على مطابهم في العودة الى ممتلكاتهم واراضيهم التى صادرتها اسرائيل عامي 1948 و 1967 وهى نفس الممارسات المفروضة على اهالى الجولان المحتل.
ويخلص التقرير انه وبحسب القانون الدولي ، فممارسة الاساليب الاستعمارية وسياسة الابارتهيد تضر بالنظام القضائي الدولي وتهدد الامن و السلام العالميين. وبناء على ذلك فان على الاطراف المحايدة ان تستنكر الانظمة الاستعمارية و الابارتهيد . وان الابارتهيد هو جريمة في حق الانسانية ويؤدي الى تصاعد الجرائم على المستوى الفردي.
وعلى دولة اسرائيل ان تلتزم بما يلي:
1. تمتنع اسرائيل عن ممارساتها الغير قانونية.
2. تفكك اسرائيل كل انظمتها الاستعمارية و المبنية على اساس عنصري.
3. تؤسس انظمتها على احترام حقوق الفلسطينيين وحقهم في حرية التعبير.
4. على اسرائيل ان تدفع التعويضات المادية عن الدمار الذي الحقته بالفلسطينيين .
وعلى الرغم من وجود مئات من التقارير المقالات والتصريحات على السنة مسؤولين مثل الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر الذى ادان الممارسات العنصرية لاسرائيل في كتابه الاخير “السلام وليس العنصرية” وتصريحات القس الجنوب افريقي على ان اسرائيل تمارس العنصرية ضد الفلسطينيين ، يطلع علينا احد كتاب صحيفة واشنطن بوست ريتشارد كوهن فى احدى مقالاته ينكر ان اسرائيل تمارس سياسة الابارتهيد على الرغم من اعترافه” باخطاء” ترتكبها اسرائيل ويبرر ذلك ان الفلسطينيون يشاركون فى البرلمان الاسرائيلى الكنيست ولهم حق الانتخابات ودخول الجيش . ويبدو ان ريتشارد كوهن لم يطلع على هذا التقرير وماذا يفسر تلك الحقائق التى وردت فيه؟ التقرير كله مبنى على بحث علمي يصدره مركز دراسات ومبنى على دراسة القوانين التى تعمل بها اسرائيل وليس عملا فرديا. واسأل ريتشار كوهن هل الحرب على المدنيين في غزة وقتل اكثر من 1300 مدني معظمهم من الاطفال والشيوخ والنساء هل هذا “أخطاء” فقط ؟ وبناء الجدار العنصري وابتلاع اراضى الفلسطينيون فى الضفة والقدس الشرقية وطرد الفلسطينيين من منازلهم فى القدس الشرقية هل هذه اخطاء فقط ؟ وهل هدم المنازل و تدمير البنى التحتية لاهالى غزة وحصار اقتصادي وتجارى وسجن 2 مليون من اهالي غزة فى منطقة جغرافية محدودة هل هذه العنصرية والاستعمار والاربارتهيد بعينها ام هي أخطاء فقط ؟ صحيح المثل القائل ” ضربني وبكى وسبقني واشتكى”.
....إن الأسباب والدوافع التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تختلف عنها في الأسباب التي أدت إلي انهيار دولة جنوب إفريقيا العنصرية وتولي أحد أبنائها الأفارقة رئاستها ـ نيلسون مانديلا ـ فأهم الأسباب التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي هو قيام الدولة على المادية الجدلية والحتمية الديالكتيكية , في حين أن أهم أسباب انهيار الدولة العنصرية إنما يكمن في سلاح الوحدة الأفريقية والالتفاف حول الزعيم الواحد ـ حتى ولو كان هذا الزعيم في السجن ـ هذه الوحدة وهذا الالتفاف كانا العامل الرئيس وراء الانهيار بل والأكثر من ذلك هو تحول الحكومة العنصرية إلى رعايا تحت ظل الحكومة الجديدة والتي وجدت فيها الأمن والأمان الأمر الذي أدى معه رفضهم مغادرة البلاد وفضلوا العيش بسلام تحت مظلة حكومة نيلسون مانديلا والذي استحق جائزة نوبل للسلام .
إن حكومة نيلسون منديلا لم تصنعها الحكومات الخارجية مثل ما حدث مع إسرائيل وإنما إرادة الشعب وحده كانت وراء الانهيار, وهناك دروس كثيرة مستفادة عبر التاريخ فالاحتلال البريطاني لمصر انهار بفعل المقاومة الداخلية من جانب أبنائه , والاحتلال الفرنسي للجزائر اندحر بفعل مليون شهيد , وشهد العالم كله اندحار الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان تحت جنح الظلام عام ألفين بفعل المقاومة اللبنانية، وكل حركات التحرير في العالم كله ما كان ليكتب لها النجاح لو لم تتوحد الصفوف الداخلية وتلتف حول قيادة واحدة...
كل ما علا بنو إسرائيل عليه أو به أو فيه سيصله الدمار لا محالة لعموم لفظ العلو حتى علوهم في الغرب ، إذ أن الذي أبقى علوهم قائما ومستمرا في فلسطين هو علوهم في الغرب . ولذلك يصبح دمار الدول الغربية أمر محتما، ليزول علو بني إسرائيل فيها أيضا بشكل نهائي، وبذلك تنتفي تماما قدرتهم على العلو مرة أخرى، إذ أن هذا العلو هو علوهم الأخير في الأرض وأن أفعالهم ستكون سببا في زوال علوهم هذا.
ومما يؤكد ذلك الرأي قوله تعالى في سورة آل عمران 112:[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112}]آل عمران: ١١٢
تأمل قوله تعالى: [ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ ...... وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ]
وتفسير ذلك والله تعالى أعلم بمراده.[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{61}] البقرة: ٦١
هذه الآية توضح حكما إلهيا مُلازما لبني إسرائيل ، كان فيما سبق قد صدر بحقهم عند كفرهم وقتلهم الأنبياء ، ونلاحظ أن المسكنة عُطفت على الذلة مباشرة ، وأنهما تلازما في الوقوع تحت الضرب ، في قوله تعالى.[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ] .
وفي سورة آل عمران ، أُعيد نفس النص السابق.
قال تعالى:[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112}]آل عمران: ١١٢
ولكن بفصل الذلّة عن المسكنة ، مع ضرب كل منهما على حدة أولا ، ومن ثم إضافة الاستثناء التالي[ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ .... وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ] من ضرب الذلّة دون المسكنة ثانيا .
ومن هنا نستطيع القول ، بأن الذلّة ستُرفع عنهم في حالتين :
الحالة الأولى: بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ.
والحالة الثانية: وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ.
وأن المسكنة ستبقى ملازمة لهم ، في حال رفعت الذلّة عنهم أم لم تُرفع .
جاء في معجم لسان العرب، الذُّل نقيض العزّة، وقوله تعالى [ وذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلَاً ] ، بمعنى سويت عناقيدها ودُلِّيت أي خُفِّضت ، وتذلَّلَ له أي خَضَع له ، وأن المعنى المُستفاد من الذّل هو الصغار والخضوع والانخفاض ، والنقيض لهذه الصفات ، هو الاستكبار والسطوة والارتفاع .
[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ]: أي أُلزموا الذِّلة والصغار ، فلا منعة لهم ، بمعنى لا قوة لهم لمنع الغير ، من استباحة دمائهم وأموالهم وأهليهم . وثبتت فيهم هذه الصفة ولازمتهم على مرّ العصور، ولا خلاص لهم منها ، والسبب في ضربها عليهم هو استحقاقهم لغضب الله عليهم ، لكفرهم بآياته وقتلهم الأنبياء ، بالإضافة لما كان من عصيانهم لأوامره ، واعتدائهم على حدوده .
[ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ]: أينما وُجِدوا.
هنا لا بد لنا من وقفة مع هذه العبارة ، حيث يقول سبحانه :[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ]
فالذلة ملازمة لهم أينما أقاموا أو ارتحلوا ، وهذه الذلة ستُرفع عنهم مرتين لتُستبدل بالعلو ، أينما أقاموا أو ارتحلوا ، على امتداد سطح كوكب الأرض ، فالعلو اليهودي لمرتين حدث عارض في تاريخهم ومصيره إلى الزوال ، أو حالة استثنائية ، سيعيشها عامة الشعب اليهودي لمرتين أينما وُجدوا ، وستزول هذه الحالة عن عامة الشعب اليهودي كذلك ، عندما يأذن رب العزة بزوال علوهم في المرة الثانية ، وليعود كل يهود العالم أفرادا وجماعات ، في شتى بقاع الأرض إلى حالة الذلة ، التي هي في الأصل الحالة التي يستحقون بمنظور رب العزة .
والسؤال الآن، لماذا كان هذا الفصل، وهذا الاستثناء ؟ : [ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ .... وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ]
الاستثناء هنا يفيد رفع حالة الذّلة ، لتصبح حالهم من (الذل والصغار والخضوع والانخفاض ) إلى العكس تماما، أي ( العز والاستكبار والسطوة والارتفاع ) ، وهذا مما يفيد معنى العلو.
وهذا الاستثناء يوضح أن العلو سيكون على حالين :
فالعلو الأول كان بحبل الله، أي باتكالهم على الله في نشأته وتمكينه من خلال الوحي والنبوة.
وأن العلو الثاني سيكون بحبل الناس، أي باتكالهم على الناس في نشأته وتمكينه من خلال المساعدات المالية والعسكرية.
وتمعنّ في جمال ودقة التعبير القرآني ، واستخدام كلمة ( حبل ) في هذا المقام ، فالحبل يُرفع به دلو الماء ، من قعر البئر إلى قمته ، فهو وسيلة لانتشال الشيء ، من أدنى حالاته وإيصاله إلى أعلاها ، ومن قوله عليه الصلاة والسلام ، لصاحب الناقة " أعقل وتوكل " ، نجد أنه وسيلة ربط لإحكام الشيء وإبقاءه على حاله .
وهذا ما تحقق في الواقع ، فقد استطاع اليهود بعد أن كانوا في القاع ، من تسلق الحبل الأمريكي البريطاني ليصعدوا إلى قمة تمثال الحرية ، ومن ثم تناولوا الحبل وربطوه في قرنيّ التمثال ، وأخذوا طرفه الآخر ولفّوه سياجا منعيا حول دولتهم في فلسطين ، حتى أصبح عامّة الأمريكيين عبيدا لليهود ، يقدّمون لهم القرابين التي نعلمها ، خشية أن يسحب اليهود ، طرف الحبل الذي يمسكونه بإحكام ، فيهوي رأس التمثال في البحر . وطرف الحبل الآخر ليس ببعيد عن أولئك العباد ، فما زال ينتظرهم ليسحبوه ليغرق التمثال وأهله .
نعلم أنّ الله قد حذّرهم من اتخاذ وكلاء غيره، في افتتاحية سورة الإسراء قائلا:[ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً{2}]الإسراء: ٢ .
في العلو الأول لهم كانوا قد طلبوا العون من الله ، لإقامة الدولة في الأرض المقدسة ، وكان اتكالهم على الله لإدامة وجودها.[ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{246}] البقرة: ٢٤٦..
فآتاهم الله ما طلبوا.[ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{16}].الجاثية: ١٦
فجمع لهم الملك والنبوة في داود وسليمان عليهما السلام .
وأما في العلو الثاني كانوا قد طلبوا العون من ( بلفور ) لإقامة الدولة ، والاتكال على بريطانيا لإيجادها ، وعلى أمريكا لإدامة وجودها ، فكان لهم ما أرادوا ،كما هو في قوله تعالى بسورة الإسراء/6:[ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7}]الإسراء: ٦ - ٧
ولو لم يأتي هذا الاستثناء في سورة آل عمران ، وبقي على حاله كما هو في سورة البقرة ، لتناقض ذلك مع قوله تعالى في سورة الإسراء . [وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} ]الإسراء:4، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا .
[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112}]آل عمران: ١١٢.
تأمل قوله تعالى:[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ]
أي الحاجة للغير والتسول بلا خجل ، فلا كرامة ولا عزة ولا إباء لهم ، فلا يوجد يهودي - وإن كان غنيا - خاليا من زي الفقر والخضوع والمهانة ( وهكذا تكون الطفيليات ) بارعون في التسلق على ظهور غيرهم بمكرهم ودهائهم ، لقضاء حاجاتهم الدنيوية الدنيئة . قال تعالى: [ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْدَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا{10} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ{11}]محمد: ١٠
وقال تعالى:[أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْكَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{82}] غافر: ٨٢
انهيار إسرائيل لا يكفي لتحقيق النصر
تحت عنوان ( انهيار إسرائيل لا يكفي لتحقيق النصر) يقول الدكتور (عبد الوهاب المسيري ) في مقال له على صفحة الإنترنت
http://www.islamonline.net/Arabic/po...article9.shtml
هل ستنهار إسرائيل من الداخل من تلقاء نفسها ، بسبب أزمتها وتناقضاتها الداخلية الحادة ؟ كثيراً ما يُطرح هذا السؤال وللإجابة عن هذا السؤال سنذكر بعض الإحصاءات ذات الدلالة الاجتماعية الخاصة بالتجمع الصهيوني، والتي تبين معدلات التآكل الداخلي .
من المعروف أن مؤسسة الكيبوتس كانت هي العمود الفقري للتجمع الصهيوني، فمعظم أعضاء النخبة السياسية الحاكمة ـ بل الثقافية ـ كانوا من خريجيها ( حتى عام 1977 ) . ولكن الكيبوتس تعرض لكثير من الأزمات وتغير طابعه العام، بل فقد شيئاً من طابعه الجماعي العسكري .
وقد نشرت جريدة يدعوت أحرونوت ( 2 يناير 2000 ) ما يلي :
( أعلنت أمس هيئة مكافحة المخدرات أن تعاطي المخدرات الخفيفة في مزارع الكيبوتس قد تضاعف خلال خمس سنوات ، حيث قام 23,5% من أبناء الكيبوتس ممن تتراوح أعمارهم بين 18ـ30 سنة بتعاطي مخدرات خفيفة خلال عام 1998 مقابل 11,4% تعاطوا الحشيش والماريجوانا خلال عامي 1992 ـ 1993. وكان البحث قد أجري في 22 كيبوتساً، وشمل 662 فرداً بناء على طلب من هيئة مكافحة المخدرات .
تفاقم الخمر والمخدرات
وماذا عن المجتمع الإسرائيلي ككل ؟ .أشارت معطيات جديدة نشرت في تل أبيب إلى تفاقم ظاهرتي معاقرة الخمر وتعاطي المخدرات بين صفوف تلاميذ المدارس الإسرائيلية .
وذكرت صحيفة معاريف ( 5 يونيو2000 ) أن استطلاعاً خاصاً أجرته وزارة العمل والرفاهية الاجتماعية الإسرائيلية لحسابها مؤخراً أظهر إن 37% من تلاميذ صفوف العاشرة في المدارس الإسرائيلية معتادون على تناول الخمر, وأن 8% من التلاميذ المعتادين على شرب الخمر أبلغوا أنهم يستهلكون مراراً في المساء الواحد ست كؤوس من الخمر .من جهة أخرى يتضح من معطيات صادرة عن ( مجلس سلامة الطفل في إسرائيل ) أن ارتفاعاً بنسبة 30% قد سجل خلال عام 1999 على عدد الشبان الإسرائيليين القاصرين الذين وجهت إليهم تهمة الاتجار بالمخدرات .. حيث قدم في عام 1998 ما مجموعه 417 لائحة اتهام ضد شبان ضُبطوا يمارسون تجارة المخدرات وحيازتها لغير أغراض الاستهلاك الذاتي ، وقد ارتفع عدد لوائح الاتهام المماثلة الموجهة في عام 1999 إلى 556 لائحة اتهام .
تآكل الحياة العائلية
والحياة العائلية في المجتمع الصهيوني في حالة تآكل , فقد ذكرت جريدة معاريف ( 25 يناير 2000 ) أن من بين كل 3 حالات زواج يكون مصير حالة منها الطلاق . وقد طرأت زيادة بنسبة 15% في عدد حالات الطلاق بإسرائيل منذ عام 1990 .واستمرت هذه الزيادة أيضاً خلال السنة الميلادية الماضية ، حيث سجلت زيادة بنسبة 1% في عدد حالات الطلاق ( نحو 8,604 حالات ). وتتصدر منطقة تل أبيب ( قائمة الطلاق ) حيث وقعت بها (3,016 ) حالة طلاق عام 1999 بزيادة قدرها 21% مقابل عام 1998.
وقد ذكر ملحق هآرتس 9مايو 2000 أن عدد السيدات اللاتي أنجبن خارج إطار الزوجية ارتفع من واحد لكل مائة حالة إنجاب في السبعينيات إلى 1,8 لكل مائة حالة في عام 1994 . وفي نفس الشهر أشارت جريدة يديعوت أحرونوت إلى أنه قد طرأت زيادة بنسبة 50% في عدد حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الأسرة ، كما طرأت زيادة بنسبة 25% في عدد حالات الجرائم الجنسية التي يتعرض لها الصغار خارج نطاق الأسرة في عام 999 .
معدلات عالية من العنف
والتآكل الأسري عادة ما يؤدي إلى تزايد معدلات العنف بين الأطفال والشباب، وبالفعل ذكرت جريدة يديعوت أحرونوت ( 24 مايو 1999 ) أن الإحصاءات تشير إلى معدلات عالية من العنف في كل المجالات وجميع المراحل السنية وكل شرائح السكان وكشف كثير من التلاميذ عن تعرضهم للعنف اللفظي والبدني .
ويعتبر العنف البدني هو الأكثر ذيوعاً بين تلاميذ المدارس الابتدائية ، بينما يقل معدله مع اقترابهم لسن البلوغ .
واكتشف الباحثون أن الاعتداءات البدنية البسيطة هي الأكثر شيوعاً ، وإن كان معدل السلوك المتطرف ليس هيناً . وأضافت الصحيفة أن أكثر من 50% من تلاميذ الصفوف من السادس إلى العاشر كانوا مشتركين في العنف بصورة ما .
وأكثر من 60% من التلاميذ اشتركوا في أعمال بلطجة تجاه زملاء لهم أو كانوا ضحايا لأعمال عنف .
واشترك حوالي 15%ـ20% في مستويات أكثر خطورة من العنف , وأصيب حوالي 14% خلال مشاجرات ,وكانوا في حاجة إلى علاج طبي .
وفي محاولة تفسير ظاهرة العنف نشر مقال في جريدة هاتسوفيه ( 7 إبريل 2000 ) بعنوان ( فناء أم ساحة قتال ؟ ) يبين أن العنف بين الشباب لم يأتِ من فراغ و بل إنه تغذى من العنف ذي المستوى المرتفع في مجتمع البالغين , وبصفة خاصة من اللامبالاة تجاه مظاهر العنف في السلوك الإسرائيلي .
الشذوذ الجنسي أصبح مقبولاً
ثم نأتي أخيراً للشذوذ الجنسي , ورغم أن اليهودية الحاخامية التقليدية تحرّمه , فإن معظم المذاهب الدينية اليهودية المعاصرة مثل اليهودية الإصلاحية والمحافظة , قد تقبلته وقننت له , بل أنشأت مدارس دينية خاصة لتخريج الحاخامات الشواذ جنسياً.
وقد أبرم حاخام إصلاحي عقد زواج بين رجلين أمام حائط المبكى عام 1998 , وكان هذا يُعَد انتصاراً لحرية الرأي .
وذكر الدكتور المسيري الأسباب التي تنفي انهيار المجتمع الإسرائيلي من الداخل, كما يمني البعض نفسه , إذ أن مقومات حياة المجتمع الصهيوني لا تنبع من داخله وإنما من خارجه , فهو مدعوم مالياً وعسكرياً وسياسياً من الولايات المتحدة والعالم الغربي والجماعات اليهودية فيه ، ولذا فهو لا يمكن أن ينهار من الداخل .
إن القضاء على الجيب الاستيطاني لا يمكن أن يتم إلا من خلال الجهاد اليومي المستمر ضده وما نذكره من عوامل تآكل في المجتمع الصهيوني هي عوامل يمكن توظيفها لصالحنا , كما أنها تبين لنا حدود عدونا وأنه ليس قوة ضخمة لا تُقهر , لكنها في حد ذاتها لا يمكن أن تؤدي به أو أن تؤدي إلى انهياره .
يجب ألا تخدعنا الأرقام الصماء وألا نتصور أنها الحقيقة , فالأرقام مجرد حقائق , والحقيقة غير الحقائق , فهي ثمرة اجتهاد إنساني , واجتهادنا في قراءة الحقائق يؤكد أن الجهاد ضد العدو ضرورة واقعية .
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 157
آخر مشاركة: 20-04-2013, 11:15 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 13-05-2012, 12:26 AM
-
بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 03-03-2010, 12:10 PM
-
بواسطة احمد العربى في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 13-12-2005, 02:29 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات