ذكرت لكى المقام الأول وهو مقام الدعوة الى الله الذى يكون مع غير المسلم الذى لا يعادى المسلمين ولا يمنعهم من توصيل دينهم للناس
ولكن ماذا لو عادى غير المسلم المسلمين أو منعهم من توصيل دينهم ؟؟؟
هنا يأتى مقام الجهاد
حضرتك ذكرتى أيات يحث فيها الله عز وجل المسلمين على الجهاد أو القتال فى سبيل الله .... لكن حضرتك كان مفروض تسألى سؤال مهم أوى ... الا وهو من هى الفئة التى أمر الله عز وجل المسلمين ان يقاتلوها ؟؟؟
أو بصيغة أخرى .... هل المُسلم مأمور بقتال غير المسلمين كلهم ؟؟؟؟؟
أو بضيغة أوضح .... هل الكفر وحده سبب من أسباب القتال ؟؟؟
أظن ان حضرتك تعمتدى انك متسأليش نفسك السؤال دة ... لسبب بسيط جدااا ... ان وجود حضرتك فى مصر أساسا ضد كلامك ..!!
منين بتقولى ان الإسلام بيقتل الأبرياء وفى نفس الوقت كل بلاد المسلمين فيها مسيحيين ويهود ..!!
على العموم نرجع لموضوعنا ... ونأجل النقطة دى
ذكرنا ان مقام الجهاد يأتى ضد الذين يهاجمون أراضى المسلمين اوالذين يمنعنوهم من الدعوة
فمقام الجهاد ينقسم الى قسمين ... جهاد الدفع وجهاد الطلب
اما جهاد الدفع
فهذا هو أصل الجهاد والقتال فى سبيل الله ... يكون ضد الذين يحاولون أحتلال أراضى أونهب أموال المسلمين .... كحال المسلمين مع الكفار فى مكة .... أو الفلسطينيين مع اليهود فى فلسطين .... أو العراقيين مع الأمريكان فى العراق
ومن تقوى الله تحمل المشاق فى طاعته ، وأشد المشاق على النفس هو قتال أعداء الله ولكن إذا اعتدى عليكم فقاتلوا المعتدين ، وقد أذن لكم برد اعتداءاتهم ، ولكن لا تعتدوا بمبادأتهم أو بقتل من لا يقاتل ولا رأى له فى القتال فإن الله لا يحب المعتدين .
تفسير السعدى
هذه الآيات, تتضمن الأمر بالقتال في سبيل الله, وهذا كان بعد الهجرة إلى المدينة, لما قوي المسلمون للقتال, أمرهم الله به, بعد ما كانوا مأمورين بكف أيديهم، وفي تخصيص القتال { فِي سَبِيلِ اللَّهِ } حث على الإخلاص, ونهي عن الاقتتال في الفتن بين المسلمين. { الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } أي: الذين هم مستعدون لقتالكم, وهم المكلفون الرجال, غير الشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال. والنهي عن الاعتداء, يشمل أنواع الاعتداء كلها, من قتل من لا يقاتل, من النساء, والمجانين والأطفال, والرهبان ونحوهم والتمثيل بالقتلى, وقتل الحيوانات, وقطع الأشجار [ونحوها], لغير مصلحة تعود للمسلمين. ومن الاعتداء, مقاتلة من تقبل منهم الجزية إذا بذلوها, فإن ذلك لا يجوز.
هذا هو النوع الأول من الجهاد .... يكون ضد الذى الكافر الذى يعتدى على أرض ومال ونفس وعرض المسلم
[ نأتى للنوع الثانى من الجهاد الا وهو جهاد الطلب ... وجهاد الطلب له عدة صور ]
الصورة الأولى [ - تأمين الدعوة الإسلامية ومنع الفتنة فى الدين ]
وهنا نقاتل اى شخص أستخدم ضدنا السيف لكى يمنعنا من توصيل الرسالة الى الناس
وغاية القتال هي ضمانة ألا يفتن الناس عن دين الله , وألا يصرفوا عنه بالقوة أو ما يشبهها كقوة الوضع الذي يعيشون فيه بوجه عام , وتسلط عليهم فيه المغريات والمضللات والمفسدات . وذلك بأن يعز دين الله ويقوى جانبه , ويهابه أعداؤه , فلا يجرؤوا على التعرض للناس بالأذى والفتنة , ولا يخشى أحد يريد الإيمان أن تصده عنه قوة أو أن تلحق به الأذى والفتنة . . والجماعة المسلمة مكلفة إذن أن تظل تقاتل حتى تقضي على هذه القوى المعتدية الظالمة ; وحتى تصبح الغلبة لدين الله والمنعة:
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله . فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين)
تفسير الشعراوى
"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة". معنى أن يكون الدين لله، أي تخرجوهم من ديانة أنفسهم أو من الديانات التي فرضها الطغيان عليهم، وعندما نأخذهم من ديانات الطغيان، ومن الديانات التي زينها الناس إلى ديانات الخالق فهذه مسألة حسن بالنسبة لهم، وتلك مهمة سامية. كأنك بهذه المهمة السامية تريد أن ترشد العقل الإنساني وتصرفه وتمنعه من أن يدين لمساو له؛ إلى أن يدين لمن خلقه. وعلى صاحب مثل هذا العقل أن يشكر من يوجهه إلى هذا الصواب
مثال على هذا النوع من الجهاد :-
معركة مؤتة ... فعندما بعث الرسول رسالة الى عظيم بصرى لكى يسمح له ان يعرف الناس بالإسلام .... ما كان منه الا أنه قتل صاحب الرسول
نقرأ
وهذه المعركة أكبر لقاء مُثْخِن، وأعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مقدمة وتمهيد لفتوح بلدان النصاري، وقعت في جمادي الأولي سنة 8 هـ. وسبب هذه المعركة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بُصْرَي. فعرض له شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني ـ وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر ـ فأوثقه رباطاً، ثم قدمه، فضرب عنقه.
وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب، فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نقلت إليه الأخبار، فجهز إليهم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الأحزاب.
حماية أهل ليبيا وسوريا واليمن ( بغض النظر عن دينهم )
الصورة الثالثة [ تأمين حدود الدولة الإسلامية من الغزاة ]
وفى هذا نزل قوله تعالى
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
وسنناقش هذة الأية بشئ من التفصيل ان شاء الله
الصورة الرابعة [ تظهير الجزيرة العربية من ناقضى العهد من مشركى العرب ]
وفى هذا نزل قوله تعالى
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم
وسنناقش هذة الاية بشئ من التفصيل ان شاء الله
يُتبع
1- فقة الجهاد للقرضاوى
التعديل الأخير تم بواسطة Eng.Con ; 28-06-2011 الساعة 04:25 AM
دعينا مبدئيا نوضح بعض النقاط الهامة يا ضيفتنا الكريمة :
* هناك يا ضيفتنا الفاضلة ما يسمى بالسياق .... فالسياق مهم جدا لفهم : (عن ماذا تتحدث الآية)
* ليس بعد الكفر ذنب .... فكيف يكون المشركون (أبرياء لا ذنب لهم) ؟؟ كيف يكون من كفر بالله الذى خلقه ورزقه إنسان برىء بلا ذنب ؟؟؟
* نحن مأمورون بتنفيذ أوامر الله تعالى ... وقد امرنا بقتال الكفار المشركين الذين يجحدونه حتى تكون كلمته هى العليا .... وما الله بظلام للعبيد
* الإسلام دين العزة والكرامة .... ومن حق المسلم الدفاع عن نفسه ودينه وماله وعرضه ... وإن قتل مدافعا عن أى منهم فهو شهيد بإذن الله .... فليس عندنا الخنوع ولا الخضوع ولا (من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا)
*المسلم لا يقاتل الا كما أمر الله تعالى : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) .... فالله امرنا بالقتال والجهاد لكف الإعتداء لا للإعتداء .... فمن قاتلنا وخاننا وغدر بنا ونقض مواثيقنا قاتلناه .... ومن سالمنا ولم يمنعنا من نشر دين الله الحق سالمناه
-----------------------------------
(1)
هناك بعض الآيات التى ذكرتيها حضرتك
ذكرت فيها أسباب الأمر بالقتال صريحة واضحة كالشمس ....
وهى : بدء المشركين بالعدوان / ومحاولتهم رد وفتنة المسلمين عن دينهم وإرجاعهم إلى الكفر والضلال / ونكثهم بالعهود وخيانتهم ونقضهم للمواثيق / ومهاجمة المسلمين لإبادتهم واجتثاث الإسلام من جذوره
فماذا تتوقعين ؟؟؟
أن يصمت المسلمون ويخضعون .... أم أن يدافعوا عن أنفسهم ودينهم امتثالا لأمر الله ؟؟؟
هذه هى الآيات يا ضيفتنا الفاضلة فتدبرى فيها جيدا فهى لا تحتاج إلى شرح....
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المشركين : (نفاقهم وخيانتهم ونقضهم للعقود والمواثيق مع المسلمين وطعنهم فى دين الإسلام)
************************
3- (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال الكفار المشركين : (إستضعافهم وتعذيبهم للمسلمين لردهم عن دين الإسلام وبدؤهم بالعدوان والتنكيل بالمسلمين نصرة للشيطان فكان هذا الأمر دفاعا عن النفس وردا للأذى والضرر)
************************
4- (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المنافقين : (نفاقهم وخيانتهم وموالاتهم للكفار ... فالمنافقين أشد خطرا على الإسلام والمسلمين من الكفرة المشركين ... ولذلك فمصيرهم فى الدرك الأسفل من النار يوم القيامة)
************************
5- (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المشركين : (بدء المشركين بالقتال وسعيهم لإطفاء نور الله بمحاربتهم للإسلام لفتنة المسلمين عن دينهم الحق)
************************
7- (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المشركين : (بدء المشركين بالقتال وعدوانهم على حرمات المسلمين فلزم الدفاع عن النفس والدين والمال والعرض ونشر كلمة الله فى الأرض ودرء الفتنة عن المسلمين)
************************
8- (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المشركين : (خيانة المسلمين ونقض المواثيق معهم فى كل مرة ومحاولة خداعهم للإنقضاض عليهم واجتثاث الإسلام من جذوره)
************************
9- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المشركين : (خيانة المسلمين ونقض عهود ومواثيق السلم معهم ومحاولة خداعهم للإنقضاض عليهم)
************************
10- (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المشركين : (الكفر والمحاربة وصد الناس عن سبيل الله ومنع المسلمين من نشر دينهم الحق)
************************
14- (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)
من هذا السياق يتضح سبب أمر الله تعالى للمسلمين بقتال المرتدين والمنافقين : (الردة عن دينهم الحق والنفاق واتباع الكفار والمشركين وما يسخط الله ومحاربة الله ورسوله وصد الناس عن سبيل الله .... فكان حقا أن لا نبدأ مثل هؤلاء بالسلم ... فالإسلام دين العزة والكرامة والشجاعة لا دين الخوف والخضوع والتذلل)
************************
أرأيت يا ضيفتنا الفاضلة كيف يبين السياق أسباب أمر الله تعالى لنا بقتال المشركين ؟؟؟
إذن فمع احترامى لحضرتك ... لقد جانبك الصواب تماما فى قولك أن دين الإسلام يأمر بقتل (الأبرياء الذين لا ذنب لهم)
-----------------------------------
يسعدنا التواصل مع حضرتك ضيفتنا الفاضلة
والإجابة عن كل استفساراتك وتساؤلاتك المهذبة
مع شكرى وتقديرى
Doctor X
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 28-06-2011 الساعة 03:32 PM
فهذة الايات لا تتحدث عن الجهاد بالتتحدث بالترتيب عن ( حرمة القتال فى الشهر الحرام - وصد اى عدوان على المسلمين - وان النصر من عند الله فقط لا من عند المسلمين - ووجوب أعداد القوة لصد اى عدوان خارجى - وحد الحرابة )
اذا الايات بكل بساطة تتحدث عن مشركى العرب الذين خانوا العهد مع الرسول
تفسير الطبرى
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: الأجل الذي جعله الله لأهل العهد من المشركين، وأذن لهم بالسياحة فيه بقوله: { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } إنما هو لأهل العهد الذين ظاهروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونقضوا عهدهم قبل انقضاء مدته. فأما الذين لم ينقضوا عهدهم ولم يظاهروا عليه، فإن الله جل ثناؤه أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بإتمام العهد بينه وبينهم إلى مدته بقوله: { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم، إن الله يحب المتقين }.. [سورة التوبة: 4].
لنضع الايات كاملة حتى يتضح الأمر أكثر وأكثر
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم
وإن أحدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه
ذلك بأنهم قوم لا يعلمون
كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام
فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين
كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة
يرضونكم بأفواههم وتأبي قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون
وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم
فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون
ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم
فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
يقول الدكتور القرضاوى
فالمشركون الذين تتحدث عنهم آية السيف، هم إذن فريق خاص من المشركين:
كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم عهد، فنقضوه،
وظاهروا عليه أعداءه.
وقد برئ الله ورسوله منهم، وآذنهم بالحرب إن لم يتوبوا عن كفرهم،
ويؤمنون بالله ربا واحدا، وبمحمد نبيا ورسولا.
وهؤلاء المشركون أعداء الإسلام ونبيه ليسوا هم كل المشركين
، بدليل قوله جل ثناؤه قبل آية السيف:
وبدليل الأخبار التي تظاهرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه حين بعث عليا رحمة الله عليه ببراءة إلى أهل العهود بينه وبينهم
أمره فيما أمره أن ينادي به فيهم
"ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد- فعهده إلى مدته"،
وإنما هم قوم من المشركين، كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم عهد إلى أجل،
فنقضوه قبل أن تنتهي مدته...
، وقوم آخرون كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهد غير محدود الأجل.
فهؤلاء وأولئك هم الذين أعلن الله عز وجل براءته هو ورسوله منهم،
وأمهلهم أربعة أشهر من يوم الحج الأكبر
(والمراد به يوم عيد النحر، وهو اليوم الذي نبذ إليهم فيه العهد على سواء)
ليسيحوا في الأرض خلالها حيث شاءوا، ثم ليحددوا فيها موقفهم من الدعوة إلى الإيمان بالله ربا واحدا
فإما تابوا فكان في استجابتهم لداعي الله خيرهم،
وإلا فهي الحرب، وما تستتبعه من قتل وأسر وحصار وترقب
وإن الله جل ثناؤه ليبين لهم سبب حكمه هذا عليهم، في آيات تلي آية السيف..
أليسوا هم أئمة الكفر،
يطعنون في دين الله،
ويصدون الناس عن سبيله؟!
ينقضون عهدهم مع رسول الله
، ويظاهرون عليه أعداءه؟!
ينافقون الرسول والمؤمنين، فيرضونهم بأفواههم
وتأبى قلوبهم أن تعتقد ما يقولون؟!
ينكثون أيمانهم، فيهمون بإخراج الرسول، ويبدءون المؤمنين بالقتال في بدر؟!
يتربصون بالمؤمنين،
ويترقبون فرصة للانقضاض عليهم، دون رعاية لعهد ولا ذمة؟!
ولا أدل على هذا من قول الله عز وجل لنبيه، في الآية التي تلي آية السيف دون فاصل:
فإن في هذه الآية أمرًا من الله عز وجل لرسوله بأن يجير من يستجير به من المشركين، ثم يدعوه إلى الإيمان بالله، ويبين له ما في هذا الإيمان من خير له، فإن هو ـ بعد هذا ـ أصر على ضلاله، واستمرأ البقاء على كفره بالله، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغه المكان الذي يأمن فيه، فعلى الرسول أن يجيبه إلى طلبه،
وأن يؤمنه حتى يصل إلى ذلك المكان.
التعديل الأخير تم بواسطة Eng.Con ; 28-06-2011 الساعة 04:00 PM
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق
من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
الدكتور يوسف القرضاوى
ومن الواضح لمن تدبر آيات القرآن، وربط بعضها ببعض
أن هذه الآيات نزلت بعد غزوة تبوك، التي أراد النبي فيها مواجهة الروم،
والذين قد واجههم المسلمون من قبل في معركة مؤتة،
واستشهد فيها القواد الثلاثة الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم على التوالي
زيد بن حارثه، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة.
فالمعركة مع دولة الروم كانت قد بدأت، ولا بد لها أن تبدأ،
فهذه الإمبراطوريات الكبرى لا يمكن أن تسمح بوجود دين جديد يحمل دعوة عالمية،
لتحرير البشر، من العبودية للبشر
أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله"
(آل عمران: 64).
وهم الذين بدءوا المسلمين بقتل دعاتهم والتحرش بهم،
وهو المعهود والمنتظر منهم،
فهذه معركة حتمية لا بد أن يخوضها المسلمون، وهي كره لهم.
الرسول الكريم أقدم على غزوة تبوك حين بلغه أن الروم يعدون العدة لغزوه
في عقر داره في المدينة، فأراد أن يغزوهم قبل أن يغزوه،
ولا يدع لهم المبادرة، ليكون زمامها بأيديهم. وهذا من الحكمة وحسن التدبير.
فالآية الكريمة هنا تأمر باستمرار القتال لهؤلاء الروم الذين يزعمون أنهم أهل كتاب،
وأنهم على دين المسيح، وهم أبعد الناس عن حقيقة دينه.
ولكن هذه الآية لا تقرأ منفصلة عن سائر الآيات الأخرى في القرآن،
فإذا وجد في أهل الكتاب من اعتزل المسلمين، فلم يقاتلوهم، ولم يظاهروا عليهم عدوا،
وألقوا إليهم السلم، فليس على المسلمين أن يقاتلوهم،
وقد قال الله تعالى: في شأن قوم من المشركين
"فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً" (النساء:90).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
دعوا الحبشة ما ودعوكم
والحبشة نصارى أهل كتاب، كما هو معلوم.
وقال العلامة رشيد رضا
هذه غاية للأمر بقتال أهل الكتاب ينتهي بها إذا كان الغلب لنا،
أي قاتلوا من ذكر: عند وجود ما يقتضي وجوب القتال كالاعتداء عليكم،
أو على بلادكم، أو اضطهادكم وفتنتكم عن دينكم، أو تهديد أمنكم وسلامتكم
، كما فعل الروم، فكان سببا لغزوة تبوك،
حتى تأمنوا عدوانهم بإعطائكم الجزية في الحالين اللذين قيدت بهما،
فالقيد الأول لهم، وهو: أن تكون صادرة عن يد أي قدرة وسعة، فلا يظلمون ويرهقون،
والثاني لكم، وهو: الصغار المراد به كسر شوكتهم، والخضوع لسيادتكم وحكمكم، وبهذا يكون تيسير السبيل لاهتدائهم إلى الإسلام بما يرونه من عدلكم وهدايتكم وفضائلكم، التي يرونها أقرب إلى هداية أنبيائهم منهم.
فإن أسلموا عم الهدى والعدل والاتحاد،
وإن لم يسلموا كان الاتحاد بينكم وبينهم بالمساواة في العدل،
ولم يكونوا حائلا دونها في دار الإسلام.
والقتال لما دون هذه الأسباب التي يكون بها وجوبه عينيا
أولى بان ينتهي بإعطاء الجزية، ومتى أعطوا الجزية:
وجب تأمينهم وحمايتهم، والدفاع عنهم، وحريتهم في دينهم
بالشروط التي تعقد بها الجزية، ومعاملتهم بعد ذلك بالعدل والمساواة كالمسلمين،
ويحرم ظلمهم وإرهاقهم بتكليفهم ما لا يطيقون كالمسلمين،
ويسمون (أهل الذمة) لأن كل هذه الحقوق تكون لهم بمقتضى ذمة الله وذمة رسوله.
وأما الذي يعقد الصلح بيننا وبينهم بعهد وميثاق،
يعترف كل منا ومنهم باستقلال الآخر فيسمون (أهل العهد) والمعاهدين.
وقال العلامة الشيخ محمود شلتوت في رسالته (القرآن والقتال)
فالآية تأمر المسلمين باستمرار مقاتلة طائفة هذه صفتها
(لا يؤمنون بالله، : إلخ) قد ارتكبت من قبل مع المسلمين ما كان سببا للقتال
من نقض عهد وانقضاض على الدعوة، ووضع للعراقيل في سبيلها،
فهي لا تجعل عدم الإيمان وما بعده سببا للقتال،
ولكنها تذكر هذه الصفات التي صارت إليهم، تبيينا للواقع،
وإغراء بهم مع تحقق العدوان منهم؛ غيروا دين الله،
واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دونه،
يحللون لهم بالهوى ويحرمون، غير مؤمنين بتحليل الله ولا تحريمه،
وليس عندهم ما يردعهم عن نقض عهد، ولا مصادرة حق،
ولا رجوع عن عدوان وبغي.
هؤلاء هم الذين تأمر الآية باستمرار قتالهم حتى تأمن شرهم،
وتثق بخضوعهم، وانخلاعهم من الفتنة التي يتقلبون فيها،
وجعل القرآن على هذا الخضوع علامة، هي دفعهم الجزية،
التي هي اشتراك فعلي في حمل أعباء الدولة،
وتهيئة الوسائل إلى المصالح العامة للمسلمين وغير المسلمين.
وفي الآية ما يدل على سبب القتال الذي أشرنا إليه
وهو قوله تعالى: (وهم صاغرون)، وقوله: (عن يد) فإنهما يقرران الحال التي يصيرون إليها عند أخذ الجزية منهم،
وهي خضوعهم، وكونهم بحيث يشملهم سلطان المسلمين؛ وتنالهم أحكامهم،
ولا ريب أن هذا يؤذن بسابقية تمردهم، وتحقق ما يدفع المسلمين إلى قتالهم.
هذا هو المعنى الذي يفهم من الآية، ويساعد عليه سياقها، وتتفق به مع غيرها،
ولو كان القصد منها أنهم يقاتلون لكفرهم، وأن الكفر سبب لقتالهم
لجعلت غاية القتال إسلامهم، ولما قبلت منهم الجزية وأقروا على دينهم
اليست هذه الايات تحرض على قتل الابرياء الذين ليس لهم ذنب باسم الجهاد
اليست هذه الايات تثبت مايقال عن الاسلام وانتم تنكرونه
لكن اياتكم من كتابكم تشهد عليكم
فلتخبرينا لماذا لم يقتل عمرو ابن العاص أجدادك اذاً ... وكيف نفسر وجودك فى مصر الى الان ؟؟؟
الحاكم بيننا وبينكى هو التاريخ ... ومن يقرأ التاريخ جيدا يعرف من القوم أصحاب الأقوال والأفعال ... ويعرف أصحاب الأقوال فقط لا الأفعال
دليل الى قراءة تاريخ الكنيسة - الجزء الأول
الأخلاق المسيحية - دكتور فايز فارس
يقول ول ديورانت
قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> الحضارة الإسلامية -> الإسلام في الغرب -> فتح أفريقية
وحال عمرو بين العرب وبين نهب المدينة وفضل أن يفرض عليها الجزية. ولم يكن في وسعهِ أن يدرك أسباب الخلافات الدينية بين المذاهب المسيحية المختلفة، ولذلك منع أعوانه اليعاقبة أن ينتقموا من خصومهم الملكانيين، وخالف ما جرت عليه عادة الفاتحين من أقدم الأزمنة فأعلن حرية العبادة لجميع أهل المدينة.
اقتباس
اليست هذه الايات تثبت مايقال عن الاسلام وانتم تنكرونه
لكن اياتكم من كتابكم تشهد عليكم
نحن لا نجمل صورة الإسلام ... الإسلام دين عزيز والفطرة الأنسانية تميل اليه على كل الأحوال .... ولا يهمنا ما يُقال عليه من إعلام كاذب مضلل ... فكل هذا الكلام من أجل تغطيه أقوال وأفعال إرهابية تشمئز منها القلوب السليمة ... فلا مفر الا أن نستخدم مبدأ .. خدوهم بالصوت
المفضلات