كاذب وكذاب ، ساحر وسحار : إن هذين التعبيرين وردا في القرآن ; فقال تعالى : {ومن هو كاذب وارتقبوا} وكذا {بل هو كذاب أشر} وفي السحر قال : {يأتوك بكل ساحر} وفي موضع آخر {بكل سحار} ، ففعال أبلغ من فاعل ; لأن فعال -بتشديد العين- هو يأتى به لوزن الصنعة كنجار وصباغ وخراج وطباع والخ ، فسحار أبلغ من ساحر ، وكذاب أبلغ من كاذب ; لأن السحار والكذاب كأنما اتخذا السحر والكذب صنعة يسترزقون بها فهي علامة عليهم بها يعرفون وهم بها مشتهرون وفيها هم متميزون!... والله أعلم
واريت جرحا في فؤادي وأجمع ** بعضي على بعضي فكلي أنفع
كم زادني سما لسانهمو وكم ** زودتهم صما وإني أسمع
جرح العدا لا بد يوما يبرؤ ** وجروح خلي في فؤادي توجع
قوله : {عينا يشرب بها عباد الله} فالعين يشرب منها وليس بها فأنت تقول : شربت من البحر ولا تقول : شربت بالبحر! ، فالباء هنا بمعنى (من) ولكن التعبير بها هنا أضاف دلالة بديعة وهي : لذة الشرب ولذة النظر للعين ، فعباد الله يشربون من العين وهم متلذذون بينبوعها!.
المفضلات