|
وفي فصل "الخط الكوفي" يقول مارتن لنجز:
إن أول اكتمال للخط في الإسلام وجد في مخطوطة أثرية ويقال أنه وصل لشكله النهائي في النصف الأخير من القرن الثاني الهجري الذي انتهى في عام 815م.
هل يمكن أن نفترض من هذا واضعين في اعتبارنا الدليل السابق أن صافادي كان لديه اعتقاد أن الخط نشأ أولًا في ذلك الوقت؟.
لا... لقد ذكر بوضوح أنه هنا وصل لكماله... وهل لنجز وصافادي يصلان إلى نفس النتيجة في كتابهم في تكريم معرض القرآن 1976م في المتحف البريطاني.
يمكن القول أن الخط الكوفي وصل لكماله، بالنسبة لمخطوطات القرآن، في النصف الثاني من القرن الثاني في الإسلام الذي انتهى في 815م.
وقد يتساءل البعض كيف رد المبشرون شكل الخط الكوفي لأواخر القرن الثامن بينما يقول كلٌّ من لنجز وصافادي أن الخط وصل لكماله في النصف الثاني من القرن الثاني الإسلامي؟! فبخصوص أسلوب الخط في مخطوطة سمرقند، هناك أمثلة كثيرة له من القرن الأول الهجري في شكل نقوش... سوف نستشهد بقليل منها:
نقوش قرب المدينة في السنوات الأولى للهجرة ( 4 بعد الهجرة):
1- النقش الأول بتاريخ 625م، الخط: كوفي، كتب عليه: "أمسى وأصبح عمر وأبو بكر يتودعان (يتوبان ويتضرعان) إلى الله.
M. Hamidullah, "
Some Arabic Inscriptions Of Medinah Of The Early Years Of Hijrah", 1939, Islamic Culture, Volume XIII, pp. 427-439.
2- النقش الثاني: المحتوى: أشهد أن لا اله إلا الله
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
برحمتك يا الله
على الله توكلت وهو رب
العرش العظيم
M. Hamidullah, "Some Arabic Inscriptions OfMedinah Of The Early Years Of Hijrah", 1939, Islamic Culture, Volume XIII, pp. 427-439
هذان النقشان من النقوش قرب المدينة ومكتوبة بخط كوفي متعرج بدون تاريخ. وقد وضع لها تاريخ c. 4 AH من خلال الدليل الذي تحويه.
وهذه هي أيضًا المرة الأولى التي تذكر أسماء "أبو بكر، عمر، علي، عثمان بن عفان ومحمد بن عبد الله".
ومن هنا لم يثبت فقط خطأ المبشرين المسيحيين في تأريخهم لأصول الخط الكوفي، ولكن أيضًا كانوا مخطئين في رأيهم أن "الكوفي" ليس خطًّا تم توظيفه في الحجاز في عهد الخليفة عثمان.
وبالنظر إلى آراء لنجز وصافادي، نكتشف ببساطة خطأ قراءة المبشرين المسيحيين.
وتعتقد Abbott أن مخطوطات القرآن بالرسم العثماني ربما كتبت بخطوط مكة والمدينة.
والمخطوطة المنسوبة لعثمان (في جامع الحسين في القاهرة) هي في الواقع مكتوبة بالخط المدني.
مخطوطات القرآن الكوفية من القرنين الأول والثاني الهجري.
إن أفضل طريقة لدحض مزاعم المبشرين المسيحيين بشأن شكل الخط الكوفي (ومن ثم القرآن الكوفي) حوالي أواخر القرن الثامن (أو أواخر منتصف القرن الثاني الهجري) هي أن نبين وجود مخطوطات القرآن الكوفية من القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجري.
يوجد بالمتاحف التالية مخطوطات القرآن الكوفية من القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجري:
1- مكتبة النمسا القومية (فيينا، النمسا)
مخطوطات كوفية برقم A. Perg 203 and A Perg. 193 + 196 + 208 A. Perg 201,
ويؤرخ لها ببداية القرن الثاني الهجري. وكذلك مخطوطات A. Perg 186 and A Perg. 197
ويؤرخ لها بمنتصف القرن الثاني الهجري.
2- بيت القرآن (المنامة، البحرين): مخطوطة 1611-mkh235 من أواخر القرن الأول الهجري. ومخطوطة 1620-mkh233 من القرنين الأول والثاني الهجريين.
3- مكتبة الجامع الكبير (مكتبة الأوقاف، الجامع الكبير، صنعاء، اليمن): أمثلة من مخطوطات كوفية من القرن الأول.
نقوش كوفية من القرن الأول الهجري:
إن التأريخ الاعتباطي من قبل المبشرين المسيحيين للخط الكوفي يتناقض أيضًا مع النقوش الأولى التي علق عليها كلٌّ من الكتاب الغربيون والمسلمون.
أعادت Nabia Abbott التأكيد على أن "النقوش الإسلامية الأولى، تذكار مقبرة عبد الرحمن بن الهاجري، المؤرخة 31/ 652 ... مكتوب عليها بخط من المؤكد أنه ليس خطًا مكيًّا ويمكن اعتباره بكل ثقة خط كوفي ضعيف."
قبل عام 93 الهجري، تذكار الطريق، المؤرخ من عهد الخليفة عبد الملك (حكم من 685 إلى 705) عليه كتابة بخط كوفي.
ليس صحيحًا أن أولى المخطوطات التي يمكن تأريخها ترجع إلى الربع الأول من القرن الثامن.
يعلمنا الباحث المشهور Adolf Grohmann أنه هناك نسخة مؤرخة من القرن الأول الهجري، ونسختان من القرن الثاني، وسبعة من القرن الثالث الهجري.
والنتيجة: لقد رأينا أن الخط الذي وصل إلينا لنعرفه بـ"الكوفي" قد وجد قبل تأسيس مدينة الكوفة.
إنه هذا الخط الذي وصل لكماله وشكله النهائي في النصف الثاني من القرن الثامن. وهذه يدحض تمامًا زعم JohnGilchrist والمبشرين الآخرين الذين أكدوا أن الخط الكوفي نشأ في وقت متأخر، ليس قبل عام 150 ﻫ.
يقول المبشرون: يعتقد المسلمون أن مخطوطة سمرقند هي نفسها التي قرأ فيها الخليفة عثمان عند وفاته عام 32 هجري.
ولا يحددون من هم المسلمون الذين يقولون هذا، ولا يذكرون مراجع إسلامية معتبرة تشير لهذا وتدعم كلامهم.
كان مصحف موجودا بسمرقند ثم نقل إلى عاصمة روسيا القيصرية (بطرسبرج) بعد الثورة البلشفية سنة 1917 ثم نقل إلى تركستان حتى استقر به المطاف في طشقند الآن.
وقام المصور الروسي "بلوساركس" بأخذ صورة من الأصل في طشقند. وأودعت هذه النسخة (الصورة) في قاعة القران الكريم بدار الكتب المصرية في القاهرة.
وبذلك يتضح مدى افتراء المواقع التي تردد القول فتسميها مخطوطة سمرقند. ثم يخرج أناس منهم يزعمون أنهم قاموا بتصوير المخطوطة أو أجزاء منها فوجدوا أنها تختلف عن آي القرآن في وقتنا هذا في أكثر من 700 موضع.
وعندما ترجع للمخطوطة أو نسختها في القاهرة تعرف أن علماء المسلمين لم يقولوا أنها لعثمان بن عفان، وإنما يقول بعضهم أنها مصحف منسوب لعثمان. وبين القولين بون شاسع يدركه العالمون بتوثيق الوثائق والمخطوطات.
وهذا القول يضاهي قول علماء الكتب المقدسة "الإنجيل تبعًا لمتى" The Gospel According to Matthew.
كما أن هذه المواقع لم توثق ما اقتبسته من صور.... وإنك عندما تذكر معلومة مهمة تضع مصدرها لتكسبها قيمة علمية, ولكنهم أعرضوا عن كتابة مقدمة عن المخطوطة وكاتبها وما حملته من توثيق كالتوقيعات والأختام وذكر سندها وخلافه مما يعطيهم حجة قوية في الاستشهاد بها.
كل هذه الخطوات والشروط العلمية ضربوا بها عرض الحائط، ولم يكتفوا بهذا وإنما لجئوا إلى التزوير والكذب... فقد استشهدوا بالأخطاء ولم يلفتوا نظر القارئ إلى أن كاتب المخطوطة قام بتصحيح أخطائه في هوامش المخطوطة أو كان يضع خطًا على الكلمة أو الأحرف أو الحرف الزائد ليلفت نظرنا إلى السهو الذي صححه بنفسه في الهامش... وهذا كثيرًا ما يحدث في المخطوطات ولا يعيبها، ونقوم نحن بالنقل منها بالطريقة الصحيحة التي أشار إليها كاتبها.
بل من المواقع ما وصل بها حد السفه وادعت أن هذه الصور التي حصلت عليها جاءتها خصيصًا من سمرقند وفاتهم أن المخطوطة في طشقند.
وجدير بالذكر أن مخطوط مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه, موجود بالقاهرة.
ملاحظات:
Dr. Souad Maher, the former dean of Cairo University archeologydepartment
using the scientific carbon-testing method to determine that therelics and the Qur'an dated back to the time of the ProphetMohammed(P).
Uthman made four copies to be distributed in the Arab world. Onewas sent to the ruler of Egypt; the other three are believed to be in Iraq, Yemen and Syria.
There has been a polemic going on that the Qur'an does nothave manuscripts from the first century of hijra. However, this is not true. Many fragments of early Qur'anic manuscripts were shown by Orientalists notablyNabia Abbott in her work The Rise of the North Arabic script and its Kur'anicdevelopment, with a full description of the Kur'an manuscripts in the OrientalInstitute (1939, University of Chicago Press). There she discusses some of theQuranic manuscripts, dated from second half of the first century hijra onwards, at the Oriental Institute, University of Chicago. The aim of this page is tohighlight some of the early Qur'anic manuscripts to refute the claim that theQur'an lacks manuscripts from the first century of hijra.
مراجع البحث ومصادره:
[1]
Abi al-`Abbas Ahmad al-Qalqashandi, Kitab Subh al-A`sha, 1914, Volume III, Dar al-Kutub al-Khadiwiyyah: Al-Qahirah, p. 15.
[2]
N. Abbott, The Rise Of The North Arabic Script And Its Kur'anic Development, 1939, University of Chicago Press, p. 17.
[3]
S. M. Imamuddin, Arabic Writing AndArab Libraries, 1983, Ta-Ha Publishers Ltd.: London, p. 12.
[4]
B. Moritz, "Arabic Writing", Encyclopedia Of Islam (Old Edition), 1913, E. J. BrillPublishers, Leyden & Luzac & Co. London, p. 387.
[5]
A. Siddiqui, TheStory Of Islamic Calligraphy, 1990, Sarita Books: Delhi, p. 9.
[6]
A. Khatibi & M. Sijelmassi, The Splendor Of Islamic Calligraphy, 1994, Thames andHudson, pp. 96-97.
[7]
N. Abbott, The Rise Of The North Arabic Script And ItsKur'anic Development, Op. Cit., p. 17.
[8]
S. Masood, The Bible And TheQur'an: A Question Of Integrity, 2001, OM Publication: Carlisle, UK, p. 19.
[9]
Y. H. Safadi, Islamic Calligraphy, 1979, Shambhala Publications, Inc.: Boulder (Colorado), p. 11.
[10]
Ibid., p. 10. See also a similarassertion on p. 42.
[11]
M. Lings, The Quranic Art Of Calligraphy AndIllumination, 1976, World Of Islam Festival Trust, p. 16.
[12]
M. Lings &
Y. H. Safadi, The Qur'an: Catalogue Of An Exhibition Of Quranic Manuscripts AtThe British Library, 1976
, World of Islam Festival Publishing Company Ltd.: London, p. 12.
[13]
N. Abbott, The Rise Of The North Arabic Script And Its
Kur'anic Development, Op. Cit., p. 21.
[14]
H. Loebenstein, KoranfragmenteAuf Pergament Aus Der
Papyrussammlung Der ÖsterreichischenNationalbibliothek,
Textband, 1982, Österreichische Nationalbibliothek: Wein, pp. 23-43
. This contains the description of the manuscripts, see pp. 36-.
H. Loebenstein, Koranfragmente Auf Pergament Aus Der
Papyrussammlung Der Österreichischen Nationalbibliothek, Tafelband, 1982, Österreichische Nationalbibliothek: Wein, See Tafel 11-19. Thiscontains the pictures of the manuscripts.
[15]
H. M. El-Hawary, "The MostAncient Islamic Monument Known Dated AH 31 (AD 652) From The Time Of The ThirdCalif `Uthman", Journal Of The Royal Asiatic Society, 1930, p. 327.
[16]
N. Abbott, The Rise Of The North Arabic Script And Its Kur'anic Development, Ibid., pp. 18-19.
[17]
A. Welch, Calligraphy In The Arts Of The Muslim World, 1979, University Of Texas Press: Austin, pp. 44-45.
[18]
Y. H. Safadi, IslamicCalligraphy, Op. Cit., p. 11.
[19]
A. Schimmel, Calligraphy And IslamicCulture, 1984, New York University Press: New York & London, p. 4.
[20]
B. Moritz, Arabic Palaeography: A Collection Of Arabic Texts From The FirstCentury Of The Hidjra Till The Year 1000, 1905, Cairo, See Pl. 1-12.
[21]
T. W. Arnold & A. Grohmann, The Islamic Book: A Contribution To Its Art AndHistory From The VII-XVIII Century, 1929, The Pegasus Press, p. 22.
[22]
M. Jenkins, "A Vocabulary Of Ummayad Ornament", Masahif San`a', 1985, Dar al-Atharal-Islamiyyah, pp. 23.
[23]
A. Grohmann, "The Problem Of Dating EarlyQur'ans", 1958, Der Islam, p. 216.
[24]
Ibid., see foonote 17.
[25]
B. M. Metzger, Manuscripts Of The Greek Bible: An Introduction To Greek Palaeography, 1981, Oxford University Press, p. 102, No. 26,
[26]
R. Devreesse, Introduction à L'étude Des Manuscrits Grecs, 1954
, Librairie C. Klincksieck: Paris, p. 288.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولنا عودة للموضوع إن شاء الله تعالى |
|
المفضلات