اطمأني سيدتي
فـ
(فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الزخرف {71}
ما تشتهيه الأنفس .. كل الأنفس .. رجالا ونساء..
والتفصيل في هذا يجرح حياء النساء .. فلزم الإجمال
فمن اشتهى شيئا أو اشتهت .. كان له أو لها .. ما اشتهى أو اشتهت.. لذة وخلودا.
بكل الإكرام والتكريم اللائق .. بل والفائق المتناسب.
أرأيتي سيدتي هذا التلميح القاطع الدلالة ..
فأُجملَ ما كان في حق النساء .. وفُصِلَ قليلا ما كان في حق الرجال
دفعا لهم وتحفيزا .. لأن تكليفهم أشق .. والصبر عليه يحتاج إعانة أزيد
ولا يُنقِص ما فصل قليلاً هنا .. شيئا مما أُجملَ هناك.
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ }النحل31ما يشآؤون .. الرجال والنساء
{لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً }الفرقان16
ما يشاؤون .. رجالا ونساءا .. وهو أيضا وعدا من ربك .. فهل تصدقين وعد الله؟!!
ثم اعلمي سيدتي أن الله سيرضي كل من دخل الجنة رجلا كان أو امرأة بما تقر به عينها تماما الرضى ولا تحزن أو يحزن .. فاطمئني سيدتي كل الاطمئنان
حتى أنه من فضله سبحانه سيسأل الجميع: أرضيتم؟!!
فيجيبون: كيف لا نرضى وقد .... .... كذا وكذا مما ورد في الحديث
فحينئذ يزيدهم الله نعيما .. (للرجال والنساء) لا يقارب شيئا مما يعرفونه .. فيحل عليهم رضوانه جل وعلا
ويتفضل عليهم بالنظر إليه سبحانه.. فيذهلون برؤيته سبحانه عن كل نعيم الجنان ..
الله أكبر .. ما أعظم هذا!!
ثم انظري
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة17
لا تعلم نفس .. ما أروع هذا التعبير!! ..
لا تعلم
فكل ما نخوض فيه من تشبيه وتفسير هو للتقريب فقط ..
من باب "وأُتوا به متشابها" .. لكن الحقيقة أنه لا تعلم نفس !! ولا مقارنة!
وفي هذا التعبير إجمال رائع يطلق الآفاق لتنسم نعيم الجنة مما تعلم ومما لا تعلم
وهو كذلك يشمل الرجال والنساء .. في كل نعيم.
وانظري كذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
" قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "
والله .. إن هذا الحديث كفيل بقطع كل تساؤل عن أمور الجنة سواء للرجال أو للنساء
فلو أطلق كل ذهن عنانه في التفكر في هذا لما انتهى
وإن اعترض أحد بأن الحديث بلفظ المخاطب المذكر للزم لهذا الفهم أن يكون الأمر فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وغيره في القرآن هو كذلك متوجه للرجال دون النساء
فهل هو كذلك؟
معلوم أن كل خطاب يتوجه فيه بالحديث للرجال ..فالنساء متضمنات فيه
إلا ما فصلت فيه الأحكام أو اقتضته الطبيعة المختلفة الخلقية والنفسية والتكليفية.
وذلك لأن أمور النساء مبنية على مراعاة طبيعتها في الستر والحياء والتعفف.
"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
اقتباس
ثالثا لماذا ليس هناك شبهات عن الرجل في الاسلام
ما بالك يا أم عمرو ..
أغيرة حتى في الشبهات؟؟!!
يا لبؤس الرجال!
قدرنا منك أختنا الحق في الغيرة مما كان من نعيم الجنة
فهل الشبهات أيضا مما يغار منه ..؟!
والأولى في ذلك سيدتي أن تسألي في ذلك من يثير الشبهات لا من يرد عليها
لكن هل تعلمين صدقا سيدتي لم الشبهات أكثر في حق النساء؟
ذلك لأن مثيري الشبهات قصدهم هدم البناء كله..
فمنطقي منهم أن يوجهوا التهييج والاستثارة بالشبهات لمن تقوم بالبناء والتأسيس لتتوقف عن ذلك وتساهم معهم في الهدم والتخريب.
لظنهم في النساء أنهن سريعات الاستجابة يستثرن لأدنى عارض من شبهة فيصدهن ذلك عن مواصلة مهمتهن الأسمى في بناء هذا الصرح العظيم ويشاركن في الهدم والتخريب
فهل النساء كذلك ..؟!! هل هن عند ظن من أكثر حولهن الشبهات؟!!
أو هن ممن صدق عليهم إبليس وجنوده ظنونهم التي من أجلها أكثروا من الشبهات في النساء؟!!
هذا السؤال لك .. فتفكري فيه .. واعلمي أن سلعة الله غالية سلعة الله الجنة
المفضلات