بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسو ل الله وعلى أله وصحبه
أجمعين
ورد فى إنجيل يوحنا الإصحاح ( 6 ) العدد (47 )
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.
قد يقفز القارئ المسيحى عندما يقرأ هذا العدد فرحا
وإبتهاجا ليقول أيها المسلمون هذا هو إلهكم الحق
ومُخَلصكم يسوع المسيح الذى تكفرون به وتنكرونه
ولا تعترفون به ها هو يدعوكم لكى تؤمنوا به لكونه
إلهكم ومُخَلصكم الذى مات من أجلكم وبدون إعترافكم
بذلك فلا نجاة لكم لن تكون لكم حياة أبدية بل
ستمكثون فى الجحيم الأبدى هذا بالتأكيد سيكون
تفسير القارئ المسيحى للنص من خلال منظوره
الإيمانى ولكن هذا النص أو العدد ليس هذا هو
المقصود منه والدليل على ذلك
أولا : هذا النص أو العدد ليس فيه إشارة من قريب أو
حتى من بعيد إلى الإيمان بالمسيح الإله المتجسد
الذى صلب ومات على الصليب من أجل خلاص البشر
ثانيا : لو كان المسيح يقصد بالإيمان هنا هو الإيمان
الذى يعتنقه المسيحيون ( الألوهية والصلب ) لأعلن
المسيح ذلك بمنتهى الصراحة والوضوح ولكن ذلك
لم يحدث مما يؤكد بما لا يدع مجالا لأدنى شك على
أن الإيمان الذى يقصده المسيح فى هذا العدد هو
الإيمان بأنه رسولا مُرسَلا من عند الله وليس الإيمان
بأنه هو الله الظاهر فى الجسد
ثالثا : ورد فى نفس الإصحاح من إنجيل يوحنا العدد ( 40 )
لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ».
المسيح يريد أن يقول هنا أن إرادة الله ربى وإلهى
الذى أرسلنى وجعلنى رسولا أدعو بإسمه ومشيئته
تكافئ كل من يرانى ويؤمن بأننى رسولا مُرسَلا
من عند الله أن تكون له الحياة الأبدية
رابعا : ورد أيضا فى نفس الإصحاح من أنجيل يوحنا العددين ( 28 ) و (29 )
- فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللهِ؟»
- أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ
تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ ».
الجمع الذى جاء إلى كفر ناحوم يطلب مقابلة يسوع
ووجدوه فى عبر البحر يسأل المسيح عن الأعمال
التى عن طريقها يستطيعون الوصول إلى الله وتجعله
يرضى عنهم فيجيبهم يسوع بأن عمل الله هو أن
تؤمنوا بأننى رسولا مُرسَلا من عند الله ولو كان
المسيح حقا هو الإله المتجسد الذى حمل الخطيئة
نيابة عن البشرية بموته على الصليب لأعلن لهم ذلك
بمنتهى الوضوح ولأمرهم على الفور بأن يتبعوا هذا
الإيمان ولكن هذا لم يحدث
خامسا : ما يؤكد على صدق كلامى ما ورد فى يوحنا
( 12 : 44 ) الذى سبق وأن تم الإشارة إليه فى المشاركة
(2) فى نفس هذا الموضوع
فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي
.
كلام المسيح واضح أن الإيمان به ليس إيمانا لكونه
الإله المتجسد الذى صلب ومات على الصليب وقام
من الأموات فى اليوم الثالث ولكن لأنه رسولا مُرسَلا
من عند الله تبارك وتعالى وأن الإيمان به هو فى
الأساس وقبل أى شئ إيمان بالله الذى أرسله
وللمزيد من الإيضاح الرجاء الإطلاع على المشاركة
( 1 ) و ( 5 ) فى هذا الموضوع
ضيفنا المسيحى المحترم سؤال أتمنى أن أجد له
إجابة عندك بشرط أن تحكم عقلك وضميرك لا قلبك
قبل أن تجيب
هل بعد ما ذكرته لك ما زلت مُصرا على أن المسيح
هو إلهك الذى صلب ومات على الصليب من أجل
خلاصك وخلاص كل الذين يؤمنون به ؟!
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات