قلنا أننا لا نعني النسب التشريفي ... فالمال والخلق لا ينسبون لله كنسبة كلامه وعلمه ورحمته له عز وجل
والله عز وجل ليس حادثا كما قلت ... فما الذي يجعلك تنسب إلى ذاته الحدث بأن جعلت كلامه مخلوقا؟؟؟
كلام الله أزلي لأن الله أزلي ... ولا نهاية لكلامه لأنه لا نهاية له عز وجل
أما الجنة والنار فمخلوقات مثلي ومثلك ليست من صفات الله أو أفعاله
وعليه نعيد صياغة السؤال
هل صفات الله لها بداية ونهاية؟؟؟
الجواب من فمك
فهذا تقرير منك أن صفات الله أزليةاقتباسأنصحك يا أخي أن تتوب لله من هذه العبارة الخطيرة التي ذكرتها ، فالله خالق وما سواه مخلوق ، وما ينسب لله فهو أيضاً مخلوق إلا صفاته فهو منسوبة له اتصالاً وليس انفصالاً كسائر مخلوقاته ، فصفاته متأصلة في ذاته ، فلا يجوز فيها ما يجوز في غيرها من الحوادث
وعلى هذا فكلام الله ليس بمخلوق ... بل هو أزلي
وأما الفعل فقلت لك سابقا ... صفات الله ليست كصفاتنا وأفعاله ليست كأفعالنا ... ولا نملك أن نخوض في هذه النقطة الغيبية
اقتباسوأنا قلت بأن القرآن مخلوق لأن القرآن شيء ، والآية صريحة : ((خالق كل شيء)) ، فالله ذكر بأنه خالق كل شيء -بغض النظر عن هذه الأصناف لأنه حتى في حال وجودها فهي تابعة "لكل شيء"- ، هذه آيات الله المحكمات الواضحة
ولكن : ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب))
فاتق الله يا أخي
فأدلتي
أولاً : بالشرع
القرآن : (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء)
الدليل واضح على أن كل شيء مخلوق
ليس كل شيئ مخلوق بنص القرآن الكريم الذي تستدل به ... قال تعالى (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ)
قال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ َ وهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
فبالقياس الفاسد الذي تقول به ... هذه الآيات تعني ما لا يصح حتى ذكره وأظنك تفهم ما أريد
سبحان الله ... قد أجرى الله الحق على لسانك ... وصدق النبي حين قال إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجراقتباسالسنة : يروي البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السماوات والأرض)
لاحظ (ولم يكن شيء غيره) ، سبحان القائل : ((ولا ينطق عن الهوى)) ، بجملة قصيرة مختصرة موجزة نسف كل ادعاءات مفرقي جماعة المسلمين هداهم الله ، دليل واضح على أن القرآن لم يكن مع الله منذ الأزل -كما يدعي البعض سامحهم الله- ، مما يثبت أنه كان بعد أن لم يكن فهو حادث
الحديث - وقد تيقن لي صحته - يبين أن الله عز وجل لما لم يكن معه شيئ غيره قد كتب في الذكر كل شيء
فما هو الذكر؟؟؟
لندع القرآن الكريم يرد عليك ... قال تعالى (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ {6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ {8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
شكرا على تعاونك
قلنا أن كلام الله أزلي بأزلية الله ... وهو ليس بحادث كما أن الله ليس حادثااقتباسثانياً بالعقل :
الله هو السبب الأول لهذا الوجود ، وكل ما سواه حادث لأنه لو كان غيره معه لوجب السؤال : ومن أوجد غيره إذا كان أزلياً معه؟ ولدخلنا في معضلة كبرى ونعوذ بالله من الضلال
وكلام الله ليس ككلامنا وصفاته وأفعاله ليست كصفاتنا وأفعالنا ... وهذا ما لا يرفضه العقل
كذبت وصدق الله ورسولهاقتباسالله ليس بشيء بل هو فوق الأشياء ، وهذا مضمون الجمع بين قوله (خالق كل شيء) وبين قوله (هو الأول و الآخر .. الآية) ، فحاشا له أن يكون مخلوقاً
سبحان الله ، (خالق كل شيء) ، كل شيء ، كل شيء ، كل شيء ، فتأتي الآن وتقول هناك أشياء غير مخلوقة !!!
نعوذ بالله من الضلال ، ألهذه الدرجة يعميكم الانقياد
فإن الله عز وجل أجرى على كلامه ما أجراه على نفسه إذ كان كلامه من صفاته فلم يتسم بالشيء ولم يجعل الشيء أسمائه ولكنه دل على نفسه أنه شيء وأكبر الأشياء إثباتا للوجود ونفيا للعدم ، وتكذيباً منه للزنادقة والملاحدة ، والدهرية، ومن تقدمهم ممن جحد معرفته وأنكر ربوبيته من سائر الأمم فقال عز وجل لنبيه {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ} فدل على نفسه أنه شيء ليس ككل الأشياء، وأنزل في ذلك خبرا خاصا مفردا لعلمه السابق أن هناك من سيلحد في أسمائه ويشبهون على خلقه، ويدخلونه وكلامه في الأسماء المخلوقة، قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ َ وهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فأخرج نفسه وكلامه وصفاته من الأشياء المخلوقة بهذا الخبر تكذيبا لمن الحد في كتابه، وافترى عليه، وشبهه بخلقه
وما أدراك أن الأمة هنا لا تعني القوم الذين نهجوا نهج النبي وسائر المرسلين؟؟؟اقتباسأسألك بالله يا أستاذ ليث
هل تفكرت في هذه المسألة من قبل؟ هل تدافع عنها من منطلق قناعة أم من منطلق دفاع عن مذهب؟ ولاحظ أن النبي الكريم قال بأن الأمة لا تجتمع على ضلالة ولم يقل لا تجتمع الفرقة الناجية على ضلالة ، فتنبه
هل كلمة أمة لها معنى واحد فقط؟؟؟
يكذبك القرآن الكريم حين يقول الله عز وجل فيه بعد حديثه عن المرسلين الكرام ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) فأخبرني ... إلى أي الفرق الإسلامية ينتمي سيدنا زكريا مثلا؟؟؟
مرة أخرى كذبت وصدق رسول الله حين قال في وصفه للفرقة الناجية(ما عليه اليوم أنا وأصحابي) ... فكل من خالف نهج النبي وأصحابه فهو هالك وليس بناجاقتباسبل وعد النبي الكريم كل الفرق الضالة من أمته ، وأمته كلها لا تجمع على ضلالة ، بل تجمع على المسلمات كوجود الله ووجوب الصلاة وأركان الإسلام الخمسة والإيمان بالبعث والآخرة ... إلخ ، أما فيما اختلفت فيه المذاهب فليس إجماع طائفة بحجة فيه ، بل نعود للقرآن والسنة ونحكمهما
وعفا الله عمن اجتهد فأخطأ ، ونعوذ بالله من الاتباع الأعمى ولا تنس أنه : "إذا صح الحديث فهو مذهبي" ، وها هي أحاديث رسول الله الصحيحة بين أيدينا ، فاتق الله في نفسك ، ولا تتقول على دين الله ما ليس لك به علم
بل لم أقل على الله إلا ما أعلم ... فقد قلت أن كلامه كصفة وكفعل ليسا ككلام الناس ... ولا يسري عليه ما يسري عليهم ... وقد قال الله عز وجل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ َوهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)اقتباسلا نخوض ، ولكننا نثبتها كما جاءت ، وجميل منك أن تتذكر قول الله : (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) ، فاتق الله يا أخي وآمن بما يقوله ربك (خالق كل شيء)
وأما الخوض فيما هو أبعد من ذلك فكفر بواح ... ونعوذ بالله أن نكون من الكافرين
لا حجة لك في الحديث الأول ... بل على العكس هو يثبت أن الله قبل أن يخلق الخلائق كتب كل شيئ في الذكر والذي هو القرآن الكريم ... وأما القرآن الكريم فقد تبين لك بالنص القاطع أن ليس كل ما سماه الله في القرآن شيئا فهو مخلوقاقتباسشرحت لك الحديث الأول وهو واضح ولا يحتاج لفلسفة الشراح ، وما هي مرجعية العلماء في استنباط القول بعدم خلق القرآن؟ القرآن والأحاديث واضحة ، لماذا أصبحتم كالنصارى تتركون نصوصكم الواضحة وتتهربون لشروحاتها الفلسفية المعقدة؟
المفضلات