( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي
39- هرطقة ثيئودور الموبسويستي
أراد ثيئودور الموبسويستى Theodore of Mopsuestia أن يؤكد الإنسانية الكاملة للمسيح، واعتبر أن الإنسانية الكاملة لا تتحقق إلا إذا كان المسيح شخصًا إنسانيًا لأنه اعتقد أنه لا وجود كاملًا بلا شخصية. وبهذا لم يكتفِ بتأكيد وجود طبيعة إنسانية كاملة للسيد المسيح، ولكنه تمادى إلى تأكيد اتخاذ الله الكلمة لإنسان تام يستخدمه كأداة لخلاص البشرية واعتبر أن الله الكلمة قد سكن في هذا الإنسان بالإرادة الصالحة (good will)، وأنه قد اتحد به اتحادًا خارجيًا فقط. واستخدم عبارة اتصال conjoining- sunafeia بدلًا من كلمة اتحاد e{nwsiõ union . وبهذا فقد جعل في المسيح شخصين أحدهما إلهي والآخر إنساني وقد كونا معًا شخصًا واحدًا هو شخص الاتحاد (اتحاد خارجى) مشبهًا إياه باتحاد الرجل بالمرأة.[1]
قال المؤرخ هيفلى[2] C.J. Hefele: [ثيئودور في خطئه الجوهرى.. لم يحفظ فقط وجود طبيعتين في المسيح، إنما شخصين أيضًا، وهو نفسه قال ليس هناك كيان subsistence يمكن أن يظن أنه كامل بدون شخصية. لكن كما أنه لم يتجاهل حقيقة أن ضمير الكنيسة قد رفض هذا الازدواج في شخصية المسيح، إلا أنه سعى إلى التخلص من الصعوبة وكرر القول صريحًا: "إن الطبيعتين اللتين اتحدتا معًا كونتا شخصًا واحدًا فقط، كما أن الرجل والمرأة هما جسد واحد.. فإذا أمعنا الفكر في الطبيعتين في تمايزهما يجب علينا أن نعرف طبيعة الكلمة على أنه كامل وتام، وكذلك شخصه. وأيضًا طبيعة وشخص الإنسان على أنها كاملة وتامة. وإذا -من ناحية أخرى- نظرنا إلى الاتصال sunafeia نقول أنه شخص واحد"[3]. إن نفس صورة الوحدة بين الرجل وزوجته تبيِّن أن ثيئودور لم يفترض اتحادًا حقيقيًا لطبيعتين في المسيح، ولكن تصوره كان لصلة خارجية بين الاثنين. علاوة على ذلك فإن التعبير "اتصال" conjoining - sunafeia الذى يختاره هنا بدلًا من كلمة "اتحاد" union enwsiV.. مشتق من ) sunaptw الراقصين الممسكين بأيدى بعضهم البعض في شكل دائرة - أى يصل بعضهم بالبعض الآخر) تعبر فقط عن ارتباط خارجى، وتوطد معًا. لذلك فهو مرفوض بوضوح.. بواسطة علماء الكنيسة.]
ثيئودور الموبسويستى يتكلم عن اتحاد الله الكلمة بالإنسان يسوع وليس اتحاد اللاهوت بالناسوت، ويقول إنه اتحاد في الكرامة والسلطة والمشيئة، وإنه اتحاد خارجى في الصورة. لكنه عندما يتكلم عن العلاقة بين الطبيعتين يقول "اتصال". وعندما يتكلم عن الله والإنسان يقول "اتحاد" لكنه يصف نوع هذا الاتحاد فيقول عنه أنه اتحاد خارجى في الصورة الخارجية. أما عن اللاهوت والناسوت فيقول "اتصال" وليس "اتحاد"، ويعتبر أن الروح الإنسانى هو حلقة الاتصال بين اللوغوس وبين الجسد.
حرم المجمع المسكونى الخامس 553م ثيئودور الموبسويستى وتعليمه وكان ضمن ما قيل ضده هو أن استخدامه تشبيه اتحاد الرجل بالمرأة عن اتحاد الله الكلمة بالإنسان يسوع يعتبر وقاحة. وكان ضمن ما قاله ثيئودور أيضًا أن توما الرسول حينما قال "ربى وإلهى" (يو20: 28) لم يقلها بمعنى أن المسيح هو ربه وإلهه، إنما قالها من شدة الانبهار، مثلما يرى إنسان كنزًا من الجواهر أو حادث أليم.
كنا نحن قد حرمنا ثيئودور قبل ذلك التاريخ بزمان لأننا في حرمنا للنسطورية حرمنا نسطور وتعليمه وكل ما يمت إليها بصلة. أما المجمع الخامس 553م فقد عقد لإرضاء كنائسنا، إذ حاول الإمبراطور أن يصالح الخلقيدونيين مع اللاخلقيدونيين. فحرم هذا المجمع كتابات ثيئودور الموبسويستى وثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف الرها التي تسمى Three chapters controversies (صراع الفصول الثلاثة). أى أنهم عملوا في المجمع الخامس ما كان يجب عمله في مجمع خلقيدونية وكان سببًا في اعتراضنا عليه. كان ثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف الرها (435-457م)، الذين كتبا ضد القديس كيرلس عامود الدين وضد التعليم الأرثوذكسى، كتب إيباس أسقف الرها رسالة إلى ماريس الفارسى ضد تعاليم القديس كيرلس الكبير، ولهذا فقد حرمه المجمع الثاني في أفسس 449م برئاسة البابا ديسقورس. وللأسف حالله البابا لاون الأول بابا روما قبل انعقاد مجمع خلقيدونية. وفي خلقيدونية قُبل في الجلسة الثامنة للمجمع بعد أن وقّع على حرم نسطور، ولكن قرئت رسالته ولم يتم حرمها، وإنما تم ذلك في المجمع التالى في القسطنطينية 553م لمحاولة إصلاح صورة الخلقيدونيين.
ففى هذا المجمع تم حرم كتابات ثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف الرها ضد تعاليم القديس كيرلس الكبير، كما تم حرم ثيئودور الموبسويستى وتعاليمه. وللأسف فإن إيباس قد اعتلى كرسى الرها بعد نياحة الأسقف القديس رابولا Rabula من أقوى المدافعين عن تعليم القديس كيرلس الكبير.
ففى خلقيدونية قد تم عزل البابا ديسقوروس وإلغاء الحرومات التي وضعها على ثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف الرها. فأصبحت أمامنا المشاكل التالية: أنهم فى مجمع خلقيدونية لم يحرموا شخص وتعليم ثيئودور الموبسويستى، وكذلك تعاليم ثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف الرها التي هي ضد تعليم القديس كيرلس عامود الدين. هذا بالإضافة إلى عزل البابا ديسقوروس، وأنهم لم يتكلموا عن الطبيعة الواحدة التي علّم بها البابا كيرلس الكبير، كما أنهم لم يذكروا الاتحاد الأقنومى. قالوا أن المسيح هو أقنوم واحد لكنهم لم يذكروا شيء عن الاتحاد الطبيعى أو الأقنومى. فاعتبرنا أن مجمع خلقيدونية تشوبه شبهة النسطورية خاصة في قبوله لاثنين من أكبر أعداء الأرثوذكسية، كانا قد حُرما بواسطة مجمع مسكونى برئاسة بابا الإسكندرية، ثم حاللهم لاون الأول بابا روما قبل مجمع خلقيدونية، وضغط على المجمع حتى يدخلهما إليه ويشركهما فيه، إذ أجبر جنود الإمبراطور المجمع على قبولهما. وكان القديس كيرلس الكبير قد عانى الكثير بسببهما، بل كان الشقاق بين القديس كيرلس ويوحنا الأنطاكى بسبب ثيئودوريت أسقف قورش الذي كتب اثنا عشرة حرمًا ضد حرومات القديس كيرلس عامود الدين. وحينما أمر الإمبراطور بحرق كتب نسطور كانت هناك موجة في الشرق تتجه إلى كتابات ثيئودور الموبسويستى الذى يعتبر أب لنسطور ومعلمه ونشرت كتاباته.
9 وما ذكره كاتب كتاب "العريس" من أن اللوغوس أو اللاهوت هو العريس وأن الناسوت هو العروس أو الكنيسة، وبهذا تكون الكنيسة قد ولدت في بيت لحم، هو أبعد من مفهوم ثيئودور بأضعاف. لأن كاتب كتاب العريس فقال إننا جميعًا اتحدنا باللاهوت في بطن العذراء وولدت الكنيسة في بيت لحم. أما الإيمان الصحبح فهو أن المسيح بلاهوته وناسوته هو العريس والكنيسة هي العروس على اعتبار أنه افتداها واشتراها بدمه. قال ثيئودور نفس هذه الفكرة وهي أن اتحاد اللاهوت بالناسوت في المسيح ليس اتحاد بل اتصال وأنه اتحاد خارجى فقط مثل اتحاد الرجل بالمرأة.
[2] C.J. Hefele, A History of the Councils of the Church, Vol III, AMS Press 1972, reprinted from the edition of 1883 Edinburgh p.6,7.
نقلا عن
التعديل الأخير تم بواسطة 3abd Arahman ; 30-04-2012 الساعة 02:09 AM
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
أنقر(ي) فضلاً أدناه :
سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
الحمدُ لله حمداً حمداً ،
الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .
و مما سبق يتضح أن ثيؤدور كان ينكر ألوهية المسيح
لكن الأنبا بيشوى يستحى من التصريح بتلك الحقيقة
فهو يشبه اتحاد الله بالمسيح باتحاد الرجل و المرأة ليصبحا جسدا واحدا
من أين أتى ثيؤدور بفكرة اتحاد الرجل بالمرأة ؟
أتى بها من العهد القديم
نقرأ من سفر التكوين الإصحاح الثانى :
24 لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أباهُ وَأُمَّهُ، وَيَلتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرانِ جَسَداً واحِداً.
و من الواضح أن الوحدة بين الرجل و زوجته هى وحدة مجازية
فثيؤدور يقصد أن الوحدة بين الله و المسيح وحدة مجازية فحسب و أنه اتحاد فى الكرامة و المشيئة
و أن الله سكن فى المسيح بالإرادة الصالحة
فالرجل يقول المسيح إنسان و ليس هو الله
و لكن الوحدة بينه و بين الله هى وحدة مجازية
أى أنه فهم ما نسب للمسيح فى إنجيل يوحنا : ( أنا و الأب واحد ) أنها وحدة مجازية و ليست وحدة حقيقية
و قول أن توما عندما قال ( ربي و إلهى ) عندما ظهر له المسيح بعد حادثة القيامة المزعومة فلم يكن يقصد أن المسيح إلهه بل كان يقولها من شدة الدهشة
فالرجل يقول بكل بساطة المسيح ليس هو الله
و ما دام ثيؤدور لم يؤمن بألوهية المسيح فهو بطبيعة الحال لم يؤمن بالتثليث
و من الغريب حقا أن مجمع خلقيدونية لم يحرم تعاليمه
و الأنبا بيشوى يفسر عدم تحريم تعاليمه فى مجمع خلقيدونية بتدخل الامبراطور
و نتساءل و بدهشة : أين الروح القدس ؟ لم لم يحل على الآباء ليرشدهم إلى الحقيقة ؟
و ما الدليل على أن قانون الإيمان فى نيقية سنة 325 و قد أقر بألوهية المسيح أو قانون الإيمان المكتوب فى القسطنطينية سنة 381 ميلادية قد كتبا بإرشاد من الروح القدس و ليس ضغط الإمبراطور ؟
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
خلاصة الموضوع :
المسيحيون يتصورون أن عقيدة التثليث كانت عقيدة السيد المسيح و أتباعه
و عند مراجعتنا لأقوال الآباء نفاجأ أن كثيرين منهم كانوا لا يعرفون عقيدة التثليث و أقوالهم منافية لها
القرن الأول الميلادى :
أغناطيوس يستنكر أن يكون المسيح هو الله الكائن على الكل على الرغم من أنه يري أن المسيح إله و لكنه يؤكد على أن الأب هو رب المسيح و أن المسيح خاضع لله و يصف من يقولون أن المسيح هو الله الكائن على الكل بأنهم وزراء الشيطان
كما يؤكد أغناطيوس على أن الأب و الابن و الروح القدس ثلاثة و لا يشير إلى أنهم إله واحد
الديداكى يوصف فيه المسيح بأنه عبد الله و إن سلمنا جدلا بأن كلمة عبد فى اليونانية قد تعنى ابن أيضا فقد وصف بنفس الكلمة و فى جملة واحدة داود عليه السلام مما يعنى أن النصارى الأوائل أطلقوا على المسيح و داود عليه السلام لقب ابن الله و أنهم أرادوا البنوة المجازية
القرن الثانى الميلادى :
النصف الأول :
بوليكارب يؤكد على أن الأب إله المسيح
كلمندس الرومانى يقول أن الأب هو الله وحده و المسيح عبده و يؤكد على أن الله أرسل المسيح كما أرسل المسيح أتباعه الاثنا عشر
يوستين يتحدث عن وجود إلهين يصف أحدهما و هو الأب بأنه خالق كل شئ و الآخر هو المسيح يؤكد على أنه خاضع لله الأب خالق كل شئ على حد تعبيره بل و يصل الأمر لأن يصف الأب بأنه رب الرب أى أن المسيح و إن كان إلها فى نظره إلا أن الأب ربه
و يؤكد يوستين على أن الابن رب و الأب رب آخر فهو لا يشير أبدا إلى أنهما إله واحد
انتشر كتاب الراعى هرماس و قد اعتبره بعض رجال الدين المسيحي كتابا قانونيا موحيا به و كتاب الراعى يشير إلى عقيدة البنويين التى تقول أن المسيح ولد كعبد لله و اكتسب الألوهية عندما تعمد كما يصف الروح القدس بأنه الابن
النصف الثانى من القرن الثانى :
ثاوفيلس الأنطاكى و لأول مرة يستخدم كلمة الثالوث و لكنه يقول إن الثالوث هو الله و كلمته وحكمته و ليس الروح القدس
ترتليان و لأول مرة يشرح عقيدة التثليث بعد سنة 190 ميلادية فى أواخر القرن الثانى أو أوائل الثالث و تجدر الإشارة إلى أن ترتليان كان يعتقد أن الفارقليط هو مونتانيوس و ليس الروح القدس أى أنه كان يتبع شخص يدعى النبوة كما أنه قال أن الكلمة ولد من الله عندما قال الله ليكن نور فكان عند بداية الخلق و قبلها كان الكلمة فى داخل الله مما يخالف الاعتقاد المسيحى التقليدى بأن الابن ولد من الله من الأزل و أنه لا يوجد زمن لم يكن الابن فيه مولودا
باسيليوس بدأ ينشر تعاليمه القائلة بأن الله هو أقنوم واحد و أن الأب و الابن و الروح القدس هى صور مختلفة ظهر بها نفس الإله
القرن الثالث الميلادى :
فى أوائله سيطرت السبليانية ( تعاليم باسيليوس القائلة بأن الله أقنوم واحد ) على كنيسة روما و عمت الغرب
أوريجانوس نقل لنا وجود خلاف بين المسيحيين هل الروح القدس مخلوق أم غير مخلوق ؟ و اختار القول بأن الروح القدس مخلوق
كما أنه أكد على أن العبادة لا توجه إلا للأب من خلال الابن لأن الابن نفسه كان يصلى لله
أواخر القرن الثالث و القرن الرابع :
ظهر أريوس و الأريوسيين و كانوا ينكرون لاهوت المسيح و إن وصفوه بالابن و قالوا عنه أنه مخلوق و أن الله خلق به العالم
و قد رفضت تعاليم أريوس فى مجمع نيقية سنة 325 و كتب قانون الإيمان القائل أن الابن من نفس جوهر الأب و لم يتطرق للروح القدس
إلا أن البابا عاد و وقبل الأريوسية فى الثلاثينات من نفس القرن فى مجمع آخر و أصبحت الأريوسية هى الدين الرسمى للدولة الرومانية حتى الستينات من نفس القرن و أصبحت جميع الكنائس أريوسية تنكر لاهوت المسيح و لم يبق رافضا للأريوسية سوي أثناسيوس طبقا لكلام الأنبا بيشوى
و كان من أبرز الأريوسيين أو أشباه الأريوسيين يوسابيوس القيصرى الملقب بأب التاريخ الكنسي و كان يؤكد أن الروح القدس مخلوق
و نفس الكلام بالنسبة ليوسابيوس النيقوميدى زعيم اليوسابيين و كانوا كالأريوسيين يرفضون تعبير أن الابن من نفس جوهر الأب و يعتبرونه مصطلح غير كتابي و كانوا يؤكدون على أن الروح القدس مخلوق
ثم ظهر مقدونيوس فى النصف الثانى من القرن الرابع ليؤكد أن الروح القدس مخلوق إلا أن تعاليمه رفضت فى مجمع القسطنطينية سنة 381 ميلادية و لأول مرة يكتب قانون إيمان ينص على عقيدة التثليث و على أن الأب و الابن و الروح القدس هم إله واحد
و من وقتها أصبح التثليث هو العقيدة الرسمية للديانة المسيحية
القرن الخامس :
ظهر ثيئودور الموسيسيتى ليؤكد أن المسيح إنسان و أن اتحاد الله به هو اتصال فقط و ليس اتحاد و أن الوحدة بينه و بين الله هى وحدة مجازية كوحدة الرجل بزوجته و يؤكد أن الله سكن المسيح بالمشيئة الصالحة
و من الواضح طبعا مما سبق أنه كانت هناك خلافات عقائدية كثيرة بين المسيحيين الأوائل
و أن الآباء الأوائل لم يؤمنوا جميعا بعقيدة التثليث فمنهم من آمن بأن الله إله المسيح و أن المسيح عبد الله و منهم من آمن بأن المسيح إله و لكن الله ربه و سيده و منهم من آمن بأن الروح القدس مخلوق
و هناك فترات فى تاريخ المسيحية عمت فيها السابيليانية التى تنادى بأن الله أقنوم واحد الغرب و سيطرت على كنيسة روما
و فترات فى تاريخ المسيحية كانت الأريوسية التى تنكر لاهوت المسيح هى المسيحية الرسمية
و أول من استخدم كلمة الثالوث قال إن الثالوث هو الله و كلمته و حكمته و ليس الله و كلمته و روحه القدس
و أول من شرح عقيدة الثالوث كان ترتليان بعد سنة 190 ميلادية أى بعد انتهاء شأن السيد المسيح مع قومه ب 160 سنة
و لم تعتبر عقيدة التثليث عقيدة رسمية للمسيحية إلا سنة 381 ميلادية بناء على قرارات مجمع القسطنطينية
و من المستحيل بأى حال من الأحوال أن نقول أن التثليث كان عقيدة جميع المسيحيين من زمن السيد المسيح عليه السلام
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تم بحمد الله
و الحمد لله على نعمة الإسلام الذى لم تتغير عقيدته من عهد
رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم حتى الآن :
لا إله إلا الله ...محمد رسول الله
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
نرحب بسماع تعليقات و مناقشة كل مسيحي يعتقد أن التثليث كان عقيدة المسيحيين من عهد السيد المسيح حتى الآن
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
لله أبوك
جهد تعجز كلمة رائع ان تستوفي حقه
بارك الله فيك أخانا الكريم و شكرًا لمرورك
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
للرفع
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
هذا التقرير ينبأ عن ميلاد أبناءا خلفا لعلماءنا كابن تييميه اصحاب الجواب الصحيح على من بدل دين المسيح .. وغيرهم ..جزاك الله خيرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات