تابعت في توقيت تقريبا متزامن القناتين معا و شاهدت فضيحتين تمنيت لو كان معي أحد أصدقائي لكي يشاركني الضحك٠
المهزلة الأولى على قناة الأرامية للقس موسي جوزيف موسى على الساعة ١٢ و ٤٥ دقيقة بعد الظهر(توقيت مونتريال بكندا)، حيث قال ردا على مسيحية تريد أن تجهض نفسها بعد حمل لا تريده، بأنه لا يجب أِصلاح خطأ بجريمة٠ و أنا أسئلك يا قس: لماذا في عقيدتكم اليسوعية تصلحون خطأ آدم بجريمة صلب و قتل بريء على الصليب؟ أليس خيرا و أجمل أن نصلي و نعمل صالحا لكي نصل الملكوت٠؟
شغل مخك٠
و تقريبا في نفس التوقيت قنبلها الدجال أخوهم وحيد المنافق بقوله بأن المسلمون يعترفون بتحريف القرآن!!!!
من قال لك ذلك؟
لماذا تـتسائل إذن عن النسخ في القرآن إذَا كنت لا تستوعبه، فهذا يعني بأنك عاجز أن تأتي بسورة من ما يحتويه و هذا هوالتحدي الذي يرفعه القرآن أن يفكر الإنس و الجن في هذا َالإعجاز من كل النواحي٠ و النسخ هو من داخل القرآن و ليس من خارجه حتى لا تقول بأن العلماء المسلمين يستدلون به ليخروا من مأزق٠ فالحمد لله فالنسخ من القرآن و نسيان آيات طلب أِلهي في القرآن نفسه بحيث يقول الله تعالى:
سوف نقرؤك فلا تنسى إلا ما شاء الله٠(صدق الله العظيم)
سورة القيامة الآية ١٧:
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
(صدق الله العظيم)
و هكذا ننسف نكتـة أخوهم وحيد٠
إنتهى و لا تكرر هذه الفضيحة كفاك فضايح يا متنكر بلباس خليجي، هل نسيت هذه الفضيحة!!!!
و قلت بأن عثمان قد أحرق القرآن : ؟؟ من قال لك هذا؟
عثمان أحرق مصاحف و ليس القرآن، لأن كلمة مصحف كانت تطلق على كتب بعض الصحابة التي تحتوي على بعض القرآن و تفسيره و حتى لا يعتقد بأن القرآن فقط بعض الآيات و كذلك حتى لا يختلط التفسير مع بعض السور أحرق عثمان تلك الصحف و نسخ نسخا من مصحف الرسول صلى الله عليه و سلم بكامله و أرسله إلى أماكن من َلمعمور و قد عثِرَ مؤخرا على واحدِ منه في الصين٠ وهذا رد في نفس الموضوع لزكريا بوكابورت عفوا بطرس:
هل حرق عثمان مصحف حفصة أم نسخ منه؟ لنرى يا دجال يا زكريا بطرس
استدل العلماء لجواز حرق المصحف الممزق والتالف ، بفعل عثمان رضي الله عنه ، فإنه لما نسخ المصحف الذي عند حفصة أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. رواه البخاري (9/11).
===
هل رأيت يا أبا جهل زكريا بطرس: عثمان نسخ من قرآن حفصة و لم يحرقه٠
من حرق مصحف حفصة ولماذا؟
قال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفاً في زمن النبي على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعاً في مصحف، بل كان محفوظاً في صدور الرجال، فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله، وطوائف يحفظون أبعاضاً منه، فلما كان زمن أبي بكر الصديق وقتل كثير من حملة القرآن خاف موتهم، واختلاف من بعدهم فيه، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم في جمعه في مصحف، فأشاروا بذلك، فكتبه في مصحف وجعله في بيت حفصة، فلما كان في زمن عثمان، وانتشر الإسلام، خاف عثمان وقوع الاختلاف المؤدي إلى شيء من القرآن أوالزيادة فيه، فنسخ من ذلك المجموع الذي عند حفصة، الذي أجمعت الصحابة عليه مصاحف، وبعث بها إلى البلدان، وأمر بإتلاف ما خالفها، وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي وسائر الصحابة).
ما معنا خالفها؟: خالفها في ترتيب السور و احتواء بعضها على التفاسير جانبا قد تختلط بالقرآن كما ذكرالمؤرخون٠
مروان يا جاهل أحرق مصحف حفصة و ليس القرآن بين يدي حفصة حتى لا يظن الناس أن هناك إختلاف٠
فما معنى كلمة مصحف؟
لنرى يا كذاب:
المُصحف و القرآن الكريم
(تغيُّر المعنى المًُراد بالمُصْحف قبل الجمْع العُثماني و بعْده )
أهمية وهدف الموضوع :
الإخوة الأحباب الهدفُ مِن هذا الموضوعِ هو الوعْيُ بفارِق هام جِداً لايعرِفه مِنّا الكثيرون ... وهو التفريق اللغوي بيْن لفظتي المُصحف و القرآن الكريم ... للوعي بِخُبث وتلاعُب المُشكِّكين ... لأننا وإن كُنّا اليوم نُطلِق لفظ المُصحف فإن السامِع مهما كانت ديانتُه لن يتوجّه فِكْرُه إلا إلى كتاب واحِد فقط وهو القُرآن الكريم . إلا أن هذا لم يكُن هو الحال قبل نسْخ عُثمان بن عفّان للقُرآن الكريم كامِلاً في مُصحف واِحِد .. لم يكُن الحالُ كذلِك .. فتنبّه إلى هذه النقطة ومُغالطات المُشكِّكين .!
المُصحف قبل جمع عُثمان لم يكُن يُرادُ بِهِ القُرآن :
فالمُصحف : هو كل مجموع من الصُحُف أُصحِفت أي جُمِع بعضُهُ إلى بعْض في مُجلّد واحِد بين دفّتيْن ..
والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةَ الميم، من أُصحف، بالضم: أي جُعلت فيه الصحفُ[1] المكتوبة بين الدفتين، وجُمعت فيه .[2] ويُنطق بِلغة تميم بالكسر "المِصْحَف"، بكسر الميم، لأنه صُحُف جُمعت فأخرجوه مُخْرَجَ مِفْعَل مما يُتعاطَى باليد.[3]، وأهل نجد يقولون: المُصحف، بضم الميم، لغة علوية، كأنهم قالوا: اصْحِفَ فهو مُصْحَف، أي جُمع بعضه إلى بعض.[4]
وجاء في المعجم الوسيط : المُصحف: أصحف الكتاب و جمعه صحفا و المصحف : مجموع من الصحف ، في مجلد ، وغلب استعماله في القرآن الكريم [5].
وقال الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع[6] : " المصحف : وهي تسمية ظهرت بعد أن جُمع القرآن في عهد الصديق ، كما سيأتي شرحه ؛ ولم يثبت حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في إطلاق هذه التسمية على القرآن المجموع فيما بين الدَّفَّتين ، لأنه لم يكن في عهده بين دفتين على هيئة المُصحف ؛ وتسمية المصحف جاءت من الصُّحف التي جُمع بعضها إلى بعض فأصبحت على هيئة الكتاب."[7]
وجاء في حلية الأولياء [8]عن يزيد بن ميسرة أنه قال : (إن حكيماً من الحكماءِ كتبَ ثلاثَمِئَة وستينَ مصحفاً ، حِكَماً ، فبعثها في الناسِ فأوحى الله تعالى إليه : إنكَ ملأتَ الأرضَ بَقاقا، وإنَّ اللهَ تعالى لم يقبلْ من بَقاقِك شيئاً).[9]
وقال ابن عبد البر في القصد والأمم : (من جملة ما وجد في الأندلس اثنان وعشرون مصحفاً محلاة، كلها من التوراة، ومصحف آخر محلى بفضة ... وكان في المصاحف مصحف فيه عمل الصنعة وأصباغ اليواقيت) .[10]
المصاحِف إذاً المنسوبة للصحابة لا يُطْلقُ عليْها القرآن الكريم :
جاء في صحيح البُخاري .."وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة البُخاري " ... وهنا اطلِق لفظ المصاحِف على الصُحُف المجموعة ولم يكُن فيها أي قُرآن بعد .
جاء في نفس الحديث ... " وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أومصحف أن يحرق " إذاً فقد فرّق بين القرآن و المُصحف ... فالقُرآن يُكتبُ في المُصحف او في الصُحُف ..
فقد كان لفظ المُصحف يُطلق إذاً على أي مجموع من الصُحُف وُضِعت بين دفّتيْن ... وهذا فيهِ من الأهمية الكُبرى الكثير , لأن بهذه النُقطة يُحاوِل المُشكِّكون إدِّعاء أن ألفاظاً مِثْل : مُصحف أبي و مُصحف ابن مسعود ومُصحف فاطِمة كما عِنْد الشيعة ... إلخ , ماهي إلا القرآن الكريم وهذا خطأ و فُحش .. ثم يتلاعب المُنصِّر أو المُشكِّكُ بالألفاظ فيدّعي أنه كان هناك قرائينُ مُتعدِّدة .. موهِماً أن معنى مصاحِف أي قرائين ..!!
و الحقيقة هي أنها كُتُب كثيرة كُتِب فيها تفاسير وشروح و نصوص قُرآنية قلّت أو كثُرت, ولم تقتصِر المصاحِف على القُرآن الكريم وحده بل كان هناك مصاحِف إنجيلية , ومصاحِف شِعرية , ومصاحِف تخُص أفراد باعيُنِهِم يُدوِّنون فيها ما يسمعونه أو يخشوْن ضياعه.
لم تكُن المصاحِف إذاً هي القُرآن الكريم وإنما كان مِمّا كُتِب فيها بعضٌ مِن القُرآن الكريم .. فكتب كُل صحابي مِنهم بمِقدار ما سمِعهُ وعلى الحرف الذي سمِعهُ مِن رسول الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم .. لكِن لم يُطلق على أي مُصحف مِن مصاحِفِهِم قط أنهُ القُرآن الكريم.
وقد كانوا يُدوِّنون في مصاحِفِهِم هذه ما قد يُساعِدُهُم على الحِفْظِ و الإستِذكار ... فمِنهم من أخطأ في الكِتابة ومِنهم من كتب ما صار منسوخاً ومِنهم من كتب تفسيراً أو حديثاً ... وجميعُهُم لم يكتُب القرآن الكريم كامِلاً ولا بِعُرضتِهِ الأخيرة ... لِذا لا يُمكِن ان يُطلق على تِلك المصاحِف أنها القُرآن وإنما بكُل بساطة هي كتابات و كُتُب الصحابة ومُدوّناتُهُم الخاصة.
وأخيراً نرى أن نُوضِّح في عُجالة الفرق بين الكتاب والمصحف:
فالكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض، وأهل الحجاز يقولون مصحف بالكسر أخرجوه مخرج ما يتعاطى باليد وأهل نجد يقولون مصحف وهو أجود اللغتين، وأكثر ما يقال المصحف لمصحف القرآن "[11]
وأخيراً خُلاصة التمييز بين كلمتي مُصحف كما نعرِفُها اليوم وكما كان يُعرَف قبل الجمع العُثماني هو أن :
المُصحف في الماضي هو أي كتاب يتكون من صُحُف فيه قُرآن أو غيره , ولم يكُن أي مُصحف فيهم هو القرآن الكريم ... أما اليوم وبعد جمع القرآن في مُصحف واحِد .. فقد اقتصر الإسمُ على القرآن الكريم , وصار المُصحف لا يُطلق إلا على القُرآن الكريم فقط .
و الآن نختِمُ بتعريف المُصحف اليوم والمُختلِفِ تماماً عن حقيقتِهِ اللغوية في السابِق ... فنقول :
المُصحف اليوم : هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم وحي الله المجموع كامِلاً كما أنزِل على رسُولِه صلى الله عليْهِ وسلّم منقولاً كما هو حرْفاً حرْفاً مما اتّفق سماعاً مع العُرضة الأخيرة وأقرّهُ صحابة رسول الله و كُتِب على الخط الذي كتب بِهِ كتبةُ الوحي مُستوعِباً ماتيسّر مِما أقرّه النبي مِن قِراءات , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ إلى الصُحُف البكرية على عهد أبي بكْر مِن السطور و مِن الصدور كما أنزِل , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ مِن الصُحُف البكرية إلى المصاحِف العُثمانية على عهد عُثمان , ومِن مصاحِف عُثمان إلى الامصار نُسِخت في جميع مصاحِف الدُنيا إلى اليوم ...
ويظلُّ إلى أبد الآبِدين القرآن المحفوظ في الصدور و المنقول بالتواتُر مِن صدر إلى صدْر هو الحاكِمُ على سلامة المُصحف مِن أخطاء الكتبة و المُحرِّفين. ولِذا لا نعجبُ أبداً إن استطاع طِفْل في السابِعة من العُمر أن يستخرِج أي خطأ مكتوب في آية قُرآنية ويُشير إليها بالبنان ... وهذا حِفظُ ووعْد الله وصدق اللهُ العظيمُ إذ يقول :" إنّا نحنُ نزّلنا الذِّكْر وإنّا لهُ لحافِظون " ... وصدق الله العظيم الذي تنبأ لرسولِه بما سيكون له مِن دِقّة جمع فقال : " إنّا عليْنا جمعهُ وقُرآنَه" ..
المفضلات