اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريحانة
بسم الله الرحمن الرحيم
[ وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون **وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين]******
هنا يتكلم الله وكأنه يستشير الملائكة فى عملية خلق الإنسان وأن الملائكة إعترضوا عليه وأنهم يعلمون ما يعلم أن الإنسان سيفسد ويسفك الدماء فى الأرض..وكأنهم يغالطون الله فيما يفعل والله يجيبهم إنى أعلم ما لا تعلمون.وكأن الله الخالق يدخل فى مجادلة مع مخلوقاته.
ثم يقول أن الله علم آدم الأسماء كلها ولم يقل لنا ماهى ثم يقول للملائكة أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين وهنا أيضاً مجادلة للخالق مع المخلوق فى مسألة الأسماء..وهل هم صادقين أكثر منه أم من آدم..كيف يكون هذا؟؟؟
يقول الله جل في علاه:-
) أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية85)
وهذا ينطبق على النصارى فهم يصدقون بعض ما في القرآن الكريم في حالة ظنهم أنه طعن فيه ويكفرون بباقيه إن لم يكن تبعاً لهواهم
إذا كانوا يصدقون الآية الكريمة )وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30) فإن الشطر الأول منها ينسف عقيدة الخطيئة ويقلب دينهم رأساً على عقب .
يقول سيد قطب رحمه الله في هذا " إذن فآدم مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى . ففيم إذن كانت تلك الشجرة المحرمة ؟ وفيم إذن كان بلاء آدم ؟ وفيم إذن كان الهبوط إلى الأرض ؟ وهومخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى ؟ لعلني ألمح أن هذه التجربة كانت تربية لهذا الخليفة وإعداداً . كانت إيقاظاً للقوى المذخورة في كيانه، كانت تدريباً على تلقي الغواية، وتذوق العاقبة، وتجرع الندامة، ومعرفة العدو، والإلتجاء بعد ذلك إلى الملاذ الأمين. إن قصة الشجرة المحرمة، ووسوسة الشيطان باللذة، ونسيان العهد بالمعصية، والصحوة من بعد السكرة، والندم وطلب المغفرة... إنها هي تجربة البشرية المتجددة المكرورة! لقد اقتضت رحمة الله بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته، مزوداً بهذه التجربة، التي سيتعرض لمثلها طويلاً ، استعداداً للمعركة الدائبة، وموعظة وتحذيراً "
أما عن انتقادهم لنقطة تعليم آدم الأسماء كلها ، فهل المطلوب أن يذكر الله جميع الأشياء حتى يقتنع القوم؟
إننا نجد سفر التكوين 2 يقول " 19 9وَكَانَ الرَّبُّ الإِلَهُ قَدْ جَبَلَ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ الْفَضَاءِ وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى بِأَيِّ أَسْمَاءٍ يَدْعُوهَا، فَصَارَ كُلُّ اسْمٍ أَطْلَقَهُ آدَمُ عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ اسْماً لَهُ. 20وَهَكَذَا أَطْلَقَ آدَمُ أَسْمَاءً عَلَى كُلِّ الطُّيُورِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْبَهَائِمِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ لِنَفْسِهِ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ.
وبناء على النص فإنه يحق لنا أن نتساءل :
1- ألم يخلق الله في زمن آدم سوى وحوش البرية وطيور الفضاء ؟
2- من الذي أطلق الأسماء على بقية الأشياء التي وُجدت في زمنه؟
والحمد لله على نعمة الاسلام
المفضلات