التنور :
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ " 480
المصدر المدعى :
ادّ عى ((جايجر)) أنّ الآية القرآنيّة مقتبسة مما جاء في التلمود (روش هاشناه 19 , 2 وسنهدرين 108 )
من أنّ ماء الطوفان كان حا رًا. ٤٨١
التعليق :
لم تذكر الآية القرآنيّة أنّ ماء الطوفان كان حا رًا، بل ظاهر من الآيات القرآنيّة عكس ذلك بذكر نزول المطر من السماء وتفجّر العيون في الأرض: " فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ "482
أمّا أمر (التنّور) فقد اختلف فيه أهل العلم، والصواب أنّ أمره لا يخرج عن اثنين؛ إمّا أنّ التنورهنا علامة على بداية الطوفان، ودليل ذلك أن سياق الآيات يظهر أنّ فوران التنور كان العلامة التي أعطيها ((نوح)) حتّى يركب في الفلك، أو أنّ خروج الماء الدافق من الأرض قد شبّه بفوران التنور.
على القول الأوّل لا يكون للتنور علاقة بحرارة الماء لأنه تنور واحد، له وظيفة واحدة، وهي أن يخرج منه النار إعلانًا لبداية الطوفان، وعلى القول الثاني يكون الأمر متعلقًا بتشبيه خروج الماء الدافق من الأرض بفوران التنور. وفي الأخير أقول إنّ كلمة ((تنّور)) هي كلمة ساميّة لها نفس المعنى في الكثير من اللغات الساميّة وترسم بنفس الرسم تقريبًا؛ فهي في العبريّة ((תנור)) (تَنّور) وفي الآراميّة ((תנורא)) (تَنّورا)وفي السريانية ( تنورا) وفي الأكاديّة ((تِنورو)) 384 وذلك يستدعي أن يكون الأصل (اليهودي؟) الذي (نقل عنه!) القرآن الكريم يضم نفس هذه الكلمة .. وليس الأمركذلك!
_____________
٤٨٠
سورة هود/ الآية ( 40 )
481
A. Geiger, Judaism And Islam,, 1970 . p.86
482
سورة القمر/ الآيتان ( 11 - 12 )
483
Arthur Jeffery, Foreign Vocabulary of the Qur’an, pp.93 -49
المفضلات