جزاكم الله خير
واضيف على ما تفضلتم بة
رد الشيخ محمد بن صالح العثيمين
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرباقتباسأن الآيتين اللتين أوردهما السائل في سؤاله وهما قوله تعالى في سورة السجدة (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في كان مقداره ألف سنة مما تعدون) وقوله في سورة المعارج (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة إلى أخره) الجمع بينهما أن آية السجدة في الدنيا فأنه سبحانه وتعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار هذا اليوم الذي يعرج إليه الأمر مقداره ألف سنة مما نعد لكنه يكون في يوم واحد ولو كان بحسب ما نعد من السنين لكان عن ألف سنة وقد قال بعض أهل العلم أن هذا يشير إلى ما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن بين السماء الدنيا والأرض خمسمائة سنة فإذا نزل من السماء ثم عرج الأرض فهذا ألف سنة وأما الآية التي في سورة المعارج فأن ذلك يوم القيامة كما قال تعالى (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح) فقول تعرج الملائكة والروح إليه هذه لقوله المعارج وقوله في يوم ليس متعلقاً بقوله تعالى بالملائكة والروح إليه لكنه متعلقاً بما قبل ذلك وقوله بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله بعذاب واقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فيكون هذا العذاب الذي يقع للكافرين في هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة وقوله ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه هي جملة معترضة وبهذا تكون آية المعارج في يوم القيامة وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبو هريرة في قصة مانع الزكاة أنه يحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فتبين بهذا أنه ليس بين الآيتين شيء من التعارض لاختلاف محلهما والله أعلم.
المفضلات