[/COLOR]18 ـ أيسر التفاسير للدكتور أسعد حومد :
قَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى العَدَدَ لِرَسُولِهِ لِيَحْصُلَ اليَقِينُ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِأَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ فِي نُبُوَّتِهِ، وَأَنَّ القُرْآنَ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ مُوَافِقٌ لِمَا جَاءَ فِي كُتُبِهِمْ، [/SIZE][/FONT][/CENTER]
وَلِيَزْدَادَ المُؤْمِنُونَ إِيْمَاناً، حِينَمَا يَرَوْنَ تَسْلِيمَ أَهْلِ الكِتَابِ، وَتَصْدِيقَهُمْ لِمَا جَاءَ فِي القُرْآنِ، فَلاَ يَبْقَى فِي أَنْفُسِهِمْ شَكًّ مِنْ أَنَّ القُرْآنَ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ .
19 ـ صفوة التفاسير للصابوني :
(لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ ) أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد، وأن هذا القرآن من عند الله، إِذ يجدون هذا العدد في كتبهم المنزَّلة .
)وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً ) بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم صلى الله عليه وسلم وتسليم أهل الكتاب لما جاء في القرآن موافقاً للتوراة والإِنجيل
(وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ) أي ولا يشك أهل الكتاب والمؤمنون في عددهم، وهذا تأكيدٌ لما قبله لأنه لما ذكر اليقين نفى عنهم الشك،
فكان قوله (وَلاَ يَرْتَابَ) مبالغة وتأكيداً، وهو ما يسميه علماء البلاغة الإِطناب.
20 ـ تفسير السعدي :
قوله: (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) فإن أهل الكتاب، إذا وافق ما عندهم وطابقه، ازداد يقينهم بالحق.
21 ـ التفسير الميسر :
ما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ , وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ وليحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى
بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى, حيث وافق ذلك كتبهم
والآن وبعد استعراض كافة التفاسير نجد أنه من المناسب عرض ما جاء في الكتاب المعنون بـ (The sixteen Ancestors of Mankind)
نص الدراسة في أخر البحث.ملحق رقم (1).
حيث يقول:
(إن نوحاً وأولاده الثلاثة ، وأحفاده الستة عشر كانوا أشخاصا فعليين في التاريخ ، وتُعد حقيقة أن أحفاد نوح ستة عشر من أهم الحقائق في تاريخ البشرية ،
وفي هذا الكتيب سوف نرى أن الله قد قدم للبشرية ذكرى أولئك الرجال بطريقة حفظت الأدلة على وجودهم الفعلي حتى بعد كل هذه القرون العديدة.
وما هو مهم جدا أن نعرفه حول أحفاد نوح الستة عشر هو أن هؤلاء الرجال هم أسلاف للبشرية جمعاء. بمعنى إن كل شخص يعيش اليوم هو سليل لواحد منهم.
وتخبرنا التوراة أن الله قضى بهلاك كل الأحياء باستثناء نوح وأولاده الثلاثة وزوجاتهم، والمخلوقات التي أخذها نوح إلى الفُلك بينما هلك بقية الجنس البشري فى الطوفان
لقد عهد الله إلى سام وحام ويافث ، أبناء نوح الثلاثة ، وأبنائهم الستة عشر إعادة تعمير الأرض، وهذا ما فعلوه ،
فمنهم خرجت سائر الدول في العالم القديم ، فهؤلاء الرجال الـ 16 هم أسلاف الجنس البشري بأسره.
ومن حسن الحظ أن الله قد ترك لنا كل الأدلة التي تُثبت أن هؤلاء الأشخاص قد عاشوا حقا ، والتوراة تُقدم أسماءهم بالضبط وكما تتفق مع الواقع التاريخي ).
ثم في فقرة مهمة جدا يقول هارولد :
(خلال عصور التاريخ كان المؤرخون يتعرفون دائما على ثلاثة أقسام رئيسية للبشرية ، هي السامية ، والحامية ، واليافثية ، والمقابلة تماما لأبناء نوح الثلاثة.
وقد حاول بعض علماء الأنثربولوجى التنكر لهذا التصنيف الثلاثي ، ولكنني لست قلقا للغاية بخصوص نوح وأبنائه الثلاثة ،
فأنا مع أحفاده الستة عشر.ففيهم يمكن لمختلف الأمم أن تجد أصولها القديمة ، ومنهم أعيد تعمير الأرض قاطبةً) .
ونتوقف هنا قليلاً لنُسجل ملحوظة مهمة :
فهنا نجد هارولد هانت يقبل بالتصنيف الثلاثي للأجناس البشرية والذي يرجع إلى أبناء نوح الثلاثة ، فهو لا يرفض هذا التصنيف
ولكنه يريد فحسب أن يسلط الضوء على أحفاد نوح الستة عشر ليبين دورهم القوى والمباشر في نشأة مختلف الأمم ،
وبالتالي يمكن الأخذ بالتصنيفين معا ( الثلاثي والستة عشري ) فيكون لدينا تسعة عشر سلفاً للبشرية وليس ستة عشر فقط.
ثم نترك هارولد يواصل كلامه :
(استقر فلك نوح على جبل آراراتArarat ومن هناك انتشر أبناء وأحفاد نوح إلى أماكن خالية وشاسعة من الأرض ، لقد تركوا هم وأولادهم سجلا واضحاً جداً
عن الأماكن التى جاءوا إليها للعيش والاستقرار ، والأمم التي نتجت عن تلك العوائل ، لقد تشكلت من تلك الأسر مختلف الدول الكبرى ،
وأسماء أحفاد نوح الستة عشر وقفت على رأس قوائم السكان فى مناطقها.وأطلق كل شعب على نفسه اسم حفيد نوح الذي كان سلفهم المشترك.
كما دعوا أيضا أراضيهم باسمه . عادة كانوا يسمون مدينتهم الرئيسية أو أحد الأنهار الرئيسية في تلك المنطقة باسم سلفهم المشترك.
لقد تم إطلاق أسماء أحفاد نوح الستة عشر على مختلف الأراضي ، والأمم ، والمدن ، والأنهار ، حدث هذا منذ آلاف السنين ،
ولا زال الكثير من تلك الأسماء باقياً حتى يومنا هذا ، حيث نجد بعض أسمائهم بالضبط كما هي دون تغيير بأي شكل من الأشكال ،
لقد سجلتها صفحات التاريخ التي لا يمكن أبداً أن تُمحَى.
لقد وهبنا الله دليلاً واضحاً ولا جدال فيه على أن ما سجلته التوراة عن الأيام الأولى للبشرية كان دقيقاً للغاية).
ثم يقدم هارولد هانت المزيد من الأدلة والبراهين فيقول :
(في بعض الأحيان وقعت بعض الأمم القديمة في عبادة السلف ، وكانت البداية في ذلك هي الدعاء لله من خلال اسم سلفهم المشترك.
كما كانت الأعمار الطويلة جدا لأسلافهم والتي تقدر بمئات السنين جعلت من يأتي بعدهم أثناء حياتهم يتصور أن أسلافهم خالدة لا تموت وكأنهم آلهة لا بشر.
والدليل واضح ، فالعديد من أسماء الآلهة الوثنية في التاريخ القديم يمكن إرجاعها إلى أسماء أحفاد نوحأكثر من ذلك، لأكثر من أربعة آلاف سنة ،
تمت المحافظة علي أسماء الدول القديمة المختلفة في اللغة العبرية.الأسماء العبرية لتلك الدول القديمة يتوافق تماماً مع أسماء أحفاد نوح الستة عشر.
لا يمكننا أن نتصور طريقة أكثر قوة، وأكثر يقينا من تلك الطريقة التي حفظت لنا أسماء هؤلاء الرجال الستة عشر ، حيث انتقلت أسماؤهم إلى ذرياتهم
في اسم الأرض التي كانوا يعيشون فيها، إلى أسماء المدن الكبرى والأنهار من أوطانهم المختلفة، وأحيانا أسماء الآلهة الوثنية
التي أخذ ذراريهم يعبدونها في وقت لاحق ، سنرى أن تلك الأسماء استمرت لآلاف السنين، مع تغيير طفيف جدا في بعض الأحيان ،
ثم أن اللغة العبرية العريقة كانت بمثابة المسامير التي ثبتت هوية هؤلاء الأحفاد الستة عشر وحفظتها على مر العصور.
ثم أخذ هارولد هانت في بقية كتابه يتتبع أصول أسماء البلاد والأمم بدقة شديدة فأرجع كل بلد كبير إلى سلالة من سلالات أحفاد نوح الستة عشر.
ويمكن أن نضيف إلى كلام هارولد ما يلي :
إذا كان أحفاد نوح الستة عشر يمثلون البلاد الكبرى في العصور القديمة ، فإن آباء هؤلاء الأحفاد ( أي أبناء نوح الثلاثة ) يمثلون القارات الثلاث
التي ضمت تلك البلاد جميعاً ، وهى قارات :آسيا وأوروبا وأفريقيا ، فلم تكن القارات الأخرى مأهولة بعد ولا معروفة لأحد
وهكذا تتضافر الأدلة والبراهين التي تقدمها لنا علوم التاريخ والجغرافيا والأنثربولوجى ( علم الإنسان ) والأثنولوجى ( علم السلالات ) على أن ذرية نوح ،
سواء أولاده الثلاثة أو أحفاده الستة عشر( ومجموعهم تسعة عشر) إنما يمثلون الأسلاف الأوائل لكل الأمم البشرية من بعد الطوفان ،
وهى الأمم التي سيتعامل معها خزنة سقر التسعة عشر..
إذن فالعدد 19 هو العدد الذي تنقسم إليه كل أعراق وأجناس البشر كافة ، أو تندرجتحته كل أمم الناس جميعا ، وأنّ خزنة سقر
لما كانوا يتعاملون مع الكافرين من كافة الأمم والأجناس والأعراق فإن من الطبيعى أن يأتى عددهم على نفس عدد تلك الأمم ،بحيث يختص
كل واحد منهم بأمة واحدة ، وفقاً لقاعدة التخصص التى تحكم أعمال الملائكة الكرام .
ولم يتبق أمامنا غير سؤالواحد حتى نحسم الأمر :
هل ورد فى التوراة نص يحصى عدد الأمم أو الأعراق والأجناس البشرية ويحصرها فى تسعة عشر تحديداً ، لا أكثر ولاأقل ؟.
والجواب: أجل ،لقد ورد في التوراة نص بهذا المعنى المصدق لما ذكره القرآن الكريم ، ولقد ورد هذاالنص في الموضع الطبيعي الوحيد
الذي كان متوقعاً أن يأتي فيه ، في أول أسفار التوراة المسمى ( سفر التكوين ) ، فهو السفر الذي فصّل قصة الخليقة منذ آدم عليه السلام
وحتى نوح وذريته عليهم السلام، كما أورد نبأ الطوفان الذي عمّ الأرض جميعاً وهلك فيه كل البشر، عدا نوح وذريته فقط بنص القرآن الكريم كذلك ،
حيث قال تعالى عن نوح فى سورة الصافات : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ( ، لتبدأ قصة الخليقة من جديد مع نوح عليه السلام والمُسَمَى عند أهل الكتاب بـ ( آدم الثاني).
ففي سفرالتكوين من أوله إلى الفصل التاسع منه ( أو الإصحاح التاسع كمايسميه أهل الكتاب ) ، فاستوقفتنى فيه عبارة ملفتة للنظر تقول :
(وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاما وَحَاما وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ ابُو كَنْعَانَ . هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الارْضِ) - تكوين 9: 19
ثم نجد في الإصحاح العاشر والذي يحوى ما أطلق عليه شراح التوراة ومفسروها اسم) جدول الأمم( أو) قائمة الأمم
( ، والذي يستعرض بالتفصيل ذرية نوح قبل وبعد الطوفان مباشرة ، ثم ينتهي بعبارة ملفتة للنظر كذلك وتقول :
(هَؤُلاءِقَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِامَمِهِمْ.وَمِنْ هَؤُلاءِ تَفَرَّقَتِ الامَمُ فِي الارْضِ بَعْدَالطُّوفَانِ) - تكوين 10 : 32
والمدقق في عدد أبناء وحفدة نوح الأوائل المذكورين فى هذا الإصحاح ،والذين تشعبت منهم كل أمم الأرض بنص التوراة ذاتها) وبنص القرآن كذلك
( يبلغ تحديداً وحصراً تسعة عشر شخصاً فقط لا غير!!!! .
هذا هو سر التسعة عشر منصوص عليه فى التوراة ذاتها ، بل فى أول أسفارها على الإطلاق !!.
حيث تجد أن أبناء نوح عليه السلام الذين نجوا معه من الطوفان كانوا ثلاثة ، هم : سام و حام و يافث ، وقد ورد ذكرهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :
(سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم(.رواه أحمد ، وقد رُوِي عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً مثله.
أما عن أبناء هؤلاء الثلاثة ،أى حفدة نوح عليه السلام فبلغت جملتهم ستة عشر حفيداًمباشراً ، فيكون مجموع الأبناء والحفدة معاً تسعة عشر تماماً،
وها هى أسماءهم بحسب ترتيب ذكرهم فى التوراة :
أولاً : (بَنُو يَافَثَ : جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايوَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ ) – تكوين 10 :2
ثانياً : (وَبَنُو حَامٍ : كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُوَكَنْعَانُ ) – تكوين 10 : 6
ثالثاً : (بَنُو سَامَ : عِيلامُ وَاشُّورُ وَارْفَكْشَادُوَلُودُ وَارَامُ ) – تكوين 10 : 22
إذا أنت عددت كل الأسماءالواردة فى الفقرات التوراتية السابق ذكرها فسوف تجدها تسعة عشر اسماً بالتمام والكمال ، لا تزيد ولا تنقص ، وسبحان الله العظيم !!!.
ثم تأتى خاتمة الإصحاح العاشرلتقول : (هَؤُلاءِقَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِامَمِهِمْ.وَمِنْ هَؤُلاءِ تَفَرَّقَتِ الامَمُ فِي الارْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ) - تكوين 10 : 32
ونتساءل : أليس هذا بالأمرالعجيب ؟!!.
بل ثمة أمر عجيب آخر : فإنك إذا تأملت في أرقام الآيات التوراتية الثلاث التي تضمنت الأسماء التسعة عشر وهى : 2، 6 ، 22 لوجدت أن مجموعها
يساوى 30 ، وهو نفس رقم آية سورة المدثر القائلة : (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ).
وكأن هذه علامة لنا على تصديق إقامة الحجة على يهود والذين يعلمون تماماً سر الرقم 19الذي ذكره القرآن ومنصوص عليه في التوراة !!.
من كل ما سبق ذكره نعلم أن هذا العدد لم يأت في القرآن عبثاً – حاشا لله – وأن ذكره فيه كان له حكمة بالغة ،وأن القرآن كان حكيماً للغاية
حين أشار مرتين في آية المدثر 31 إلى علم الذين أوتوا الكتاب بهذا العدد ، وكأنه كان يؤكد مرة بعد أخرى أن لهذا العدد عندهم دلالة خاصة وأكيدة.
هذا والله ولي التوفيق.
[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
المفضلات