هذه الكلمة قريبة جدا من كلمة يونانية أخرى وهي ..
بريكليتوس وهي تعني " أحمد " كما ذكرت طبعة الآباء اليسوعيين القديمة 1969 للكتاب المقدس في هامش الفقرة سالفة الذكر. فهكذا تذكرنا تلك الكلمة بالفقرة القرآنية في أول هذا الفصل، والفرق بين الكلمتين "باركليتوس" و "بريكليتوس " كما نرى طفيف جداً، فليس ببعيد أن تكون الكلمة في الأصل " بريكليطوس " لكنها نتيجة خطأ "نسخي " تحولت إلى "باراكليطوس" يصبح ذلك مقبولا لو قرأنا قليلا في " علم نقد النصوص " أو تاريخ الكتاب المقدس . فالكتاب المقدس طبعة "الآباء اليسوعيين " 1989 " يتكلم في مدخل إلى العهد الجديد"[7]عن سبب الفوارق الكثيرة جداً (كما ذكر) بين مخطوطات العهد الجديد فيقول :
" .. واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير . فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، .. يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا، عن حسن نية، أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أن يحتوي أخطاء واضحه أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي . وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها خطأ . ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الاستعمال لكثير من الفقرات من العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل النص أو التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عال[8].
= أما ما لم يذكره هذا " المدخل إلى العهد الجديد " وذكرته دائرة المعارف الأمريكية في باب (P.695 – 699 Bible: )أن هذه الأخطاء نتيجة أننا ليس لدينا أي من النسخ الأقدم. كما أن هناك أخطاء (اختلافات) متعمدة أدخلها الناسخ أو صاحب المخطوطة من قبله . أما الأخطاء النسخية والتي أحصاها بعض العلماء فكانت 30.000 (وذلك في أول القرن الـ 18 فما بالنا الآن ) فقسمت إلى أخطاء نتيجة تكرار كلمة أو فقرة (DITTOGRAPHY) ، أو كتابة كلمة مرة واحدة حيث يجب كتابتها مرتين (HAPLOGRAPHY) أو نتيجة فصل خطأ للكلمات لأن المخطوطات لم تكن تترك مسافات بين كلمة وأخرى بل كانت حروف السطر الواحد تتراص بدون فواصل أو تشكيل (LECITO CONTINUA) .
ولو نظرنا إلى الحروف اليونانية المكونه لكلمة باراكليطوس والمكونه لكلمة بريكليطوس
لوجدنا الخلاف يكاد يكون منحصرا في الحرف (I) الموجود في الثانية والذي استبدل بـ(A) في الاولى .
- فليس ببعيد أبدا، خاصة بعدما عرضنا لكثرة الأخطاء النسخية – أن يكون حرف (I) في الكلمة هو الأساس، أي إن كلمة بريكليتوس هي الأصل ثم عن طريق خطأ قريب من الـ(itacism) تحول (I) إلى (A) أي تحولت الكلمة إلى باراكليتوس .
- يساعد على قبول ذلك بشدة معرفتنا لسبب الاختلاف الشديد في ترجمة كلمة باراكليت ألا وهو كون الكلمة غير كلاسيكية وغير معروفة في دنيا الأدب الإغريفي[10]
- ولعل أعجب ما قيل من قبل ردا على مثل ما ذهبنا إليه آنفا هو كلام المستشرق Tisdall في كتابة The Orignal Sources of Quran"" (المصادر الأصلية للقرآن)، ص 190 حيث يقول أن محمدا (صلى الله عليه وسلم)قد أغوى عن طريق جاهل مرتد عن المسيحية خلط بين كلمتي باركليطوس وبريكليطوس التى تعني "أحمد" .
"Muhammed was misled by some ignorant but zealous proselyte or other disciple , who confounded the word used in these verses (johnxiv,16,26. xv26.xvi 7) with another greek word, which might without a very great stretch of the imagination, be interpreted by the Arabic word' Ahmad " the greatly praised" (P.190)
وقد قال في موضوع آخر ص 142 (الهامش) أن الشخص الذي يخبر محمدا (صلى الله عليه وسلم)بعلم النصارى قد أخطأ في هذا الخلط عن عمد أو عن جهل في هذا الآمر. أي أنه (صلى الله عليه وسلم) قد أدرك، أو أدرك معلمه الفرق الطفيف بين الكلمتين فحرفا كلمة باراكليت تحريفا بسيطا لتصبح بريكليت فتعطي معنى الحمد ولسان حالهما يقول للنصارى لقد كتبت الكلمة في إنجيلكم خطأ أو أن جهل هذا المعلم قد صادف كون اسم النبي (صلى الله عليه وسلم)فيه معنى الحمد !!
1)قد فهمت طائفة اليهود الاسينيين التى انعزلت عن اليهود 100عام قبل الميلاد الى صحراء البحر الميت في قمران والتى كشفت مخطوطاتها حديثا هذا الفهم عن علاقة نبي آخر الزمان بالصحراء فخرجوا لانتظاره فيها .
(2) طبعة اليسوعيين .
(3) تقول أغلب طبعات الكتاب المقدس العربية الحالية ( تسبيحه ) مع أن الأصل العبري ينطق هكذا Tehillah حمد. Young's concordance) )
(4)تذكرنا بقوله عز وجل في القرآن للنبي (صلى الله عليه وسلم)الآية الشرح 4
(5) في نص الآباء اليسوعيين (1989) " مؤيدا" وفي الطبعة القديمة " مغزى" وفي طبعات أخرى "المحامي" "المساعد" "المدافع" "الشفيع" في بعض الطبعات القديمة نجدها " البارقليط " بتحريف بسيط عن الأصل اليوناني " باركليطوس " كما نجد في هامش طبعة الآباء اليسوعيين (1989) .
(6)الكتاب المقدس – طبعة الآباء اليسوعيين (1989).
(7) ص 12، 13.
(8)المصدر السابق ص 13.
المفضلات