لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
]
المطلب الرابع
غزوة بدر الكبرى في نص أشعياء
نستدل من بشارة أشعياء 21/13-17 بحدوث معركة بدر الكبرى، من قول أشعياء بعد ذكر حدث الهجرة:
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ:«فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] ، وقيدار كما يشير الباحثين إلى أنه أحد أولاد إسماعيل عليه السلام. كما جاء في سفر التكوين 25/13 [13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ ]، وأن أبناءه هم أهل مكة.
فنستنتج من النص التالي :
ـ أشار النص لمعركة بدر الكبرى التي تحدث بعد سنة من الهجرة.
ـ حدد النص وقت وقوع معركة بدر الكبرى ، بعد سنة من هجرة [العطشان.. والهارب].
ـ تنبأ النص بنتيجة معركة بدر الكبرى بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصناديد قريش وهزيمتهم بفناء مجد قيدار [ فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ ] وقد قُتل سبعون من قادة و صناديد قريش يوم بدر وهو دليل على انتصار هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على قومه [لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».]،ولأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبي وينتصر لأن هذا أمر الله.
ـ وصف الأسلحة التي كانت، وهي القسي والسيوف، و ذلك من خلال الإشارة إلى هروبهم من السيف المسلول وأن قسي أبطال قيدار ستقل بعد المعركة الفاصلة بين الحق والباطل . [17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ]... [ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ ].
ـ لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد مرور سنة أي في السنة الثانية من الهجرة والتي استخدم حدثها تقويماً يؤرخ لما بعدها ، وكانت بداية فناء أمجاد قيدار واعتناقهم للإسلام فيما بعد.
إذاً نستخلص من قراءة النص وتحليله ما يلي:
ـ أن المتكلم في النبوءة هو الرب في نص أشعياء، وهو الآمر أهل تيماء بمناصرة العطشان والهارب، مما يدل على أن كلا الشخصين من الأبرار والأخيار وأهل الحق والإيمان، قال الله تعالى في سورة الأنعام آية 20: [ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)] .
جدول يوضح خصائص الإشارات الواردة في نص إشعيا 21/13-17
ـ هناك وعيد لقيدار بالهزيمة مجدداً فيها وقت المعركة بعد سنة من حدث هجرة المسلمين ، وعدد أبطال قيدار يقل بالقتل وتنكسر شوكتهم بالهزيمة مما يعني أنهم من الأشرار وأهل الضلال والكفر ولذا استوجبوا العقوبة.
إن أي باحث محايد إن أراد أن يلخص القراءة المذكورة أعلاه لظاهر النص لسوف يجد نفسه أمام هذين الحدثين:
(الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة) و(غزوة بدر الكبرى) .
ـ وإن نحن استندنا على الحدث التاريخي والموروث الديني الإسلامي لوجدنا المسرح الجغرافي وهو مكان الحدث يعضده، فشبه جزيرة العرب مذكورة وموصوفة في النص صراحة لا تلميحاُ.
ـ وقد حدد النص بلاد العرب، والجزء الوعر منها الذي يتصف بطبيعته التضاريسية الجبلية(جبال الحجاز).
ـ وطالب قوافل الددانيين فيها بترقب قدوم العطشان مع الهارب، و ومناصرتهما ومساعدتهما ضد أهل قيدار الأشداء الذين كانوا يطلبونهما ، والذين ُعرف عنهم أنهم أهل شدة في الحرب ويستخدمون القوس.
ـ قوام الجيش المكي: نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط، وكان قائده العام أبا جهل بن هشام، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل..
ـ وبين لنا النص أن قيدار تتصدى لحربهم بعدها سنة من فرار وهجرة الهارب والعطشان فتكون النتيجة خسارة مجد قيدار، وإن من علامات ذلك مقتل وأسر عدد من أبطالها وصناديدها في تلك المعركة.
ـ قال ابن إسحاق: ومن الأسرى من المشركين من قريش يوم بدر: من بني هاشم بن عبد مناف عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ; ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم . ومن بني المطلب بن عبد مناف: السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، ونعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب , أما من قتل منالمشركين يوم بدر من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف : حنظلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، قتله زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ابن هشام ويقال اشترك فيه حمزة وعلي وزيد فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : والحارث بن الحضرمي وعامر بن الحضرمي حليفان لهم قتل عامرا : عمار بن ياسر ، وقتل الحارث النعمان بن عصر ، حليف للأوس فيما قال ابن هشام . وعمير بن أبي عمير ، وابنه موليان لهم . قتل عمير بن أبي عمير : سالم مولى أبي حذيفة ; فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعبيدة بن سعيد ( بن ) العاص بن أمية بن عبد شمس ، قتله الزبير بن العوام ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتله علي بن أبي طالب . وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف صبرا .
قال ابن هشام: ويقال قتله علي بن أبي طالب. قال ابن إسحاق : وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب . قال ابن هشام : اشترك فيه هو وحمزة وعلي . قال ابن إسحاق : وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله حمزة بن عبد المطلب ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، قتله علي بن أبي طالب ; وعامر بن عبد الله حليف لهم من بني أنمار بن بغيض قتله علي بن أبي طالب . اثنا عشر رجلا . سيرة ابن هشام 2/362 .
نتائج الدراسة:
إننا إن طبقنا شروط النبوءات الدينية لنتعرف على ما اجتمع منها في نص نبوءة أشعياء 21/13-17 فنستنتج ما يلي:
1ـ رَسَم نص نبوءة أشعياء 21/13-17 وبدقة المسرح الجغرافي لحدثين هامين متعاقبين في المكان (بلاد العرب ـ وظروف الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة ومسارها) .
والخارطة رقم(3) توضح صورة جبل سلع في المدينة المنورة.
2ـ حَدَد نص نبوءة أشعياء 21/13-17 هوية المخاطبين (سكان تيماء) وأدوارهم كجماعة بشرية يسكنون في تلك المناطق المذكورة بالاسم .
3ـ وَصَف نص نبوءة أشعياء 21/13-17 شخصين رئيسين في قلب الحدث (الهجرة) وهما كما في القرآن الكريم : الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
يقول الله عز وجل : [ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ] [ سورة التوبة آية : 40 ].
4ـ ذكر النص أهمية حدث ( الهجرة) وتأثيره على التاريخ الذي أصبح يؤرخ به التاريخ الهجري ودوره في الدولة الإسلامية.
5ـ ذكر النص أهمية الحدث الذي يحدث بعد الهجرة بعام هي(غزوة بدر الكبرى) وأهميتها في تغير مجرى الأحداث في المدينة المنورة والإسلام.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
المطلب الخامس
صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه في التوراة
قول داود في المزمور الثاني والسبعين:
اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ
[1اَللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ وَبِرَّكَ لاِبْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَماً لِلشَّعْبِ وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشُونَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ. وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. ].
وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله " وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. "
(ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صلى الله عليه وسلم).
وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة 128:
[ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) ] .
وهذا هو عين الموجود بالنبوءة:[كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.].
ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).
[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)].(الأعراف: 158 ).
ولقد ذكرت السيدة خديجة بنت خويلد صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من الغار ولقائه جبريل عليه السلام فقالت له كما رواه البخاري في كتاب الوحي:
فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ،[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ] إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. ].
وقوله تعالى في سورة الفتح/ 28: [ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) ].
وفي قوله:
[16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. ].
هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح:
[ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)]
وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود:
(7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.) .
ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
أما قوله: (9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.).
فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب آية 27 : [ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) ].
وفي سورة الفتح/ 19ـ20 : [ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)].
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
المطلب السادس
فتح مكة المكرمة
ورد في سفر تثنية الآيات 1-3 من الإصحاح الـ33 والتي تشكّل المقدّمة، والتي تقرأ كما يلي:
[ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ].
وقد أورد المهتدي الإسكندراني هذه البشارة باللغة العبرية كالتالي والتي تنطق هكذا:
( وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فاران وعميه مربواث قديسين ).
والنص العبري هكذا:
[אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ. גאַףחֹבֵבעַמִּים, כָּל-קְדֹשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרֹתֶיךָ.].
أرجو ملاحظة كلمة (מֵרִבְבתـمربواث ـקדֶשׁ ـ قديسين ) الواردة في النص السابق،إنها تعني عشرة آلاف قديس بالتحديد وذلك طبقاً للغة العبرية وطبقاً لما هو وارد في القاموس العبري بالإضافة إلي دقة النص المترجم إلى اللغة الإنجليزية وتحديداً نسخة الملك جيمس كما سنرى، والعجيب أن جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير قد حرف النص عن موضعه، حيث أنه قد أثبت الرسم وحرف النطق هكذا:
من ( מֵרִבְבתקדֶשׁ مربواث قديسين ) إلى ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش )
فالنص العبري هو هو ولكن النطق غير سليم فمن مربواث قديسين إلى مربيبوت قودش.
فما المقصود بربوات القدس ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش ) طبقاً لتفسير القس المبجل؟.
يقول بالحرف الواحد ما نصه:[ " قودش = قدس أو مقدس "، ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو:
" أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة "].
لاحظ أنه نطق كلمة קדֶשׁ قديسين هكذا: [ قودش ] لتصبح القدس بعد ذلك ويصبح النص بناء على كلامه كالآتي:
يقول:
[ قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ
( يهوه יְהוָה) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. "]. (تثنية33/1و2).
تصحيح خطأ جناب القس:
لو نظرنا إلى الترجمة الحرفية للنص نجدها كالتالي:
بداية جاءت العبارة في اللغة العبرية ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربواث قديسين ) ،وليست كما قال جناب القس: (مربيبوت قودش ).
مع ملاحظة أن كلمة [ מֵ ـ مي ] تعني [مع] وليست [ من ]، وكلمة [רִבְבתـ ربواث ] تعني [عشرة آلاف] وليست [ربوات جمع ربوة] ، كما يذكر نيافته، كما أن كلمة [ קדֶשׁ] تعني [ قديسين ]، وليست [القدس] كما يحاول التضليل، نسأل الله له ولنا الهداية.
والمدقق في النص نجد أن جناب القس قد أغفل كلمة ( يهوهיְהוָה) من باقي النص كما هو متبع في شرحه حيث قال:
[ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] وبناءً على تفسيره يفترض أن يصبح النص هكذا:
[وَأَتَى( يهوهיְהוָה) مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ ( يهوهיְהוָה) نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. ] حيث أن الضمير في النص يعود على( يهوهיְהוָה)، ومع ذلك فهو لم يفعل ، لماذا لأنه بعد ذلك أكد أن القادم مِنْ رُبَي القُدْسِ هو السيد المسيح، وإليك إعادة قوله مرة ثانية:
[ ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو " أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة ].
والذي نرتاح إليه ونركن، هو ما ذكره المهتدي سعيد الإسكندراني والمهتدي عبد الأحد داوود وليس كما ذكره جناب القس كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، ويصبح النص كالتالي:
[ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ ] .
وإليك النص من ترجمة King James والتي أنقلها كالآتي:
1 And this is the blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.
والربوات μυριασι في اللغة اليونانية وفي اللغة العبرية רִבְבתتعني عشرة آلاف، كما جاءت في معاجم اللغة العبرية مثل ( Dictionary Young’s Hebrew ) تعني:
[ ten thousands, multitude, ] عشرة آلاف.
أما النص المستشهد به من قبل جناب القس فلقد تم التحريف فيه هكذا:
“2 And he said The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir; He shone forth from Mount Paran. He came from myriads of holyones from his right hand went a fierly”
ويقوم بالشرح والتعليق على النص بقوله:
" مع ملاحظة أنّ عبارة [ holy ones] هي حرفيًا [holy one].
ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية ومنها الترجمة الدولية الحديثة، " myriads " NIV
في حين أن كلمة " myriad " كما جاء في " The Lexicon Webster Dictionary " والتي استشهد بها نيافته تعني عشرة آلاف وإليك التعريف كما هو وارد في القاموس :
Indefinite, immense number; a multitude of things or people” “: ten thousand
وما لنا نذهب بعيداً إليك النص التوراتي الشارح لها:
جاء في سفر عزرا اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عدد 64و65:
[63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.].
وجاء في سفر نحميااَلإصْحَاحُ السَّابِعُ عدد 65ـ76:
[ 65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.].
ويقول البروفسور عبد الأحد داوود والذي أورد نصّ الفقرة كالآتي:
[ جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس، والشريعة المشعّة بيده ]… ففي الكلمات شبه نور الرب بنور الشمس:
" إنه يأتي من سيناء ويشرق من ساعير، ولكنه تلألأ بالمجد من ( فاران ) حيث يظهر مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) ويحمل الشريعة بيده اليمني "
[كتاب " محمد... في كتب اليهود والنصارى " للبروفيسور عبد الأحد داود ص10. ]
و هذا يعني دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه فلقد جاء في كتاب ( السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن أحمد التميمي المتوفي 354 ه الطبعة الثالثة صفحة 326) والذي كتب عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة ومعه عشرة آلاف من المسلمين.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
المطلب السابع
سفر التثنيةإصحاح 33
ومن المناسب في هذه الدراسة التنويه إلى دراسة عظيمة قام بها القبطان المسلم بخصوص ما جاء في هذا السفر وهي موجودة على الرابط ننقلها بتمامها حتى تعم الفائدة .
http://www.imanway1.com/horrors/showthread.php?t=11780
فإنها شهيرة تلك النبوءة التي قالهاموسى عليه السلام قبل موته في سفر التثنيةإصحاح 33،وشهيرة أيضاً أقوال المسيحيين في الرد على التفسير الإسلامي.
(1وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، 2فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ. 4بِنَامُوسٍ أَوْصَانَا مُوسَى مِيرَاثًا لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. 5وَكَانَ فِي يَشُورُونَ مَلِكًا حِينَ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الشَّعْبِ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ مَعًا. 6لِيَحْيَ رَأُوبَيْنُ وَلاَ يَمُتْ، وَلاَ يَكُنْ رِجَالُهُ قَلِيلِينَ».).
ولكن على القارئ بدايةً أن يعرف أنه لا يوجد تفسير إسلامي للنبوءة، بل هنا كتفسير منطقي وطبيعي وواقعي وموضوعي لهذه النبوءة، بحيث لا تصمد أمامه أي ردود واهية.
والآن .. ماذا يقول النص العبري المسوري؟ وماذا يقول النص العبري السامري؟ وماذا يقول النص اليوناني السبعيني؟ وماذا يقول النص السرياني الفشيطي؟ وماذا يقول الربانيون والمفسرون اليهود؟ وماذا يقول العلماء المسيحيون؟..
النص العبري المسوري
Masoretic Text
יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח מִשֵּׂעִירלָמוֹ--הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן, וְאָתָה מֵרִבְבת קדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת (אֵשׁדָּת) לָמוֹ. אַף חבֵבעַמִּים, כָּל-קְדשָׁיו בְּיָדֶךָ; וְהֵם תֻּכּוּ לְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיךָ
التعريب والترجمةالحرفية
يهوه(الرب)مِسّينَي(من سيناء)باء(جاء)،وزرح(وأشرق)مِسّعير(من سعير)لمو(لهم). هوفيع(تلألأ)مِهَر(من جبل)فآرَن(فاران)، وأتـَه(وأتى؟)مِرِبْبُت(من رِبوَةٍ)قُدش(مقدسة)، ميمينو(من يمينه)إش(نار)دَت(شريعة)لمو(لهم). آف(أيضاً)حُبـِب(مُحِبّ)عَمِّيم(الشعوب). كَلّ(كُلّ)قدشَيو(قدّيسيه)بيدك(بيدك)، وهِم(وهُم)تُكو(متكئون)لرجلك(لرِجْلك)يسأ(يتقبّلون)مِدَبرتيك(من كلامك). اھ
النص العبري السامري
Samaritan Pentateuch
יהוה מסיני בא וזרח משעיר למו הופיע מהר פראןואתו מרבבות קדש מימנו אשדת למו. אף חובב עמים וכל קדשיו בידך והם תכו לרגליך שאומדברתך
التعريب والترجمةالحرفية
يهوه(الرب)مسيني(من سيناء)باء(جاء)، وزرح(وأشرق)مسعير(من سعير)لمو(لهم). هوفيع(تلألأ)مهر(من جبل)فرآن0(فاران)، وإتو(ومعه)مرببوت0(منرِبْواتٍ)قُدش(مقدسة)، ميمنو(من يمينه)إشدت(نارشريعة)لمو(لهم). آف(أيضاً)حوبب(مُحِبّ)عميم(الشعوب). كل(كُلّ)قدشيو(قدّيسيه)بيدك(بيدك)، وهم(وهُم)تكو(متكئون)لرجليك(لرِجْليك)سؤو(متقبّلون)مِدَبرتك(من كلامك). اھ
الاختلافات بين المسورية والسامرية
بعيداً عن الحروف الطفيفة، يتجلّى أهم اختلاف بينهما في كلمةואתהالمذكورة في النص المسوري(واو - ألف - تاء – هاء)، بينما هي في السامريةואתו(واو - ألف - تاء – واو). فهل حرف الهاء غيّر شيئاً؟
نعم، فالكلمة مكونة من مقطعين: (ألف تاء) + (ضمير). وما فعله الكاتب المسوري هو تحويل ضمير الواو إلى هاء إيهاماً للكلمة لتُنطَق ككلمة(أتى).
واحتفظت السامرية بالقراءة الأصلية، وهي(إتو)أي(معه). وهذه هي القراءة الموجودة في باقي الترجمات القديمةكما سنرى.
النص اليوناني السبعيني
Septuagint
κύριος εκ Σινα ηκει καὶ επέφανεν εκ Σηιρ ημι̃ν καὶ κατέσπευσεν εξ ορους Φαραν σὺν μυριάσιν Καδης εκ δεξιω̃ν αυτου̃ αγγελοι μετ' αυτου̃ . καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου̃ καὶ πάντες οι ηγιασμένοι υπὸ τὰς χει̃ράς σου καὶ ου̃τοι υπὸ σέ εισιν καὶ εδέξατο απὸ τω̃ν λόγων αυτου̃
الترجمةالحرفية
الرب من سيناء جاء،وظهر من سعير لنا. وأسرع من جبل فاران، مع ربوات قادش، من يمينه ملائكة معه. وصانشعبه، وكل قدّيسيه في يديك. وهُم تحتك، وتقبَّل من كلامه. اھ
التعليــق
ترجمت السبعينية(لمو)الأولى إلى(لنا)والثانية إلى(معه)، وظنّت أن كلمة(قدش)هي مدينة(قادش). وترجمت(إشدت)إلى(ملائكة). كما ترجمت الكلمة العبرية(أته)إلى(مع)تمشياً مع القراءةالسامرية.
نص الفولجاتااللاتينية
Vulgate
Dominus de Sina venit et de Seir ortus est nobis apparuit de monte Pharan et cum eo sanctorum milia in dextera eius ignea lex.
الترجمةالحرفية
الرب من سيناء جاء، ومن سعير أشرق لنا. تلألأ من جبل فاران، ومعه آلافالقديسين، في يمنه شريعة متـّقدة. اھ
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
التعليــق
ترجم جيروم الكلمة العبرية(أته)إلى(معه)تمشياً مع القراءة السامرية، مما يدل على أن القراءةالأصلية هي(إتو). كما تدارك جيروم الخطأ الذي وقع فيه السبعينيون، فترجم(قدش)إلى(قديسين).
ترجوم أونقيلوسالآرامي
Onkelos
יְיָמִסִּינַי אִתְגְּלִי וְזֵיהוֹר יְקָרֵיהּ מִשֵּׂעִיר אִתַּחְזִי לַנָא--אִתְגְּלִיבִּגְבוּרְתֵיהּ עַל טוּרָא דְּפָארָן, וְעִמֵּיהּ רִבְּוָת קַדִּישִׁין; כְּתָביַמִּינֵיהּ, מִגּוֹ אִישָׁתָא אוֹרָיְתָא יְהַב לַנָא. אַף חַבֵּיבִנּוּןלְשִׁבְטַיָּא, כָּל קַדִּישׁוֹהִי בֵּית יִשְׂרָאֵל בִּגְבוּרָא אַפֵּיקִנּוּןמִמִּצְרָיִם; וְאִנּוּן מִדַּבְּרִין תְּחוֹת עֲנָנָךְ, נָטְלִין עַלמֵימְרָךְ
التعريب والترجمةالحرفية
يي(الرب)مسيني(من سيناء)اتجلي(تجلَّى)، وزيهور(ولمع)يقريه(مجده)مسعير(من سعير)اتحزي(رُؤي)لنا(لنا). اتجلي(تجلَّى)بجبورتيه(بجبروته)عل(على)طورا(جبل)دفارَن(فاران)، وعميه(ومعه)ربوت(رِبوات)قديشين(قديسين). كتب(كتبَت)يمينيه(يمينـُه)مجو(من وسط)إيشثا(النار)أورَيثا(شريعة)يهب(وهب)لنا(لنا). آف(أيضاً)حبيبنون(مُحبّهم)لشبطيا(للأسباط)، كل(كل)قديشو هي(قديسيه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل). بجبورا(بقوّة)أفيقنون (أخرجهم) ممصريم (من مصر)، وأنون (وهم) مدبرين (مسوقون) تحوت (تحت) عنـَنك(سحابتك)، نـَطلين(سائرون)عل(على)ميمرك(كلمتك). اھ
تعليق على ترجومأونقيلوس
ترجم أصحاب الترجوم العبارة العبرية إلى(ومعه ربوات قديسين)، فهي أيضاً تنصّ على أن الكلمةالعبرية الأصلية هي(إتو)أي(معه).
وقد حاول أصحاب الترجوم تأويل النبوءة لتنطبق على بني إسرائيل، فأضافوا من عندهم زيادات فوق النص!! ولو كان النص منطبقاً عليهم، لما لجئوا إلى التعسف!.
ترجوم يوناثانالآرامي
Pseudo-Jonathan
יְיָ מִן סִינַי אִתְגְלֵי לְמִתַּן אוֹרַיְיתָא לְעַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵלוּדְנַח זִיו אִיקַר שְׁכִינְתֵּיהּ מִגַבְלָא לְמִיתְּנָהּ לִבְנוֹי דְעֵשָו וְלָאקַבִּילוּ יָתָהּ הוֹפַע בְּהַדְרַת אִיקַר מִטַוְורָא דְפָארָן לְמִיתְנָהּלִבְנוֹי דְיִשְׁמָעֵאל וְלָא קַבִּילוּ יָתָהּ הֲדַר וְאִתְגְלֵי בִּקְדוּשָׁא עַלעַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל וְעִמֵיהּ רִיבַן רִיבְווָן מַלְאָכִין קַדִישִׁין כְּתַביְמִינֵיהּ וְאוֹרַיְיתָא מִגוֹ שַׁלְהוֹבִית אֵישָׁתָא פִּקוּדַיָא יְהַב לְהוֹן: אוּףכָּל מַה דְאוֹדָאָה לְעַמְמַיָא מְטוֹל לִמְחַבְבָא עַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵלכֻּלְהוֹן קָרָא לְהוֹן קַדִישִׁין לְמֵקוּם בַּאֲתַר בֵּית שְׁכִינְתֵּיהּ וְכַדהִנוּן נַטְרִין מִצְוָותָא דְאוֹרַיְיתָא מְדַבְּרִין לְרֶגֶל עֲנָנֵי יְקָרָךְנַיְיחִין וְשַׁרְיַין כְּמִין פִּסָא דְבַר
التعريب والترجمةالحرفية
يي(الرب)منسينـَي(من سيناء)اتجلي(تجلَّى)لمِتن(لإعطاء)أورَيثا(الشريعة)لعميه(لشعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل). ودنح(وأشرق)زيو(بهاء)إيقر(مجد)شكينتيه(سكينته)مِجَبْلا(مِن سعير) لميتنَه(لإعطائها)لبنوي(لِبَنِي) دعِسو(عيسو)، ولا(فما)قبيلو(قـَبـِلوا)يَثَه(إياها). هوفع(تلألأ)بهدرت(بجلال)إيقر(المجد)مِطـَورا(من جبل)دفآرَن(فاران)لميتنه(لإعطائها)لبنوي(لبني)ديشمعئل(إسماعيل)، ولا(فما)قبيلو(قبلوا)يثه(إياها). هدَر(عاد)وإتجلي(وتجلَّى)بقدوشا(بقداسةٍ)عل(على)عَمّيه(شعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل)، وعِمّيه(ومعه)ريبَن(رِبوة)ريبوَن(ربوات)ملآكين(ملائكة)قديشين(قديسين). كتب(كتبت)يمينيه(يمينه)وأوريثا(وشريعةً)مجو(من وسط)شلهوبيث(لهيب)إيشـَثا(النار)فقودَيا(وصايا)يهب(وهب)لهون(لهم). أوف(أيضاً)كل(كل)مَه(ما)دأودآه(أصاب)لعَممَيا(الشعوب)مطول(لأجل)لمحببا(أنه محب)عَميه(شعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل)، كلهون(كلّهم)قرأ(دعا)لهون(إيّاهم)قديشين(قديسين)لمقوم(للقيام)بأثر(في موضع)شكينتيه(سكينته). وكد(وعندما)هنون(هم)نَطرين(حفظوا)مِصواثا(وصايا)دأورَيثا(الشريعة)، مدبرين(سِيقوا)لرجل()أسفل)عنـَني(سحابة)يقرك(مجدك)، نَيحين(استراحوا)وشَريين(وأقاموا)كمِين(بحسب)فِسأ(أمر)دبَر(الكلمة). اھ
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجدر الإشارةإلى أن هذا الترجوم:
ـاستخدم كلمة(معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
ـاستخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
ـ وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها:
(تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن(جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إنشاء الله.
نص الفشيطتا السريانية
Peshitta
ܡܪܝܐܡܢܣܝܢܝܐܬܐܘܕܢܚܠܢܡܢܣܥܝܪܘܐܬܓܠܝܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܘܥܡܗܡܢܪܒܘܬܐܕܩܕܝܫܐܡܢܝܡܝܢܗ . ܝܗܒܠܗܘܢܘܐܦܐܪܚܡܐܢܘܢܠܥܡܡܐܘܟܠܗܘܢܩܕܝܫܘܗܝܒܪܟܘܗܢܘܢܡܕܪܟܝܢܠܪܓܠܟܘܡܩܒܠܝܢܡܢܡܠܬܟ
التعريب والترجمة الحرفية
مريا(الرب)من(مِن) سيني(سيناء)أتا(أتى)، ودنح(وأشرق) لن(لنا)من(من) سعير(سعير)، وإتجلي(وتجلَّى)من(من)طورا(جبل)دفرن(فاران)، وعِمّه(ومعه)من(مِن)ربوثا(ربوات)دقديشا(القديسين)من(من) يمينه(يمينه). يهب(وهَب)لهون(لهم)وآف(وأيضاً) أرحم(حَبَّب)أنون(إياهم)لعمما(للشعوب)،وكلهون(وكلهم)قديشوهي(قديسيه)برك(بارك). وهنون(وهُم)مدركين(ينقادون)لرجلك(لرجلك)، ومقبلين(ويتقبلون)من(من)ملتك(كلامك). اھ
التعليق على نص الفشيطتا
استخدم السريان أيضاً عبارة(ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخرمكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.
مسيرة الرسالات السماويةالثلاث
هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية:
شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار(قدش)اسم مكان،فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى(قادش)، وتدارك جيروم خطئها كمارأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكيةالعربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا(رِبْوات)جمع(رِبْوة)أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى(رُبى)جمع(رَبوة)!! كما ترجموا(قدش)إلى(القـُدس)تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.
شريعة سيـناءالموسوية
كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزول الشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارة والتوراة والوصية التي كتبتُها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب على جبل سيناء" (خر 24: 12-16)
. وكلمة(التوراة)في النص العبري هيהַתּוֹרָהهَـتـُوراه(التوراة)، وهي في الترجمة العربية(الشريعة).
شريعة سعيرالمسيحية
أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين(سعير)المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى(سعير)التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن(سعير) في هذه النبوءة هي(جبل سعير)الموجود في أرض يهوذا(يشوع 15: 10).
وجبل سعيرهذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
جبل في أرض يهوذا(يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربماكان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثارالغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم (*). وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً (*).
وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التين والزيتون وغيرها من الأشجار (*). وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعيرالقائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:
وكانت جبال الخليل الآن تـُدعى جبال اليهوديةJudean Mountainsنسبة إلى بلاد اليهودية التي تقع في نطاقها (*). وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار (*).
وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماً بعد رجوعه من عند يوحناالمعمدان الذي هو يحيى بن زكريا،حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل: "وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّيةأربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّربإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاهاموسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
τo ευαγγέλιον του̃ θεου تو إوَنجيليون تو ثيو(إنجيل الله). وهي القراءة التي اعتمدتها:
ـالنسخة اليونانيةNestle-Aland NOVUM TESTAMENTUMالتي اعتمدتها
الموسوعة المسيحية العربيةالإلكترونية.
ـوفي ترجمة كتاب الحياة :"يبشر بإنجيل الله".
ـوفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيل الله".
وبشارة سعير هنا هي نفسها بشارة سعير التي تنبّأ بهاإشعياء النبي (21: 11-12) كما سنذكرإن شاءالله
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
الإشراق من سعير
تنبأ إشعياء بالرسالة الإلهية في سعير التي سبق وبشّر بها موسى، فقال: "
وحي من جهة أرض السكوت: صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس، ما مِن الليل؟ يا حارس،مِن الليل؟ قال الحارسُ: أتى صباح، وأيضاً ليل. إن كنتم تطلبون، فاطلبوا. ارجعوا! تعالوا!" (إش 21: 11-12 ).
وعبارة(أرض السكوت) في النص العبريדּוּמָה دُومَة، وهي التي اعتبرها المفسرون(أدوم)! وهذا غلط، فأدوم لم تـُذكَر إطلاقاً في الكتاب المقدس باسم دومة ! وعلى فرض أن كلمة(دومة)هي اسم علَم، فهي أيضاً ليس لها علاقة بأدوم، بل هي اسم أحد أبناء إسماعيل (تك 25: 14)! .
حينئذ فاعلم أن دومة هنا ليست اسمَ بلد، وإنما تعني(أرض السكوت) كما وردت بهذا المعنى عينه في (مزامير 94: 17؛ 115: 17)،وأطلقها إشعياء هنا مجازاً على أرض يهوذاالتي غرقت في ظلمات الخطايا. وللحارس المذكور في هذه النبوءة سر خفيّ، قد أذكره في موضوع مستقل إن أحياني الله وإياكم.
والصباح المقصود في نبوءة إشعياء هو ظهور السيدالمسيح الذي يبزغ في ظلام اليهود، ثم يعود اليهود من بعده ليزدادوا ظلمة على ظلمتهم.
من أين جئنا بهذا الكلام؟
إنه كلام المسيح نفسه! فهكذا صرّح عندما جاء عليه السلام، فقال :"ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل، حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دُمتُ في العالم، فأنا نورالعالم" ( يو 9: 4-5). ولمّا شارفت حياته بينهم على الانقضاء، قال لهم: "النورمعكم زماناً قليلاً بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" ( يو 12: 35).
فاتضح أن نور الصباح المقصود به هو ظهور المسيح بالإنجيل مصداقاً لبشارة موسى بإشراق الرب من سعير لبني إسرائيل، ويظل بني إسرائيل من بعده في ظلمات الليل في انتظار تلألؤالرب من جبل فاران.
ولكن أين جبل فاران هذا؟
شريعة فاران المحمدية
لا خلاف على أن فاران هي سُكنى إسماعيلباعتراف التوراة:
"وسكن في برية فاران" (تك 21: 21). ويبقىالتخبّط والتعارض والمغالطة هي سبيل علماء الكتاب المقدس في تحديد موقع فاران هذه! فتراها على بعض الخرائط التي يضعونها في موضع غير الذي تضعها فيه خرائط أخرى؟ فماسرّ هذه التخبطات؟.
السبب هو أنهم ظنوا فاران اسم بلدمعين في جنوب فلسطين، ولم يُدركوا أن فاران هو اسم أطلقه عرب الشمال على البرّية الشاسعةالممتدة من العَقـَبة حتى مشارف اليمن بطول البحرالأحمر، وهي التي أطلق عليها العرب المتأخرون فيما بعد اسم "الحجاز" وتضمّ سلسلة جبال السراة الشهيرة. والعرب البائدة أطلقت على الحجاز(فاران)على اسم أحد زعماء العرب العماليق، وهو المسمى فاران بن عمرو بن عمليق بن لود بن سام بن نوح (تاريخ الطبري 1/76).
وكانوا يقطنون شمال الحجاز في منطقةالعَقبة، وهي التي كانت تسمّى(أيلة)، وعُرفت في زمان سيدنا إبراهيم بـ(إيل فاران) (تك 14: 6)، نسبة إلى ذلك الزعيم العماليقي.
وقصة العماليق معروفة في كتب التراث العربي وأنهم كانوا أسياد الحجاز شماله وجنوبه.
والسؤال هنا: هل فاران في سيناء أم أدوم؟ والجواب: لافي هذه ولا تلك! ولسنا نحن مَن نقول ذلك، بل يوسبيوس القيصري العالِم المسيحي، فقدنصَّ على أن(فاران)تقع في الصحراءالعربية جنوباًإلى الشرق من أيلة:
Encyclopaedia Biblica, (Paran), p. 3584
تأمل قوله: the desert of the Saracens called Pharan
ماذا كان يقصد يوسبيوس بـSaracens؟ إنهم أولئك البدو الصحراويون الذين يقطنون إلى الشرق من خليج العقبة، ويقعون جنوب بلاد الحِجْر التي أسماها الرومانArabia Petraeaأي بلاد العرب الصخرية أي دولة الأنباط لتي عاصمتها البتراء. هؤلاء الـSaracensهم العرب الإسماعيليونIshmaelitesالذين جاءوا من نسل إسماعيل عبر ابنه قيدار (*) (*).
هل يُعقل أن تكون فاران هذه في سيناء أو أدوم؟! وهل سكن إسماعيل وقيدار ابنه في سيناء أو أدوم؟! بل الحق أنهم كانوا حجازيين يقطنون بلاد الحجاز بطولها من الشمال إلى الجنوب. تقول الموسوعةالحرة:
These Saracens located in the Northern Hejaz appear as people with a certain military ability and opponents of the Roman Empire who are characterized by the Romans as barbaroi (*)
كان هؤلاء الـ Saracens الواقعون في الحجاز الشمالي يظهر أنهم قوم ذوومقدرة قتالية ومقاومون للإمبراطورية الرومانية التي وصفتهم بأنهم وحشيون. اھ
هل لا زال هناك لبس في كلام يوسبيوس؟ إنه يصرخ قائلاً: فاران ليست سينائية ولاأدومية، بل هي ضمن صحراء البدوالحجازيين! والحجاز يبدأ من شرق العقبة وليس غربه أوشماله.
ويؤكد يوسبيوس ذلك بقوله إن مدين تقع في نطاق صحراء الحجاز شأنها شأن فاران:
Located beyond Arabia to the south in the desert of the Saracens, to the east of the Red Sea (*).
تقع بعد بلادالعرب[الصخرية] جنوباً في صحراء الـ Saracens إلى الشرق من البحر الأحمر. اھ
من هنا نجد ياقوت الحموي في معجم البلدان يذكر أن فاران هي الحجازبوجه عام، وإذا خـُصِّص صار خاصاً بمكة: "فاران كلمة عبرانية معرّبة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل اسم لجبال مكة. قال ابن ماكولا: .. الفارانيّ .. نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز". اهـ (معجم البلدان 4/225).
ماذا يقول الربانيون اليهود عنفاران
مرّ علينا ما يقوله ترجوم يوناثان الآرامي: " تلألأ ببهاء المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل"، ومعلوم أين يسكن بنو إسماعيل.
ولذلك يقول مدراشتنحوما بكل صراحة ووضوح (تثنية، وزوت هبركة 4):הופיע מהר פארן, אלובניישמעאל, שנאמר, וישב במדבר פארן(בר' כא כא). וכתיב, עמד וימודד ארץוגו'(חבקוקג ו) (*).
"تلألأ من جبل فاران"،هؤلاء هم بنوإسماعيل لأنه قيل: "وسكن فيبرية فاران" (تك 21: 21)،ولأنه مكتوب: "وقف وقاس الأرض الخ" (حبقوق 3: 6). اھ
وهذا القول هو المعتَمَد لدى الربانيين في التلمود البابلي سفر عبوده زاره 2ب (*).
ويقول الربي راشي في تفسيره: "لماذا جاء الله من فاران؟ لأنه ذهب هناك وعرَض على بني إسماعيل، الذين هم سكنوا فاران، أن يقبلواالتوراة، ولكنهم أيضاً لم يقبلوها" (*).اھ
ويؤخذ من قول الربانيين أمران أساسيان:
@ أن التجلّيات الإلهية إنما هي مرتبطة بإعطاء الشريعة.
@ أن جبل فاران خاص بالعرب الإسماعيليين.
ولكن هل عرض الله التوراة على العرب!! هذا تأويل بعيد تعسّف فيه الربانيون هروباً من الإقراربأن إعطاء الشريعة لبني إسماعيل سيكون حدثاً مستقبلياً، وهو المنصوص عليه صراحةً في حبقوق كما ذكروا أيضاً. وهذه الإشارة منهم إلى حبقوق هي إشارة خطيرة كما سنعرف إنشاء الله.
التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 09-04-2011 الساعة 04:33 PM
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
]
تخبطات العلماء في موقع فاران .. مهزلة!
ولكن عذرهم معهم .. فقد سبقهم إلى هذاالتخبط مؤلفو العهد القديم! فكاتب سفر العدد جعل فاران ف يشبه جزيرة سيناء بعد حضيروت: "وارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران" (عد 12: 16)، أماكاتب سفر التثنية فجعلها بقدرة قادر في شرق الأردن:
"هذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع بني إسرائيل في عبر الأردن في البرية، في العربة قبالة سوف، بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب" (تث 1: 1)! هذا التخبط الفاحش بين العددوالتثنية دفع آدم كلارك المفسّرالمسيحي إلى الصراخ:
This could not have been the Paran which was contiguous to the Red Sea, and not far from Mount Horeb; for the place here mentioned lay on the very borders of the promised land, at a vast distance from the former (*)
هذهلا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكور هنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر. اھ
تخبُط كُـتـّاب التوراة مع بعضهم البعض كوم، وبراءة الاختراع التي صكّها كاتب سفر صموئيل كوم آخرفقد جعل فاران في أقصى شمال فلسطين: "وقام داود ونزل إلى برية فاران. وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل .. واسم الرجل نابال، واسم امرأته أبيجايل .. فسمع داود في البرية .. ولما رأت أبيجايل داود .. وأرسل داود وتكلّم مع أبيجايل ليتخذها له امرأة .. ثم أخذ داود أخينوعم من يزرعيل، فكانتا له كلتاهما امرأتين" (1صم 25).
فجميع هذه الأماكن في شمال فلسطين! فما الذي أتى بفاران هنا؟!
فما كان من بعض النقاد - هروباً من هذا المأزق - إلا القول بأن كلمة(فاران)هنا محرّفة عن(معون)الواردة في نفس النص:Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583
فماأشبه فاران لديهم بمدينة إرم في الأساطير العربية، فهي مدينة تدور في جميع أرجاء المعمورة! من أجل كل هذه التضاربات لم تجد دائرة المعارف الكتابية بداً من رفع الراية البيضاء والتصريح بكل أسى:
Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583
ليس من السهل فهم جميع فقرات العهد القديم المتعلقة بفاران. اھ
النتيجة: كاتب سفر العدد، وكاتب سفر التثنية، وكاتب سفر صموئيل يجهلون موقع فاران الحقيقي!! فعلى أي شيء يستند أهل الكتاب في الرد على قول المسلمين الصحيح أن فاران هي الحجاز التي سكنها إسماعيل، مع أن هذا هوالأصل كما في سفر التكوين وأقوال الربانيين!!..
أين ورَد أن الربّ سبق وتلألأ من جبل فاران!!
من الخدع السحرية التي يموّه بهاعلماء الكتاب المقدس على أتباعهم هو أن موسى لم يكن يتنبأ بالمستقبل، بل كان يتحدث عن الماضي! فيقولون إن التجلّي الإلهي على جبل سيناء، انعكس على جبل سعير، ثم انعكس على جبل فاران! وكأنه لا يوجد في هذه المنطقة إلا هذه الجبال فقط!! وما الحكمة من الاقتصار على هذه الجبال دون التطرق إلى جبل صهيون مثلاً أو جبل الزيتون لو كان ذلك كذلك!
ونكتفي في الإشارة إلى هذا التفسير بإيراد ماذكره أنطونيوس فكري في تفسيره :
" (جاءالرب من سيناء) يقصد بمجيئه تجلى مجده وظهوره الإلهي في سيناء عند إعطاءالشريعةالمقدسة لشعبه. (وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران)إن مجد الرب الذي تجلى على جبل سيناء بنار ورعود وبروق وأضواء لامعة باهرة، لم يقتصر ظهوره على جبل سيناء، بل انعكست أضواؤه البهية على الجبال القريبة والبعيدة:
ـ جبل سعير: على الجانب الشرقي للعربة شمال شرق سيناء ومن رؤوس جبال سعير جبل هور. وقد احتل الأدوميون (بنو عيسو) أرض سعير الجبلية (تك3:32).
ـ وجبل فاران: هذا يقع في جنوب فلسطين، وكان يسكنها الإسماعيلين.
وتلألؤ مجد الرب على سيناءفي إعطاء شريعته على الجبال الأخرى كان علامة على أن شريعة الرب فيها الضياء والهداية ليس لليهود وحدهم بل لجميع الشعوب التي ستقبل كلمة الرب يوماً ما ولاحظ التسلسل:
سيناء ... حيث إسرائيل (أي نسل يعقوب).
سعير .... حيث أدوم (أخويعقوب).
ثم فاران ... حيث إسماعيل (عم يعقوب).
ومن القصص المسلية في التفاسير اليهودية لهذه الآية: أن الله ذهب بشريعته إلى جبل سعير أولاً، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تقتل. فذهب الله بشريعته إلى جبل فاران، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تسرق. فذهب بها إلى اليهود في جبل سيناء فقبلوها.
ولكن المعنى هوانتشار كلمة الله تدريجياً كما قال المسيح لتلاميذه أن يبدأ بأورشليم أولاً ثم اليهودية ثم السامرة ثم إلى كل الأرض. ولاحظ أن كلمة الله وشريعة الله هي نار ونور يتلألأ ويمتد نوره. والمنظر الرائع هنا أن النور يبدأ بظهوره على قمة أحد الجبال، ثم يسقط على قمة أخرى، فقمة ثالثة. والقمم هى الكنائس(!)التى تقبل المسيح". اھ (*).
وبعيداً عن هذا التصوّرالعجيب، ينبغي أن تسأل كلّ مَن يقول هذا: أين ورد في الأسفار الخمسة أن نور الله انعكس على جبل فاران؟ ولا تنتظر إجابة،فإنها معدومة لسبب بسيط جداً .. وهو أن بني إسرائيل في ارتحالاتهم لم يصادفوا أيشيء اسمه(جبل فاران)! كيف هذا؟ نعم .. إنها مفاجـــأة
فالموضع الذي نزل فيه بنوإسرائيل وسمّاه كاتب سفر العدد(فاران)، كان أرضاً جرداءلاجبال فيها! ولستُ أنا مَن يقول ذلك، بل كاتب سفر العدد نفسه: فبعد أن رجع الجواسيس إلى موسى في فاران المزعومة وتكاسل بنو إسرائيل عن دخول الأرض، قال الله لموسى:
"في هذاالقفرتسقط جثثكم .. فجثثكم أنتم تسقط في هذاالقفر" (عد 14: 29، 32).
ولكن .. هل القفر ليس به جبال؟ حسناً، أنا أدعوكم إلى مطالعة سفر العدد ابتداءً من الإصحاح 13 وحتى الإصحاح 19 وأتوسّل إلى القارئ الكريم أن يخبرني أين(جبل فاران)الذي تجلّى الله عليه! فإن لم يجد - ولن يجد - فليستعدّ معي إلى الإبحار في بشارة حبقوق التي تتحدث عن(جبلفاران)وموقعه الحقيقي والشريعة المستقبلية التي ستُعطى عليه، وغيرها من المفاجآت.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *بارك الله فيك *
********************************
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات