الشبهة الخامسة:
يقولون : " و طبقا لما ورد في كتب التاريخ أن السيدة أسماء – هي الأخت الكبرى للسيدة عائشة و كانت أكبر منها بعشر سنوات و كما جاء في ( تقريب التهذيب و البداية و النهاية ) أن السيدة أسماء توفيت سنة 73 بعد الهجرة عن عمر يناهز مائة عام . إذن فكان عمرها مائة عام سنة 73 و نستنتج من ذلك أن السيدة أسماء كان عمرها وقت الهجرة النبوية 27 أو 28 سنة – و هي أكبر من عائشة بعشر سنوات – فيكون عمر عائشة عند الهجرة 17 أو 18 سنة و معلوم أنها تزوجت النبي ( ص ) بعد الهجرة بسنة أو بسنتين فيكون عمرها وقت الزواج 18 أو 20 سنة "
الجواب :
أن الكاتب استند في حجته هذه على نقطتين
الأولى : اختلاف العمر بين أسماء و عائشة
الثانية : الرواية التي جاءت بتحديد عمر السيدة أسماء
أولا : الفرق بين عمر السيدة أسماء و السيدة عائشة
فالرواية التي حددت الفرق بين عمر السيدة أسماء و السيدة عائشة جاءت من طريق ابن أبي الزيناد المؤرخين الذي لم يعاصر السيدة أسماء و لكنه كان من أتباع التابعين ([1]) و قد ضعفة بعض العلماء , و أيضا العلماء الذي روى عنهم الحديث لم يعاصروا السيدة أسماء
و لذلك فهذه الرواية غير مقبولة عند العلماء لإنقطاع ([2]) السند و ضعفه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) و هو القرن الثالث بعد قرن النبي صلى الله عليه و سلم
([2]) المنقطع هو ما حُذف من أثناء سنده راوٍ واحد فقط
و هنا أيضا ملاحظة أخرى : أنه إذا قبلنا هذه الرواية الضعيفة فيجب علينا بيان ما ذكره الإمام الذهبي عن رواية ابن الزيناد
قال الإمام الذهبي :" فإن كان ماذكره ابن أبي الزيناد صحيحا من أن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات فهذا يعني أن أسماء ماتت عن 91عمر سنة و قد روى هشام بن عروة أنها عاشت مائة سنة لم يسقط لها سن " ([3])
ــــــــــــــــــــــ ([3]) تاريخ الإسلام 3/354
ثانيا : الروايات التي جاءت في عمر السيدة أسماء
فالروايات التي جاءت في تحديد عمر السيدة أسماء جاءت فقط من طريق هشام بن عروة – الذي يرفضون روايته - و قد رواها في العراق
و نرى المؤلف قد قبل هذه الرواية لهشام بن عروة ليس إلا لأنها تعزز رأيه و أنها جاءت على هواه . على الرغم من رفض العلماء لهذه الرواية !
فالحجة التي يقولونها لا تدل على عمر السيدة عائشة لأن رواية عمر السيدة أسماء جاءت من طريق ابن أبي الزيناد الذي وضحنا ضعفه آنفا .
و هنا سؤال ...
هل ما ذكروه متفق عليه عند المؤرخين ؟
فنحن نوَدُّ أن نضع بعض الأسئلة التي نطالبُه بالإجابة عليها :
- كما يَذكرون في حجّتِهم بأن أكثر المؤرخين إتّفقوا على هذه المعلوماتِ - !
أين هذه الكتب التي التي نقلت منها اتفاق المؤرخين على هذه الروايات ؟
هل تجميع المؤرخين للروايات في الكتب يدل على إجماعهم على صحتها ؟ بالطبع لا .
لأن المؤرخين ذكروا جميع الروايات و أجمعوا على صحة زواج السيدة عائشة و هي بنت ست سنوات .
و هل لهم أن يذكروا لنا أسماء هؤلاء العلماء الذين عارضوا مسألة زواج السيدة عائشة و هي بنت ست سنوات كما ذكر إجماعهم على صحة رواية عمر أسماء ؟
( ملا حظة : لم يرد اتفاق للعلماء على هذه القضية )
فالكتب التي يقتبسون منها بها روايات أخرى تعارض ما يقولونه فنحن نسألهم كيف يقبل من هذه الكتب بعض الروايات التي تتفق مع ما يعتقده و يرفض باقي الروات من نفس الكتاب ؟
مع أن ما يرفضه الكاتب متفق عليه و وثَّقه كثير من علماء الحديث
يـــتـــبـــع
المفضلات