بسم الله الرحمن الرحيم


نص شبة الزميل :

اقتباس
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ - ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 68-96
هذه الآية تشير بوضوح إلى أن النحل يتغذى على الثمرات ! -(ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) .
و هو ما ينفيه العلم تماماً.

التناقض العلمى:

أولاً :الثمار ، أو الثمرة هى عبارة عن الجزء الصالح للأكل ، كالموز و التفاح و البطاطس و البرتقال و الخيار و الخس ... إلخ ،و النحل لا يتغذى ابداً على الثمار ، إذن بما يتغذى النحل لينتج العسل ؟
بالبحث فى موسوعة ويكيبيديا العلمية ، يتضح لنا الآتى :-
(النحل يتغذى على رحيق الأزهار وغبار الطلع -(من الأزهار)- ، حيث يعتبر رحيق الأزهار كمصدر الطاقة للنحل ، بينما يمد غبار الطلع النحلة بالبروتين والمواد المغذية الأخرى. و معظم حبوب اللقاح تُستخدم كغذاء لليرقات * ).فالتناقض العملى إذن ان القرآن يقول أن النحل يأكل من الثمار ، بينما النحل يأكل فى الحقيقةو يتغذى من رحيق الأزهار !!
الثمار أو الثمرة هى عبارة عن الجزء الصالح للأكل كالموز و التفاح و البطاطس و البرتقال و الخيار....الخ ....مقولة جعلتنى لا أستطيع أن أتماسك نفسى من الضحك عند قرائتها ...و لا أدري أهذا من جهل العربية أم أمعان فى تجاهلها ؟
فيا سيدى الفاضل ...أذا كان هذه هو تعريفك للثمار ؟...فأخبرنى بالله عليك كيف سيستقيم المعنى أذا قلت لك أن (من أهم ثمرات الثورة المصرية تنحى مبارك )..أخبرنى بالله عليك كيف سيستقيم الامر أذا قلت لك أن (هذا الكتاب من ثمرة أفكاري )...هل مبارك جزء صالح للاكل ؟وهل أفكاري صالحة للاكل ؟...

يا سيدى الفاضل أنت بذلك و بتعريفك لمعنى كلمة "زوجين "فى مشاركات سابقة أثبت بما لا تدع مجالا للشك بأنك تستحق و عن جدارة أن يكتب أسمك و بماء الذهب فى باب "نوادر المتحذلقين فيمن قصد الفصاحة و الاعراب"_أحد أبواب كتب أبن الجوزى
يا سيدى الفاضل أن هذا التعريف لا يخرج عن رجل متعلم خصوصا اذا كان يدعى أنه حامل راية العلم ..أقولها لك بكل أسف أن هذا التعريف لن يخرج الا عن تجار الخضار و الفواكة فى سوق العبور و سوق البطنية

فلغويا الثمر كما جاء فى مقياس اللغة هو شيءٌ يتولّد عن شيءٍ متجمِّعاً، ثم يُحمَل عليه غيرُه استعارةً.فالثَّمَر معروفٌ. يقال ثَمَرَةٌ وثَمَرٌ وثِمارٌ وثُمُر..و بالتالى فكل ما ينتجه الشجر ثمرة و حمل الشجر ثمر..قيل للولد ثمرة لأَن الولد ينتجه الأَب..وفي الحديث: إِذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده.والثمر أَنواع المال، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، والثَّمَرَةُ:الشَّجَرَةُ، وجِلْدَةُ الرأسِ،

ومن خلال التعريف السابق للثمار من معاجم اللغة نجد أن المعنى سيستقيم أن قلنا (من أهم ثمرات الثورة المصرية تنحى مبارك)...فتنحى مبارك ناتج عن الثورة المصرية ..وايضا ان قلنا (هذا الكتاب من ثمرة أفكارى )فالكتاب متولد عن أفكاري ...
و على هذا المقياس فان الازهار يصح أن يطلق عليها الثمرات لانها نتاج الاشجار وتتولد عنها وحمل الشجر ثمارات و تعتبر الازهار من حمل الاشجار ...

ومعظم المفسرين القدماء لم يتطرقوا لمعنى كلمة (الثمرات )فى قوله تعالى (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ)مثل تفسير أبن كثير و الطبرى و الجلالين..وذلك لكونهم كانوا يعتقدون أن من سيقرأ الاية سيعقل ما يقرأ بسهولة و يسر و لم يتخيلوا أبدا أنه سيأتى زمن تتفشى فيه العامية و تضمحل فيه اللغة العربية و نصل الى أقصى درجات التخلف اللغوى ...لكن هناك قلة من المفسرين الذين علموا بمدى التردى اللغوى الذى وصلنا الية فقاموا بتفسير معنى (الثمرات )فى الاية الكريمة ففى تفسير القرطبى نقرأ ما نصة :

وَذَلِكَ أَنَّهَا إِنَّمَا تَأْكُل النُّوَّار مِنْ الْأَشْجَار .

ويقول أبو حيان الأندلسي رحمه الله :

" وظاهر ( مِن ) في قوله : ( من كل الثمرات ) أنها للتبعيض ، فتأكل من الأشجار الطيبة والأوراق العطرة أشياء يولد الله منها في أجوافها عسلاً .

قال ابن عطية : إنما تأكل النوّار من الأشجار " انتهى.

" البحر المحيط " (5/496)

يقول الخطيب الشربيني :

" لفظ ( من ) هذا للتبعيض ، أو لابتداء الغاية " انتهى.

" السراج المنير " (2/273) .

ثانيا :

وأما قوله تعالى في هذه الآية : ( كل الثمرات ) :

فيحتمل أن تكون الكلية ههنا مقصودة ، فتدل الآية على أن من هدي النحل وجبلته أخذ رحيق الأزهار ، من أي زهرة كانت .

ويحتمل ألا يكون التعميم مقصودا ، بل أغلبيا على سبيل المجاز ، كقوله تعالى : ( لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) البقرة/266.

أما تعريف الثمرة فى علم النبات هى مبيض الازهار الناضجة ..وليس الجزء الصالح للاكل على حد قولك ....فأن تحاكمنا الى العلم فالنحل يتعذى على حبوب اللقاح المتواجد فى مبيض الازهار لذلك يصح اللفظ (ثم كلى من كل الثمرات)..و أن تحاكمنا الى اللغة فالثمرة نتاج الاشجار و الازهار من نتاج الاشجار لذلك يصح اللفظ (ثم كلى من كل الثمرات )...ناهيك عن ذلك كله فبالاضافة الى أن النحل يتغذى على حبوب اللقاح ورحيق الازهار فأنه أيضا يتغذى على العصارة الحلوة من بعض أنواع ثمار الفاكهة زائدة النضج أو الثمار المجروحة مثل العنب و التوت و التين و الفراولة ...الخ وليس على رحيق الازهار و حبوب اللقاح فقط على حد علمك .....أنظر الى الصور التالية

http://tebnabawy.org/details/node/33




ومن هنا نجد أن الاية الكريمة (ثم كلى من كل الثمرات )مطابقا تماما للعلم وللواقع ...فلو جاءت الاية بنص (ثم كلى من رحيق الازهار )لكان هناك خطأ لان النحل يتغذى على رحيق الازهار و حبوب اللقاح ...وأن جاء الاية بنص (ثم كلى من رحيق الازهار و حبوب اللقاح )لكان هناك خطأ أيضا لان النحل يتغذى أيضا على عصار بعض ثمار الفاكهة وحشا لله أن يكون هناك خطأ فى كتابة ...لكن القرأن شمل كل ما يتغذى عليه النحل فى كلمة واحدة فقط وهى (الثمرات)فى أعجاز لغوى و بيانى ليس له مثيل..وصدق الله العظيم حين قال :أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ...

مع كل ما سبق يتمادى الزميل فى أخطائة العلمية و اللغوية فيقول :

اقتباس
للتأكد من قصد القرآن انه فعلاً يقصد الثمار كما نعرفها و ليس الأزهار ،

فهناك ما يعرف بـ "القرينة القرآنية" ، يستخدمها شيوخ التفاسير عندما يُشكل عليهم فهم المقصود

من معنى كلمة فى القرآن ، فيقومون بمقارنتها مع المواضع الآخرى التى تكررت فيها نفس تلك الكلمة فى القرآن ، و بعد

المقارنة يتم فهم المقصود من سياق الكلمات الآخرى التى وردت فى القرآن ،

و هى من أبجديات علم التفسير.


(و بالرغم من أن المعنى واضح لا لبس فيه ، إلا انى رأيت إستخدامها لإزالة اى محاولة متعمدة للتحريف أو التأويل)---
بداية يا سيدى الفاضل لا تتحدث على لسان جميع الناس فبدلا أن تقول (للتأكد من قصد القرأن أنه فعلا يقصد الثمار كما نعرفها وليس الازهار )..فيجب عليك أن تحترم عقولنا وتقول (للتأكد من قصد القرأن أنه فعلا يقصد الثمار كما أعرفها أنا و معظم الملحدين من بنى قومى وتجار الخضار و الفاكة و ليس الازهار )..وذلك لان هناك من الناس من يقرأ و يعقل ما يقرأ و يعلم جيدا معنى الثمار علمية أو حتى لغويا من خلال سياق الجملة..و الان نرى تعالوا معى أيها القرأء ندقق فى أدلة الزميل التى يحتج بها ...

من قرائن الزميل :

اقتباس
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
أولا : تفسير أبن كثير

وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء " وَالْمُرَاد بِهِ السَّحَاب هَاهُنَا فِي وَقْته عِنْد اِحْتِيَاجهمْ إِلَيْهِ فَأَخْرَجَ لَهُمْ بِهِ مِنْ أَنْوَاع الزُّرُوع وَالثِّمَار مَا هُوَ مُشَاهَد رِزْقًا لَهُمْ وَلِأَنْعَامِهِمْ

ثانيا :تفسير الطبري

{ وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَات رِزْقًا لَكُمْ } يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُ أَنَزَلَ مِنْ السَّمَاء مَطَرًا , فَأَخْرَجَ بِذَلِكَ الْمَطَر مِمَّا أَنْبَتُوهُ فِي الْأَرْض مِنْ زَرْعهمْ وَغَرْسهمْ ثَمَرَات رِزْقًا لَهُمْ غِذَاء

ثالثا :تفسير القرطبى
وَالْمَعْنَى فِي الْآيَة أَخْرَجْنَا لَكُمْ أَلْوَانًا مِنْ الثَّمَرَات , وَأَنْوَاعًا مِنْ النَّبَات . " رِزْقًا " طَعَامًا لَكُمْ , وَعَلَفًا لِدَوَابِّكُمْ

أذن معنى كلمة "الثمرات "فى هذه الاية كل ما يخرجة الماء و ينبته من نبات و فواكة و زهور ونخيل....الخ وليس الجزء الصالح للاكل ما أدعى الزميل ...وطبعا المعن واضح لجدا لذوى العقول السليمة فى الاية الكريمة حتى دون الرجوع الى المفسرين ...

القرينة الثانية للزميل :

اقتباس
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
تفسير ابن كثير :

وَقَوْله " يُنْبِت لَكُمْ بِهِ الزَّرْع وَالزَّيْتُون وَالنَّخِيل وَالْأَعْنَاب وَمِنْ كُلّ الثَّمَرَات " أَيْ يُخْرِجهَا مِنْ الْأَرْض بِهَذَا الْمَاء الْوَاحِد عَلَى اِخْتِلَاف صُنُوفهَا وَطُعُومهَا وَأَلْوَانهَا وَرَوَائِحهَا وَأَشْكَالهَا وَلِهَذَا قَالَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " أَيْ دَلَالَة وَحُجَّة عَلَى أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه كَمَا قَالَ تَعَالَى" أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاء مَاء فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِق ذَات بَهْجَة مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرهَا أَإِلَه مَعَ اللَّه بَلْ هُمْ قَوْم يَعْدِلُونَ

وبدون الرجوع حتى للمفسرين الاية واضحة لذوى العقول السليمة أن الماء الذى أنزلة الله تعالى ينبت به الزرع و الزيتون و لنخيل و الاعناب ومن كل الثمرات ...أى أن الزرع والزيتون و النخيل والاعناب ثمرات ..وبالتالى الازهار يطلق عليها ثمرات لانها من الزروع وتنبت بالماء ولا أدرى كيف تستدل بأيات ان عقلها أصحاب العقول السليمة لكشفوا شبهتك أم أنك كنت تعتقد أن من سيقرأ أرشيفك ليس لديهم عقول سليمة ؟

خلاصة ما تقدم :


يتضح للجاهل قبل العالم و للعدوا قبل الصديق أن أساس شبهة الزميل هو الضعف البالغ في فهم أساليب اللغة العربية وأبواب البيان والمجاز فيها من ناحية ..والضعف العلمى فى مصادر غذاء النحل من جانب أخر، وليس أي شيء آخر ، والجهل أساس كل داء