ما أقصده اخي ابو طارق: هل القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف الانبياء (نسبا) قول صحيح؟ وهل يجوز قول هذا؟
بارك الله فيك وجزاك الله خير.
ما أقصده اخي ابو طارق: هل القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف الانبياء (نسبا) قول صحيح؟ وهل يجوز قول هذا؟
بارك الله فيك وجزاك الله خير.
نعم يصح أن نقول
أنه صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء والمرسلين
لأننا لا نقصد بذلك الإنتقاص من شرف الأنبياء
وإنما نقصد كمال الشرف والمنزلة والفضيلة التي حباه الله بها كما بينت لك سابقا
،
فالشرف لا ينحصر في الآباء كما تظن ولا في الأقوام ولا في الأعراق ولا في الأجناس ولا في اللغة
ولسان العرب الذي نقلت عنه ليس قرآنا منزلا وإنما هو من تأليف الرجال فيه الصواب وفيه الخطأ
ولا أدري ما هو سبب تمسكك بذلك الكتاب أو بتلك العبارة
فنسب الآباء مهما بعد أو قرب يلتقي بآدم عليه السلام ، أنبياء كانوا أو من سائر البشر
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
بداية
ظننت أن الأمر قد انتهى
ولكن أفوض أمري إلى الله وأقول
إعلم أيها الضيف الكريم هداني الله وإياك وسائر الحائرين
أن جميع الأنبياء بلا استثناء بعثهم الله في أنساب أقوامهم
أي أنهم يكونون في أشرف أنساب أقوامهم وفي أصلابهم الطاهرة
،
فإن كنا نقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق أو أشرف الأنبياء فإننا لا نقصد
أن غيره من الأنبياء أقل منه نسبا وحسبا وإنما نقصد الشرف والتشريف الرباني له
فقد جعله الله إماما للمرسلين
وقد صلى بالأنبياء إماما ليلة الإسراء كما جاء في الأثر
ولقد أخذ الله العهد والميثاق على النبيين جميعا على الإيمان به وعلى نصرته إذا ما بعث حال حياتهم
ولا يكون الإيمان به ولا تكون نصرته إلا بالإنضمام تحت لواءه ورسالته وعدم مخالفته
فقد قال تعالى :
( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)
ثم أيها الضيف الكريم لو كان الشرف مرتبطا بالآباء كما هو في ( لسان العرب ) الذي استهواك
لكان إبن سيدنا نوح عليه السلام رغم كفره أشرف من سيدنا زكريا عليه السلام رغم نبوته
ولكان هو أشرف من سيدنا إبراهيم عليه السلام رغم نبوته أيضا ورغم اتخاذ الله له خليلا
بل لكان هو أشرف من والده نوح عليه السلام رغم نبوته ورسالته لأن والده ليس نبيا
فحسب سؤالك أو حسب شبهتك
يجب أن يكون إبن سيدنا نوح رغم كفره أشرف من
معظم الأنبياء وأشرف من جميع باقي الخلق لأنه اكتسب الشرف بميلاده من صلب نبي الله نوح عليه السلام
بينما
جاء سيدنا إبراهيم عليه السلام من صلب وثني عابد للأصنام وصانعا لها
وكذلك والد سيدنا زكريا ليس نبيا بينما يحيى أشرف من والده هو الآخر
وكذلك والد سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام ليس نبيا
وكذلك والد سيدنا لوط عليه السلام ليس نبيا بل وثنيا
ووالد سيدنا داود عليه السلام ليس نبيا وابنه أشرف منه
وأخيرا
لا شرف للمسيح عليه السلام حسب اعتقادك
بينما
نحن كمسلمين نعتقدإن المسيح عليه السلام حاز على الشرف كله دون أن يكون له أب
ولو أردت أن أزيد
لفصلت لك كيف يكون يوسف عليه السلام أشرف من إخوته فيسجدوا له رغم أن والدهم واحد ؟
،
أعود فأقول أننا عندما نتحدث عن شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ننتقص من شرف أحد من الأنبياء والمرسلين
وإن من يقصد بذلك الإنتقاص منهم أو من أحدهم يكون خارجا عن الإسلام
لأنه يكون بذلك عاصيا ومكذبا لله عز وجل الذي جعل من صفات الإيمان أن لا يفرق المؤمن بين الرسل
( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)
،
فكن مطمئنا ضيفنا ، فالإسلام هو القاعدة
والقرآن مصدر القواعد والتشريع والأحكام والأدب والآداب واللغة
وصلى الله وسلم على سيدنا ومهجة قلوبنا وقرة عيوننا محمد إبن عبد الله إبن عبد المطلب وعلى آله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة ابو طارق ; 30-07-2014 الساعة 04:46 PM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات