قصة المرأة الزانية حذفوها بالفعل
لأنها دخيلة على كتابهم كما علمنا
أما نشيد الأنشاد فحجبوه عن نسائهم وأبنائهم لأنه يثير الشهوات الجسدية الدنيئة
حسب تعبير البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص
لا أدري كيف يكون كتابا من عند الله ويتم حجبه عن الناس لأنه يؤذي مشاعرهم ؟اقتباسوحيث أن سفر نشيد الأنشاد يضم بين دفتيه عبارات دنيوية في وصف مفاتن المرأة والتغزل بها مما قد يكون سبباً في إثارة الشهوات الجسدية الدنيئة، نصح علماء الشريعة الموسوية في العهد القديم ألاّ يسمح للمرء أن يقرأ هذا السفر قبل بلوغه الثلاثين من العمر،
كما أن كنيستنا السريانية الأرثوذكسية عندما عينت فصولاً خاصة من أسفار الكتاب المقدس بعهديه لتتلى على مسامع المؤمنين قبل البدء بالقداس الإلهي أيام الآحاد والأعياد، استثنت سفر نشيد الأنشاد فلم تعين منه قراءة أبداً.
أهم أعلم من الإله أم أنهم أكثر من الإله أدبا وأحسن أخلاقا ؟
والأغرب من ذلك
أنهم يزعمون أن سفر نشيد الأنشاد من تأليف سليمان إبن داود الذي ولد لداود من زوجة أوريا الحثي
( وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا)
فسليمان عندهم موضع شك
بين أن يكون ثمرة زنا داود مع زوجة أوريا أو قريبا من ذلك لأنها لم تكن حائضة وقت الزنا
وسليمان عندهم تمرغ بكل أنواع الخطيئة وعبد الأصنام
ولا أحد منهم يعلم إن كان سليمان تاب ورجع إلى عبادة الله أم أنه هلك وهو على عبادة الأوثان
فكيف يقبل المسيحيون سفرا لسليمان وهو في مثل هذا الحال من الكفر والبعد عن الله ؟
وخاصة أن في السفر ما فيه من العبارات الدنيئة والغزل الجنسي الهابط
ولا أي فائدة دينية ترجى من قراءته
هذا رأي البطريرك الحكيم في سليماناقتباسإن مؤلف سفر نشيد الأنشاد هو سليمان بن داود الذي كتب أيضاً سفري الأمثال والجامعة، ولا غرو من ذلك فإن في حياة سليمان تناقُضات عديدة فقد طلب من الله أن ينعم عليه بالحكمة، فاستجاب تعالى طلبته، وقد خبر سليمان الحكيم الحياة الدنيا وسبر غورها، وعرف سرها، وذاق حلوها ومرها وخيرها وشرها، ومما يؤسف له أنه هوى في وهدة المعاصي، وانحط إلى درك الأهواء الرديئة وتمرغ في حمأة الأثام والمعاصي، ولا ندري فيما إذا كان قد تاب وعاد إلى الله أو مات هالكاً، الأمر الذي حيّر الأتقياء والحكماء وعلماء اللاهوت،
فوضعوا أمام اسمه علامة استفهام كبيرة وتساءَلوا عمّا إذا كان سليمان يعتبر مع الأبرار أم مع الأشرار؟ الله أعلم.
لا البطريرك يدري ولا كنيسته تدري ولا من سبقه يدري
فمن كان لا يدري إن كان سليمان من الأبرار أم من الأشرار كيف يقبل منه نشيدا فاجرا ؟
بل إن مصيبة المصائب وكارثة الكوارث
أنه رغم علم البطارقة باغماس سليمان في حمأة الرذيلة والآثام والمعاصي وعدم علمهم بتوبته
إلا أن البطاركةيبررون ما يحويه سفر سليمان من فجور وشذوذ وغزل جنسي فاضح
يبررون ذلك بأن النشيد
يرمز إلى محبة يسوع لكنيسته
وأن يسوع هو الذي أنشد على لسان سليمان ذلك ليتمكن يسوع من أن يتغزل بعروسته التي هي الكنيسة
وأن الإيحاءات الجنسية في السفر هي إيحاءات روحية ورمزية إستخدمها يسوع من أجل الكنيسة
بعد هذا أقولاقتباسأما في سفر نشيد الأنشاد الرمزي فيوضح لنا سليمان محبة الله للبشر، وأن نفس الإنسان لا تنال الراحة والطمأنينة، ولا الشبع والارتواء، إلا باللّه تعالى، ويعتبر هذا السفر رمزياً فهو يمثل لنا خاصة محبة الرب يسوع المسيح لكنيسته التي هي عروسه وهو عريسها والحب الخالص العميق المتبادل بينهما. ولا يمكن أن يفهم هذا الحب حباً جسدياً، بل هو روحي ورمزي
لو كان للعقول قيمة ووزنا
لفكر عقلاء المسيحية في المدة التي قضاها يسوع على الأرض والتي بلغت 33 عاما
فطوال هذه المدة لم تنقل لكم الأناجيل أن يسوع خرج عن إطار الأدب وتكلم بكلمات بذيئة
باستثناء تلك الكلمات التي زعم شاؤل أنه سمعها من يسوع وهو في طريق دمشق
( شاؤل شاؤل لا تستطيع أن ترفس مناخس )
مع العلم أن هذا أفضل تجميل للكلمات شاؤل والتي يقول أنه سمعها من السماء
وأنا بدوري أشكر المترجم لأنه لم يؤذِ مسامعنا بالكلمات الأصلية
فالبذاءة والشذوذ وقلة الحياء ليس من طبع يسوع
ثم
لا أريد أن اقول كيف يقبل يسوع أن يضع له إنسان فاجر يعبد آلهة زوجاته نشيدا يتغزل به يسوع بكنيسته
كيف يضع ليسوع ذلك النشيد الفاجر قبل ولادة يسوع بقرون طويلة وقبل وجود الكنيسة
تخبط ليس بعده تخبط
كان سببه أن المسيحيين أخذوا كتب اليهود جميعها دون إنتقاء بل وأضافوا عليها أيضا
ومن ضمن تلك الكتب كان سفر نشيد الأنشاد
فالمسيحيون لم يأخذوا برأي اليهود في ذلك السفر المشكوك به عند اليهود
ذلك السفر الذي جعله اليهود للتسلية بعد سن الثلاثين وليس للعبادة
فتخبط المسيحيون واضطروا للدفاع عن سفر نشيد الأنشاد الشاذ بعبارات أكثر شذوذا
فقد حملوا شذوذ ذلك السفر لمعبودهم يسوع رغم أنفه
وبالرغم من علمهم أن يسوع لم يقرأ على تلاميذه سفر نشيد الإنشاد
ولم يأمر يسوع تلاميذه بقرأة ذلك النشيد ولم يحبب التلاميذ فيه
ولم يخبر يسوع تلاميذه بأن السفر يرمز إليه وإلى عروسته أو كنيسته
أقطع أن يسوع لم يشاهد السفر نهائيا
لأن اليهود كانوا يمنعون من هو دون الثلاثين من قراءته
ويسوع أكمل الثلاثين بعيدا عن الهيكل فلم يشاهد الأسفار
وأكمل نهاية حياته في ثلاث سنين من عمره
بين اختبارات الشياطين والخوف من اليهود والتخفي منهم ومخططات التسليم والسجن والمحاكمة وصفع الجنود والآلام والصلب والموت والقبر
لذلك لم يعرف يسوع نشيد الأنشاد نهائيا
وأتحدى جميع البطاركة وصغار القساوسة أن
يأتوا بجملة واحدة تدل على أن يسوع كان يعلم أن هناك سفرا باسم نشيد الأنشاد
أسأل الله أن يذهب عنا الباس وأن يذهب الغشاوة عن العيون
كلمات البطريرك في نفس المصدر
http://www.syrian-orthodox.com/article.php?id=38
المفضلات