النشأة
نشأت الكنيسة التوحيدية المعاصرة في ظل حركة الإصلاح البروتستانتي التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي. ولكن لهذه العقيدة جذور أقدم من ذلك.
[عدل] الجذور القديمة
يعتقد التوحيديون أن تعاليم دينهم مأخوذة من رسل المسيح -الحواريين- أنفسهم. ويرجع علماء التاريخ المسيحي جذور تلك الفرقة إلى فترة مبكرة من التاريخ المسيحي، وأن هذه العقيدة التوحيدية كانت أسبق في الظهور من عقائد التثليث التي لم تظهر إلا في القرن الرابع الميلادي [1] [2]. ومن أهم جذور هذه العقيدة في تلك الفترة:
كرنثوس (المتوفى سنة 73م). الذي إعتقد أن السيد المسيح كان مجرد إنسان بارز، كما رفض الأناجيل عدا إنجيل اعبرانيين (الذي يعتقد أنه الأصر العبري لإنجيل متى) وتبعته طائفة من المسيحيين.
فرقة الإبيونيين: والتي نشأت في القرن الأول من الميلاد، وكان أتباعها يعتقدون أن المسيح هو المخلص الذي بشر به العهد القديم (التوراة)، وأنه ذو طبيعة بشرية خالصة، وأنه إبن الله بالتبني، وأنكروا معجزة الميلاد العذروي. وإعتقدوا أن المسيح جاء لتطبيق تعاليم الناموس الموسوي، فحرصوا على إتباع تعاليم الناموس (مثل: الختان، وتحريم أكل الخنزير، وإقامة السبت). وقد صار لهذه الفرقة شأن عظيم، حيث كثروا وإمتد نفوذهم ليشمل آسيا الصغرى وسورية وفلسطين حتى وصل إلى روما، واستمر وجودهم إلى القرن الرابع الميلادي لكنهم صاروا في حالة من الضعف والاضطهاد، وذلك بعد مخالفتهم لأوامر قسطنطين ومجمع نيقية.
أمونيوس السقاص: ظهر في أواخر القرن الثاني الميلادي بدعوته. وإعتقد أن السيد المسيح هو إنسان خارق للعادة وحبيب إلى الله، وإتهم تلاميذ المسيح بأنهم أفسدوا دعوته. وإتبعه كربو قراط في آرائه هذه، وإتبعه فرقة من الناس عرفوا بإسم "المعلمين" أو "المستنيرين"، وبالغوا في إدعاء بشرية السيد المسيح حتى زعموا أنه كان كسائر الحكماء، ويستطيع جميع الناس أن يفعلوا مثله، ويسلكوا مسلكه.
ديودوروس: الذي كان أسقفاً لطرطوس.
بولس الشمشاطي (أو الساموساطي): أسقف أنطاكية، والذي أنكر ألوهية المسيح وقرر أنه مجرد بشر رسول، خلقه الله كما خلق آدم. وبعد عقد ثلاثة مجامع للتباحث في أمره خلال خمس سنوات، كان آخرها مجمع في إنطاكية عام 268م، حضره بولس بنفسه، ودافع فيه عن معتقده، فقرر المجتمعون طرده وعزله من جميع مناصبه. وبالرغم من ذلك فقد بقي لمذهبه أتباع حتى القرن السابع الميلادي، وعرفوا بإسم "البوليقانية" أو "البولسية".
الأسقف لوسيان الأنطاكي المتوفى توفي سنة 312 م.
آريوس أسقف كنيسة بوكاليس في الإسكندرية، وتلميذ لوسيان الأنطاكي. وهو أشهر معارضي قرارات المجمع المسكوني الأول في نيقية. عرف أتباعه بالآريوسيين و بقي مذهبهم حياً لفترات زمنية طويلة. حتى صارت الكنائس حتى يومنا هذا تصف كل من أنكر التثليث و إلهية المسيح "بالآريوسية".
يوسيبيوس النيقوميدي: أسقف بيروت ثم نيقوميديا. أحد أتباع لوسيان الأنطاكي وأصدقاء آريوس المقربين
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات