أخي جادي
أخي جادي
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم .........."متردوا على أبونا زكريا الأول اللي محدش عارف يرد عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذ زكريا 99 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
وأنت في انتظار من يأتيك ببحث شامل عن اللغة العربية مدعما بالأدلة أحببت أن أضع بين يديك خلاصة معلوماتي المتواضعة عنها .
فاللغة العربية لغة سامية كباقي اللغات السامية التي تنسب إلى سام بن نوح عليه السلام
واللغات السامية منها الأقدم ومنها الأحدث ومنها الشرقي والغربي والشمالي والجنوبي وهي كثيرة
فمن هذه اللغات
الكنعانية - الآرامية - الفينيقية - السريانية - التدمرية – النبطية - البابلية - الآشورية - الكلدانية – الحبشية - الأمهرية - العبرية – العربية ( منها القديمة المندثرة كالحميرية والسبئية والقحطانية ومنها اللغة العربية المتداولة حاليا وهي العدنانية التي أصبحت تعرف فيما بعد بالقرشية الفصحى )
هذه اللغات السامية بينها قواسم مشتركة ومفردات تكاد تكون متطابقة بل الكثير منها متطابق تماما
فعلى سبيل المثال الكلمات الأساسية ك – أب – أم – أخ – أخت – أبن - بنت – رأس – أذن – عين - رجل – يد - أصبع - سن – شعر – بطن – بيت – وكذلك الضمائر – أنا – هو – هي – نحن – انتم
بلا شك أن هذه اللغات ذات أصل واحد ، فالمنطق والعقل يقول أنه ليس من المعقول أن سيدنا سام ابن نوح عليه السلام كان يتكلم مع أبنائه بلغات متعددة ، وهذا ما نستنتجه ايضا من تطابق المفردات الأساسية وكذلك الضمائر التي جاءت في تلك اللغات ، بل إن الكثير من المفردات متطابقة تماما ،
وكما هو معروف بعدما تفرقت قبائل أبناء سام بين آسيا وإفريقيا بحثا عن المياه والمرعى والمأوى – شرقا وغربا شمالا وجنوبا - استجدت لهم مصطلحات وتسميات للأشياء ، فاصطلحت كل جماعة أو قبيلة على تسميتها دون معرفة ما اصطلح عليه غيرها من تسمية لهذه الأشياء وهذا هو أصل الخلاف بين تلك اللغات السامية .
اللغة العربية إن لم تكن أصل كل اللغات السامية إلا أنها أفضلهم بل هي أفضل لغات العالم على الإطلاق ، لا أقول ذلك تعصبا للغتي ، بل هي قناعتي من خلال دراستي وبحثي ومعرفتي ، وبيان ذلك في ما يلي :
أنا كمسلم أقطع معتقدا أن الله عز وجل هو العليم الحكيم الخبير جل في علاه
يقول المولى في كتابه الكريم
( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )
( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ )
( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ )
( أأنتم أعلم أم الله ) ؟؟
بما أن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية ولا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض ففي اعتقادي أنه أختار لكلامه وقرانه أفضل لغة على الإطلاق ، يحفظها بالقران ويحفظ القران بها ،
رب سائل يسأل ألم يكلم الله سيدنا موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة ؟
ألم ينزل الإنجيل الحق على سيدنا عيس المسيح عليه السلام ؟
ألم يوحي الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام صاحب الصحف ؟
ألم يؤتى سيدنا داوود عليه السلام زبورا ؟
ألم يوحي الله إلى النبيين والمرسلين جميعا ؟؟
أقول بلا أدنى شك أن الله أنزل التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وأوحى إلى جميع الأنبياء والمرسلين ما علمنا منهم وما لم نعلم ، بل وأعتقد أن الله عز وجل أوحى إلى أم موسى وإلى مريم سلام الله عليهما وعلى أبنائهما ، وأعتقد أنه أوحى إلى النحل كذلك ، وبلا أدنى شك فأن الوحي كان بلغة النذير الذي خلا في تلك الأمم ، ولكن ذلك الوحي لم يحفظ ، وتلك الكتب اندثر بعضها وحرف بعضها فاختلط فيها الحق بالباطل ، وعلى سبيل المثال أي عاقل يقتنع أن نشيد الإنشاد هو خلاصة الوحي الذي نزل على سيدنا سليمان عليه السلام ؟
لذلك أقول إن ما نزل على الأنبياء من وحي وكتب كانت هدى ونور لتلك الأقوام ولتلك الحقبة من الزمن وبلغات الأنبياء وأقوامهم ، وذلك - لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا - لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ - وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ - مع العلم أن تلك الكتب كانت مخصصة لأقوام بعينهم لا تتعداهم ، فعلى سبيل المثال أعظم الكتب السابقة وأهمها هي التوراة التي نزلت هدى ونور لبني إسرائيل لا تتعداهم ، مما جعلهم يتعالون على الأمم بسببها حتى ظنوا أنهم أبناء الله وأحباءه دون غيرهم ، وانغلقوا على أنفسهم فلم يسمحوا للأمم أن تدخل في دينهم وأن تعتقد اعتقادهم ، وهذه النظرة العنصرية استمرت حتى بعد قدوم المسيح عليه السلام الذي أوصى تلاميذه كما يزعمون بقوله ( .إلى طريق أمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا) متى 10/5
كما أن انتشار المسيحية بعد المسيح جاء مخالفا لتعاليمه ودليلا على تحريفها ، بل جاء انتشارها بعد تهديد بولص لبني إسرائيل ، فلو قبلوها لما خرجت من دائرتهم (.فجاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب أن تكلموا انتم أولا بكلمة الله ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجه إلى الأمم ) أعمال 13/46
ومما أدى إلى الزيادة في تحريف تلك الكتب أن مروجوها أصدروا منها عدة ترجمات بمختلف اللغات ، من خلالها أدخلوا عليها بعض النصوص والفقرات ليس لها أصل في المخطوطات الأصلية سواء اليونانية أو العبرية .
لذلك أعتقد جازما أن تكريم الله عز وجل للغة العربية بالقران الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كان عن حكمة منه وإرادة وقصد ، زد على ذلك أن الله تعالى تولى حفظ كتابه ، فبذلك يكون المولى عز وجل قد تولى حفظ لغة القران أيضا أي اللغة العربية .
وبما أن القرآن الكريم هو أفضل الكتب والمهيمن عليها ، كذلك العربية لغة القران .
لا يفوتني أن هناك من غير المسلمين من لا يرضى بهذا التحليل فيقول : لو أن محمدا صلى الله عليه وسلم عاش في أدغال إفريقيا أو على ضفاف نهر الأمازون لما نزل القران باللغة العربية ، عندها يكون من اللغات ما هو أفضل من العربية ؟
أقول لقد تجلت حكمة الله عز وجل في اختيار المكان والزمان والأصحاب ، فبعث الله محمدا صلى الله عليه في الجزيرة العربية ، وأراد الله له أن يكون أميا وأن ينشأ بين قوم أميين يندر بينهم من يجيد القراءة والكتابة حتى لا يقال إنما يعلمه بشر ، وحتى تتجلى أمام أصحاب العقول عظمة آيات الله عز وجل ، فليس للصدفة والعشوائية أي اعتبار في ذلك ، إنها الإرادة التي لا راد لها ، وحكم عظيم لا راد لحكمه ، وقضاء مهيمن قادر لا يسأل عما يفعل .
أعود لمنزلة العربية بين اللغات
لقد حاول علماء اللغة جمع وتصنيف لغات العالم ، حديثها وقديمها فتوصلوا إلى أن بعض لغات العالم لا تزال بدائية وضعيفة ، وأن هذه اللغات تفتقر إلى المفردات ، فصنفت اللغة اليابانية ضمن اللغات اللبدائية ، وضربوا لنا أمثلة على ضعف هذه اللغة فقالوا : تفتقر اللغة اليابانية إلى الكثير من المفردات ، فعندما تريد أن تكتب كلمة ( أسرة ) ( Family ) سوف تضطر إلى كتابة التالي ( زوج زوجة أبناء بنات ) حتى يفهم من خلالها أنك تقصد كلمة ( أسرة )
وبعد دراسة ومقارنات جاء تصنيف لغات العالم إلى درجات متفاوته ، حيث صنفت - اللغة الفرنسية والإنجليزية والعربية - على رأس الأفضلية بين لغات العالم بلا منازع ، وذلك لغزارة مفرداتها ومسايرتها ركب التطور ،
جاء هذا التصنيف بمبادرة من الخبراء والباحثين الغربيين أصحاب تلك اللغات ، ففي اعتقادي لو أنهم استخدموا نفس المعايير التي استخدموها في تصنيف لغات العالم لتميزت وتفوقت اللغة العربية على كل اللغات .
مقارنة بسيطة بين العربية والفرنسية والانجليزية نلحظ من خلالها ما يلي
1 - لا شك أن الفرنسية والانجليزية غزيرة بالمفردات ، ولكن مفردات العربية تفوق مفردات اللغتين مجتمعة .
2 - تمتاز اللغة العربية عن اللغتين بالضمائر التي يتميز بها المخاطب إن كان ذكرا أو أنثى ، مفردا كان أو مثنى أو جمع وما إلى ذلك ، بينما في اللغة الانجليزية تخاطب الجميع بكلمة ( YOU ) بها تخاطب الذكر وبها تخاطب الأنثى ، بها تخاطب جماعة الذكور وجماعة الإناث ، كما أنه لا يوجد في تلك اللغات مثني ، وهي ميزة أخرى للعربية .
3 - تمتاز اللغة العربية بالحركات وبالإعراب الظاهر في آخر الكلمة ، بين فاعل مرفوع بضمة ومفعول به منصوب بفتحة ومجرور بكسرة ، وقد تكفلت قواعد الإعراب بتلك الحركات التي تعطي للجملة رونقا وجمالا ، بينما تلك اللغات جميع حروفها ساكنة .
4 - ربما هناك من يقول أن بعض اللغات فيها حركات كما في اللغة العربية ، أقول هذا صحيح فاللغة العبرية فيها حركات كما في العربية وان بعض الحركات قد تغير معنى الكلمة كذلك ، إلا أن اللغة العربية تتميز عن العبرية بالكثير ، فبالرغم من أن الضمائر في اللغة العبرية كما هي في العربية إلا أنه ليس في العبرية مثنى
ملاحظة : لقد كان الفضل للغة العربية على اللغة العبرية في بقائها ، حيث استخدمت قواعد اللغة العربية للحفاظ على اللغة العبرية وخاصة في تصريف الأفعال ، وكل عربي دارس للغة العبرية يستطيع أن يلاحظ ذلك .
5 - بالرغم من أن بلاغة اللغة العربية لا تدانيها بلاغة أية لغة ( ربما كان هذا أحد أسباب ضعف الترجمة من العربية ) إلا أن اللغة العربية تمتاز على سائر اللغات بالتنوين ( تنوين بالضم وبالكسر وبالفتح ) كأن نقول جاء محمدٌ ، ورأيت محمداً ، وذهبت إلى محمدٍ ، فالتنوين هو ( نونٌ ساكنة تتبع الاسم لفظا وتفارقه خطا ) أي تلفظ ولا تكتب ، ولا يدخل التنوين إلا على الأسماء العربية ، بحيث تستطيع به أن تميز الأسماء العربية عن غيرها بإدخال التنوين عليها ، فالذي يقبل التنوين يكون عربيا والذي لا يقبله يكون أعجميا ، فمحمد ٌ ومحمودٌ وفاطمةٌ كلها أسماء عربية ، أما إبراهيم وإسماعيل فأسماء أعجمية ، ثم من جمال التنوين أنه يعطي للكلمة جرسا موسيقيا جميلا ، وكما هو معروف للجميع فإن تلاوة القران بصوت شجي يطرب لسماعها الكثير من النصارى وغيرهم ، أحد أصدقائي من النصارى قبل ثلاثين سنة قال لي بالحرف الواحد : ( أحب أن أستمع كل يوم في الصباح للقران ، وإذا لم أستمع للشيخ عبد الباسط في الصباح أبقى ذلك اليوم في نكد )
بل إن هناك من لا يعرف العربية عندما سمع القران الكريم بكى وقال هذا ليس كلام بشر ، وكان سماعه للقران سببا في إسلامه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصحك أخي بالاستماع لقصة الاندلس يرميها لنا الدكتور راغب السرجاني على هذا الرابط
http://www.islamstory.com/%D8%B3%D9%...82%D9%88%D8%B7
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات