خوله بنت ثعلبة بن أصرم الخزرجية
:start-ico قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّه ِ
بسم الله الرحمن الرحيم :
((( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))) المجادلة 1-4
هنيئا لك أيتها الزوجة الفاضلة – هنيئا لك هذا المقام الكريم – لقد سمع ربك دعائك من فوق سبع سموات ولم تسمعه أمنا عائشة رضي الله عنها وهى على بعد بضعة أمتار منك .. هنيئا لك يا من استجاب الله دعوتك .. وكرمك في القرآن، وكرم صوتك صوت الحق عندما تردد أرجاؤه في السماء، سمعك السميع البصير الذي لا تخفى عليه خافيه.
دعونا نعرف من هي هذه المرأة الخزرجية الصالحة.
نحن بالمدينة المنورة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبيت رسول الله مأوى لكل حائر وخائف, منزل رسول الله نبع علم لكل جاهل أمر وسائل حق وخير ، نحن مع سيرة سيدة جليلة فاضلة من نساء الأنصار .. أنها خوله بنت ثعلبة بن أصرم الخزرجية .
تزوجها اوس بن الصامت شقيق عبادة بن الصامت احد النقاء الأنثى عشر ومن أكثر بيوت الأنصار حرصا على الإسلام في عهده .
في ريعان شبابها وربيع عمرها تزوجت بأوس ، وكانت جميلة ، صبوحة الوجه وكان اوس فتى يعيش في بحبوحة من العيش والمال.
انتظمت حياة الأسرة بلا قلق وعندما دعي داعي الله إلى الإسلام كانت خوله من أول المبايعات المسلمات ، بايعت رسول الله على الإسلام وأركانه ، وكذلك اسلم زوجها اوس ..
كانت دارهم إحدى الدور التي هللت لقدوم محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
مرت السنون وتقدم العمر فلم يعد ربيعا.. كما كان فللزمن خطوط وعلامات تغير نضارة الوجه ولكن خوله كانت مازالت تحتفظ بشيء من جمالها.
وذات يوم قامت خوله تصلى ، كما اعتادت ، كسيدة مسلمة عابده كما أمرها الله ، ونظر اوس بن الصامت وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزوجة الصالحة حين قال " إذا نظر إليها سرته "
نعم لقد سرته خوله ، وتاقت نفس الرجل إليها ، فغاب عنها في رحاب داره حتى أنهت صلاتها ، وجاء يداعبها ويؤدى دور الزوج من دفع الهم والحزن عن أهله بمداعبتهم وملاطفتهم ، وكأي زوجة شغلها أبناؤها عمن الزوج ، فنفرت خوله عنه وأبعدته عنها وبعدت هي عنه غير راغبة في مزاحه .
غضب الرجل .. تملك منه الغضب .. وثار لنفسه ورغبته وتملكته ثورته وحرّمها على نفسه كما حرم الله عليه أمه قائلا: أنت علىّ كظهر أمي .
وقفت خوله مشدوهة وقد أخذتها الدهشة مما سمعت من زوجها أنها حرمت عليه ، وكان يسمى هذا التحريم في الجاهلية بالظهار ، ويصير اشد أنواع الطلاق ، فهو تحريم مؤكد لا رجعة فيه تنتهي بعده أواصر الأسرة وتنقطع من خلاله صلة الأرحام .
يتبع .....
المفضلات