(2)
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح عبد المقصود
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله " من أصبح حزينا أصبح ساخطا على ربه ومن أصبح يشكو مصيبة فكأنما يشكو الله ومن تواضع لغنى سأله من في يده أحبط الله ثلثي عمله ومن أعطي القرآن ولم يعمل به وتهاون به حتى دخل النار أبعده الله عن رحمته لأنه هو الذي فعل ذلك بنفسه حيث لم يعرف حرمة القرآن "
الحديث منكر لا يصح مرفوعا ، يروى من حديث أنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي الدرداء
ومن كلام كعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، وفرقد السبخي ، وابراهيم بن أدهم .
حديث أنس بن مالك :أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/75) ، وابن عدي في "الكامل" (8/339) ، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 257) ، والبيهقي في "الشعب" (10044) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (385) و (442) و (2361) .
كلهم من طريق وهب بن راشد، قال: سمعت مالك بن دينار، عن أنس بن مالك مرفوعا .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (726) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2216) من طريق عيسى بن سليمان الفزاري البغدادي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا وهب الله بن راشد المصري، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو الله ومن تضعضع لغني لينال فصل ما بيده أحبط الله ثلثي عمله ومن أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله " .
قال الطبراني : " لم يروه عن ثابت إلا وهب الله , وكان من الصالحين " .
قال ابن عدي : " لا أعلم أحدا يرويه عن مالك بن دنيار غير وهب بن راشد" .
قال البيهقي : "قال الشيخ أحمد رحمه الله : تفرد به وهب بن راشد بهذا الإسناد و روي ذلك بإسناد ضعيف" .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- وهب بن راشد : وهو منكر الحديث .
2- الاضطراب : فتارة يرويه وهب عن مالك بن دينار ، وتارة يرويه عن ثابت البناني ، مع تفرده عنهما .
حديث عبد الله بن مسعود : يروى عنه من طريقين :
الطريق الأول : أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/127) ، والشاشي في "مسنده" (609) ، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/133) .
كلهم من طريق بشر بن عبيد الدارسي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى بن معدان، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على الله»
قال العقيلي : " عبيد الله بن موسى بن معدان كوفي مجهول بنقل الحديث، حديثه منكر، لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به " .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- بشر بن عبيد الدارسي : وهو منكر الحديث ، وكذبه الأزدي .
2- عبيد الله بن موسى بن معدان : مجهول ، وحديثه منكر لا يتابع عليه .
الطريق الثاني : أخرجه البيهقي في "الشعب" (10045) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" (5/131-132) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/133) .
كلهم من طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد الدقاق نا أبو الحسن علي أحمد البلخي نا محمد بن يوسف بن ثابت بن آدم الربعي من كتابه إملاء علينا عن محمد بن القاسم بن جعفر نا شقيق بن إبراهيم عن سفيان الثوري عن طلحة بن مصرف عن شمر بن عطية عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أصبح محزونا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه و من أصبح يشكو مصيبته فإنما يشكو ربه و من دخل على غنى فتضعضع له ذهب ثلثا دينه و من قرأ القرآن فدخل النار فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا".
قال ابن الجوزي : " ليس فيها شيء صحيح . أما الحديث الأول ، ففيه محمد بن القاسم الطالكاني . قال أبو عبد الله الحاكم : كان يضع الحديث . وقال ابن حبان : روى عن أهل خراسان أشياء لا يحل ذكرها في الكتب ويأتي في الأخبار ، بما يشبه الحلق ، يشهد الخلق على بطلانه . قال : ولا يحل الاحتجاج بوهب بن راشد فإنه يروي العجائب . وأما حديث ابن مسعود ففيه عبيد الله بن موسى . قال العقيلي : هو مجهول وحديثه غير محفوظ . قال ابن عدي : وبشر الدارسي منكر الحديث عن الأئمة بين الضعف جدا ".
قلت : وهذا اسناد ساقط فيه :
1- محمد بن القاسم الطايكاني : وهو كذاب .
2- شقيق بن إبراهيم البلخي : وهو منكر الحديث .
حديث أبي الدرداء : أخرجه القاسم بن المفضل الثقفي في "الأربعين" كما في "اللآلىء المصنوعة" للسيوطي (2/269) : حدثنا بكر محمد بن عبد الرحمن بن جعفر الخلقاني أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسحاق الفارسي حدثنا حفص بن عمر حدثنا عثمان بن سماك الحمصي حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن خلاس عن أبي الدرداء قال قال رسول الله من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على الله عز وجل ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه عز وجل ومن قعد إلى غني فتضعضع له الدنيا يصيبها ثلثا دينه ومن قرأ القرآن ودخل النار فقد اتخذ آيات الله هزوا.
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- عثمان بن سماك الحمصي : وهو مجهول ، وقال الذهبي : تكلم فيه .
2- وهب بن راشد : وهو منكر الحديث .
كلام كعب الأحبار :أخرجه أبو القاسم الختلي في "الجزء الثالث من الديباج" (3) ، ومن طريقه أبو نصر السجزي في الإبانة كما في اللآلىء المصنوعة للسيوطي (2/269) : حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي حدثنا بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كعب الأحبار قال قرأت في التوراة مكتوب آيات خطها الله بيمينه من أصبح حزينا فذكره والله أعلم.
قلت : وهذا اسناد ساقط فيه :
1- أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي : يسرق الحديث .
2- بقية بن الوليد : يدلس ويسوي وقد عنعن .
كلام وهب بن منبه :أخرجه أحمد في "الزهد" (435) : أخبرنا غوث بن جابر قال: سمعت عبد الله بن صفوان يذكر عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: " إني وجدت في التوراة أربعة أسطر متواليات؛ إحداهن: من قرأ كتاب الله عز وجل وظن أن لن يغفر له، فهو من المستهزئين بآيات الله، ومن شكا مصيبته فإنما شكا ربه، والثالث: من حزن على ما في يدي غيره فقد سخط قضاء ربه، الرابع: من تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه "
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه عبد الله بن صفوان بن سعيد وهو ضعيف الحديث مع قلته .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10043) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن صالح بن هانىء نا محمد بن عمرو الجرشي نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهب بن منبه يقول : وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية من شكى مصيبته فإنما يشكو ربه و من تضعضع لغنى ذهب ثلثا دينه و من حزن على ما في يد غيره فقد سخط قضاء ربه و من قرأ كتاب الله عز و جل يظن أن لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله عز و جل
قال البيهقي : " وقد روي هذا من وجه آخر مسند و ليس بالقوي " .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه محمد بن عمرو الجرشي لا يعرف .
كلام فرقد السبخي :أخرجه أحمد في "الزهد" (1909) – ومن طريقه أبي نعيم في "الحلية" (3/45) – ، والبيهقي في "الشعب" (10046)
كلهم من طريق سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت فرقد السبخي، يقول: قرأت في التوراة «من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه عز وجل، ومن جالس غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن أصابه مصيبة فشكاها للناس فإنما يشكو ربه عز وجل»
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه سيار بن حاتم وهو ضعيف عنده مناكير ، وفرقد السبخي نفسه ضعيف لم يكن بصاحب حديث .
كلام إبراهيم بن أدهم :أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/23) : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عيسى بن خالد الحمصي، عن أبي اليمان، ثنا عبد الرحمن بن الضحاك، عن إبراهيم بن أدهم , قال: " مكتوب في بعض كتب الله: من أصبح حزينا على الدنيا فقد أصبح ساخطا على الله ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به أصبح يشكو ربه وأيما فقير جلس إلى غني فتضعضع له لدنياه ذهب ثلثا دينه ومن قرأ القرآن فاتخذ آيات الله هزوا أدخل النار ".
قلت : ولم أعرف شيخ أبو نعيم ولا شيخ شيخه ، فان كانا من الثقات ، فالاسناد صحيح . والله أعلم .
المفضلات