جزاكم الله خير على الاضافةاقتباسالأخت الفاضلة شمائل الخير جزاك الله خيرا
أرى أن الحديث عن تاريخ فلسطين
والحديث عن تاريخ فلسطين يعني الحديث عن ماضيها فقط وليس الحديث عن حاضرها ولا عن مستقبلها
فلا أرى مكانا للحديث عن إتفاق أو إنقسام
أما حديثك عن وضع فلسطين قبل الفتح الإسلامي فينقصه بعض البيان
ففلسطين
استوطنها العرب على مر العصور تخللها جولات للغزاة حتى استقر فيها الكنعانيين من العرب
لقد إحتلها البيزنطيون زمانا واحتلها الفرس زمانا والرومان زمانا
واحتلها الفراعنة المصريون زمانا
وعندما قدم بنو إسرائيل إليها بعد خروجهم من مصر كانت فلسطين كنعانية
والكتاب المقدس يتحدث عن دخولهم إلى فلسطين بالتفصيل
بداية من دخول مدينة أريحا وتحريم جميع من فيها بحد بالسيف
فلم ينجوا من السيف
طفلا ولا امرأة ولا بقرة ولا غنمة ولا حمارا
حتى الزواحف والحشرات إن كانت ناجية من السيف فإنها لم تنج من الحرق الذي طال المدينة بما فيها
إعلمي سيدتي أن سكان فلسطين الأصليين هم القبائل العربية
فبعد خراب سد مأرب هاجرت بعض القبائل العربية إلى الشمال
فاستوطن بعضهم الشام وباديتها والعراق وشمال الجزيرة ووسطها وشرقها
فهذه قبائل لخم وجذام هاجرت إلى العراق وانتقلت منها إلى الشام
فتوزعوا في الشام واستوطنوا الجنوب الغربي من الشام خاصة أي فلسطين
كما أن الغساسنة والمناذرة استوطنوا شمال الجزيرة وشرقها
تلك القبائل العربية هي الأمم التي ذكرها الكتاب المقدس
وفصل لليهود شريعة الحرب مع تلك الأمم
فعندما تم سبي اليهود إلى بابل لم يبقى في فلسطين إلا أحفاد تلك القبائل العربية
وبعد السبي أعاد البيزنطيون احتلال فلسطين من جديد
فأصبح المجتمع تلك الأيام في فلسطين فريقين
البيزنطيون المحتلون والذين يشكلون الدولة والسيادة والسياسة
والشعب الذي يرزح تحت الإحتلال
قوامه أبناء تلك القبائل العربية القحطانية والذين جمعتهم تسمية الكنعانيين
وكانت الوثنية تكاد تكون هي القاسم المشترك بين الفريقين
فالبيزنطيون وثنيون العرب وثنيون كذلك
ثم عادت اليهود من السبي
فأصبح المجتمع الفلسطيني أربع فرق متداخلة
البيزنطيون والكنعانيون واليهود والسامريون اليهود
في تلك الفترة
ولد المسيح عليه السلام والمجتمع الفلسطيني على ذلك الحال
ولد المسيح عليه السلام لأم يهودية وختن بأيدي كهنة اليهود ونشأ بين اليهود
جاء رسالته إلى قومه اليهود بوجه الخصوص
وكلكم أخبر مني بما حصل مع المسيح عليه السلام
فهذا ليس موضوعنا الآن
ولكن
أقل ما يقال أن المسيح وجه تلاميذه للتبشير بين اليهود فقط
وأوصاهم أن لا يتعرضوا للكنعانيين ولا يتعرضوا للسامريين اليهود
ومن باب أولا أن لا يتعرضوا للبيزنطيين الرومان
وقصته هو مع المرأة الكنعانية معروفة ومشهورة
لن استدل بتلك القصة إلى نظرته للكنعانيين ولباقي الأمم ككلاب ولكني
أستدل بتلك القصة بخصوصية استهدافه لليهود من دون الناس
بقي المجتمع على تلك التركيبة الإجتماعية السابق ذكرها ولكن
أصبح في ذلك المجتمع أديان أخرى
الوثنية دين البيزنطيين والكنعانيين ، اليهودية دين اليهود ، السامرية دين السامرية من اليهود ،
النصرانية دين أتباع المسيح عليه السلام والتي يرغب من ينتسب إليها اليوم بتسميتها بالمسيحية
ولا أريد أن اعقب أكثر من ذلك
في تلك الأيام كان اليهود على وفاق مع البيزنطيين واشتركوا معهم في اضطهاد
تلاميذ وأتباع المسيح عليه السلام فقتلوا منهم من قتلوا وشتتوا شمل من شتتوا
حتى أصبح أتباع المسيح مضطهدين شر اضطهاد حياتهم بين الشتات والرعب التخفي
كانت هذه حالهتم إلى أن تنصرت الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين وكذلك تنصر الكثير من الرومان
وهنا بدأت القبائل العربية تترك الوثنية لتتنصر
حتى تكاد تكون قد تنصرت بالكامل
ولو كان في نشأت الكنيسة الشرقية شرفا وفخرا
لقلنا أن ذلك الشرف حازه أجدادنا وليس أقباط مصر الذين كانوا تبعا لهم
( وللعلم فإن القبائل العربيةبقيت محافظة على لغتها بالرغم من تلك القرون المتطاولة من الزمن )
في تلك الحقبة من الزمن
أصبحت النصرانية أو بما يعرف الآن ( بالمسيحية ) هي الدين الرسمي للدولة وللشعب بالرغم
من بقاء الملك قسطنطين على وثنيته
وخلال تلك الفترة دعا الملك قسطنطين إلى أول مجمع للمسيحيين في نيقية فتم تحت رعايته
وفي ذلك المجمعتم اتخاذ قرار تأليه المسيح عليه السلام
وفي تلك الفترة إنقلبت الموازين رأسا على عقب
فبعد أن كان المسيحيون مضطهدون ، أصبحوا هم القوة والقادة والسادة
فقاموا بالإنتقام من اليهود شر انتقام
حتى أصبح في عرفهم أن ذبح اليهودي هو أقرب القربات وأفضلها إلى يسوع
فأقاموا المجازر وذبحوا اليهود في كل مكان ومن شكوا بيهوديته لم يسلم منهم
فلم ينجو من من اليهود إلا من فر هاربا إلى الجنوب إلى الجزيرة العربية طلبا للأمان
فاستقر بعض اليهود حول يثرب كبنوا قريظة والنظير وقينقاع وكذلك خيبر
واستمر بعضهم هاربين ولم يتوقفوا حتى وصلوا إلى اليمن فاستقروا فيها
هذا هو سر وجود اليهود في الجزيرة العربية واليهود يعترفون بذلك
لم يكن في الجزيرة العربية مسيحيين كما يحاول البعض أن يشيع وإلا
لشهدت الجزيرة صدامات بين المسيحيين واليهود
فكان أكبر تجمع للمسيحيين في نجران وذلك أنه تنصر بعض أهلها
ونجران بعيدة عن يثرب وخيبر ولذلك لم يحتكوا ببعضهم
وبقي الأمر على ذلك الحال إلى أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ذهب ورقة ابن نوفل إلى الشام فاستهوته المسيحية
فترك الوثنية وتنصر
( فورقة لم يكن قسا كما يحاولون الإشاعة عنه ولم يكن في مكة مسيحيا غيره ، لذلك كان منعزلا عن الناس )
بعد البعثة الشريفة حدث أمرا يتعلق بفلسطين يجهله معظم المسلمين فضلا عن غيرهم
وذلك أن راهبا من رهبان فلسطين بل من رهبان بيت لحم بالذات وقد كان كبيرا في قومه
وصلته أخبار بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فأراد أن يَخلُص إليه
فأخذ معه خمسة نفر من إخوته وأبناء عمومته وانطلق إلى مكة
وهناك بين يديه
تأكد له صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم هو ومن معه
ذلك الراهب هو الصحابي الجليل أبا رقية تميم إبن أوس الداري اللخمي رضي الله تعالى عنه
وقد كان من قصته
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطعه أرضا من أرض الشام
فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : سلوا حيث شئتم
لا أريد أن أسرد القصة الآن حتى لا أخرج عن الموضوع فمن الممكن أن أسردها في مشاركة قادمة
لأنها تستحق الحديث والإهتمام ، كونها معجزة من معجزات رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم
ومن لا يستطيع الإنتظار فعليه بكتاب ( تميم ابن اوس الداري - للأستاذ محمد شراب )
خلاصة الأمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع تميما ومن معه مدينة خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
وكتب لهم بذلك كتابا
وأمر تميما أن يرجع إلى وطنه وأن يعود إليه بعدما تأتيه أخبار الهجرة وظهور الإسلام وكان كذلك
فعاد تميم ومن معه رضي الله عنهم إلى فلسطين الشام
أي أنهم كانوا نواة الإسلام في فلسطين وبذرته في الشام
وعلى أيديهم بدأ انتشر الإسلام بين العرب هناك
وبعبارة أخرى وصل الإسلام إلى فلسطين الشام قبل فتحها
ثم كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعلمونه
ثم انطلقت جيوش الإسلام إلى الشام بأمر من الخليفة الراشد أبا بكر رضي الله عنه
وتحت قيادة القائد العام الصحابي الجليل أمين الأمة أبا عبيدة عامر إبن الجراح رضي الله عنه فتحت الشام بفلسطينها
والألوية يقودها ثلة من القادة العظام رضي الله عنهم
منهم خالد ابن الوليد ومعاوية ابن ابي سفيان وعكرمة ابن ابي جهل وعمرو ابن العاص ويزيد ابن ابي سفيان وغيرهم رضي الله تعالى عنهم جميعا
وعلى أيديهم فتحت بلاد الشام بأسرها وتبعها ما تبعها
فدمشق ومدن قليلة فتحت عنوة أما فلسطين فقد فتحت سلما بأكملها
وعلى رأسها قدسنا الحبيبة مدينة أقصانا التي تسلم مفاتيحها
فاتحها بعدله وسيرته ذلك المارد الخليفة الراشد فاروق الأمة عمرابن الخطاب رضي الله عنه
فقد تسلم مفاتيح بيت المقدس من بطريركها في ذلك الحينصفرانيوس بطريرك إيلياء بعدما تسلم كتاب الأمان
الذي عرف فيما بعد بالعهدة العمرية
هذه هي ملاحظاتي على الفترة السابقة للفتح الإسلامي لفلسطين
وأنا طوع بنان من عنده ملاحظة أو أراد النقاش
وتقبلي مروري رعاك الله
بالنسبة لي ولكثيرين امثال تاريخنا وحاضرنا ومستقبل عبارة عن مفتاح وخريطة وسند
هذا ما تعلمناه وسنعلمه لاولادنا واحفادنا الى يوم الرجعة
رجاء عدم التحدث عن المصالحة لانه بيعة علنية لفلسطينيين الشتات من اجل مصالح اقتصادية لاهل القطاع والضفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
المفضلات